; فعلها عبد الناصر | مجلة المجتمع

العنوان فعلها عبد الناصر

الكاتب الأستاذ حسن التل

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أغسطس-1985

مشاهدات 16

نشر في العدد 730

نشر في الصفحة 35

الثلاثاء 20-أغسطس-1985

 

صارت مهمة الإعلام في معظم بلدان العالم العربي الإسلامي مهمة تضليل وتعمية وتزوير للحقائق وكثيرا ما انطلت حقائق أساسية على كثير من الناس نتيجة التزوير والتضليل الإعلامي الذي ينعق في بعض بلداننا بما يريده الحاكم.

وقد تعرض الإخوان المسلمون عبر تاريخهم المشرق الناصع لحملات تزوير مضللة من أبرزها التزوير الذي مارسه الإعلام المصري أيام عبد الناصر حين اتهم جماعة الإخوان المسلمين بحادث إطلاق النار على عبد الناصر عام ١٩٥٤م. 

وهذه هي المحاكم المصرية اليوم تكشف الزيف عما عمله حاكم مصر آنذاك عبد الناصر ومن قبله فاروق ومن بعده السادات.

حول هذا الموضوع نشرت مجلة اللواء الأردنية المقال التالي : 

حملت أخبار القاهرة نبأ قرار المحاكم المصرية بتبرئة جماعة الإخوان المسلمين من  حادثة المنشية الشهيرة التي زعم يومها أن : الإخوان المسلمين قد دبروه للقضاء على جمال - عبد الناصر، واتخذت الحادثة ذريعة لحل الجماعة ومطاردة رجالاتها والتنكيل بأبنائها وهو الأمر الذي استمر طيلة حكم جمال عبد الناصر وامتد ليشمل كل شباب الاسلام في مصر، ورغم أن كل الدلائل كانت تشير إلى أن ما جرى في المنشية كان تمثيلية هزلية مديرة لتأخذ كذريعة للفتك بالاتجاه الإسلامي ومده الهادر الذي بدأ يقلق عواصم الغرب بما يمثله من تحد للاستكبار الدولي يومها وهو التحدي الذي بدأ واضحا بكتائب الإخوان المسلمين التي قارعت العصابات الصهيونية في فلسطين أثناء - حرب ١٩٤٨ وإعلان المرشد العام قبل ذلك عن - استعداده لإرسال عشرة آلاف مجاهد لنصرة شعب فلسطين حيث كوفء الإمام الشهيد بالاغتيال في وسط القاهرة وكوفئت كتائب المجاهدين العائدة من فلسطين بالاعتقال والتنكيل.

 

.ورغم بطش فاروق وجبروته فقد تعاظم مد دعوة الإخوان المسلمين وأصبح هو الموجه الفعلي للشارع المصري لا بل وللشارع العربي وكان من شماره تحطيم عرش فاروق وإصرار ضباط الإخوان المسلمين على أن يغادر أرض مصر بغير رجعة عندما شكل الإخوان اللحمة الشعبية. الثورة ٢٣ تموز بعد أن أعطوا إشارة البدء لتنظيم الضباط الأحرار الذي رعاه الإخوان وحمود.

وإذا كان المألوف بعد وقوع ثورة ٢٣ تموز والدور الذي لعبه الإخوان فيها أن يكون التفاهم كاملا بين الضباط وبين الإخوان فان الذي جرى بعد ذلك كان العكس تماما عندما أمر الإخوان على أن يعود الجنود إلى ثكناتهم وأن تمنح البلاد الحرية وأن يعلن حكم الله في مصر فكانت نقطة الفراق بين الإخوان وبين الضباط اتبع الإخوان ممثلين بمرشدهم العام سياسة ضبط النفس حفاظاً على وحدة كلمة الشعب المصري وحقنا للدماء فلقد أثر جمال عبد الناصر اتباع سياسة البطش والتنكيل والانفراد في الحكم.

وكانت حادثة المنشية المدبرة من قبل أجهزة عبد الناصر قاصمة الظهر بين الفريقين والتي تبعها كل ما لحق بالدعوة الاسلامية ممثلة بالاخوان المسلمين من بلاء. وقد احتاج القضاء المصري إلى ما يقرب الثلث قرن ليعلن أن الإخوان أبرياء من هذا الحادث. وبالتالي فإن كل الإجراءات التي ترتبت على هذا الحادث من حل للجماعة ومصادرة لأموالها وتعطيل المطبوعاتها واعتقال الشبابها وإعدام لقادتها باطلة. فكيف سيتم التعويض عن كل هذه الخسائر ؟ معنوياً لقد حققت حركة الإخوان المسلمين التعويض عن كل هذا الذي لحق بها

عندما تمردت على الغناء وانتصرت على كل المؤامرات وأثبتت الأيام أن دعوة الإخوان المسلمين هي الدعوة الباقية التي تزيدها المحن أصالة ورسوخاً والدليل على هذا الذي تقول هذه الملايين من شباب الدعوة المنتشرين في كل أرجاء هذا العالم يقرعون بسواعدهم المتوضئة رموز الطغيان ويصمون بتكبيراتهم المؤمنة أذان الطغاة ويذكروهم بأن الطغيان لا بد زائل وان الغد لدعوة الله.

لقد حقق الإخوان المسلمون رغم كل المحن التي لحقت بهم الكثير الكثير من أهداف دعوتهم السماوية وأولها تربية الأجيال على عقيدة السماء ولحن الجهاد ومن العجيب أن انتصارات دعوة الإخوان الحقيقية كانت في الارض التي اشتدت بها المحن وتكالبت فيها المصائب فمن ينكر اليوم أن للإخوان التأثير الأكبر في توجهات الشارع المصري وفي تربية الأجيال الصاعدة. ومن ينكر أن للإخوان وجوداً في كل عاصمة ومدينة كبرى وصقع من أصقاع هذا العالم. من ينكر ذلك فسوف يستعصي عليه فهم الكثير من المعادلات الجارية حوله لأن الإخوان المسلمين رقم أصيل في المعادلات الجارية في هذا العالم والأرقام الأصيلة لا يمكن ازالتها .

وبعد فلئن احتاج القضاء المصري إلى ما يقرب الثلث قرن الإعلان براءة الإخوان المسلمين فلقد برأهم الضمير المسلم دائما وأعلنت براءتهم بهذه الملايين من الشباب الذين تعاهدوا على نصرة دعوة الله تحت لواء الإخوان المسلمين.

عن اللواء الأردنية – عدد640

الرابط المختصر :