العنوان فلتتضافر الجهود لحماية الـكويت من الغزو اللاأخلاقي
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 28-فبراير-2004
مشاهدات 18
نشر في العدد 1590
نشر في الصفحة 9
السبت 28-فبراير-2004
أدرك أعداء الإسلام على امتداد التاريخ عظمة القيم والمبادئ الأخلاقية التي حفظت تماسك المجتمع المسلم، وكانت إحدى ركائزه المتينة التي قامت عليها حضارته، فلجئوا إلى محاولة ضربها في الصميم بغية تمزيق المجتمع، وإلحاق الأمة بالمجتمع الغربي الذي يعيش في غالبيته بعيدًا عن رسالة السماء، ويعاني من أمراض اجتماعية ومشكلات لا أخلاقية مدمرة، ومن هنا فإن المؤامرات تتوالى على الأمة سعيًا لإبعادها عن الإسلام وتجريدها من القيم والأخلاق والمبادي السامية.
وقد اتخذت هذه المؤامرات صورًا وأشكالًا عدة لتحقيق أهدافها مثل المهرجانات الغنائية الهابطة والمسرحيات والبرامج الفضائية والمجلات الإباحية تحت ستار الفن وحرية الرأي والترويح عن الناس وتنشيط الاقتصاد كما يزعمون.
ويمثل مهرجان «هلا فبراير» الذي يحفل كل عام بالمساخر والمباذل والاختلاط الشائن صورة من تلك الصور، كما يمثل البرنامج التليفزيوني الإباحي الذي تبثه إحدى القنوات الفضائية باسم «ستار أكاديمي» صورة أخرى هابطة إضافة إلى المسرحيات والمجلات وغيرها التي شكلت في الآونة الأخيرة موجة خطيرة من موجات الغزو اللاأخلاقي للبلاد، وتهدد مجتمعنا الكويتي المسلم مع بقية المجتمعات الإسلامية في الصميم.
وحيال ذلك الخطر اللاأخلاقي الداهم نؤكد ما يلي:
أولًا- أن الترويح عن الناس وتنشيط الاقتصاد لا يكون أبدًا على حساب القيم والأخلاق والفضيلة، ولا تكون الوسيلة لتحقيقها معصية الله من خلال المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات، ثم إن ما تهدره أجهزة الدولة من أموال لجلب الفرق الغنائية والمسرحية وما جرى من تخفيضات على السلع، لا شك ينعكس بالخسارة على الاقتصاد، وإن كشف حسابًا حقيقيًا عن عوائد تلك المهرجانات سيؤكد أن تنشيطًا للاقتصاد لم يحدث، إننا لا نعارض الترويح عن النفوس، ولا نرفض تنشيط الاقتصاد، ولكننا لا نرضى أبدًا أن يكون ذلك باستجلاب سخط الله، فليكن الترويح عن النفس وفق قيم وأخلاق ديننا، وليكن تنشيط الاقتصاد بما يتفق مع عقيدتنا ومنهجنا.
ثانيًا- أن ظاهرة التساهل في أمور الدين وغض الطرف عن المخالفات والتجاوزات تعد من أخطر المزالق التي تؤدي بالأمم إلى المهالك.
ومن هنا فقد أحسن النواب الإسلاميون في مجلس الأمة وأساتذة كلية الشريعة وعلماؤها ودعاتها والمخلصون من أبناء الكويت عندما تحركوا بهمة عالية وبأسلوب حضاري مسؤول ضمن القنوات القانونية والدستورية في البلاد لبيان أخطار موجة الغزو اللاأخلاقي التي حاولت- وما زالت-اجتياح الكويت، وكان العلماء من أساتذة كلية الشريعة الذين مثلهم (١٤) أستاذًا واضحين في بيانهم الذي وجهوه إلى الأمة يوم الثامن عشر من فبراير حينما قالوا: إن ما يقام في الكويت من حفلات فيه اختلاط محرم، يجمع النساء والرجال وغناء بأصوات تثير الغرائز، وتخدش الحياء، وتهتك ستار الفضيلة والمروءة والعفة، وأوضح الأساتذة أن الله -سبحانه وتعالى- توعد في كتابه العزيز من يحب إفشاء الأمور المستقبحة من الخنا والفجور بالعذاب الأليم، كما أن تجمعًا للنواب والدعاة حذر يوم الخامس عشر من فبراير ٢٠٠٤ من آثار تلك المهرجانات الغنائية على المجتمع لما تمثله من إثارة لسخط الله سبحانه وتعالى.
وفي نفس الاتجاه قام النواب الإسلاميون والعلماء بدورهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة، ضد موجات الغزو الإعلامي الإباحي الموجهة إلى المجتمع الكويتي المسلم مع غيره من المجتمعات الإسلامية، فقد أصدر عميد كلية الشريعة الحالي د. محمد الطبطبائي وعميدها الأسبق د. عجيل النشمي فتويين حرمتا مشاهدة البرنامج التليفزيوني الإباحي الذي تبثه إحدى القنوات العربية باسم «ستار أكاديمي» وقد وصف الدكتور النشمي المشاركين فيه بأنهم «فسقة» وأن «في البرنامج من الخسائس الكثير، الواحدة منها تكفي لتحريمه».
ودعا النواب الإسلاميون المساهمين المسلمين في المحطات الفضائية والحكومات الخليجية المساهمة في مؤسسات البث التليفزيوني إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف استهتار بعض القنوات الفضائية بالقيم والأخلاق، ونسجل هنا بالتقدير للمسؤولين استجابتهم في منع بعض الحفلات، ورفض عرض إحدى المسرحيات لما تتضمنه من نصوص «إباحية».
لكننا أمام هذا الغزو الإباحي واللاأخلاقي المخطط له جيدًا نطالب بأن يلتئم الجميع حكومة ونوابًا وعلماء مع كل المخلصين من أبناء هذا البلد لوضع إستراتيجية متكاملة لحماية المجتمع من تلك الموجات المدمرة، وتطهيره مما يخطط له من أناس لا يرعون الله في أجيالنا وأبنائنا، ونأمل أن تصدر القوانين والتشريعات بما يمنع تلك الممارسات والتجاوزات في المستقبل، كما نأمل من وزير الإعلام أن يقوم بدوره المنشود في هذا الصدد.
إننا ندعو المسؤولين إلى المبادرة بتصحيح المسار، ووقف التجاوزات وأن يكونوا القدوة في المبادرة بالطاعات والرجوع إلى الله؛ أملًا في استجلاب رحمات الله، واستمرارًا لما نعيش فيه من خير، وصدق الله: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، (سورة الأنفال: 26).
ونرجو ألا يحل علينا ما أنبات به الآية الكريمة: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾، (المائدة: 78-79).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل