الثلاثاء 28-يونيو-1977
لم يتعرض رئيس من الرؤساء لهجوم جارح، كما تعرض له الرئيس اليوغندي عيدي أمين ولا أرى سببًا معقولًا يبرر هذا الهجوم الضاري المستمر، فالرجل قطعًا ليس أسوأ حاكم موجود في القارات الخمس، فلا هو الوحيد الذي يحكم عن طريق القوة وسابقة ملتون أبوتي، كان يسيم شعبه سوء العذاب مؤتمرًا بأوامر مجلس الكنائس العالمي وحلفائه من بني إسرائيل.
إذا لم هذا الهجوم كله ضد عبدي أمين وحده، إن نظرة ثاقبة فاحصة في هوية المنظمين لهذا الهجوم تعطينا الإجابة الشافية.
إن مجلس الكنائس العالمي هو الذي يتولى كيد هذا الأمر ولهذا المجلس نفوذ قوي في حكومات أوروبا المسيحية، والصهيونية العالمية بما لهما من سيطرة كاملة على أجهزه الإعلام وصناعة الأخبار، تقوم بإذاعة ونشر هذا الهجوم ملبسين الحقد والباطل كاتمين كشيمتهم الحق وهم يعلمون، وتتلقف صحفنا وإذاعاتنا هذه المفتريات وتقوم بنشرها على الملأ ولو أنهم تريثوا وسعوا بأنفسهم وراء الحقيقة لعلموا أن الرجل يتعرض لما يتعرض له من هجوم لسبب خفي لا يذكرونه إلا قليلًا.
إنه يهاجم لأنه مسلم.
الصليبية الحاقدة تعلم جيدا أن إسلام الرجل ليس بأحسن من إسلام كثير من حكام المسلمين المتربعين على دست الحكم، ولكن مجرد أن يكون اسمه إسلاميًا يسووها كثيرا فهي لا تتصور أن يحكم أحد أبناء المسلمين وهم أقلية بلدًا غالبيته لا يدينون بالإسلام وإن كانوا لا يعتنقون النصرانية أيضًا، فأوغندا غالبية سكانها وثنيون، ولكن الصليبية تنصب نفسها دائمًا محاميًا عامًا على الشعوب.
نعم، الصليبية لا تعقل هذا ولا تريد أن تصدق، وهي التي مكنت لأقليات مسيحية أن تتحكم في رقاب الأغلبية المسلمة في تنجانيقا وزنجبار وتشاد والسنيغال والحبشة إلخ، وهي التي تحرض الأقليات المسيحية وتدفعها لإشعال نار الحروب الأهلية في بلاد أخرى كلبنان مثلًا.
أما اليهود فهم ناقمون لأن عيدي أمين طردهم شر طردة ومحا نفوذهم محوًا، بل فضحهم وفضح أساليبهم في التحكم بمصير دول أفريقيا.
وكلهم أشتات جمعهم الكيد للإسلام.
إن السبب الوحيد وراء كل هذا الهجوم هو لأن عيدي أمين مسلم يؤيد الحق العربي في صراعه مع إسرائيل فهل ينتبه الغافلون الناطقون لكل مقولة؟ وإلى متى سنظل عالة على أعدائنا حتى في الإعلام؟
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
خادمات المسلمين غزو عقائدي جديد من الداخل.. هجوم تنصيري مركز على اليمن
نشر في العدد 287
14
الثلاثاء 17-فبراير-1976