; في روما.. الفساد من فوق ومن تحت!! | مجلة المجتمع

العنوان في روما.. الفساد من فوق ومن تحت!!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 03-أغسطس-1971

مشاهدات 22

نشر في العدد 71

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 03-أغسطس-1971

في روما الفساد من فوق ومن تحت!!

 

بينما كان رجل البوليس يتجول في دوريته الليلية في أحد شوارع روما يوم الجمعة الماضي، رأى جسمًا يترنح على بعد أمتار منه، فلما هرع إلى المكان وجدها فتاة صغيرة لا يزيد عمرها عن ١٦ سنة، وعندما انحنى ليتبين سبب وقوعها أدرك من عيونها المحملقة وطريقة نطقها للكلام أنها واقعة تحت تأثير المخدرات. 

وكان هذا الحادث سببًا في كشف فضيحة كبيرة هزت مدينة روما، فعندما أفاقت الفتاة في المستشفى أدلت لرجال البوليس؛ الذين ينتظرون في الحجرة، باعترافات فظيعة وقصة مثيرة من الرذيلة والفساد وتعاطي المخدرات والابتزاز أبطالها من الشخصيات البارزة في المجتمع الإيطالي. 

وقالت الفتاة في اعترافاتها إنها تعرفت أثناء ذلك على وزير في الحكومة الإيطالية ودبلوماسيين ورجال أعمال معروفين وبعض أعضاء طبقة النبلاء في إيطاليا. 

وصرح الكابتن بروسبيري من مكتب حماية الآداب في روما بأن الفتاة؛ واسمها آن، قد دخلت حياة العار والرذيلة على يد رجل له سجل حافل في أرشيف البوليس ويدعى «أنطونيو الوسيم»، وقد أصدر المدعي العام الإيطالي أمرًا باعتقال «الوسيم» بتهمة إفساد الفتيات القاصرات وتحريضهن على البغاء. 

وتواصل الفتاة اعترافها فتقول؛ إن أنطونيو تعرف بها في المحل الذي تعمل به، وطلب منها زيارته وأغراها بأنها ستقابل هناك رجالًا مهمين سيساعدونها في إيجاد وظيفة أفضل، وعندما ذهبت إليه وجدت عنده رجلًا كبير السن تعرفت عليه من صوره التي تظهر في الصحف. وطلب مني أن أتنازل عن أخلاقي وشرفي، ولكن رفضت وقلت لهم إنني ما زلت عذراء؛ وسأصيح طلبًا في النجدة، ولكن أنطونيو أوثقني وأرغمني على ابتلاع مسحوق أبيض، وعندما هاجم البوليس شقة أنطونيو وجد هناك فتاة أخرى مع رجل بارز في المجتمـع الإيطالي، وقالت الفتاة وعمرها لا يزيد عن ٢٠ سنة؛ إنها تعرفت في أول الأمر على أنطونيو عندما ذهبت إلى منزله لإعطاء زوجته بعض الملابس من المحل الذي تعمل به، ولكنه أوثقها بمعونة زوجته وخدرها حتى رضخت لرغباته ثم أسلمها لرجل آخر من الأرستقراطيين المعروفين في روما.

وقد أثبتت التحريات أن أنطونيو لا يقتصر في نشاطه على الفتيات العاملات، ولكنه يغرر أيضًا بطالبات المدارس ويربطهن به عن طريق تهديدهن بإبلاغ آبائهن بحياة الرذيلة التي يمارسنها، ويتقاضى أنطونيو 35 جنيهًا إسترلينيًا من هذه الشخصيات المعروفة في مقابل نصف ساعة يقضونها مع الفتيات.

والعجيب أن أنطونيو لا يهدد الفتيات فقط، ولكنه أيضًا يهدد زبائنه، ففي كل غرفة يوجد جهاز يسجل كل ما يدور بين وجهاء ووزراء إيطاليا وبين الفتيات، ويساومهم أنطونيو على الأشرطة ويأخذ مقابل كل شريط ما يزيد عن ۱۲۰۰ جنيه إسترليني. 

ويقول مراسل الجريدة؛ التي نقلت هذه الفضيحة، إن سلطات البوليس الإيطالي في حرج شديد لكثرة الأسماء اللامعة والشخصيات البارزة في الحكومة وفي قطاع الأعمال؛ الذين وردت أسماؤهم على ألسنة الفتيات. 

وقد أورد المراسل قصة على لسان فتاة عمرها ١٦ سنة تقول: إنني تعرفت على أنطونيو وأنا ما زلت في المدرسة، وكان يعطيني الشكولاتة وأذهب مع زوجته إلى السينما، وفي إحدى المرات عرفني برجل ناهز الستين عامًا لم أعرف اسمه وقتها، ولكن رأيت صورته في الصحف فيما بعد، وكان يدعوني إلى حفلات في منزله ويهددني بإبلاغ أبي بأنني فتاة منحرفة فكنت انصاع له.

 وكان عدد الفتيات في هذه الحفلات أكثر من عدد الرجال؛ وكانت الفتيات يرقصن عاريات وكان الرجال يستعملون أسماء مستعارة، ولكننا كنا نتعرف عليهم من صورهم في الصحف أو التليفزيون.

وعلى الرغم من أن عنوان أنطونيو لدى البوليس والتهمة واضحة، ولكن سلطات البوليس الإيطالي صرحت بأنها عاجزة عن العثور عليه.

ويقول المراسل إنني عثرت على أنطونيو؛ وذهبت إلى شقته وعنوانه لديَّ تحت تصرف رجال البوليس، وعندما قابلته اعترف بأنه يعرف الفتاة الأولى؛ وقال «إنها جاءت إلى منزلي رثة الثياب وفي حالة يرثى لها، فرق لها قلبي وأعطيتها ملابس نظيفة وقدمت لها الطعام والمأوى، ولكنها هربت من المنزل بعد أن سرقت ملابس زوجتي ومجوهراتها، وعندما سألته عن الحفلات الداعرة رفض الإجابة، وأنا أتحدى سلطات البوليس؛ فعنوان هذا المجرم الذي يدّعون زورًا أنهم عاجزون عن العثور عليه لديَّ.

من المجرم؟ هل هو هذا الأنطونيو الوسيم أم رجال المجتمع البارزون والوزراء المسئولون؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة.. وحزيران

نشر في العدد 3

838

الثلاثاء 31-مارس-1970

مقامة

نشر في العدد 3

32

الثلاثاء 31-مارس-1970