; في ندوة «الوفاء» الثقافية «فهد المارك» أديب ومفكر لم ينصف | مجلة المجتمع

العنوان في ندوة «الوفاء» الثقافية «فهد المارك» أديب ومفكر لم ينصف

الكاتب محمد شلال الحناحنة

تاريخ النشر السبت 19-يوليو-2008

مشاهدات 10

نشر في العدد 1811

نشر في الصفحة 46

السبت 19-يوليو-2008

اختتمت ندوة «الوفاء» الثقافية لعميدها فضيلة الشيخ أحمد باجنيد، نشاطاتها في الرياض بمحاضرة بعنوان فهد المارك الأديب والمفكر الذي لم ينصف، ألقاها د. محمود بن إسماعيل عمار الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد أدار اللقاء د. عبد القدوس أبو صالح وحضرها نخبة من المفكرين والمثقفين والأدباء، وبعض وسائل الإعلام.

تحدث المحاضر عن مولد الأديب فهد المارك، ومراحل حياته فقال: ولد الأديب والمفكر فهد المارك في مدينة. حائل عام ١٣٣٠هـ وقد مرت حياته بثلاث مراحل:

1. مرحلة الطفولة: في حائل لمدة عشر سنوات تقريبا، وقد انفصلت أمه عن أبيه وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، وتربى عند خاله، ثم أخذه والده، ولكنه كان منشغلًا بالغزو فدفع به إلى أسرة من أشراف حائل، ولكنه لم يهنأ عندها، وعاش معاناة قاسية. 

2. المرحلة الثانية: غادر حائل إلى المدينة المنورة، مع قافلة من المسلمين، ثم وصل إلى جدة ومكة، وهناك مرض، فعطف عليه رجل سوداني، وأخذه معه إلى السودان، ثم انتقل إلى مصر، وعمل صبيًّا في مصنع بلاط، كما عمل حارسًا، ثم غادر إلى بلاد الشام، وقد استمرت رحلته هذه تسع سنوات.

3. المرحلة الثالثة: عودته إلى حائل، وأصبح خويًا عند الأمير فهد بن سعد وبعدها سافر إلى الطائف والتحق بدار التوحيد، وأمضى فيها سنتين.

الدبلوماسي فهد المارك..

ثم تحدث المحاضر عن المرحلة الدبلوماسية لدى هذا المفكر فقال: عين «فهد المارك» مفوضًا في السفارة السعودية من ١٩٤٩ - ١٩٥٨م. ثم نقل للسفارة السعودية بليبيا، وأمضى هناك ثلاث سنوات، ثم انتقل إلى السفارة السعودية في أنقرة، كما تنقل من لبنان إلى مصر، إلى باريس أيام الملك فيصل، وقد أظهر نجاحًا كبيرا في قدراته الدبلوماسية.

 

فهد المارك، والتعليم 

كل ما تعلمه فهد المبارك، في حائل حروف الهجاء، وتلاوة سورة البقرة، كما لم يأخذ حظه من التعليم في مدينة جدة، وكذلك في مصر، ورغم أنه كان يأخذ أجرة من الحراسة آنذاك ويدفعها لمدرسة أهلية لتعلم الحساب واللغة العربية، وحين كان خويًّا عند الأمير فهد بن سعده كان يحضر حلقات الشيخ محمد بن إبراهيم – يرحمه الله –، واستفاد منها كثيرا. كما التحق بدار التوحيد، في الطائف، وأمضى فيها سنتين، وكان حريصًا على القراءة، وأن يثقف نفسه بنفسه، وقد ترك التعليم في دار التوحيد للجهاد في فلسطين.

 

إذا تحدث فهد المارك قيل: الآن نسمع إلى رب السيف والقلم.

جاهد في فلسطين سنوات عديدة.. وكان غيورا على عقيدته وقومه وبلاده الإسلامية.

وقفات مع كتبه ومؤلفاته

أورد د. محمود إسماعيل عمارة العديد من كتب المفكر فهد المارك. ومنها:

1 - من شيم العرب.

2 - من شيم الملك عبد العزيز.

3 - من الطفولة إلى الكهولة.

4 - الأمير فهد بن سعد.

5 -  هكذا تصلح أوضاعنا الاجتماعية.

٦ - سجل الشرف

7 - ذكرى الخالدين

8 - العمل الفدائي لن يقهر.

9 - كيف تنتصر على إسرائيل.

10 - جهاد الملك فيصل.

۱۱ - الهدامون والبناءون. 

أما الجوانب الأدبية والفكرية في هذه الكتب فقد تميزت بما يأتي:

1 - متانة وسلاسة أسلوبه الذي يستوقفك حقًّا في عدة مواضع. 

٢ - سلامة العبارة وقوتها وترابط البناء في الجمل.

٣ - كثرة الشعر الذي استشهد به. فوجدنا استشهادًا بأكثر من خمسمائة بيت من الشعر لأكثر من خمسين شاعرًا على مر العصور.

4 - تجلي الجانب الأدبي في قدرته على الصياغة القصصية، ولا سيما في كتاب من شيم العرب. 

5 - بروز عنصر السخرية في بعض قصصه.

 

فلسطين الآلام والآمال

ثم تناول المحاضر تأثير فلسطين على الأديب المفكر فهد المارك، فقال: تمثل قضية فلسطين آلامًا وأمالًا عظيمة عند فهد المارك، فقد جاهد فيها سنوات. وخاض عدة معارك، وقد شكلت عنصرًا كبيرًا في حياته وسلوكه وكتاباته، فقد كان الرجل غيورًا على عقيدته وقومه ومقدساته، وبلاده الإسلامية، وكان مدركًا للأخطار التي تحيط بفلسطين وشعبها، وبرز هذا في سلوكه وفي جميع كتاباته، بل ظلت الهزيمة في فلسطين جرحًا نازفًا في نفسه، وقد حضرت مأساة فلسطين في ذاكرته، وكان يريد بجهاده إحدى الحسنيين، ولكنه كما يقول لم يحظ بأي واحدة، وناقش في كتبه الانقلابات التي حدثت في بعض الدول العربية من أجل فلسطين كما زعم أصحابها، وفي كتابه جهاد الملك فيصل يشرح دور الملك فيصل في قضية فلسطين.

 

نوافذ على اللقاء

وفي الختام قال «د. عائض الردادي»: إن «فهد المارك» كان من رواد ندوة «الوفاء»، وكان إذا تحدث يقول عنه الشيخ «عبد العزيز الرفاعي»: الآن تسمع إلى رب السيف والقلم، وسأل الأستاذ «أحمد النهدي»: نحن في عصر الشحن كيف نشحن الناس بالقيم الجميلة التي أوردها الأديب «فهد المارك»، في كتبه؟ وقال الأديب الدكتور «محمود شاكر»: لقد استحق فهد المارك هذا التكريم وما محاضرة أخي الدكتور «محمود عمار» إلا شهادة له، وأشار الأخ الأستاذ «فائز الحربي»: إلى أن سيرة فهد المارك وأعماله وكتبه قد كرمته، ومن الملاحظ قلة ما كتب عنه، فلعل هذه المحاضرة تكون نواة لكتاب قادم بإذن الله، وأوضح الأستاذ «محمد الأسمري» أن فهد المارك مجاهد بالنفس والفكر والقلم – رحمه الله – وكتب عدة حلقات عن فلسطين وجهادها في مجلة اليمامة، أما ابنه «محمد فهد المارك» فقد قال: والدي كان يعيش قضية فلسطين بكل مشاعره آلامًا، وأمالًا، وليس في كتبه فقط.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل