; قراءة في الأحداث المحلية | مجلة المجتمع

العنوان قراءة في الأحداث المحلية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-سبتمبر-1982

مشاهدات 15

نشر في العدد 588

نشر في الصفحة 9

الثلاثاء 21-سبتمبر-1982

  • هل تستقيل الوزارة؟

     لو كانت الكويت دولة كاملة الديمقراطية -حتى لو كانت من الناحية الشكلية-لاستقالت الوزارة بسبب كساد سوق الأوراق المالية والكارثة الاقتصادية، ولكن هيمنة الدولة على السلطات الثلاث يجعلها لا تفكر أبدًا في هذه الخطوة الجريئة.

     لقد كانت الحكومة هي المسؤول الأول عما آل إليه الاقتصاد الكويت، فأجهزتها كلها مشتركة في تسبيب هذه الكارثة.

  • البنك المركزي: أين كان دوره في مراقبة البنوك الأهلية؟ وما هو موقفه أمام التسهيلات التي كان يقدمها لمقامري سوق المناخ؟ لماذا لم يؤد دوره المطلوب؟ إن المسؤولين في هذا البنك هم أوائل المتهمين، كما أن مجلس الأمة مطالب باستجواب الطرف المعني.
  • وزارة التجارة: أين كانت وزارة التجارة؟ ولماذا فتحت باب التراخيص على مصراعيه؟ ولماذا تغاضت عن تراكم الأموال والأسهم الوهمية؟ بل لماذا تغاضت عن تداول أسهم شركات غير مرخصة؟ ولماذا رخصت لسماسرة السوق «الدلالين» لعقد صفات بيع أسهم شركات غير مرخصة؟ أليس من المفروض أن يستقيل وزير التجارة؟
  • الفاعليات السياسية: المفروض أن الفاعليات السياسية هي أول من يلتزم بالقوانين التي تطالب المواطنين بتنفيذها، ومن يلتزم بالقوانين التي تطالب المواطن بتنفيذها، والمفروض أنها أول من يحارب الأوضاع غير القانونية، ولكن الفاعليات السياسية هي نفسها فعاليات سوق «المناخ» غير القانوني، وهي صاحبة أكبر محفظة في السوق، كما أن زيارة كبار المسؤولين للسوق غير القانوني أضفت عليه الصفة القانونية بصورة غير مباشرة، المطلوب من مجلس الأمة استجاب الوزارة بأكملها فهو يفعل.
  • مجلس الأمة والأحداث الجسام:

     مجلس الأمة متخلف اليوم عن الأحداث، والنواب مازالوا يستجمون في مصايفهم، رغم كل ما يحصل بجوارنا، تصفية العمل الفدائي، التآمر على القضية الفلسطينية، اجتياح إسرائيل للبنان، اجتياح إسرائيل لبيروت، مجازر اليهود والنصارى بمسلمي بيروت الغربية، رغم كل هذا والنواب «أنفسهم» ما زالوا يستجمون في شواطئ «كوت دأزور» وبين حواري باريس، وشوارع لندن.

    فقد طلب مجموعة من النواب الوطنيين والإسلاميين عقد جلسات طارئة، ولم يكتمل العدد المطلوب الذي بموجبه يتم عقد جلسة استثنائية، والأسباب كالآتي:

  1. بعض النواب لا يريدون إزعاج أنفسهم في صيف الكويت اللاهب، وخاصة في موضوع قد يغضب الحكومة كموضوع تصفية العمل الفدائي، ولا يبالون بما يحصل.
  2. والبعض الآخر منكسرون في سوق المناخ، ولا يريدون عقد جلسة لأي سبب كان خوفًا من مناقشة الموضوع داخل المجلس، وإخراج الحكومة التي تحاول استنفاذهم من الغرق.
  3. نواب متضامنون مع زملائهم المنكسرين في سوق المناخ، ويريدون أن يتركوا للحكومة فرصة لاستنفاذ زملائهم، لذا لا يحبذون عقد جلسة قبل أن تنقذ الحكومة زملاءهم حتى ولو كان على حساب شعب يباد بأكمله.

الإرهاب الديني والاعتراف بإسرائيل:

     يقال إن إثارة الرأي العام الإسلامي في الكويت باتهامه بالإرهاب كانت عملية مقصودة، وكان المقصود منها إرهاب خطباء المساجد؛ فالدولة عادت من مؤتمر «فاس» بعد التزامها بالاعتراف بإسرائيل، مقابل قطعة من فلسطين يقام عليها دولة فلسطينية مشلولة ومشوهة، وكان في ذهن الدولة صوت المعارضة الإسلامي الصادق المنبعث من المنابر؛ لذا لجأ بعض (صبيان) الدولة باتهام خطباء المساجد بالإرهاب الديني، ليشغل الرأي العام الإسلامي بالرد عليه، ويشغله عن قضية الاعتراف بإسرائيل، وإننا نقول إن لكل حادث حديثًا.

الرابط المختصر :