; قراؤنا يكتبون- العدد 412 | مجلة المجتمع

العنوان قراؤنا يكتبون- العدد 412

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 19-سبتمبر-1978

مشاهدات 9

نشر في العدد 412

نشر في الصفحة 48

الثلاثاء 19-سبتمبر-1978

  • أمتنا.. والأمل المنشود 

إخواني الأفاضل الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلنا هذا الأسبوع رسائل كثيرة من الإخوة الأكارم قراء- المجتمع- حفظهم الله جميعًا، وقد قصدت كثير من تلك الرسائل الطيبة باب- قراؤنا يكتبون- ونحن نشكر جميع الإخوة قراء مجلتنا، ونسألهم دوام المراسلة وإبداء الرأي، وتقديم إنتاجهم الطيب؛ لنشر الصالح منه بعون الله، ونحن في هذا الباب سنقوم بنشر ما يوجه إليه من مقالات أو كلمات تراها صالحة مستقيمة والتصور الذي أسست من أجله المجلة وسوف نرد على الرسائل التي يتعذر نشرها كاملة لسبب ما عبر هذه الصفحات.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أحمدك ربي واستعين بك وبعد:

إن الله- تعالى- لا يظلم أحدًا؛ لأنه عاداه- جل شأنه-، وما هو حاصل في عالمنا الإسلامي من قهر وتفكك ليس إلا نتيجة من نتائج أعمالنا وسلوكنا، ذلك أن كثيرًا من أبناء أمتنا استهترت بهذا الدين وأخلاقه الكريمة، ولو أننا جعلنا كتاب الله في صدورنا وطبقنا أوامره في مسالكنا لما وصلنا إلى ما نحن فيه، ولكننا نسينا الله فأنسانا أنفسنا، وكان الأجدر بنا أن نطيع الله ورسوله إلا أننا لم نفعل، فحق علينا قوله تعالى:- ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال:46) ألم يحذرنا الله من عصيانه وعصيان رسوله؟ ألم يحذرنا من مغبة ذلك؟ وها نحن اليوم نعاني ما نعاني بسبب عدم تمسكنا بما أراده الله لنا ونحن خير أمة أخرجت للناس، والطامة الكبرى أننا لم نتوقف عن المعصية بل أعلنا الحرب على الله؛ فاستبحنا محرماته، فالخمر مباحة في معظم الدول التي تدين بدين الاسلام، والمجاهرون بإفطار شهر الصيام صاروا هم السمة العامة في كثير من العواصم الاسلامية، وترى قوانين الدولة تبيح ذلك دون أي عقاب، وقد زرت كثيرًا من البلدان الاسلامية وشاهدت فيها ذلك في رمضان، إن القوانين البشرية الوضعية وأهلها جميعًا يتحملون مسؤولية الاعتداء على حرمات الله، وأنت إذا سرت في الشوارع فستجد النساء كاسيات عاريات مائلات مميلات غير مباليات بسخط الله، وستجد الصحافة تشجع على ذلك بعهر وسفالة وخسة ودناءة، ستجد دور عرض السينما والمسرح تساهم مساهمة كبرى في نشر الرذيلة التي سعى الإسلام إلى محاربتها من أول يوم وهنا أقول: ألا يتقي المستسلمون ويكفون عن هذه المسائل الرخيصة، لقد سلط الله علينا أسوأ خلقه- اليهود- يسوموننا في ديارنا أشد العذاب، يقتلون أبناءنا ويستحيون نساءنا، هذا كله لأننا أضعنا منهج الله؛ فسلط علينا من لا يرحمنا، وتلك سنة الله في خلقه، فيا شباب الإسلام، دعوا المحارم، واتقوا الشبهات، وعودوا إلى بارئكم، وعمروا بيوته بما أراد لعل الله يكتب لهذه الأمة النصر على أيديكم، فأنتم أعمدتها، وإذا كنتم أيها الشباب- وكان المسؤولون معكم- يعرفون ما جنت علينا أيادينا، فلماذا لا نشق طريق التوبة منذ الآن، ونترك ولاية الكفار علينا؟ ونثور لإصلاح أنفسنا من داخلها مجاهدين صابرين؛ لنستعد لمقاتلة العدو وجهاد الغازين، ولماذا لا نستغل أموالنا بالحق الذي أراده الله وأرشدنا إلى فعله رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟، ولماذا لا نستغل ثرواتنا فيما ينفعنا؟ ولماذا نتركها تذهب هباء منثورًا إلى عواصم الفحش والمخاتلة والخداع في أوربا وأمريكا؟ ألا توجد في أنفسكم أيها المسئولون عن ضياع هذه الأمة بقايا أثر من مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ إن أمتنا لم تكن خير أمة أخرجت للناس إلا لأنها موظفة عند رب العالمين بالقيام بهذه الوظيفة، إنني يا إخوتي في الله أحن إلى شرارة الثورة الإسلامية التي ستجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه، وأحن لمشاهدة الدولة الإسلامية الكبرى التي تعيد الحق إلى نصابه، وتعيد مجد الإسلام كما كان، وعندها ترجع للمسلمين هيبتهم ويعود كيانهم واحترام الأمم لهم، اللهم اجعل من شبابنا المسلم أسودًا للحق تحقق الدولة الإسلامية المنشودة المرجوة- وما ذلك على الله بعزيز- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القارئ: خ الزبيدي- لندن

  • هلوسة في العالم اليوم

عالم الأموات وعالم ما بعد الأموات..

الحمد لله الذي خلق الموت؛ ليكون عبرة لنا، وليكون جواز مرور إلى دار الآخرة حيث النعيم الدائم أو العذاب الدائم.

الحمد لله الذي خلق لنا قبورًا؛ لنسكن فيها، حتى لا نؤذي الأحياء برائحتنا ومنظرنا.

الحمد لله الذي أرشدنا إلى أرواحنا منتقلة من دار الفناء إلى دار الخلود. وبعد, 

فكلما بعدت المدنية عن الإيمان بالله, كلما ازدادت ضلالة وجهالة وطغيانًا وبعدًا عن الحق, وكل يوم فكرة جديدة، وطغيان كبير، ومكر شديد, ولكنهم نسوا أن الله أكبر من طغيانهم وكفرهم.

اليوم في هذا العالم المليء بالتيارات الفاسدة وبالأفكار المسمومة الغادرة بدأت الجاهلية تحاول الخوض في الميتافيزقيا فمن التحدث إلى الأرواح إلى التحدث مع الأموات إلى اكتشاف مكان الجنة.. إلى متاهات وخزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان والشيء المشترك بين كل هذا أنها لا تقف على أي دليل من القرآن أو السنة أو حتى من العلم والعقل، أو حتى أقل ذرة من التفكير والمنطق. فمن هذه الأفكار اليوم فكرة رجوع الأموات إلى الحياة بعد موتهم ولو بعد فترة غير يسيرة, وقد اقتنع بها كثير من الأطباء والناس حتى لقد قال أحدهم: الآن أصبحت لا أخشى من الموت.

أيها المسلمون،

إن هذه الهلوسة والتي يتزعمها اليوم الطب والعلم المادي في العالم لهي مخالفة لشرع الله الحنيف ولتعاليم محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم-. 

الموت عند المسلمين هو انتقال من دار الفناء إلى دار البقاء مرورًا بمسكرات الموت, وسؤال القبر وعذابه, والبعث والنشور والحساب والجزاء, ثم في جنة أو في نار دائمة, ونحن نعلم أن الموت بالنسبة للمؤمن شيء بسير, أما للكافر فهو شيء عسير.

أيها المسلمون انتبهوا من الهلوسات التي يزرعها الثالوث الهدام فيما بينكم أفيقوا من غفوتكم. انتصروا لدين الله ينصركم الله وإنا لمنتصرون

أبو عمر الصغير

  • أشباه رجال.. ولا رجال..

الجمعة ۲۱ رمضان المبارك, ازدحم مسجد أنس بن مالك بمدينة المهندسين في القاهرة بالمصلين, وأقسم بالله العظيم أن من تعودوا ارتياد هذا المسجد الطاهر، شباب من أشرف من عرفت، يجلل الإيمان والنور وجوههم، وزادهم الصوم جلالًا ووقارًا، هم خیر أهل مصر الكنانة، آثروا الآخرة على الدنيا، وأقبلوا على ربهم بما يملكونه لم يعطوا ولن يعطوا الدنية في دينهم فهم رجال المستقبل وعدة هذه الأمة المجاهدة، وهم وحدهم القادرون على مسح دموع أمتهم المقهورة، وإعادة مجدها، وبناء حضارتها على دعائم الإسلام العظيم.

خرجنا من مسجد أنس بعد أداء شعائر صلاة الجمعة, وفي وسط الزحام الشديد وأمام المسجد توقفت سيارة.

السيارة بداخلها ٤ شبان ممن يبدو عليهم الدلال- الدلع- والميوعة المفرطة أسدلوا شعر رؤوسهم, وتقلد بعضهم سلاسل ذهبية واكتفى البعض بفتح القمصان؛ لتظهر صور أقرب إلى صدور العذارى. إنهم أشباه رجال ولا رجال السيارة واقفة والبعض ينظر إليها باستغراب ودهشة:

فقد وضعت في زواياها علب السجائر المختلفة الأشكال والنوعيات, وجلس الأربعة جلسة من ينتظر- الجرسون- في إحدى علب الليل- والكباريهات-.

وفي هذه اللحظة فقط- منذ دخلت مصر الكنانة- شعرت براسي يغلى كالمرجل, وفي هذه اللحظة فقط تضاعف نبض قلبي, وأحسست بالدماء تجرى ساخنة في رأسي وعروقي معًا، ليس ذلك بتاثير الشمس المحرقة، والازدحام على الكتب الملقاة على الأرض، ولكن لما بدر من هؤلاء الشياطين من تصرفات حمقاء تفقد الأعصاب.

لقد تناولوا جميعًا السجائر، وتصاعد الدخان من نوافذ السيارة، في صلف وكبرياء في تحد ووقاحة، في غرور وصفاقة، في جفاء وصلافة.

حدث هذا والناس بين مسبح ومستغفر, وبين ذاكر وباسط يديه يطلب الرحمة والمغفرة. حدث هذا في يوم من أشرف الأيام، وفي شهر من أكرم الشهور، وفي بقعة من أطهر البقاع نعم حدث هذا. 

وتحركت بعض النفوس المخلصة؛ لتدارك الموقف, فلقد وصلت الدناءة بالمستهترين إلى النزول من سيارتهم؛ لتصفح الكتب الإسلامية على جانبي الطرق, في حينه تعطلت حركة المرور, وهاجت بعض النفوس الكريمة؛ لتلقين المنحلين أقسى درس في التحدي والرد بقوة وصلابة, والتأديب بالموعظة الحسنة. والقول اللين والاستجداء والاستعطاف لا يجدي في هذه المواقف العدائية السافرة وهنا فقط تفقد لغة المنطق والتعقل معانيها.

وهنا فقط تكون الصفعة للوجوه الصفيقة والكلمة للأنوف المستكبرة الآثمة.

وهنا أدركت سر حرص الصليبية والصهيونية والشيوعية على تخريج هذه النوعيات الفاسدة الخائنة لدينها وشرفها حتى تعمر طويلًا في الأرض التي يتآمرون جميعًا على اغتصابها واستغلالها, ولكن لن يحدث هذا وطلائع البعث الإسلامي الراشدة ستتولى مهمة الدفاع عن الأرض والشرف والدين, وهي وحدها القادرة على ذلك, وإن تعاونت كل خفافيش الظلام- وليس غيرها من أشباه الرجال ولا رجال جنود الشيطان، ورواد علب الليل، وشذاذ الآفاق.

محمد الصديق الحاج محمد

الرابط المختصر :