العنوان مساحة حرة (1941)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 26-فبراير-2011
مشاهدات 11
نشر في العدد 1941
نشر في الصفحة 64
السبت 26-فبراير-2011
● إلى الأحرار الأبطال في مصر الكنانة
إن إخوانكم الكرد حفدة
صالح الدين الأيوبي، يشدّون على أيديكم ويرفعون أكف الضراعة إلى خالق السماوات
والأرض أن يتم نصركم، ويسدد خطواتكم على طريق بناء مصر الحرية والكرامة وحقوق
الإنسان والعدل وتكافؤ الفرص.
لقد غاب عن بال هؤلاء
الطواغيت الظلمة الفاسدين الجالسين على صدور المصريين أن للصبر حدودًا، وأن غضبة
الشعوب إذا انطلقت لا يقف في وجهها شيء، ولقد أثبتُّم أنكم بحق أبطال، وأنكم إذا
وعدتم أو أوعدتم وفيتم بوعدكم أو وعيدكم.
لقد قمتم بثورة غضب على
فرعون مصر وجلاوزته و«بلطجيته» وأزلامه، هذا الغضب الذي هزّ عروشًا وأصاب طواغيت
وحكامًا غير شرعيين من المحيط إلى المحيط في مقتل، فراحوا يقدّمون الرشاوى التافهة
لشعوبهم المسحوقة المترقّبة للتوثّب والإجهاز، ويحاولون إحكام قبضتهم التي تراخت
إلى درجة الشلل على الأوضاع، بدلًا من إجراء إصلاحات جذرية، لعلها تمدّ في عمرهم!
ولكن هيهات هيهات لما يحلمون، فقد أزفت الآزفة، واقتربت ساعة محاسبة الشعوب لهؤلاء
الحكام الدمويين المتسلطين الناهبين لخيرات الشعوب بغير وجه حق، الزاجّين بأحرار
الأمة وشرفائها وراء القضبان، أو تسببوا في هجرة قسرية لآلاف مؤلفة منهم عن
أوطانهم منذ عقود. إن صمودكم واستبسالكم كان كافيًا لأن يجعل فرعون مصر ينهار
وتخرّ قواه، ويعلن التنحي عن الحكم، ويفرّ أفراد أسرته والعصابة الفاسدة المحيطة
به من مصر، بما وقع تحت أيديها من مال حرام هو قوت الشعب وحقه. سيروا على بركة
الله، واستمسكوا بحبله المتين، وتمسكوا بوحدتكم الوطنية، واضربوا على أيدى
الفاسدين والمتربّصين باستقرار مصر وأمنها ومكتسباتها، وحُولوا بينهم وبين سرقة
جهود الجماهير المصرية الأبيّة.
أكراد سورية
● ثقافة الاستبداد في رمقها الأخير
في بلداننا العربية، وعلى
امتداد تاريخها ورثت ثقافة الحاكم الطاغي، ورضيت الشعوب بهذه الثقافة وتفاعلت
معها، ومع مرور الزمن، صارت جزءًا من ثقافتها، ثقافة الحاكم الأوحد، ثقافة العارف
الوحيد، ثقافة الحاكم الطاغي والمستبد..
وحدثت ثورات كثيرة ضد ذلك،
ولكن كانت الغلبة دائمًا لتلك الثقافة، فقد بنيت ثقافة تلك الأنظمة على أسلوب يكاد
يكون واحدًا في جميع مراحله، فما أن ينتهي حكم ليحل مكانه طاغ آخر، يستفيد من
أسباب سقوط الطاغية الذي سبقه، فيتحاشاها ليكون أسوأ من سابقه، وتكون النتيجة
التشتت والتمزق بين كيانات الوطن، والتعذيب والقتل والتشريد، ومسح المعارضين من الوجود،
ليعقبه احتلال أجنبي للبلاد، ويمزق ترابها وتتعدد مزارعها الخاصة للطغاة فيها.
ولكن بدأت تتسلل إلى عقول
المجتمع ثقافة أخرى متناقضة، ثقافة مبدؤها السلام والتعايش بين فئات المجتمع،
ثقافة الوعي بالذات، ثقافة الحب والروابط الاجتماعية، والتي تربط كل أفراد المجتمع
برباط واحد، هو رابط تراب الوطن.
هذه الثقافة إن كتب لها
النجاح، وزاد معتنقوها، سيكون لها أثر طيب وبناء في المستقبل القريب، ولكن ستجد
أمامها صعوبات كثيرة، هذه الصعوبات ستزول تدريجيًا في حال الإصرار على تبنيها
وتشكيلها بما يتلاءم مع مجتمعنا العربي والإسلامي.
والفضل الكبير لخروج هذه
الثقافة للعلن هو الشعب التونسي الرائع، والذي نبه الأمة الغافلة، والنائمة منذ
قرون، ليقول لها، ولمفكريها وحكامها: هنا تنبع ثقافتنا، ومن بين أضلعنا، وليس هناك
استيراد لها من مكان ما.
ودعم الشباب المصري البطل
هذا الاتجاه، وانتفضوا ليغيروا التوارث القديم وكأن الشعبين التونسي والمصري نسخة
واحدة في التحرك، فلم يحملوا لافتات حزبية، ولا لافتات عقدية، وإنما راية الوطن
وعلمها، وبدون سلاح، ووقف العالم والنظام عاجزًا عن اتهامهم بتهم منسوبة للمؤامرة،
وحتى تقف هذه الثقافة على قدميها عليها أولًا أن تعرف بوعي كامل من هم أعداء هذه
الثقافة؟
فأعداؤها بالدرجة الأولى
الأنظمة العربية، ومن يدعمها من الدول الغربية، هؤلاء الأعداء أرادوا أن يطمسوا
الظهور الجديد، عن طريق ثقافتهم التي شاهدها العالم أجمع، إنها ثقافة الجمال
والبغال والحمير والمجرمين والقتلة. بينما هذه الثقافة المنبثقة من روح الأمة،
برهنت للعالم أجمع، أن الشعب يجمعه الحب والوطن، وكيف بدا للعيان أن المصري المسلم
يصلي، وأخوه في الوطن المسيحي يحرسه، لتثبت لنا وللأمة، أن الذي يفرقنا إنما هي
سياسة الاستبداد والتي ورثوها من الاستعمار فرق تسد.
وبدأت تحل مكانها ثقافة
شابة صاعدة، عنوانها الحب والوئام والسلام بين المجتمع بكافة فئاته.
وبانتصار هذه الثقافة،
الشابة الممتدة عبر أرجاء الوطن العربي، نستطيع أن نبني الأمة كلها، وفيها لن تجد
عائقًا للوحدة بين الدول العربية، ولن يشعر بمرارتها شخص أو فئة ما، لأن خيرها
سيمتد للجميع.<
د. عبد الغني حمدو
● أنصفوا مصر..
من سوء حظ مجموعة كبيرة من
الشباب العربي أنهم لم يعيشوا فترة ريادة مصر.. تلك الفترة كانت فيها مصر مثل
الرجل الكبير تنفق بسخاء وبال امتنان، وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر.
هل تعلم يا بني أن جامعة
القاهرة وحدها قد علمت حوالي مليون طالب عربي ومعظمهم بدون أي رسوم دراسية؟! بل
وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين.
هل تعلم أن مصر كانت تبعث
مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة حتى لا تضمحل لغة القرآن
لديهم، وذلك على حسابها؟
هل تعلم أن أول طريق
معبًّد من جدة إلى مكة المكرمة كان هدية من مصر؟
حركات التحرر العربي كانت
مصر هي صوتها، وهي مستودعها وخزنتها.
وكما قادت حركات التحرير؛
فإنها قدمت حركات التنوير.
وكما تألقت في الريادة
القومية تألقت في الريادة الإسلامية.. فالدراسات الإسلامية، ودراسات القرآن، وعلم
القراءات كان لها شرف الريادة. وكان لأزهر دور عظيم في حماية الإسلام في حزام
الصحراء الأفريقي.. أما على مستوى الحركة القومية العربية فقد كانت مصر أداتها
ووقودها. إن صغر سنك يا بني قد حماك من أن تذوق طعم المرارة الذي حملته لنا هزيمة
1967 م، ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التي كانت عند مصر يومها؟ أعادت بناء
جيشها فحولته من رماد إلى مارد.
وفي ست سنوات وبضعة أشهر
فقط نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى أسود تصيح:
الله أكبر، وتقتحم أكبر
دفاعات عرفها التاريخ.. مليون جندي لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومَن
خلفه. هل تعلم أنه - ليس منذ القرن الماضي فحسب، بل منذ القرن قبل الماضي - كان
لمصر دستور مكتوب.
شعبها شديد التحمل والصبر
أمام المكاره والشدائد الفردية، لكنه كم انتفض ضد الاستعمار والاستغلال والأذى
العام. قبل اكتشاف البترول في الحجاز.. حدثت مجاعة وأمراض أزهقت الآلاف من
الأرواح.. كتب «توفيق جالل» رئيس تحرير جريدة «الجهاد » المصرية في صدر صحيفته إلى
«توفيق نسيم» رئيس وزراء مصر، كتب يقول: من توفيق إلى توفيق، في أرض رسول الله
آلاف يموتون من الجوع وفي مصر نسيم!!
الكويت.. كانت مصر تبعث
بالعمال والمدرسين والأطباء والموظفين لمساعدة الأخوة بالكويت، بأجور مدفوعة من
مصر.
ليبيا.. كانت جزءًا من
وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية.
كل هذا لم يكن منة من مصر،
لكن كان دعمًا وواجبًا وطنيًّا لأشقائها العرب. مذكرات الثوري العظيم «أحمد بن بله
» وقيادات الثورة الجزائرية تشهد، وهم يقولون: مهما قدمنا، وقدمت الجزائر لمصر؛
فلن نوفي حقها علينا وما قدمته لنا... كذلك ما قدمته مصر لثورة الفاتح من سبتمبر
الليبية.. التضحيات الكبيرة والعظيمة، والتي لا ينكرها أبدًا الشعب اليمني لما
قدمته مصر لليمن، وحتى أشرف اقتصاد مصر على الانهيار.
مصر تمرض ولكنها لا تموت،
إن اعتلت ومرضت اعتل العالم العربي، وإن صحت واستيقظت صحوًا.
أيها الشباب، أعيدوا لمصر
قوتها تنقذوا مستقبلكم.
جميل فارسي- كاتب سعودي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عقب التصديق عليه.. خبراء ينتقدون قانون الجمعيات الأهلية بمصر ويعتبرونه عقاباً للفقراء
نشر في العدد 2109
27
السبت 01-يوليو-2017