العنوان قرارات مؤتمر العالم الإسلامي - قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 22-ديسمبر-1970
مشاهدات 21
نشر في العدد 40
نشر في الصفحة 15
الثلاثاء 22-ديسمبر-1970
قرارات مؤتمر العالم الإسلامي
قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى
بعد قيام المجلس ببحث قضية فلسطين من أساسها، ومناقشته لمختلف جوانبها، ودراسته للمرحلة الخطيرة الحاسمة التي تمر بها في الوقت الحاضر؛ اتخذ المقررات التالية:
١- يقرر المجلس أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى، وأن العدوان الصهيوني على فلسطين هو عدوان على العالم الإسلامي بأسره بوصف فلسطين امتدادًا جغرافيًّا وتاريخيًّا وحضاريًّا للعالم الإسلامي، تشتمل على أماكن من أقدس مقدسات المسلمين، وتُشكّل الخط العامي للعالم الإسلامي، والأذى اللاحق بفلسطين إنما هو خطر محدق بسائر الأقطار الإسلامية.
٢- يُقرر المجلس أن اليهودية العالمية حركة استعمارية عدوانية، وأنها باغتصابها فلسطين وتشريد أصحابها الشرعيين، وبإحراق المسجد الأقصى المبارك وتدنيس سائر المقدسات الإسلامية في مدن فلسطين وقرارها، وهدمها المساجد والمؤسسات الإسلامية، قد أعلنت الحرب على الأُمة الإسلامية بأسرها، وتحدتها في مصيرها ووجودها ودينها ودنياها.
٣- وانطلاقًا من ذلك فإن المجلس يُقرر أن من واجب العالم الإسلامي اتخاذ الخطوات الجدية السريعة الكفيلة بإزالة الاحتلال اليهودي غير الشرعي لفلسطين، وإعادتها إلى حظيرة العالمين الإسلامي والعربي بطابعها الأصلي الذي كانت عليه قبل الاحتلال البريطاني عام (١٩١٨) م.
٤- يُقرر المجلس أن للشعب العربي الفلسطيني الحق الكامل في كل جزء من أجزاء وطنه، وذلك استنادًا إلى حقه الطبيعي والتاريخي في ملكية هذا الوطن، وإلى حقه في السيادة المطلقة عليه وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، وشرعة حقوق الإنسان، وحق تقرير المصير، وسائر المواثيق والقوانين الدولية. ويُقرر المجلس استنادًا إلى ذلك كله بطلان جميع الإجراءات الظالمة التي أدت إلى اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها ابتداء من وعد بلفور عام (۱۹۱۷م)، وصك الانتداب عام (۱۹۲۲م)، ثم قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين وتدويل مدينة القدس ومنطقتها عام (١٩٤٧م)، وبإقامة «دولة يهودية» غير شرعية على أنقاض الشعب الفلسطيني، وقبولها في عضوية الأمم المتحدة، وانتهاء بقرار مجلس الأمن الدولي الصادر في (٢٢/١١/١٩٦٧م).
٥- يقرر المجلس -بصفة خاصة- أن قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في (٢٢/١١/١٩٦٧م) قرار جائر وباطل يستهدف تتويج الإجراءات الظالمة المشار إليها في القرار السابق، وانتزاع الاعتراف بالدولة اليهودية غير المشروعة، والتنازل نهائيًّا عن أكثر من (٨٠٪) من مساحة فلسطين.
وبذلك يرمي إلى تصفية قضية فلسطين وشعبها بشكلٍ نهائي؛ ولذلك فهو قرار باطل يرفضه المسلمون، وبالتالي يرفضون سائر المشاريع التي تقوم على أساس وضعه موضع التنفيذ كالمشروع الأمريكي المُسمى بمشروع روجرز وغيره.
٦- يقرر المجلس تحية صمود الشعب العربي الفلسطيني الذي لم تستطع جميع وسائل الترغيب والترهيب التي كان وما يزال هدفًا لها منذ عام (۱۹۱۸م)، ولم تتمكن الظروف القاسية من إرغامه على التنازل عن حقوقه في وطنه أو التفريط في أي جزء منه، بل ظل مصممًا على استرداد وطنه، أمينًا على مقدسات المسلمين فيه.
كما يُقرر المجلس أن كفاح هذا الشعب هو كفاح مشروع يؤيده المسلمون تأييدًا تامًّا معنويًّا وماديًّا، ويحرصون على بقائه وتعزيزه وتطويره لتحقيق أهدافه في إنقاذ فلسطين التي هي أهداف المسلمين جميعًا، ويستنكر المجلس أي محاولة من الداخل أو الخارج ترمي إلى الإساءة إلى المقاومة الفلسطينية أو إلى ضربها أو إضعافها أو تصفيتها، لأن المقاومة تعتبر تعبيرًا عن رفض المسلمين جميعًا التنازل عن خطهم الأمامي فلسطين أو التعايش مع الاحتلال والعدوان اليهودي.
٧- يشجب المجلس بشدة المساعدات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تقدمها بعض الدول إلى المعتدين اليهود، وبصورة خاصة ما تُغدِقه الولايات المتحدة الأمريكية عليهم من مختلف الأسلحة الفتاكة والأجهزة الإلكترونية والطائرات الحربية النفاثة الحديثة (الفانتوم والسكاي هوك) التي من شأنها ضمان التفوق العسكري اليهودي على قوة الدول العربية مجتمعة، وتمكين اليهود من الاحتفاظ بالأراضي العربية المحتلة، وإرغام العرب على الاعتراف بإسرائيل، والتنازل عن الجزء الأكبر من فلسطين المشتمل على مدينة القدس، ويعتبر المجلس أن استمرار تدفق هذه المساعدات عدوان على الأمة الإسلامية ومقدساتها؛ ولذلك يقرر مطالبة الدول الإسلامية والعربية باتخاذ موقف حازمٍ من الدول الأخرى التي تُساند العدوان اليهودي بالتأييد السياسي والعون العسكري والاقتصادي، وذلك بأن تعامل هذه الدول على ضوء مواقفها من هذا العدوان الخطير الذي يستهدف مصير العالمين الإسلامي والعربي، والموقف الذي ترضاه الدول الإسلامية والعربية من هذه الدول هو موقف الحياد التام من الصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط.
٨- يُقرر المجلس مطالبة الدول الإسلامية والعربية بالعمل على وِحدة الصف وحشد الطاقات؛ لأن استمرار الخلاف وسوء استخدام الطاقات يؤدي إلى تمكين اليهود من المُضي في تنفيذ مخططاتهم التوسعية، ويطعن قضية فلسطين في الصميم، ويُلحق الأذى بجميع الأقطار الإسلامية والعربية.
٩- يُقرر المجلس أن ما يقوم به اليهود في مدينة القدس من إجراءات وتدابير تتضمن مصادرة الأراضي العربية والأوقاف الإسلامية، وهدم أحياء بكاملها بما فيها من مساجد ومدارس وآثار إسلامية، وإجراء أعمال الحفر والتنقيب بجوار الحرم القدسي الشريف وتحت المسجد الأقصى المبارك، والتجرؤ على إحراق هذا المسجد إنما هي إجراءات وتدابير تستهدف تهويد القدس وإزالة أي أثر للمسلمين فيها، يجب أن يكون موضع اهتمام الدول الإسلامية البالغ لاتخاذ الخطوات السريعة لوقف هذه الإجراءات وإنقاذ المدينة معتمدين على أنفسهم وعلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن المتخدة في هذا الشأن. كما يقرر المجلس أن إحراق المسجد الأقصى والعبث بالمقدسات الإسلامية والمسيحية يؤكد سوء النوايا المبيتة لدى اليهود.
ويستدعي المجلس النظر إلى أن العرب والمسلمين قد حافظوا على مقدسات جميع الأديان السماوية أربعة عشر قرنًا؛ ولذلك قرر المجلس ما يلي:
أ - إرسال مذكرة وافية إلى جميع الدول الإسلامية والعربية وسائر المنظمات الإسلامية في العالم يبين فيها الإجراءات التي يقوم بها اليهود بغية تهويد مدينة القدس وتبديل معالمها وتشريد أهلها.
ب- إرسال تلك المذكرة إلى الأمانة العامة للدول الإسلامية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومناشدتها الاتصال بمجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو، ومطالبتها بتنفيذ قراراتها المتعلقة بمدينة القدس المشار إليها آنفا، ولفْت نظرها إلى المخالفات التي ترتكبها إسرائيل لهذه القرارات، ومطالبتها بإيفاد لجنة للتحقيق عما يجري في القدس ورفع تقرير بهذا الشأن إلى الجهات الدولية المختصة.
ج- إطلاع الرأي العام الإسلامي والعربي والعالمي على ما يقوم به اليهود في فلسطين عامة وفي مدينة القدس خاصة عن طريق الصحافة والإذاعة والتلفزة في الأقطار الإسلامية وفي البلاد الأجنبية.
د- العمل على وضع تاريخ لفلسطين عامة ولمدينة القدس خاصة واعتماد تدريسه في مختلف مراحل التدريس في الأقطار الإسلامية لتنشئة الأجيال الإسلامية على معرفة مدى ارتباطها بالمسجد الأقصى المبارك وبمدينة القدس وسائر فلسطين دينيًّا وتاريخيًّا وحضاريًّا.
١٠- يُقرر المجلس إطلاع المراجع المسيحية العليا في العالم على ما يرتكبه اليهود من فظائع وانتهاكات وتدنيس بالنسبة للسكان المسلمين والمسيحيين وللمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ويسترعي أنظار هذه المراجع إلى أن اليهود يستهدفون تهويد فلسطين؛ بحيث لا يبقون أي أثر للإسلام أو المسيحية فيها، مما يستوجب تضافر جهود المسلمين والمسيحيين في سبيل إنقاذ البلاد من شرورهم وإزالة احتلالهم منها.
١١- يقرر المجلس إبلاغ هذه المقررات إلى جميع الدول الإسلامية والعربية، وجامعة الدول العربية، وأمانة مؤتمر الدول الإسلامية، وأمانة الأمم المتحدة، وجميع المنظمات الدولية والإسلامية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل