; مؤتمر العالم الإسلامي يحذر من تصفية قضية فلسطين! | مجلة المجتمع

العنوان مؤتمر العالم الإسلامي يحذر من تصفية قضية فلسطين!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يناير-1971

مشاهدات 22

نشر في العدد 42

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 05-يناير-1971

ماذا وراء.. قرار مجلس الأمن والمشاريع التصفوية

تجتاز قضية فلسطين الآن ظرفًا خطيرًا جدًّا نشأ عن المساندة التي تجدها «إسرائيل» لمخططاتها التوسعية من الدول الاستعمارية ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وتجاه هذا الوضع الخطير الذي يهدد سلامة البلاد الفلسطينية المقدسة، يسترعي مؤتمر العالم الإسلامي النظر إلى المحاولات الجدية الاستعمارية لتصفية قضية فلسطين التي هي في الواقع قضية المسلمين جميعًا، لصالح إسرائيل والشعب اليهودي، ولصالح الاستعمار في الوقت نفسه.

إن جميع مشاريع الحلول المقترحة منذ كارثة حرب الخامس من حزيران سنة 1967، ومن جملتها المشروع الأمريكي، تقوم على أساس قرار مجلس الأمن الصادر في 22/11/1967 الذي صيغت بنوده لصالح الصهيونيين والذي تتضح عند دراسته بدقة وتمعن خطورته وأضراره البالغة على الشعب الفلسطيني وعلى الأقطار العربية المجاورة، وعلى مركز العالم الإسلامي وحقوق المسلمين في البلاد الفلسطينية المقدسة.

 

أضرار قرار مجلس الأمن

إن قرار مجلس الأمن، تحت ستار خادع من تقريره سحب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلت أخيرًا خلال حرب الخامس من حزيران، يؤدي إلى الأضرار العظيمة الآتية:

1‏- تصفية القضية الفلسطينية لصالح اليهودية العالمية والاستعمار، والقضاء على الكيان الفلسطيني.

2- إسباغ الصفة الشرعية على «إسرائيل» الباغية وإرساء قواعدها في الوطن العربي الإسلامي.

3- الاعتراف «بإسرائيل»‏ واحترام استقلاها وسيادتها‎.

4‏- تنازل الفلسطينيين والعرب ‏عن كل حق لهم في بلادهم والاعتراف بشرعية سيطرة اليهود على 80 في المائة من مجموع أراضي فلسطين.

‏5- انتهاك سيادة الدول العربية على الممرات المائية العربية الإقليمية وتقرير حق اليهود بالملاحة فيها.

6‏- ربط انسحاب اليهود من الأراضي المحتلة في حرب حزيران، بقيود وشروط تقضي بإنهاء حالة الحرب القائمة والاعتراف لليهود بتعديل الحدود التي كانت قائمة قبل 5‏ حزيران، ليكون لهم حق العيش بسلام ضمن حدود مأمونة ومعترف بها وخالية من كل تهديد.

‎7‏- ضمان حرية الملاحة في البلاد العربية التي تقع في المنطقة.

‏هذه بعض الأضرار العظيمة التي اشتمل عليها قرار مجلس الأمن، والتي انخدع بها بعض العرب وغيرهم من حسني النية وغير المطلعين على الحقائق الذين ظنوا أن انسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة أخيرًا وهي لا تزيد على 20‏ في المائة من مساحة فلسطين هو نصر عظيم، جاهلين الأضرار العظيمة الناجمة عن قبوله والتي تقضي بالاعتراف بقيام الدولة اليهودية وبقائها، ولا يخفى أن اليهود يحتلون الآن فلسطين كلها بما فيها بيت المقدس، وأن المسجد الأقصى المبارك هو تحت سيطرتهم وقد أحرقوا قسمًا منه في العام الماضي كخطوة أولى لتحقيق أهدافهم الشريرة بإقامة هيكلهم الديني على أنقاضه.

إن فلسطين تحتوي على المسجد الأقصى المبارك بنص القرآن الكريم والذي هو قبلة المسلمين الأولى، وأحد المساجد الثلاثة الممتازة في العالم الإسلامي، كما تضم مكان الإسراء والمعراج الشريف؛ فالتساهل مع اليهود في عدوانهم على فلسطين واحتلالهم المسلح لها ولبيت المقدس يؤدي لا سمح‏ الله إلى ضياع المسجد الأقصى وهو إثم عظيم جدًّا، وعار يقع على كل مسلم في العالم، ثم إن تساهل المسلمين في أمر المسجد الأقصى يؤدي إلى كارثة عظيمة أخرى هي جعل المدينة المنورة والمسجد النبوي الكريم ومرقده الشريف عرضة لخطر عدوان جديد تقوم به القوات اليهودية المسلحة، لأن لليهود مطامع في البلاد الحجازية المقدسة وقد سبق أن أعلنوا عنها وطالبوا بها مرارًا بصورة رسمية، فهم يزعمون أنهم كانوا قبل الإسلام في المدينة المنورة والمناطق المجاورة لها كبني قريظة وبني النضير وخيبر وغيرها، وإن من حقهم أن يسترجعوها.

ولقد سبق لليهود أن كلفوا الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت بأن يبحث الأمر مع المرحوم الملك عبد العزيز آل سعود ليسمح لليهود باستعمار تلك المناطق الإسلامية في الحجاز، فبحث معه في ذلك عند اجتماعه به قرب مدينة «الفيوم» بمصر عام 1945 وحاول إغراءه بالمال ولكن الملك عبد العزيز رفض بإباء أي عرض من هذا القبيل.

هذه حقائق تنبغي معرفتها وأن يعمل المسلمون بحزم على تحطيم كل أمل لليهود وغيرهم من الطامعين في أوطان المسلمين ومقدساتهم قبل أن يستعصي أمرهم وتتفاقم مطامعهم الخطيرة.

‏أمريكا وراء الحركة الصهيونية

‏إن ما يشجع «إسرائيل» ومن ورائها معظم اليهود المنبثين في أقطار العالم، على هذه المطامع والاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني والأقطار العربية المجاورة.. ما يجدونه من دعم وتأييد من بعض الدول الاستعمارية، يقابله تراخ وتهاون من كثير من العرب والمسلمين في الدفاع عن أوطانهم ومقدساتهم وحقوقهم أمام تصميم اليهود على باطلهم وعدوانهم، وإن موالاة هذه ‏الدول ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية دعم «إسرائيل» بالسلاح والمال والتأييد المعنوي، هو الذي يدفعها إلى التصلب في موقفها واعتداءاتها ويسبب استمرار الوضع الخطير الحاضر في فلسطين والشرق الأوسط ويهدد العالم كله بخطر حرب مدمرة.

‏من أجل ذلك يرفع مؤتمر العالم الإسلامي، هذه المذكرة لإيضاح الموقف الخطير الناجم عن استفحال المطامع اليهودية في البلاد الفلسطينية المقدسة، وموقف الحكومة الأمريكية غير العادل وغير المنطقي، مناشدًا باسم فلسطين واسم الشعوب الإسلامية، العمل لإنقاذ الموقف الفلسطيني، بعدم الموافقة على قرار مجلس الأمن وأي قرار آخر يتشعب عنه، ويلفت نظر الحكومة الأمريكية بقوة وحزم إلى ضرورة عدولها عن موقف الظلم والتحيز الذي تقفه لصالح إسرائيل، والمخالف لكل حق وعدل، وهو موقف ينبغي على الدول الإسلامية وكل مسلمي العالم أن يعالجوه بما تفرضه عليهم واجباتهم الدينية، وما تقضي به عليهم حقوقهم ومصالحهم من الحزم وعدم التفريط، والدعم والتأييد لقضية فلسطين العادلة التي هي الخط الأول للدفاع الإسلامي أمام المد الصهيوني الاستعماري في العالمين العربي والإسلامي.

مؤتمر العالم الإسلامي

الرابط المختصر :