; يوميات المجتمع - العدد 22 | مجلة المجتمع

العنوان يوميات المجتمع - العدد 22

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 11-أغسطس-1970

مشاهدات 21

نشر في العدد 22

نشر في الصفحة 10

الثلاثاء 11-أغسطس-1970

وقف إطلاق النار!

·       في منتصف ليلة السبت 8/ 8/ 1970 أُعلن توقف إطلاق النار على الجبهة المصرية، وسكتت صواريخ «سام 2، سام 3»، واستراحت «السكاي هوك» والفانتوم، وتوقفت المقاومة الأرضية على الجبهة الأردنيَة وفي جميع الجبهات.

·       وفي تل أبيب أعلنت «جولدا مائير» رئيسة الوزراء ارتياحها لوقف إطلاق النار قائلةً: إنه بداية الطرفين للسلام الدائم مع العرب.

·        وفي القاهرة أُذيعَ في نفس الليلة نص رسالة وزير الخارجية المصرية السيد/ محمود رياض، ردا على رسالة «مستر وليام روجرز» وزیر الخارجية الأمريكية، والتي جاء فيها: أن مصر مستعدة لوقف إطلاق النار مع أنها تعتقد أن المنهاج الصحيح وضع جدول زمني لانسحاب اليهود، وهي النقطة الَتي توقَفت عندها مباحثات «يارنج»، وأن الصداقة مع كل دول وشعوب المنطقة لو أن أمريكا عملت على توازن حقيقي، وإنه من الضروري الاعتراف بحقوق شعب فلسطين.

·        وفي القاهرة أيضًا أُذيعَ بيان وقف إطلاق النار وجميع الأعمال العدائية، جاء فيه أن هذه المقترحات أصبحت وثيقة من الدول الأربع موجهة إلى «جونار يارنج»، وأن الترتيبات من وجهة نظرنا مقبولة، وأن الطريق مفتوح لتنفيذ قرار مجلس الأمن، وأنه قد وضع في الاعتبار أمن الجبهة العسكريَة المصريَة وحماية الجبهات العربيَة الأخرى.

·       وفي لندن أُذيعَ أنه لن يصدر بيان عن الأردن لأنَها لم ترفض وقف إطلاق النار قبل ذلك، وكذلك سوريا.

آمنوا.. يا عرب

كلمات هادئة نقولها في هذا الجو العاصف المضطرب. نقول للعرب آمنوا واكفروا. نقول لهم آمنوا بإسلامكم، واكفروا بما عداه. آمنوا بأرضكم واكفروا بعدوكم. آمنوا بحریَتكم واکفروا بعبوديتكم. آمنوا باستقلالكم واكفروا بالولاء للغرب والشرق. آمنوا بفكركم وارفضوا ديمقراطية الغرب وشيوعية الشرق. آمنوا بأن فلسطين دولة مسلمة واكفروا بها دولة کفروصهیونية. آمنوا يا عرب بأن العالم أجمع لن ينفعكم ولن يضركم، فالأمر أولًا وأخيرًا لله، آمنوا بأن الدنيا لو اجتمعت عليكم فلن تضركم شيئًا، فاثبتوا على عقيدتكم وإيمانكم.

آمنوا وسوف تسقط بين أيديكم طواغيت الغرب والشرق، وسوف تفر الصليبية والشيوعيَة من أرضكم. آمنوا يا عرب، فلم يعد أمامنا إلا أن نؤمن.

    نداء من مؤتمر العالم الإسلامي

·       قرار مجلس الأمن

تجتاز قضيَة فلسطين الآن ظرفًا خطيرًا جدا نشأ عن المساندة التي تجدها «إسرائيل» لمُخططاتها التوسعية من الدول الاستعمارية ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكيَة. وتجاه هذا الموضوع الخطير الذي يهدِد سلامة البلاد الفلسطينيَة المقدَسة، يسترعي مؤتمر العالم الإسلامي النظر إلى المحاولات الجدية الاستعماريَة لتصفية قضيَة فلسطين الَتي هي في الواقع قضيَة المسلمين جميعًا لصالح إسرائيل والشعب اليهوديِ، ولصالح الاستعمار في الوقت نفسه.

إنَ جميع مشاريع الحلول المقترحة منذ كارثة حرب الخامس من حزيران سنة 67، ومن جملتها المشروع الأمريكي، تقوم على أساس قرار مجلس الأمن الصادر في 22/ 11/ 67 الذي صيغت بنوده لصالح الصهيونيِين، والذي تتَضح عند دراسته بدقَة وتُمعِن خطورته وأضراره البالغة على الشعب الفلسطيني وعلى الأقطار العربيَة المجاورة، وعلى مركز العالم الإسلاميِ وحقوق المسلمين في البلاد الفلسطينيَة المقدَسة.

إنَ قرار مجلس الأمن، تحت ستار خادع من تقريره سحب القوَات الإسرائيليَة من المناطق التي احتُلت أخيرًا خلال حرب الخامس من حزيران، يؤدي إلى الأضرار العظيمة الآتية:

1 - تصفية القضية الفلسطينيَة لصالح اليهودية العالميَة والاستعمار، والقضاء على الكيان الفلسطيني.
2 - إسباغ الصفة الشرعية على «إسرائيل» الباغية وإرساء قواعدها في الوطن العربي الإسلامي.
3 - الاعتراف «بإسرائيل» واحترام استقلالها وسيادتها.

4 - تنازل الفلسطينيين والعرب عن كل حق لهم في بلادهم والاعتراف بشرعية سيطرة اليهود على %80 من مجموع أراضي فلسطين.
5 - انتهاك سيادة الدول العربيَة على الممرَات المائيَة العربيَة الإقليميَة وتقرير حق اليهود بالملاحة فيها.

6 - ربط انسحاب اليهود من الأراضي المحتلَة في حرب حزیران، بقيود وشروط تقضي بإنهاء حالة الحرب القائمة والاعتراف لليهود بتعديل الحدود الَتي كانت قائمة قبل 5 حزيران، ليكون لهم حق العيش بسلام ضمن حدود مأمونة ومعترف بها وخالية من كلِ تهديد.
7 - ضمان حريَة الملاحة في المياه العربيَة الَتي تقع في المنطقة.

هذه بعض الأضرار العظيمة التي اشتمل عليها قرار مجلس الأمن، والَتي انخدع بها بعض العرب وغيرهم من حَسَنِي النية وغير المطلعين على الحقائق الذين ظنوا أن انسحاب القوات الإسرائيلية المحتلة أخيرًا وهي لا تزيد على 20% من مساحة فلسطين هو نصر عظيم، جاهلين الأضرار العظيمة الناجمة عن قبوله، والَتي تقضي بالاعتراف بقيام الدولة اليهودية وبقائها. ولا يخفى أن اليهود يحتلون الآن فلسطين كلها بما فيها بيت المقدس، وأن المسجد الأقصى المبارك هو تحت سيطرتهم وقد أحرقوا قسمًا منه في العام الماضي كخطوة أولى لتحقيق أهدافهم الشريرة بإقامة هيكلهم الديني على أنقاضه. إن فلسطين تحتوي على المسجد الأقصى المبارك بنص القرآن الكريم، والذي هو قبلة المسلمين الأولى، وأحد المساجد الثلاثة الممتازة في العالم.

 

الفدائيون

·       أعلنت «فتح» أن خطوات تنفيذ مشروع روجرز تنفذ بسرعة، وأنه ليس مناورة، لكنَه مشروع جدي، وأنَه سعي حثيث لتصفية القضيَة الفلسطينية، واعتراف بإسرائيل وحدود آمنة لها، وحريتها في جميع الممرات المائية، وتصفية الشعب الفلسطيني وثورته، ولقد حملت «فتح» الذين يقومون بوقف إطلاق النار مسؤولية ضرب إخوة السلاح.

·        وأعلنت الجبهة الشعبية أن ما أذيع في القاهرة من وافقتها على المشروع الأمريكي ادعاء مزيف، وأننا لا يمكن أن نخون دماء الشهداء، وأكدت أنَها ستمضي على درب الكفاح المُسلح، وأن مصير فلسطين لن تقرره زعامة معينة، وإنما يقرره شعب فلسطين.

 

بلا تعليق..

·       نشرت الأهرام القاهرية «صراحة» رئيس تحريرها نقده لشعار حرب التحرير والقياس «بفيتنام» خاطئ لا يجوز الأخذ به.

ثم جاء قوله: إن المنظمات الفدائيَة لا يمكنها وحدها تحرير فلسطين.

·       أعلن الاتحاد العمالي في الجزائر أن الموافقة على مشروع روجرز خيانة عظمى لشعب فلسطين ويهدف إلى تصفية قوات المقاومة.

·       قالت برافدا السوفياتية: إن الموقف العراقي المعارض للموافقة على المشروع الأمريكي لا يساعد الكفاح الحقيقي ضد المعتدي وضد القُوى الإمبريالية والصهيونيَة التي تؤيده.

·       أُذيعَ من القدس المحتلة الرد الإسرائيلي على مشروع روجرز وقد جاء فيه: وسيكون كل فريق مسؤولًا ضمن حدوده عن منع جميع الأعمال العدائية من قِبل القوات العسكرية النظامية أو شبه النظاميَة أو شبه العسكرية بما في ذلك القوَات غير النظاميَة ضد القوَات المُسلحة أو ضد المدنيين المُقيمين في أراضي الفريق الآخر.

 

 

استفتاء حرب أم سلام

الحكومات العربية قالت كلمتها بشأن مشروع روجرز والحل السلمي سواء بالموافقة أو الرفض.

لكن هل فكرنا في القاعدة الشعبية العريضة؟ هل فكرنا في العمال والتجار والفلاحين والموظفين والجنود؟

هل فكرنا في الرجوع إليهم واستفتائهم حتى نسمع كلمتهم؟ إن القاعدة الشعبية العريضة هي الَتي تدفع ثمن النصر أو تتحمل مغبة الهزيمة. وكما يقولون إنَ النصر ليس أكثر من تيجان ونياشين على صدور القادة، أما الجنود فلهم القبور. والهزيمة قد لا يذوق مرارتها إلا الجنود فقط.

إنَنا نطالب باستفتاء شعبي من المحيط للخليج، استفتاء يتلخص في كلمتين:

الحرب أو السلام مع اليهود.

 

ستار خادع

·       باسم العالم الإسلامي.. أنقذوا فلسطين

الإسلامي، كما تضم مكان الإسراء والمعراج الشريف، فالتساهل مع اليهود في عدوانهم على فلسطين واحتلالهم المُسلح لها ولبيت المقدس يؤدي لا سمح الله إلى ضياع المسجد الأقصى وهو إثمٌ عظيم جداً، وعارٌ يقع على كل مسلم في العالم. ثم إن تساهل المسلمين في أمر المسجد الأقصى يؤدي إلى كارثة عظيمة أخرى هي جعل المدينة المنورة والمسجد النبوي الكريم ومرقده الشريف عرضة لخطر عدوان جديد تقوم به القوَات اليهودية المُسلحة، لأن لليهود مطامع في البلاد الحجازية المُقدسة وقد سبق وأن أعلنوا عنها وطالبوا بها مرارًا بصورة رسمية، فهم يزعمون أنهم كانوا قبل الإسلام في المدينة المنورة والمناطق المجاورة لها، كبني قريظة وبني النضير وخيبر وغيرها، وأن من حقهم أن يسترجعوها.

ولقد سبق لليهود أن كلَفوا الرئيس الأميركي الأسبق روزفلت بأن يبحث الأمر مع المرحوم الملك عبد العزيز آل سعود ليسمح لليهود باستعمار تلك المناطق الإسلامية في الحجاز. فبحث معه في ذلك عند اجتماعه به قرب مدينة «الفيوم» بمصر عام 1945 وحاول إغراءه  بالمال، ولكن الملك عبد العزيز رفض بإباء أي عرض من هذا القبيل.

هذه حقائق تنبغي معرفتها وأن يعمل المسلمون بحزم على تحطيم كل أمل لليهود وغيرهم من الطامعين في أوطان المسلمين ومقدساتهم قبل أن يستعصي أمرهم وتتفاقم مطامعهم الخطيرة.

 

أمريكا تدعم إسرائيل

 إن ما يشجع «إسرائيل» ومن ورائها معظم اليهود المنبثِين في أقطار العالم، على هذه المطامع والاعتداءات المتواصلة على الشعب الفلسطيني والأقطار العربية المجاورة ما يجدونه من دعم وتأييد من بعض الدول الاستعمارية، يقابله تراخٍ وتهاون من كثير من العرب والمسلمين في الدفاع عن أوطانهم ومقدساتهم وحقوقهم أمام تصميم اليهود على باطلهم وعدوانهم. وأن موالاة هذه الدول ولاسيما الولايات المُتحدة الأميركية دعم «إسرائيل» بالسلاح والمال والتأييد المعنوي هو الذي يدفعها إلى التصلب في موقفها واعتداءاتها، ويسبب استمرار الوضع الخطير الحاضر في فلسطين والشرق الأوسط ويهدد العالم كله بخطر حرب مدمرة.

 من أجل ذلك يرفع مؤتمر العالم الإسلامي هذه المذكرة لإيضاح الموقف الخطير الناجم عن استفحال المطامع اليهودية في البلاد الفلسطينية المقدسة، وموقف الحكومة الأمريكية غير العادل وغير المنطقي، مناشدًا باسم فلسطين واسم الشعوب الإسلاميَة، العمل لإنقاذ الموقف الفلسطيني، بعدم الموافقة على قرار مجلس الأمن وأي قرار آخر يتشعب عنه، وبلفت نظر الحكومة الأمريكيَة بقوَة وحزم إلى ضرورة عُدولها عن موقف الظلم والتحيز الذي تقفه لصالح إسرائيل، والمخالِف لكل حق وعدل، وهو موقف ينبغي على الدول الإسلامية وكل مسلمي العالم أن يعالجوه بما تفرضه عليهم واجباتهم الدينية، وما تقضي به عليهم حقوقهم ومصالحهم من الحزم وعدم التفريط، والدعم والتأييد لقضية فلسطين العادلة التي هي الخط الأول للدفاع الإسلامي أمام المد الصهيوني الاستعماري في العَالمين العربي والإسلامي.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

كلمة حق

نشر في العدد 1

751

الثلاثاء 17-مارس-1970

يوميات المجتمع (42)

نشر في العدد 42

18

الثلاثاء 05-يناير-1971

أسرى حرب... أم سياح؟

نشر في العدد 177

12

الثلاثاء 27-نوفمبر-1973