العنوان قصة العدد.. قال: إني عبد الله!
الكاتب الأستاذ دواد سلمان العبيدي
تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1971
مشاهدات 59
نشر في العدد 48
نشر في الصفحة 20
الثلاثاء 23-فبراير-1971
كانت تتمنى أن يكون لها طفل، طفل جميل يملأ عليها حياتها وترى فيه أملها وسعادتها وبهجتها.. وتقدم بها العمر، والأمنية بقيت أمنية، والأمل بقي أملًا.. وهجم اليأس على قلبها، وظنت أن ما تطلبه في غاية الصعوبة ولا يمكن أن يتحقق!!
ورفعت رأسها إلى السماء، ورأت أن تطرق الباب الذي لا يرد طارقه.. وأيقنت أنها لو أخلصت الدعاء فلن تُرد.. وألقت بنفسها على أبواب رحمة الله، وتمرغت على أعتابه وصارت تدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقها طفلًا.. ينشأ عابدًا زاهدًا قويًا ذكيًا.. لا تلوثه معصية ولا يسلك طريق الضلال، وأُجيبت دعوتها.. ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾، وشعرت بآثار الحمل في أحشائها.. فأسرعت إلى زوجها فرحة مستبشرة تزف إليه البشرى، ورفعت رأسها إلى السماء مرة أخرى وقالت بقلب صادق شاكر:
- ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
ومضت تعد الأيام.. يومًا يومًا.. ساعة ساعة.. لحظة لحظة.. حتى انتهت المدة.. ووضعت.. ونظرت إلى الطفل.. وتبدد الأمل الذي كان يراودها.. وظنت أن رجاءها قد خاب.. أرادت غلامًا.. طفلًا غلامًا.. ينشأ تقيًا عابدًا زاهدًا يقوم على خدمة المسجد.. المسجد الأقصى.. أما هذه!
وقالت وقد اغرورقت عيناها بالدموع:
- ﴿رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ﴾.
ربي إني وضعتها أنثى.. والله أعلم بما وضعت.. ولكن ماذا تقول؟ وأضافت وهي تنظر إلى وجه الطفلة الصغيرة الجميلة:
- ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ﴾.
وحملتها وهي تقول في صوت ممزوج بألحان السعادة:
- ﴿وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَۖ﴾.
وفي صلوات عذبة ودعاء مستجاب قالت:
- ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾.
فتقبلها ربها بقبول حسن.. وأنبتها نباتًا حسنًا.
ونشأت الفتاة تقية نقية، عابدة زاهدة، اتخذت لها ركنًا في المسجد الأقصى جعلته موضع عبادتها، محرابها الآمن، وانتشرت سيرتها الطيبة وذكرها العطر، على كل لسان، في كل بيت، في كل محفل.
وفي هذا المحراب وجدت مريم السعادة التي لا تعد لها سعادة في الدنيا! ولا يستطيع أن يتصورها إلا من ذاق حلاوة الإيمان.. سعادة وبهجة تنشدها النساء إلى جانب الزوج والخل والحبيب، فلا تجدها.. وينشدها كثير من الناس في المال والثراء والتهالك إلى الملذات،
فتهرب من بين أيديهم، ولا يشعرون إلا بالقلق والضياع.
هنا.. في هذا المحراب الخاشع.. دخل عليها ذات ليلة رجل!!
ففزعت الفتاة العابدة، وأرادت أن تصرخ.. ونهضت تلوذ بجدران المحراب وتلجلج لسانها وقالت وهي تدفع بيدها:
- ﴿إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا﴾.
وخطر على ذهنها كل رجل سيئ السيرة سيئ السلوك ممن تتحدث عنه بعض النسوة، وتلفتت حولها.. أين تهرب؟ كيف تستطيع أن تتخلص منه وفي هذه الساعة من الليل؟!، وأجابها الرجل، بصوت ملائكي مضمخ بعبير السماء قال:
- ﴿إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ...﴾.
ونظرت إليه.. بأنفاسها المتلاحقة، بقلبها الخائف الواجف.. نظرت إلى هالة النور التي تحيط به.. وأصغت إلى كلماته المضيئة التي تحاكي لمعان النجم في السماء.. وعاد بصوته الهادئ يقول:
- ﴿إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ...﴾.
وعاد إليها الهدوء.. وشعرت كأن كل حجر في البناء يؤيده، يصدقه، يؤمن على كلماته.. ومضى الرجل، بصوته الملائكي يقول:
- ﴿إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾.
وضربت بيدها على صدرها، وصاحت بارتباك وحيرة واستنكار:
- أنا؟!!
وتلجلجت.. ولم تدر ماذا تضيف، وتمنت لو عاد إلى الكلام.. لتجد الفرصة للرد.. للجواب.. ولكنه كان ساكتًا كأنه لا يريد أن يسمع منها.. وهتفت تقول:
- ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ﴾.
ولم يتحرك الرسول، ولم يرد عليها، وكان الأمر بالنسبة إليه قد انتهى منه، وعادت تقول مرة أخرى:
- ﴿أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا﴾.
وظنت أن في جوابها هذا ما يكفي لرد الرسول.. ولكنه أجابها بكل هدوء وثقة:
- ﴿كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ﴾.
- ماذا قال؟
- ﴿هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ ﴾.
ووقفت الفتاة الزكية الطاهرة.. تستمع إلى أمر الرب، فما عليها إلا الرضا والتسليم لأمره.. إنه يريدها أن تكون موضع معجزته، فأرسل إليها هذا الرسول الكريم ليهب لها غلامًا زكيًا.
- ﴿كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ ﴾.
وكان أمرًا مقضيًا..
وذهب الملك الذي تمثل لها في صورة رجل، بعد أن نفخ فيها، وعادت مريم إلى صلاتها وتسبيحها.
ومضت الأيام، والشهور.. وشعرت مريم بآلام الوضع.
لا.. لا.. هذا لا يكون..
أتضع هنا، في هذا المحراب، في المسجد؟!
أين تذهب؟!
لتذهب إلى مكان بعيد.. لا يراها فيه أحد.. ولا يشعر بها، ولا يعرفها أحد.. وخرجت في تلك الليلة، خائفة حائرة متعثرة.. هي الفتاة الطاهرة النقية الزاكية العابدة.. سيدة النساء.. تلد ومن دون زوج!!
ومضت تتلفت.. وآلام الوضع تشتد وخلفت البيوت وراءها.. وسارت في أرض بعضها تنتشر فيه الزروع، وبعضها صخرية لا تنبت شيئًا.. وأخذت تتلفت حولها، خوفًا أن يكون بعضهم قد نظر إليها، أو رآها تخرج أو تتبع أثرها، واشتدت عليها الآلام، وهي تمسك نفسها والعرق يتصبب من جبينها، والهواء على برودته تشعر به حارًا لافحًا.. حتى وصلت إلى حالة لم تعد تستطيع معها السير خطوة واحدة، وألقت بنفسها ﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إلىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ﴾، وبكت وهي تشعر بالضعف الشديد وقالت:
- ﴿يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا﴾.
ومضت لحظات على وضعها، فلفت طفلها ببعض ثيابها، وتحاملت على نفسها ونهضت، تنظر حولها لعلها تجد شيئًا تأكله.. لقد شعرت كأن كل ما في بطنها قد انخرط.. وخارت قواها، فهي تريد أن تتبلغ بشيء.. أي شيء تأكله.. وعادت مرة أخرى وقد استبد بها القلق والحزن وقالت:
- ﴿يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا﴾.
وفي ذلك الهدوء، في ذلك الصمت الذي يلف الكون، خُيل إليها كأنها سمعت صوتًا.. صوتًا ضعيفًا ممزوجًا بنغمة ندية من الحنان.. أيكون الرسول قد عاد؟ أو ربما رآها أحد! وتلفتت حولها في حزن وخوف شديدين.. أين تهرب بهذا الطفل.. إلى أين تذهب به؟
وعاد الصوت مرة أخرى.. وفي حالتها تلك أخذت تتلفت حولها.. عن يمينها وعن شمالها وفوقها.. تريد أن تعرف المكان الذي يأتي منه الصوت، ونظرت تحتها.. إنه من هنا.. من تحتها.. إنه الطفل!!
الطفل هو الذي يتكلم.. ونظرت إليه، ولم تكن قد ملأت عينها منه.. لقد أذهب الخوف والحياء والحزن بلبها فلم تنظر إليه.. وانحنت تنظر إليه.. ورأته.. وجهًا مستديرًا كطلعة البدر، وابتسامة حلوة صغيرة تطوق شفتيه، ونورًا عجيبًا تبرق به عيناه، فأنستها تلك النظرة همومها وأحزانها، وانحدرت من عينها دمعة حب وحنان وأرادت أن تحمله.. ولكنها سمعته يقول بصوت خفيض:
- لا تحزني..
إن طفلها هذا هو المتكلم.. إنه يواسيها.. يطمئنها.. يا أمي لا تحزني.. يربت على قلبها الحزين..
- ﴿أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا...﴾.
ولما رأى ما بها من جوع مضى يقول:
- ﴿وَهُزِّي إليكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾.
ونظرت إليه بحنان.. ماذا يقول هذا الرضيع؟
من الذي يستطيع أن يهز النخلة؟!.. هي.. وبكل هذا الضعف!.. ولكنها أطاعت.. ورفعت يدها الواهنة، ومست بها الشجرة.. فاندفعت النخلة كأن قوة هائلة قد تسلطت عليها، وتساقط الرطب حولها.. وعاد الطفل يقول:
- ﴿فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ ﴾.
وتنهدت الأم وهي تتناول تمرات.. فأكلت.. وشربت.. وحمدت الله ربها الذي أحاطها بحفظه ورعايته.
ثم جلست ساكنة واجمة تفكر في مصيرها.. ستأخذ طفلها وتذهب إلى مكان بعيد.. تعيش في أحد الكهوف.. أو تقطع الطريق سيرًا على قدميها حتى تصل إلى البحر.. وهناك سوف يتولى الله العناية بها.. أو...
وشعر الغلام بما يدور في خلد أمه.. إنها لا تستطيع أن تواجه قومها.. ومن هم قومها؟!!
إن لسان أحدهم أحد من المنشار.. وأقطع من السيف البتار.. إنهم سوف يتناولونها، سينالون منها.. ماذا تقول لهم؟
وعاد الغلام.. عاد الطفل الحبيب يشير على أمه:
- ﴿فإما ترين من البشر أحدًا، فقولي إني نذرت للرحمن صومًا، فلن أكلم اليوم إنسيًا﴾.
وارتاحت الأم المتعبة إلى هذا الرأي واحتضنت طفلها الجميل، وأسندت ظهرها إلى النخلة وراحت في إغفاءة خفيفة لذيذة.. ثم انتبهت فإذا الشمس تمد رأسها من وراء الأفق..
كانت تريد أن تعود قبل بزوغ الفجر، قبل أن يراها أحد، كانت تريد أن تخفيه في محرابها.. أين تذهب الآن؟ أين تهرب؟ سوف يراها الناس.. كل الناس سوف يرونها.. ونظرت إلى طفلها.. فرأت في عينيه الهدوء والثقة والاطمئنان، وتبسم في وجهها ليمسح على أحزانها.. وعاد يقول:
- ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا﴾.
ونهضت مريم، وحملت طفلها.. وسارت في خطوات هادئة، تحمل الصغير الكبير، تستمد منه القوة والقدرة على مواجهة القوم.
ورآها رجل فلاح فلم يلتفت إليها، ومرت بها عجوز قروية تسوق أمامها حمارًا حملته بشيء من الخضار فسلمت عليها بإشارة من يدها.. وكانت الأشجار تبدو زاهية، والسماء ضاحكة، والدنيا مستبشرة.. والبيوت جميلة جديدة كأنها لم ترها من قبل.
ودخلت المدينة.. فشعرت بعدد من العيون تتجه إليها، وبإشارات من بعض الأيدي، وهمس وتساؤل.. وثار شيخ عجوز وصاح:
- أيها الناس.. أيها القوم.. تعالوا وانظروا.. ولما تجمع الناس أشار بيده وهو يصيح:
- انظروا إلى هذه التقية العابدة قد ولدت طفلًا.. وتجمهر الناس حولها فلم تعد تستطيع أن تشق طريقها، وأظلمت الدنيا في عينيها، وانهالت كلمات اللوم والتأنيب من كل جانب:
- يا مريم لقد جئت شيئًا فريًا..
- يا أخت هارون..
- ما كان أبوك امرأ سوء.
- وما كانت أمك بغيًا.
- انظروا إليها.. كانت تخدعنا بعبادتها، من أين لك هذا؟
وتحيرت مريم.. ماذا تجيب؟ ولمن تجيب؟ وهل يسمع هؤلاء إذا أجابت؟ هل تحدثهم بالقصة من أولها؟
وتحيرت دمعة ساخنة في مقلتها.. ونظرت إلى الطفل، كأنها تستنجد به، فصرخوا بصوت واحد:
- ﴿كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾.
- تكلمي أنت.
- اقتلوها.
- دعونا نسمع كلامها.
وصاح أحدهم:
- صه.. إن الغلام يتكلم!
- - اسمعوا!
- - تكلمي يا مريم.
ودفعهم رجل قوي شديد وصاح بهم:
- - دعونا نسمع، إن الغلام يتكلم!
- وتلفتوا ينظرون في وجوه بعضهم.. وسألوه:
- - الغلام يتكلم؟
- ﴿إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ...﴾.
وارتفع الهرج مرة أخرى، وتدافع البعيد يريد أن يكون قريبًا من الطفل وصاح:
- ماذا قال؟
- لم أسمع.
- هل تكلم حقيقة؟!
- هل سمعته؟
- اسكت يا رجل.. اسكتوا.. دعونا نسمع!
وبصوت أشبه بتسبيح الملائكة راح الطفل يقول:
- ﴿إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ...﴾.
وأراد أحدهم أن يتكلم، فضربه الرجل الذي إلى جانبه على رأسه وهو يقول:
- صه!
ومضى الطفل يقول.. والجميع يستمعون إليه:
- ﴿إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يَجۡعَلۡنِي جَبَّارٗا شَقِيّٗا وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا﴾، وتلفت الناس كل ينظر في وجه الآخر، وارتفعت الشمس ضاحكة مستبشرة، وحلقت طيور تصفق بأجنحتها في الفضاء، وبقى الناس في مكانهم.. لا.. إنه ليس وهمًا.. لقد سمعه الجميع ورآه الجميع، في وضح النهار.
﴿قَالَ إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا﴾.
وسكتت الألسن الطويلة التي كانت تريد أن تنال الفتاة الطاهرة العفيفة، وتراجعت النفوس المظلمة أمام النور الباهر.. وتفتحت القلوب المؤمنة فرحة مستبشرة.. وانتشر الخبر في المدينة كلها.. في كل بيت.. في كل مكان.
لقد نطق الغلام..
أنا سمعته..
أنا رأيته..
ماذا قال؟
قال إني عبد الله.. كان يدافع عن أمه.. أعظم أم في الدنيا..
أنت سمعته؟
نعم أنا.. ورأيته..
قال إني عبد الله..
ذلك عيسى بن مري
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل