العنوان قصة الهجرة (شعر)
الكاتب الأستاذ محمد صيام
تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1971
مشاهدات 52
نشر في العدد 48
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 23-فبراير-1971
أمهاجر من شدة الطغيان أم أنت داعية إلى الرحمن؟
ومفارق أم القرى وبطاحها ومفتش عن راحة وأمان
أم راحل نحو المدينة كي ترى أثر العقيدة في مكان ثان؟
وعلوج مكة، هل أقمت لبطشهم يا سيدي وزنا من الأوزان
أم أنهم همل برغم جموعهم وتبجحاتهمو بكل مكان؟
وسرى فداه أبي لصاحبه برغم الكرب في ثقة وفي إيمان
قم يا أبا بكر عليك رضا الإله فأنت صاحب سيد الأكوان
قم رافق الركب الكريم مكرما فمحمد وملائك الرضوان
في هجرة ميمونة أوحى بها رب السماء، فقم بغير توان
قم إنه حدث سينقش في الصدور بكل فخـــــــر طيلة الأزمان
وسينتشي طول المدى أما سيذكر كل قلب مخلص ولسان
وتتابعت أحداث ذاك الليــــــل فالبطلان نحو الغار يتجهان
والمجرمون يدبرون جريمة وصمت قصى علوجهم والداني
ينوون قتل محمد، ويؤزهم أعيانهم، تبـــــــت يدا الأعيان
والله بالمرصاد يحبط كيدهم مهما استعانوا فيه بالشيطان
وتفرقت فرسان مكة في الغلاة تجوبها كالمارد الغضبان
يا هل ترى أين الأمين وأين صاحبه الوفي؟ وأين يختفيان؟
إذ إنه لم يبق شبر واحد لم تكتشفه جحافل الفرسان
وتفقد الفتيان كل ثنية يا سوء حظ أولئك الفتيان
صعدوا الهضاب وأمعنوا الأنظار في أعلى التلال وأسفل الوديان
لكنما الغار المبارك رابض تحمي حماه عناية الديان
فإذا کمی مر قرب حدوده عمي الفؤاد وزاغت العينان
ولوت قريش للوراء رقابها فمرادها قد باء بالخسران
ووجوه سادتها اكتست بغلالة مطلية بالخزي والخذلان
وترى أبا جهل يعض بنانه لو كان يشفي الغيظ عض بنان
ويصيح عقبة: يا لها من خيبة فيجيب صيحته أبو سفيان
أما البشير المصطفى ورفيقه فيغادران الغار في اطمئنان
مستبشرين بنصره سبحانه وعليه دون سواه يعتمدان
ومضى سراقة يقتفي أثريهما فهوى بأمر الله في القيعان
لولا رسول الله هدأ روعه لقضت عليه مطامع الإنسان
ارجع سراقة والمكافأة التي ستنالها أغلى من المرجان
فوار کسری سوف تحرزه غدًا وتفوز يوم الدين بالغفران
واستقبل الأنصار ركب محمد نفسي فداه، بأعذب الألحان
فهل استكان المصطفى في دار هجرته ونام بذلة وهوان؟
کأولئك النفر الذين تقلـــــــــدوا في غفلة من شعبنا الحيران
أمر البلاد فما رأت كزمانهم من قبل في الاذلال أي زمان؟
إن النبي وصحبه من فورهم شرعوا في الاستعداد والبنيان
صقلوا النفوس، وهذبوا شهواتها فاستبسلت في ساحة الميدان
وتعهدوا الإسلام فيما بينهم وتعاملوا بالعدل والإحسان
وترفعوا عن جاهلية قومهم واستمسكوا بمبادئ القرآن
فأعزهم رب السماء بنصره وأمدهم بالجاه والسلطان
وأذل هامات الخصوم، وقد علت وتعاظمت بالزور والبهتان
يا قوم فلنرجع إلى الله الذي سيغيثنا ممــــــا نرى ونعاني
فإلى الجهاد إلى الجهاد فكل من ترك الجهاد يساق كالحيوان
وتخلصوا مما يثبط عزمكم وثبــــــوا على أعدائكم كالجــان
واستنزلوا نصر الإله بجدكم فالنصر لا يعطَى إلى «الكسلان»
والحل إن الحل في الهيجا، ولا حـــــــــــل بغير معــــــــــــارك وطــــــــــعان
محمد صيام
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل