العنوان قصة الإسلام في أندونيسيا في العقود الأخيرة (الحلقة الأخيرة)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-يناير-1977
مشاهدات 16
نشر في العدد 332
نشر في الصفحة 19
الثلاثاء 11-يناير-1977
الكفاح الإسلامي ذو المغارم كيف سُرقت مَغانمه؟
وانقضى عهد سوكارنو بما فيه من إيجابيات وسلبيات، ومحاولته وضع المسلمين في المرتبة الثانية، وتفويت الفرص على الإسلام أن يؤدي دوره طبيعيًا في إندونيسيا بعد استقلالها، الذي افتداه أبناؤها المسلمون بكل مرتخص وغال، وحاول أن يفلسف الإسلام وفق مفاهيمه وهواه، وقد سبق له أن نادى أيام كان في فلموريز بالاكتفاء في تطهير ما ولغ فيه الكلب بالمطهرات والمعقمات، بدون الغسلات السبع حيث تكون إحداهن بالتراب، بينما رد عليه محمد ناصر، بوجوب الغسل سبع مرات إحداهن بالتراب اتباعا للشريعة، ولا بأس باستعمال المعقمات والمطهرات بعدهن، كما ينبغي أن يلتزم به المسلم.
مضى ذلك العهد بقضه وقضيضه، ليحل بعده العهد الجديد وكان المفروض فيه أن يتعظ بأخطاء العهد القديم فلا يتورط فيها، ويتجنب التلاعب بالمفاهيم وغمط الحقوق والافتئات عليها وتحكيم الهوى وانتهاك الدستور واحترام القانون.
وكانت أول ظاهرة لخيبة الأمل فيه- العهد الجديد- أنه استبقى معتقلي العهد القديم رغم أنهم اعتقلوا بدون مبرر أو جنحة، استبقاهم رغم أنه نقلهم من معتقل السجن الحربي الذي اكتظ سريعا بنزلائه الجدد من معتقلي العهد القديم، إلى بيت خاص، ولم يطلق سراحهم إلا بعد شهر مايو سنة ١٩٦٧ إطلاقا كاملا.
وكان أول الغيث.
وحين طالب الناس بإعادة حقوق حزب مشومي، سرعان ما قال العهد الجديد: لا، مع أنه سمح لحزب للموريا الاشتراكي التروتسكي الذي حله سوكارنو بالعودة إلى الحياة.
واتضح أن موقف العهد الجديد يشابه تمامًا موقف العهد القديم فيما عدا موقفه من الشيوعية، فهو بدوره حاول أن يوازن قوى الإسلام بالنصارى وبطوائف الباطنية والهندوسية والبوذية، وفعلا نفذ ذلك.
لقد انطلق سعار النصارى بعد سقوط العهد القديم، الذي كانوا يؤازرونه متخوفين أن يأتي بديله الوحيد الحق وهو الإسلام، فراحوا يمارسون الجم من نشاط التنصير، والتهجم على المسلمين في زواياهم ومساجدهم وحلقات دروسهم، وارتياد بيوت المسلمين في وقت تغيب الرجال يبشرون النساء والقصر.
وانطلقت جماعة- أكبر الظن أنها من فلول الشيوعيين- تنادي بأنها أصحاب معتقدات غير أنها لا تدين بدين من الأديان، وتنفث الحقد والضغينة أشد على الإسلام، وحتى صرح فريق منها بإخراج المسلمين من إندونيسيا وإبعادهم إلى الصحراء، وإذا كان الإلحاد ينكر وجود الإله أساسًا فهذه الجماعة جعلت ونادت بمئات وآلاف الآلهة، وأعطيت هذه الجماعة زاوية في الإذاعة والتليفزيون.
وأنشئت منظمة تشتغل بالسياسة، ولكنها لا تعتبر نفسها حزبًا سياسيًا، وهي منظمة الحرفيين أو الجولكار، وهي في حقيقتها أداة الحكام السياسية، والحرفيون فريقان، فريق منضوون في طائفة الجولكار، وفريق يمثلون القوات المسلحة وغير القوات المسلحة، وفي الانتخابات العامة التي أجريت علم ۱۹۷۱ اقترف الحكام العديد من الانتهاكات القانونية، لفرض الجولكار بأغلبية ساحقة في البرلمان ومجلس شورى الشعب والمجالس المحلية، لتزييف إرادة الشعب، ولم يتورعوا حتى من إرهاب الناخبين وفي منظمة الجولكار هذه انضوى كل متآمر على الإسلام من نصارى وبوذيين وهاندكة وأصحاب معتقدات- الباطنيون- وكل موتور على الإسلام، ومن المفارقات أن تكون قيادة الجبهة البرلمانية لهذه الطائفة بيد النصارى.
أما الطائفة الإسلامية وخاصة مشومي فهي محرومة من ممارسة حقوقها الأساسية، وفرض عليها قيادة خربة الذمة، لم تتورع حتى من تأييد مشروع قانون الزواج اللاإسلامي الذي ألغى الشريعة الإسلامية، ولولا مقاومة الجماهير المسلمة خارج البرلمان لكان نافذ المفعول.
استعين على الإسلام في القطاع السياسي بتلك الشراذم.
أما في القطاع الاقتصادي فقد استعين فيه بالصينيين، والصينيون في إندونيسيا لا يتجاوز تعدادهم الثلاثة ملايين، ولكنهم توارثوا ممارسة الاقتصاد منذ أن هاجر آباؤهم إلى إندونيسيا قبل الاستعمار وبعد الاستعمار، فتمرسوا فيه، ولهم علاقات ببني جلدتهم جاليات الصين في سنغافورة وهونجكونج وفرموزا، تمدهم برؤوس الأموال والمساعدات المادية الأخرى، وكذلك جالياتهم في ماليزيا.
واستطاع هؤلاء الصينيون- بقدرة قادر- أن يتقربوا من أساطين العهد الجديد، مع أنهم متهمون بالولاء للعهد القديم بمنظماتهم الممالئة للشيوعية.
واستخدموا كل الوسائل للتزلف إلى العهد الجديد، بما في ذلك استبدال أسمائهم الصينية بأسماء إندونيسية، بل تطرفوا فاستخدموا الأسماء العربية التي يغلب استعمالها بين مسلمي إندونيسيا، مثل محمد أحمد، وحسن حسني، ومعروف عارف ونحو ذلك.
واستطاعوا أن يتسللوا في مختلف المشروعات الاقتصادية والإنمائية التي حاول العهد الجديد انتشال الاقتصاد الأندونيسي بها، من ذلك فرص الاستثمارات الأجنبية والمحلية وفرص الحصول على قروض تعادل ٧٥% من رأس المال المستثمر، وما يستتبع ذلك من إعفاء جمركي وضريبي، تارة بالاختفاء وراء الأركان الأندونيسيين حيث اشتهرت مؤسسات محمد- کیم بی، أي واجهتها إندونيسية وباطنها صيني، وهكذا برز- نيونان سيانغ- في قطاع البنوك متعاونًا مع قطب الكاثوليك- كاسيمو - واستطاع أن يستثمر رؤوس أمواله في قطاع التجارة والصناعة والخدمات.
وبرز- ليم سوى ليونغ- ويتعاون مع أحد أقرباء الرئيس سوهارتو فأنشأ مصنع للدقيق- بوتا ساری- ويكاد يحتكر كل كميات الدقيق التي يستهلكها الشعب الأندونيسي، ومصنع تشيبينونع لإنتاج الأسمنت وعشرات المؤسسات الأخرى التي نمت بفضل قروض بنك نقارا إندونيسيا ٤٦.
ومنتجو سجائر الكريتيك- هي سجائر مخلوطة بمسحوق القرنفل وسوقها رائجة جدًا- بالتعاون مع أقرباء الرئيس احتكروا حق استيراد القرنفل، وجلهم صينيون.
وفي قطاع النسيج بأجهزة الحياكة الممكنة وغير الممكنة، قامت مؤسسة مصانع دايا مانونقال تكستايل لتزدهر وتقيم مصنعًا عملاقًا للنسيج في تانقرانغ برأس مال قدره ٤٠ بليون روبية، ويسيطر عليها نجار النسيج الصينيون في بينتو كتشميل وباسار بارو وتانابالغ وجاتينقارا، وهناك مصانع نسيج- باتام تكتسابل فيكتوري، وتملك عشرين ألف مغزل، وكانت النتيجة المرئية أن قطاع صناعة النسيج الشعبي الذي كان قائما، واشتهر قديما في ماجالايا بجاوا الغربية قضي عليه بالشلل والاضمحلال.
وسيطر الصينيون أيضا على مؤسسات الملاهي والترفيه، من دور سينما- حيث سيطروا على ٦٠٠ من أصل ۷۰۰ سينما في إندونيسيا- والبارات والمطاعم وأندية القمار وملاعب البلياردو، والحمامات التركية، وفي كاليمنتان الجنوبية يملك أسرة أونغ كينغ لي جميع دور السينما بها، ومجموعة جاكرتا تياتر صينية، وهي تتعاطى أيضا صناعة البيوت السكينة وعمارات المكاتب- مثل سكاي لاين بيلدينغ- ودارة أندية القمار ومصانع الطوب الآلي وأنابيب البالون - البلاستيك-
وفي قطاع صناعة تجميع السيارات وتجارة قطع الغيار تشتهر فيها مؤسسة تويوتا استرا التي أثارت نقمة المتظاهرين في يناير سنة ١٩٧٤.
وهناك رجل الأعمال الصيني تونغ جو، استطاع بفضل تعاونه مع مؤسسة بترول الدولة برتامينا، أن يثري في سنغافورة ويمتلك بناء عمارة- توناس بيلدينغ- وهو صديق حميم لابنو سوتاوا، مدير البتامينا المعزول، ويقوم تونغ جو حاليًا بمحاولة السيطرة على تجارة الغزل والبقول- الفول الأحمر- بالاشتراك مع قونتير ابن سوكارنو واحد أقطاب برلمان أندونيسيا.
واشتهر المهندس تشي بوترا مدير مؤسسة بیمبانغونان جايا المحدودة وتعاونها مع حكومة منطقة جاكرتا في صناعة البيوت السكنية، وهكذا نجد الصينيين وإن كانوا أقلية، إلا أنهم أغلبية مسيطرة على النشاط الاقتصادي والمالي لدولة إندونيسيا، بفضل إيثار وجاه كبار الضباط لهم وذهبت تبعًا لذلك ريح رجال الأعمال الإندونيسيين، وخاصة المسلمين منهم التهمها التنين الصيني، أما الطبقة المتوسطة منهم فقد ذهبوا مع الريح وسيطر الصينيون على الطبقة العليا والوسطى والدنيا، وسيطروا على الصناعات الكبرى والصناعات المتوسطة والخدمات.
أما أسلوب سيطرة الحكام على أجهزة الهيئات التشريعية فيراجع المرفق لهذا الشرح الخاص بنظام الانتخابات في إندونيسيا.
وأنصار الحكام في المجالس التشريعية يقودهم النصارى، فرئيس جبهة الحرفيين في البرلمان نصراني.
أما مشاركة القوات المسلحة في النشاط الاقتصادي فيمكن شرحه كالآتي:
بني نشاط القوات المسلحة في الأمور العامة، السياسة والاقتصاد منه بصفة خاصة، على المبدأ الذي خططه الجنرال ناسوتيون عام ١٩٥٨وفحواه- ثنائية مهمة الجيش- أي يحترف الجندية ويمارس النشاط العام في نفس الوقت، والذي استدعى هذا في وقته أن الحركات المطالبة بعودة إيريان الغربية استغلها الذين نادوا بالاستيلاء على المؤسسات الاقتصادية الهولندية، ولتفويت سيطرة الشيوعيين عليها انتدب عددا من الضباط لإدارة تلك المؤسسات المؤممة، واستمرأوا المرعى، إذ عرفوا حلاوة السيطرة على تلك الأعمال، وحدثت مفارقات كثيرة أنتجت انتقال الثروات من المؤسسات المؤممة إلى مديريها، وتكثف هذا الأمر بعد قمع الانقلاب الشيوعي عام ١٩٦٥، وأدين كثير من أعوان سوكارنو الذين أثروا بفضل إيثاره إياهم، مثل كركام ومؤسسات أسلم فتم الاستيلاء عليها من قبل القوات المسلحة، وكذلك مؤسسات الصينيين الذين ثبت تورطهم في أعمال الانقلاب الشيوعي، استولي عليها أيضا
وحيث إن الأوضاع الاقتصادية عامة كانت متردية جدا، والتضخم النقدي كان فاحشًا والأوضاع العامة للقوات المسلحة كانت متردية تسمح لها أن تمارس الأعمال الاقتصادية للإسراع بتحسين تلك الأوضاع.
ومنحت القوات البحرية امتيازات عدة لمؤسستها- اوسديكاري- التي تدير عشرات المؤسسات العامة في منتجات البحر والنقل البحري ومؤسسات التخليص الجمركي واستخراج البواخر الغارقة ونحوها، كما منحت القوات الجوية امتيازات للنقل الجوي، والشحن الجوي وتجميع الطائرات وأعمال المسح الجوية ووضع الخرائط والمخازن في المطارات كما منحت امتيازات استغلال آلاف الهكتارات من الغابات ونحوها، ومنح البوليس امتيازات لمؤسسته الكوباك- وعشرات المؤسسات التابعة لها تعمل في تموين البوليس وفي قطاع النقل واستغلال الغابات.
ولكن الذي فاز بحصة الأسد من هذا كله هي القوات البرية، فمؤسسه- دراما بوترا- أسست شركة- ماندالا للطيران- وبنك ويندو وكنتشانا- ومصنعًا للمطاط في باليمبانغ وجمبي ومصنعًا للدقيق- بالاشتراك مع الصينيين- ودور سينما وشركة توزيع أفلام وتجميع سيارات.
ولم تتخلف عقائر الجنرالات عن الميدان بقيادة السيدة تين سوهارتو فأسسن- ياياسان هارايان يتا - وهي مؤسسة ذات صبغة اجتماعية تنشئ الفنادق مثل فندق- کارتيكاتشاندرا- و- كارتيكابلازا - ودور سينما وشركات في مختلف الصناعات والتجارة.
وهناك مؤسسة خاصة بالسيدة تين اسمها ياياسان مانغاديك ومهمتها بالإضافة إلى ترميم مقابر سلاطين مانكونقارا هي إنشاء الفنادق مثل فندق ساهيد جايا، والبنوك والصيدليات والمطابع، يديرها أحد أقربائها وهو السيد سوكامداني، كما أن هناك شركة ترى أوسها باكني - ومكتبها بالقرب من مركز- القوات الاستراتيجية- تمارس نشاطها في استغلال ملايين الهكتارات من الغابات في كاليمنتان بالاشتراك مع مؤسسات أمريكية ويابانية، كما تدير مزارع للشاي والمطاط والاستيراد والتصدير والتأمينات وصناعة البيوت السكنية وغيرها.
والجنرال إيسمان زعيم مؤسسة الكوستورو يقوم بنشاطه في قطاع دور الملاهي والترفيه، ويشتهر بناديه الليلي- ايل سي سي- ويساهم مع مؤسسة ميتسوي اليابانية في إنتاج الذرة في لامبونغ ويشيد الآن عمارة ضخمة بالقرب من مبنى سفارة فرنسا بجاكرتا.
وهكذا تم خلال عقد من السنين طفو طبقة مترفة جدا من كبار الضباط والكولونيلات أنسيت مهمتها الأصيلة كجنود، وشغلت بمهمتها الثانية وهي الاشتغال بالأعمال، وتفشى تبعا لذلك وباء من الفساد والرشاوي حتى ليقال إنهما أصبحا من مقومات الحضارة الإندونيسية الحديثة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل شملت أيضا تعيينات لكبار الجنرالات في مؤسسات الدولة وأهمها مثلا مؤسسة بترول الدولة برتامينا التي ذاع صيتها لا بسبب نجاحها، ولكن بسبب الاقتراضات الأجنبية والمحلية التي عقدتها والتي بلغ مجموعها عشرة بلايين ونصف بليون دولار أمريكي، كبدت الحكومة بالتزامات مالية، حيث إنها قروض قصيرة الأجل امتصت رصيد العملات الأجنبية من بنك أندونيسيا، كي تستطيع الحكومة أن تخفضها إلى مبلغ ٦,٥ بلايين دولار أمريكي. ويلاحظ أن ديون المؤسسة فاقت مجموع ديون الدولة في العهد القديم أو العهد الجديد، إذ لم تزد عن ٦,٥ بلايين دولار، وكانت سخرية مريرة بسبب الفساد، أن أصبحت البرتامينا التي كان المتوقع منها أن تشارك في إنماء الدولة، حملت الشعب قروضا باهظة عرقلت عملية الإنماء العام.
وهكذا أصبح نظام الرئيس سوهارتو بسبب مسارب البرتامينا وديون الدولة القديمة، والتي استجدت في العهد الجديد أمس الحاجة إلى رأس مال الاستمرار أعمال الإنماء.
وليس باستطاعته الاعتماد على مجموعة الدول الدائنة لإندونيسيا بسبب الركود الاقتصادي الحالي مما لا يتيح له الحصول على مساعدات مجزئة منها، وأصبح محط أمله القوى حاليا في دول الشرق الأوسط المعروفة برصيدها الضخم من البترو دولار.
وهذا هو مغزى الاهتمام الذي يتزايد يوما عن يوم في أندونيسيا بالشرق الأوسط، بما في ذلك الندوة العالمية التي عقدتها مؤسسة بلينيكا تونفال أيكا، واختيار عدد من السفراء الأكفاء لسفارات إندونيسيا في السعودية والكويت ومصر كل ذلك محاولات اقتراب وتقرب من تلك الدول أملًا في مساعدتها الاقتصادية.
وقد لا نكون في حاجة إلى القول: إن من الضروري الانتباه إلى تلافي بذل مساعدات- قد تضاعف الأذى للمسلمين- وربما تلقفها مجموعات الضباط المنحرفين المرفهين والصينيين الذين لا يهمهم إلا الإثراء، بغض النظر عن الأساليب، فتلك بالوعات، تفوت الغرض من أية مساعدة تدفعها أريحية إنسانية أو إسلامية، فينبغي التحرز والتوقي.
بقي علينا أن نعرف مدى قوة النفوذ النصراني في نظام الرئيس سوهارتو.
لقد فرض هذا النظام على الأحزاب أن تنكمش وتندمج ليصبح هناك حزبان فقط، وربما كان هذا مستوحى من أمريكا، فرض على الحزب القومي وحزب الكاثوليك وحزب البروتستانت وللموريا والايبكي الاندماج في حزب أسماه بحزب الديمقراطية الأندونيسي، وعلى حزب نهضة العلماء وحزب مسلمي إندونيسيا وحزب الشركة الإسلامية والتربية الإسلامية أن تندمج في حزب سمي بحزب الوحدة الإنمائية وأزيل منه الإسلام كليا، وفرض على هذين الحزبين رئاسة من فوق وحظر أي مؤتمر للحزب أن يمس تشكيلة القيادة.
وفي إدارة الحزب الديمقراطي نجد للنصارى نسبة ٤٢٪ من مقاعد القيادة، وفي الحزب القومي قبل الدمج لهم ٣٥ ٪ مقعدا قياديا، وقيادة جبهة الحرفيين- الجولكار- في البرلمان ۱۰۰ ٪ بيد النصارى، وهكذا بينما عددهم في الواقع لا يزيد على معاشر مجموع السكان ولكنهم في المجالس التي تصبغ سياسة الدولة يملكون حوالي ٤٠ ٪ من السيطرة.
أما في أخطر أجهزة الضبط والربط، ففي وزارة الدفاع والأمن القومي والقيادة العامة للقوات المسلحة يتربع الجنرال بانقابيان- جندي المسيح كما يسمى نفسه- وفي رئاسة أركان قيادة عملية إعادة الأمن والنظام يتربع الأميرال سودومو المتنصر- أبوه يقال من أتباع نهضة العلماء- وفي أركان المخابرات العامة يتربع الجنرال بيني مورداني .
أما في الوزارة فبجانب بانقابيان نجد وزير التجارة هوراد يوس براوليو، وفي الصحة الدكتور سيوة بيسي وفي وزارة الدولة لتنظيم شئون الموظفين وأجهزة الدولة نجد الدكتور سوماولين، وفي مكتب ديوان الموظفين نجد الجنرال مانيتو روك، وقيادة القوات الاستراتيجية الضاربة نجد الجنرال ليو لويوليسا، وقائد منطقة جاكرتا العسكرية الجنرال مانتيك، وكل قائد منطقة عسكرية مسلم يجب أن يكون أركانه مسيحيا والعكس غير وارد، وأي جنرال مسلم يبدي التزاما دينيا يسفر- أي يعين سفيرا- حالا تمهيدا لاستيداعه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلشعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث (٢) - الأستاذ يوسف العظم
نشر في العدد 231
58
الثلاثاء 07-يناير-1975
التعليق الأسبوعي: بعد فشل الحكام، واهتراء الأنظمة مطلوب رواد لقيادة الأمة
نشر في العدد 271
16
الثلاثاء 21-أكتوبر-1975