العنوان قصة دخول الإسلام في إفريقيا وانتشاره «الحلقة الأولى»
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 04-يوليو-1972
مشاهدات 26
نشر في العدد 107
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 04-يوليو-1972
قصة دخول الإسلام في إفريقيا وانتشاره
«الحلقة الأولى»
إن قصة الإسلام والمسلمين في إفريقيا تفوق الخيال، وأن مستقبلهم كله نور وأمل وإشراق. وهم من ناحية يمثلون مستقبل الإسلام. ففي الوقت الذي جمد الإسلام في دول إسلامية عديدة، فإنه انطلق وما زال منطلقًا أعظم ما يكون الانطلاق في إفريقيا.
وإفريقيا هي قارة المستقبل، موقعها، خاماتها، ومواردها. فهي تنتج 98٪ من ماس العالم و55٪ من نحاسه، وبها أكبر احتياطي لليورانيوم والمنجنيز 5/2 زيت النخيل و40٪ من البترول و17٪ من المواد الزراعية و3/2 محصول الكاكاو العالمي.
وهي تتحكم عسكريًا في قناة السويس وشمال غرب إفريقيا ومراكش وطنجة، وليبيا والصومال وداكار. والقوى الكبرى في العالم تجدها جميعًا في إفريقيا حتى إسرائيل التي تلعب دور العميل رقم واحد للمصالح الاستعمارية. ومن الأشياء التي تفوق تصور أي إنسان أن مجموع الاستثمارات اليهودية في إفريقيا أكبر من نفس هذه الاستثمارات داخل إسرائيل.
وعندما قامت أزمة الكونغو مثلًا، كانت جميع الطائرات الهابطة في مطار الكونغو تحمل «عملاء» لدول أجنبية لدرجة أن أغلقت الأمم المتحدة المطار في وجه أي طائرة أجنبية ما عدا طائرات الأمم المتحدة نفسها! وفي محاولة الانفصال الأخيرة - في نيجيريا المسلمة - حاولت إسرائيل أن تدخل في روع قبائل «الإيبو» أن أصلهم يهودي ويجب أن ينفصلوا عن الدولة الأم.
إن الصراع في إفريقيا رهيب يتخفى وراء الغابات والأحراش، والمسلمون في إفريقيا قوة قوية، ناشئة، متحدية، صامدة، وأثرهم بالغ في حياة الحركات التحررية وفي كافة سبل النشاط الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. ورغم التحديات التي يواجهونها، فإن مستقبلهم زاهر.
والإسلام في إفريقيا قديم قدم الدعوة نفسها، فأول هجرة كانت إلى الحبشة، والبحر الأحمر وخليج عدن كانا طريق التجار والدعاة المسلمين إلى شرق إفريقيا والحبشة والصومال وإريتريا وزنجبار ونشأت عدة دول ذات حضارة بالغة وظلت مدن مثل مقديشو وكلوا وسفاله مزدهرة حتى أوائل القرن السادس عشر وظهرت دول «الفونج وغانه ومالي وكانم البرنو والفور والهوسة وصنقاى» وغيرها.
ومن الشمال كانت مصر النافذة الحقيقية التي دخل منها الفتح الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص عام ٢٠ هـ - ٦٤٠م ولم تمض خمسون عامًا حتى شهد المغرب العربي كله دولة إسلامية مزدهرة. كانت السبب الحقيقي في انتشار الإسلام في القارة الإفريقية كلها، وكانت جماعات «المرابطين والسنوسيين والأغالبة والصنهاجيين والمغراويين والحفصيين والعدويين والوهابيين والسعديين والأدارسة» وغيرهم.
وقد عبر الإسلام الصحراء الكبرى ليصل إلى السنغال والنيجر وهضبة الحبشة وبلاد النوبة والسودان، ثم عاد ليسير بجوار المحيط الأطلنطي ليصل إلى غربي أفريقيا وحوض نهر النيجر مرة أخرى راسما هلالًا إسلاميًا ضخمًا يمتد من الشرق إلى الغرب إلى قلب القارة.
وعلى طول نهر النيل ومن مصب نهر السنغال حتى لاغوس ترتفع عاليًا مآذن الجوامع الإسلامية التي اختلطت فيها فنون العمارة الإسلامية المختلفة، وكلها يدعو إلى الفلاح وأن الله أكبر ولا إله إلا هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل