العنوان كرامة الزوج
الكاتب أ. د. زيد بن محمد الرماني
تاريخ النشر السبت 21-يونيو-2008
مشاهدات 19
نشر في العدد 1807
نشر في الصفحة 59
السبت 21-يونيو-2008
الزواج حال طبيعية يندفع إليها الإنسان لحاجته لها ولأنها لازمة اجتماعية رئيسة، غرضها بقاء الجنس واستمرار النوع، وليس هو إلا لأن عوامل قوية مخلوقةفي كل من نفس المرأة والرجل، جعلتهما في حاجة إلى بعضهما، لا يفتران يبحثان عن بعضهما لقضاء مطلبهما. وكانت قديماً هذه الحاجة، تجعل المرأة والرجل كلاهما مشاعاً للآخر، ثم جاء دور العائلة فكان ذلك سبيلاً إلى قصر المرأة على رجل واحد، أو قصر عدة نساء على رجل واحد، ولم يكن لهذه السبيل حد يوماً. حتى جاء الإسلام فجعلهن أربعة بشرائط أقامها.
يقول الأستاذ محمد عبد العزيز الصدر في كتاب فن الزواج: إن الزواج في جملته كالفرقد، يضل فيه السائر إذا لم يحمل بين يديه بوصلة ترشده إلى مواقع الجهات وإذ ذاك يهتدي الهدي كله فيصل إلى مرفأ السلامة.
وها نحن نسمع أصوات الأسى تنبعث من أفواه بعض المتزوجين تتردد في الآفاق، يحسبها الناس أحزاناً يتلو بعضها بعضاً، فيتوجس العزاب خوفاً من الزواج، لأن لهم أذنين تسمعان تلك الصرخات المؤلمات، وتسمع من أفواههم أيضاً الغض من كرامة الزواج، ويحط من شأنه وتسمع أن السعيد ذلك الذي لم يقدر له الزواج يوماً ما.
وليست هذه الصرخات وليدة جو دون جو ولكنها في كل الأجواء، وإنما يسمعها الناس لأنه يبعثها الشقاء، وأما الذين ينعمون بالزواج فلن يحدثوا العالم بشيء عن نعيمهم هذا، بل يقطعون مرحلتهم ساكنين ساكتين تحفهم السعادة من كل جانب، وترى هذه السعادة تتخطى قلوبهم إلى أعمالهم. إذ يهدأ فكرهم وتطمئن نفوسهم.
وليس أحسن من بيئة يهدأ فيها الفكر، وتطمئن لها النفس، ولترى السعادة الزوجية حقلاً تنمو فيه العزيمة ويزكو فيه الفؤاد.
إن المرأة كانت لؤلؤة غالية تضرب إليها أكباد الإبل ويسعى إليها الرجل سعيه المتواصل فتحفى قدماه ويكفيه منها ابتسامة حلوة، أو نظرة عذبة، فهي إذن الدرة الثمينة، وكان إذ ذاك الحب في مهده حباً غير مشوبة حياته برياء، وإنما يخفف ويلات الحياة على أن ويلاتها إذ ذاك لم تكن بالكثيرة، فما بالك بها اليوم وهي كثيرة جداً، أما كان يجدر بالحب أن يعيش فيأخذ بيد الإنسان من حب الشقاء العميق القائم الذي أصابهاليوم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل