العنوان كلمة إلى الدعاة.. سوء الظن بالمسلم من غير مبرر
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-مايو-1998
مشاهدات 17
نشر في العدد 1300
نشر في الصفحة 57
الثلاثاء 19-مايو-1998
إن سوء الظن بالمسلم من غير داعٍ أو مبرر هو مركب وعر، وسلوك شائن وآفة ضارة بالمجتمع الإسلامي ضررًا بليغًا، لأنه يقطع حبال الأقربين، ويزرع الشوك بين أفراد المجتمع، ويدفع المرء إلى أن يغتاب من ظن به السوء، أو يحتقره، أو يقصر في حقه، وقد يجره ذلك إلى أن يتمادى في سوء الظن فيتهم أخاه بأمور لا صلة له بها، ويلصق به مفاسد هو بريء منها.
وذلك كله وبال وفساد وضرر اجتماعي خطير، وأكثر من يصاب بهذا المرض ذوو المناصب والوجاهات والأغنياء والمترفون وبعض أصدقاء المرء الذين وثق فيهم، وإن كان سوء الظن حديث نفس عابر غير مستقر، كشيء خطر في بال الإنسان ثم تلاشى ولم يستقر، فإنه لا شيء فيه، لأن الله تعالى غفر لهذه الأمة ما حدثت به نفسها، كما ثبت ذلك بأدلة عديدة.
ولأن الظن مبني على التخمين بسبب كلمة أو عمل محتمل كانت نتيجة الظن في الغالب الوقوع في ورطات عديدة لا مبرر لها، كما أن الظن يجعل تصرف صاحبه خاضعًا لما في نفسه من تهمة لأخيه المسلم، وكذلك يتحكم الظن في التسويلات النفسية والاتجاهات القلبية، حتى تجد من يظن السوء يحمل لمن يظن به أطنانًا من التهم بناها خياله، وكدستها أوهامه نتيجة سوء ظنه بأخيه، ولذا قال ﷺ «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» (متفق عليه). وكثيرًا ما ترى من يتهم غيره بسوء يقول: سأحاول أن أتحقق فيتجسس على غيره بغير حق، وبذلك يرتكب ذنبًا آخر، وأحيانًا بعد التجسس يصل إلى نتيجة تحقق ظنه فيغتاب أخاه المسلم، ويذكره بسوء فيرتكب ثلاثة ذنوب، وهكذا يجر ظن السوء إلى آثام عديدة إن لم يبتره الإنسان ويقطع مادته من جذورها، ولذلك نهى الله تعالى عن التجسس والغيبة بعد النهي عن سوء الظن تنبيهًا للمسلم، وتحذيرًا له من التورط فيما يجره سوء الظن بالمسلم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل