العنوان كيف نكون دعاة لزوجاتنا؟
الكاتب عبد الحليم محمد أحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 02-أبريل-1974
مشاهدات 17
نشر في العدد 194
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 02-أبريل-1974
كلمات للحوار:
يكتبها: الأستاذ عبد الحليم محمد أحمد.
كيف نكون دعاة لزوجاتنا؟
أولًا: مع العروس الجديدة:
ـ في فترة الخطوبة:
● إن الفترة التي بين العقد والزفاف فرصة عاطفية يُمكن خلالها مع تبادل مشاعر الحب - والحب الكبير- بَذرُ بذور القيم الدينيَّة الأصيلة «مثل العقيدة وبعض العبادات».
ـ في فترة شهر العسل:
● يَحسُن قضاء فترة الزواج الأولى بعيدًا عن كل المؤثرات العائلية «عائلة الزوج أو الزوجة» حتى يمكن بثُّ أكبر قدر من مشاعر الحب الكبير مع أكبر قدر من القيم الدينية، ويجب أن تشعر الزوجة أنها انتقلت إلى عالم سعيد وفي نفس الوقت عالم جديد ذي قيم جديدة.
● هي فترة نفسية فريدة، وهي فترة استعداد لقبول الزرع؛ لذا يجب أن تبذل أقصى الجهد لبذر البذور الصالحة في هذه الفترة ويجب أن تتفرغ لها من كل المشاكل/ إنها بعثة داخلية لأداء رسالة معينة.
● يجب أن تشعر العروس بنوع من الحب أشد من حب الروايات في مشاعره
وأفانينه، ولكنه حلال طيب وهو أقوى وأدوم أيضًا وبذلك تصل الزوجة الى حالة من السعادة النفسيَّة تجعلها على استعداد لتطلِّق الدنيا وتعيش في عالمها الجديد السعيد.
● يجب أن تخرج العروس من هذه الفترة حاملة لرسالة الإصلاح لتقف جنبا إلى جنب مع زوجها الحبيب، هو يعمل في ميدان الرجال وهي تعمل في ميدان النساء، كما يعملان معًا ليقيما بيتًا سعيدًا قائمًا على تقوى الله والحب العميق وينجبا ذرية صالحة تكون لهما ذخرًا يوم القيامة.
ثانيًا: مع الزوجة العزيزة:
ماذا تفعل إذا كانت الزوجة العزيزة بعيدة عن جوِّك الإسلامي قليلًا أو كثيرًا؟
خَفِّف من نشاطك خارج البيت وابذل لزوجك وبيتك من نفسك ووقتك ومالك وتفكيرك ما يوفِّر قربًا عاطفيًّا وشعورًا بالرضى والاطمئنان.
ادخل في حياة أسرة الزوجة فتصلهم وتبرهم وتحل مشاكلهم وتقدم خدمات لهم، وذلك حتى يشعر أهل الزوجة بالتقدير والاحترام والحب لصهرهم.
اغمر الزوجة بأفانين المتعة الجنسيَّة الحلال وأفانين الترفيه والنزهات الحلال، كل هذا يتم بدافع ديني قوى تشعر به الزوجة نفسها نتيجة أحاديث خفيفة ونتيجة ممارسة العبادات في خشوع وضراعة ونتيجة رعاية بعض الآداب الدينية تقبل التيسير في كل أمر ما لم يكن إثمًا حرامًا لا مندوحة فيه، ولتشعر الزوجة أن الحرام لا سبيل إليه وأنه هو المُنَغِّص الوحيد على الحياة السعيدة وأنك إذا اضطررت إلى التنازل بعض الشيء عن الأكمل فليكن واضحًا للزوجة أنك تتنازل لحداثة عهدها بالقيم الدينية فقط ولكنك حريص دائمًا على هذا الأكمل.
قف من زوجك موقف الداعية من شاب جامع أو من شاب عنده ميول مختلطة وأفكار مشوشة عن الإسلام أو من شاب عنده بوادر رغبة صالحة، ألا تظل تناقشه وتجاذبه وتتودَّد إليه وتبحث عن المداخل المناسبة لجذبه إلى القيم الدينية، وإلى المشاركة في النشاط الإسلامي، وتبذل الوقت و تتحيَّن الفرص للحديث معه!
كذلك ينبغي أن يكون موقفك من الزوجة العزيزة، والله معك.
اشرك زوجك في أخبار العمل الإسلامي وفي أمالك وآلامك، وقد تجد منها عدم مبالاة أوَّل الأمر بمثل هذه الأمور ولكن تأكد أن الباب المغلق سيفتح يوما بإذن الله من كثرة الطرق الصادق الودود وهناك أمر خطير يقع فيه كثير من الدعاة وهو أنهم يضعون الزي في المحل الأول ويظلون يدورون حوله بينما هو أثقل الأمور على الزوجة هذا أشبه بِمَن يضع العربة أمام الحصان أو بمن يحاول تحويل عربة اليد إلى سيارة بمجرد تركيب إطارات من المطَّاط أو مقاعد مريحة.
إن الحصان هو العقيدة هو الإيمان بالله واليوم الآخر وحب الجنة والخوف من النار إذا توفَّر هذا الحصان جر العربة إلى غايتها وأن موتور السيارة هو العقيدة وهو الكفيل بتحويل العربة إلى سيارة حتى لو تأخَّر صنع إطارات المطاط والكراسي المريحة إلى حين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل