; د. أحمد فهمي الناطق الرسمي باسم مجموعة العمل المصرية لـ «المجتمع»: لسنا فصيلاً سياسيًّا جديدًا ولا نستخدم سوى الوسائل القانونيـة المشروعـة | مجلة المجتمع

العنوان د. أحمد فهمي الناطق الرسمي باسم مجموعة العمل المصرية لـ «المجتمع»: لسنا فصيلاً سياسيًّا جديدًا ولا نستخدم سوى الوسائل القانونيـة المشروعـة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 17-أكتوبر-1995

مشاهدات 17

نشر في العدد 1171

نشر في الصفحة 36

الثلاثاء 17-أكتوبر-1995

ظهرت مجموعة العمل المصرية في سبتمبر الماضي كمجموعة تنادي بأهداف ووسائل تدور في إطار تحقيق ديمقراطية سليمة تسمح لأبناء الشعب المصري بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم في ظل احترام فعلي للدستور والقانون.

ومع اهتمام وسائل الإعلام العالمية بما يدور عموما على الساحة المصرية في ظل اقتراب الانتخابات البرلمانية ومحاكمة مجموعة من قيادات «الإخوان المسلمون»، لأول مرة أمام القضاء العسكري منذ ثلاثين عاما، فقد أبرزت اهتمامًا بمجموعة العمل المصرية بعد إصدار بيانها في لندن في أوائل سبتمبر الماضي، لا سيما وأن القائمين عليها قد خطوا خطوات سليمة، وحصروا أنشطتهم في الوسائل القانونية المشروعية، وكان لقاؤهم بالسفير المصري في واشنطن من أبرز الخطوات التي قاموا بها.

ولمعرفة المزيد عن مجموعة العمل المصرية أجرت المجتمع، هذا الحوار مع الدكتور أحمد فهمي - الناطق الرسمي باسم المجموعة في لندن:

متى أسست مجموعة العمل المصرية، وما هي دوافع تأسيسها؟

الحقيقة أنه من الصعب تحديد يوم معين لتاريخ تأسيس مجموعة العمل المصرية؛ لأن التفكير في قيامها سبق الإعلان عنها بمدة طويلة، وقد جاءت المجموعة وليدة انشغال عدد من المصريين المقيمين في الغرب، وخصوصا بريطانيا بشئون بلدهم الأم، ومراقبتهم لتطور الأوضاع بها، ورؤيتهم لانحدار كافة الخطوط البيانية لمقومات هذا البلد إلى الأسفل، وكذلك مع تنامي الشعور لدى هذه المجموعة من خلال معايشتها لدوائر أوسع من الجالية المصرية المغترية بضرورة القيام بأي جهد للدفاع عن مصالح مصر بعد تدهور مستوى الإنسان المصري وحقوقه بشكل كبير.

وكتاريخ فإننا يمكن أن نحدد يوم 11 ربيع الآخر 1416هـ، الموافق 12 سبتمبر 1995م، ليؤرخ به قيام مجموعة العمل المصرية، وهو اليوم الذي أذعنا فيه بياننا الأول.

ما هي أهم أهداف مجموعة العمل المصرية وما هي وسائلكم لتحقيق هذه الأهداف؟

أما عن أهداف المجموعة ووسائلها فقد تم توضيحها في بياننا الأول، وهي:

  1. تحقيق ديمقراطية سليمة تسمح لكل أبناء الشعب المصري بالتعبير عن أفكارهم وتطلعاتهم إلى غد أفضل، في ظل احترام فعلي للدستور والقانون.
  2. إلغاء كل القوانين الاستثنائية.
  3. تحقيق اللحمة بين طوائف الشعب المصري وإشاعة مناخ السلام الاجتماعي، ورعاية بذور الحب بين كل أبناء مصر.
  4. تحييد المؤسسات الرسمية (القضاء، الجيش، الشرطة)، وإعادة ثقة أبناء الشعب المصري بها.
  5. نزع فتيل الدولة والعنف المضاد، وإنهاء مسلسل الثأر بين الأجهزة التنفيذية والشعب.
  6. تأمين الحرية الشخصية لعشرات الآلاف من المعتقلين ومسجوني الرأي، وتأمين سبل العيش الكريم لهم ولأسرهم.
  7. تأمين دعم عالمي للدفاع عن شعب مصر والدفاع عن حقوق المحرومين والمضطهدين من أبنائه.

أما عن وسائلنا فهي:

  1. استخدام كل الوسائل المشروعة والقانونية، لإيقاف مساندة الدول الكبرى للنظام ودعمها له والتستر على أخطائه.
  2.  اعتماد استخدام كل الوسائل السلمية والقانونية المتاحة في بلاد المهجر لتحقيق رسالة المجموعة. 
  3. مطالبة كل أبناء المؤسسات الرسمية وخصوصا (القضاء، الجيش، الشرطة، الدبلوماسية) بالتخلي عن دعم المجموعة الحاكمة والالتزام بالدستور والقانون، وعدم السكوت عن أي تجاوز لهما، والحرص على أن تبقى هذه المؤسسات ملكًا خالصًا للشعب المصري بكل فئاته.

ما هي الطرق التي سلكتموها والوسائل التي استخدمتموها حتى الآن لتحقيق هذه الأهداف؟

سلكنا منذ بدء عملنا إلى الآن عدة طرق، أهمها على الإطلاق في رأينا هو الاتصال الشخصي بمجموعات مختلفة من الشخصيات السياسية والمفكرة والقانونية في الغرب لتوضيح رسالة المجموعة، ثم الاتصال بأكبر عدد من البرلمانيين والسياسيين في أوروبا وأمريكا لتوضيح حقيقة الأمور وتطوراتها، وقد تلقينا بفضل الله إجابات وردود مشجعة لنا ولعملنا.

وقد بدأنا في إقامة صلة شبه يومية مع المئات من هؤلاء عن طريق شبكة المراسلات الخاصة بهم عبر شبكة الإنترنت الإلكترونية العالمية التي اضطررنا لخوض غمارها والاستفادة منها في تزويد الآلاف من المهتمين بالحقائق عن الأوضاع الأخيرة في مصر أولاً بأول.

ومن وسائلنا التي اتبعناها -غير البيانات التي تحدد موقفنا - المؤتمرات والاتصال بالصحف وإصدار النشرات والدراسات ولقاء المسؤولين المصريين، لشرح أهداف ورسالة المجموعة والتي تم على أساسها لقائنا بسعادة سفير مصر في بريطانيا الدكتور محمد شاكر.

التقيتم بالسفير المصري في لندن في الأسبوع الماضي، فما هي أهم الموضوعات التي تناولتموها معه؟

ما تناولناه مع سعادة السفير هو نفس ما أعلناه في بياناتنا من أهداف ووسائل، وقد أكدنا له أننا ننطلق في عملنا من حب خالص وصادق لمصر، كما سلمناه رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية من المجموعة.

من هم المؤسسون البارزون لمجموعة العمل المصرية؟ وما هي الشرائح التي تتعاون معكم وهل نشاطكم يدور في إطار مصر والمصريين فقط؟

لم يحن الوقت بعد لإعلان أسماء الإخوة الزملاء الذين تحمسوا لقيام مجموعة العمل المصرية؛ فمعظمهم تقريبا لا يحرص على هذا الإعلان ضمانا للقيام بأدوار أكثر فعالية، أما عن الشرائح التي تتعاون معنا فهي شرائح عريضة من جاليات مختلفة في أوروبا فوجئنا نحن باهتمامها الشديد بعملنا وباهتمامها بصورة خاصة بما يجري في مصر ومتابعاتهم لها، وهذا بالطبع غير لجان حقوق الإنسان وبعض الهيئات القانونية، وأغلبها من أصول أوروبية.

وبالنسبة لنشاطنا عموما فهو يدور في إطار مصر والمصريين، وليس في مخططنا الانتقال خارج هذا الإطار. خاصة في هذه المرحلة، فقد كثرت القضايا في العالم العربي وأصبح لزامًا علينا أن نسد ثغرًا مفتوحًا، خاصة إذا كان هذا الثغر هو قلب الأمة وتاجها.

وأرجو ألا يقال عن هذا أنه عصبية مقيتة؛ فهي الضرورة والتي نرجو أن تزول في أقرب وقت، فنحن قد قبلنا مضطرين هذه التجزئة في اهتمامات الأمة لنسد ثغرة لم نجد من يقف عليها.

هل مجال عملكم يتعلق فيما يتعرض له الإخوان المسلمون من ضغوط فقط أم موضوع الحريات والديمقراطية في مصر بصفة عامة؟

الحقيقة الإجابة عن هذا السؤال متداخلة بشكل كبير فما يهمنا بالدرجة الأولى هو الحريات والديمقراطية في مصر بصفة عامة، وفي نفس الوقت فإن ما حرك مجموعة العمل المصرية والمئات الذين أيدوها فور الإعلان عنها هو حجم الظلم والافتراء الذي تتعرض له جماعة الإخوان المسلمون في الفترة الأخيرة، والذي توج بإحالة مجموعة من مفكريهم إلى المحكمة العسكرية بتهمة تخلو تماما من أي استخدام لوسائل العنف حتى ولو بالقول.

ولأن ممارسة الظلم واستمراءه نوع من السادية لا يتوقف عند حد يرتوي فيه الظالم من هذه الممارسة، فقد أدركت الجموع الكبيرة من الجالية المصرية في الغرب أنه وإن صبر الإخوان المسلمون على هذا الظلم، فإن من حق شعب مصر كله أن يجد من يدافع عن المظلومين، وأن يقف أمام تلك الممارسات والتي يمكن أن تطول بعد ذلك كل المعارضين، سواء أكانوا سياسيين أم مجرد منافسين في مشاريع اقتصادية أو اجتماعية.

وأحب أن أسجل هنا وللتاريخ أن الممارسات الأخيرة للنظام والتي بلغت قمة الاستفزاز لنا ولغيرنا مصريين وغير مصريين، كانت هي الدافع للحركة، وحتى تنسب الفضل لأهله فإننا نود أن نسجل للنظام هذه النقطة الإيجابية التي أقنعتنا وأقنعت غيرنا إخوانا وغير إخوان مسلمين وغير مسلمين بضرورة التحرك وترك مقاعد المتفرجين.

وأحب باسم مجموعة العمل المصرية أن نؤكد كما أكدنا من قبل أننا لسنا فصيلاً سياسيًّا جديدًا على الساحة، وأننا ننتمي لشعب مصر كله وبكل أحزابه وطوائفه، وما يهمنا بالدرجة الأولى هو إقامة ديمقراطية سليمة في مصر مع تصحيح كل المسارات الخاطئة في سياسات الحزب الحاكم حتى لا تندفع مصر إلى مستقبل مجهول يودي باستقرار المنطقة كلها، وهو ما نرجو أن يتفهمه المهتمون والمسؤولون فيها ويساعدونا عليه.

هل لكم علاقة بمجموعة المحامين البريطانيين التي أعلنت انضمامها مؤخرًا لهيئة الدفاع عن «الإخوان المسلمون» الذين يحاكمون في مصر؟

مجموعة المحامين البريطانيين الذين تحمسوا للدفاع عن قضية «الإخوان المسلمون» المنظورة أمام المحكمة العسكرية هم إحدى ثمار التعاون مع بعض الجاليات والهيئات المهتمة في بريطانيا، ولعل وجود السيد جون بلاتسملز على رأس هذه المجموعة، وهو معروف في بريطانيا كسكرتير للزعيم البريطاني ونستون تشرشل، وعضو مجلس عموم «البرلمان البريطاني» سابق، وكأحد أكبر القانونيين في بريطانيا الحائزين على مرتبة مستشار الملكة (.Q.C) دليل على اهتمام الناس بهذه القضية وإحساسهم بمدى الظلم الواقع على المجموعة المحالة إلى المحكمة العسكرية.

ولعلنا لا نذيع سرًّا أن هذه المجموعة متطوعة ولم تتقاض ينًا واحدا، واعتبرت أنها تشرف بالدفاع عن قضية من قضايا الحق العدل.

ما هي خططكم المستقبلية لتحقيق الأهداف التي أعلنتم عنها؟

نحن أعلنا أهدافنا وحددنا وسائلنا، وسنعمل إن شاء الله على تحقيقها قدر ما يستطيعه جهدنا، ولأن الحق لا بد أن يعلو فنحن على يقين من عدالة قضيتنا التي ندافع عنها وواثقون بعون الله من التأييد والنصر.

وللحقيقة أيضا، وهذا سر نذيعه لأول مرة أن الإجابة على هذا السؤال بدقة قد لا نستطيعه الآن، فقد كانت خططنا في بداياتها محدودة، ويمكن وصفها بأنها كانت متواضعة، ولكن حجم التأييد الذي تلقيناه من العديد من الدول والمنظمات الإنسانية والقانونية قد أربكنا ونحتاج إلى بعض الوقت للنظر في أسلوب العمل وفي الخطط لاستيعاب مجموعة ضخمة من الطاقات مصرية وغير مصرية قد تحمست للدفاع عن الحق والعدل، وبعضها على استعداد للإعلان عن تطوعه فورًا وتسخير كل طاقته من أجل هذه القضية، ليس آخرهم السيد جون بلاتسملز مايلز وزملاؤه.

ولكننا نعود لنؤكد أننا نؤمن إيمانًا راسخًا أن اعتصامنا بالله أولا، ويقيننا بعدالة قضيتنا، ثم التزامنا بما أعلناه من التزام بالقانون والوسائل السلمية هي أسلحة لا يقوى على مواجهتها أي ظلم.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل