; لعبة التمبولا مقامـرة علنـية | مجلة المجتمع

العنوان لعبة التمبولا مقامـرة علنـية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 16-يونيو-1970

مشاهدات 55

نشر في العدد 14

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 16-يونيو-1970

حرّم الإسلام القمار:

حرّم الإسلام المقامرة نص على ذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة..

 قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ (المائدة: 91).

الميسر هو القمار واشتقاقه من اليسر وهو أخذ المال بسهولة من غير تعب.. كان الرجل في الجاهلية يقامر على أهله وماله، فأيهما قمر أي غلب صاحبه ذهب بأهله وماله؛ فأنزل الله هذه الآية بتحريم القمار وتحريم أنواعه المألوفة اليوم المعلومة لدى المقامرين تحريمًا باتًّا قطعيًّا وتحريم قربانه وتعاطيه. فنهى الباري -عز وجل- عن هذا الفعل القبيح.

إن حياة المقامرين بين الربح والخسارة، وكل منهما شر من الآخر، إما أن تخرب بيتك أو تحرق بيت صديقك؛ فالشر موجود في القمار ربحت أو خسرت، فالويل كل الويل لمن خلق ليقتل نفسه أو يقتل غيره.

إن القمار بجميع أنواعه محرّم في القرآن والسنة وإجماع الأمة ولا يستحله إلا مارق أو منافق.

إن القمار السبب الوحيد المؤدي إلى الخراب وتدمير البيوت وذهاب المروءة وضياع الكرامة وسوء المنقلب ولعذاب الآخرة أشد وأبقى؛ فكم من بيوت هدمها أصحابها أو باعوها بسبب القمار، وكم من أولاد كانوا زهرة الحياة الدنيا أصبحوا فقراء لأن أباهم انتحر بسبب القمار.

التمبولا نوع من القمار

إن لعبة التمبولا التي تُمارس علنًا في أماكن عامة هذه الأيام هي نوع من أنواع القمار التي حرّمها الإسلام ومنعتها قوانين الدولة. جاء في المادة ٢٠٥ من قانون الجزاء «كل من قامر في محلٍ عام يُعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر وبغرامة لا تجاوز خمسمائة روبية أو بإحدى هاتين العقوبتين».

فإذا عاد إلى ارتكاب هذه الجريمة خلال سنة من تاريخ الحكم عليه عُوقِب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تجاوز ألف روبية أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وكل شخص أدار محلًا عامًا لألعاب القمار أو اشترك بأية صفة في تنظيم اللعب أو في الإشراف عليه أو في إعداد وسائله يُعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين وبغرامة لا تجاوز ألفي روبية أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وفي نهاية المادة الفقرة الآتية «ويعد من ألعاب القمار كل لعبة يكون احتمال الكسب والخسارة فيها متوقعًا على الحظ لا على عوامل يمكن تعيينها والسيطرة عليها مقدمًا».

ولا شك أن لعبة التمبولا تعد من ألعاب القمار؛ لأن احتمال الكسب والخسارة فيها متوقع، وكذلك ألعاب كثيرة فيما يُسمى بمدن الملاهي.

تفشي المقامرة

ومما يُؤسف له أن القمار قد انتشر في أماكن كثيرة، ففي مدن الملاهي التي تفتح عدة أشهر في السنة لابتزاز الأموال بالباطل.. وفي جمعيات ونواد عديدة تمارس لعبة «التمبولا» المستوردة من الغرب والتي هي نوع من أنواع المقامرة.. وبذلت الجهات المشبوهة جهودها لنشر التمبولا وإشاعتها في أماكن كثيرة.

وإنه لمن المؤسف أن تنجرف هيئات ثقافية ونواد رياضية كان الواجب أن تكون بعيدة عن هذه المقامرة.. بل إن الواجب يُحتّم عليها أن تكون حربًا على القمار الذي يهدم البيوت ويحطم كيان المجتمع، في جمعية المعلمين وجمعية الخريجين حفلات تُقام التمبولا.

إن المجتمع يتطلع إلى جهود أبنائه المثقفين ليسهموا في نهضته وتقدمه.. فهل من المصلحة العامة أن ينشط بعض المثقفين في هذه المجالات، مع أن أمتهم التي تواجه عدوًا غادرًا بحاجة إلى جهودهم في ميادين العلم والتوجيه والثقافة. ونحن على ثقة أن الجهات التي ذكرناها سوف تشجب حفلات التمبولا وتمنعها.

ومن الجدير بالذكر أن جمعية الإصلاح الاجتماعي بذلت جهودًا كبيرة لمنع لعبة التمبولا التي كانت تمارس في المدارس التبشيرية، وبالفعل منعت التمبولا في المدارس المذكورة. ولكنها للأسف عادت مرة أخرى تُمارَس علنًا في بعض الجمعيات والنوادي.. فنرجو من المسؤولين منع المقامرة التي حرّمها الإسلام ومنعتها قوانين الدولة.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل