العنوان لغويات سياسية
الكاتب عبدالله عيسى السلامه
تاريخ النشر الثلاثاء 27-فبراير-2001
مشاهدات 13
نشر في العدد 1440
نشر في الصفحة 50
الثلاثاء 27-فبراير-2001
"لقد دخلت السياسة اليوم في كل شيء حتى اللغة واللغة داخلة منذ القدم في كل شيء .. حتى السياسة"
حصف حصافة، فهو حصيف
"حصف: استحكم عقله.. وأحصف الأمر: أحكمه"
فصح فصاحة، فهو فصيح
"الفصاحة: البيان، واللفظ الفصيح: ما يدرك حسنه بالسمع".
واجتماع الحصافة والفصاحة في الرجل ينفعه ويرفعه، كما يرفع وينفع به غيره، إذا ولي شأن أحد، تربية، أو تعليمًا، أو قيادة، أو رئاسة..
أما اجتماع الحماقة والعي في الرجل، فيحط من شأنه، ويسقط منزلته، ويضر من هم تحت ولايته من أبناء وتلاميذ ومرؤوسين، إذا ولي شأن أحد منهم.... ولكل من الحصافة والفصاحة درجات...
ولكل من الحماقة والعي درجات...
وقد ضربت العرب الأمثال بمن حاز الدرجات العليا والدنيا في كل منهما، فقيل مثلًا: أحكم من لقمان، وأعيا من باقل.
وإذا كانت الحكمة هي جماع الملكات العقلية الراقية... وإذا كانت حيازتها مطلبًا عزيز المنال لا يتحقق إلا للقليل من الناس.. فإن ثمة حدودًا دنيا لا يمكن التنازل عنها، لدى أصناف من البشر ممن يتولون وظائف معينة، أو مهمات معينة..
فلا يقبل مثلًا من رياضي أن يخلط لعبة الكرة بلعبة الملاكمة في مباراة واحدة، فإن فعل عن غير قصد فهو مخطئ، وإن فعل عامدًا فهو أحمق، ولا يقبل من سياسي أن يخلط لعبة السياسة بلعبة الكراتيه أو المصارعة في مباراة واحدة، فإن فعل عد مخطئًا، وإن أصر فهو أحمق يعزل، أو مجرم يعاقب.
فلكل لعبة ميدانها وقواعدها وشروطها ... من أدخل فيها ما ترفضه قواعد ومبادئ وشروط وأساليب، عد مخطئًا ونال جزاءه، ولو ربح في اللعبة الدخيلة …
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل