العنوان لقاءات المجتمع.. مع أحمد البزيع الياسين حول «شركة الاستثمارات العامة»
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 26-فبراير-1974
مشاهدات 16
نشر في العدد 189
نشر في الصفحة 16

الثلاثاء 26-فبراير-1974
● مجهود شعبي للتنمية الشرعية والربح الحلال
● ستمائة وأربعون ألف دينار بادرت لطاعة الله
وقع العالم في شراك اليهود فأفسدوه اقتصاديًا؛ سيطروا على المال، وأسسوا وتملكوا آلافا من البنوك التي تسير اقتصاد العالم، وأحاطوا أنفسهم بجيش من خبراء الاقتصاد وأصحاب الملايين، ونظموا الاحتكارات الضخمة، وصار بوسعهم أن يتلاعبوا في النقد العالمي كيفما يحلو لهم.
جاء ذلك في «بروتوكولاتهم» انظر البنود «1، 6، 8 منها» وما ذلك إلا لتركع لهم الدول ذليلة طائعة، في عصر طغت فيه المادة ووهنت وشائج العقيدة والقيم.
وتسرب البلاء إلى بلاد المسلمين فقامت البنوك الربوية ونشطت حركة الأسهم والفائدة والودائع والادخار على أساس من الربا يلعنه الله ويغلظ عقوبته.
وظن الناس أن هذه الأمور غدت من المسلمات وأن من العبث التفكير بتغييرها.
إزاء ذلك نهض أصحاب الغيرة من علماء المسلمين ينكرون المنكر ويأمرون بالمعروف، ويقدمون الدراسات العلمية الموضوعية على أنه من الممكن أن يقوم في بلادنا اقتصاد غير ربوي.
وتداعى المسلمون إلى مشروع البنك الإسلامي الذي أقر من مدة غير بعيدة وساهمت فيه عدد من الدول الإسلامية، وسيقوم له فروع في كثير من البلاد بإذن الله.
وكان لمجموعة من التجار الكويتيين مآثر حميدة في هذا الشأن فقامت في عام ١٩٦٧ «اللجنة التحضيرية لبيت التمويل الكويتي» والخير باق في أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ولهذا الغرض ساهم بعض التجار في شركة سموها «شركة الاستثمارات العامة» توشك أن تباشر أعمالها، ورغبة من المجتمع في تشجيع هذه المشاريع التي تبتعد عما حرمه الله وتلتزم أحكام الشريعة الإسلامية، أجرينا اللقاء التالي مع السيد أحمد البزيع الياسين.
● ما هي أسباب تأسيس هذه الشركة؟!
- أسسنا شركة الاستثمارات العامة لأكثر من سبب منها:
۱- تشغيل رؤوس الأموال المعطلة، مع حرصنا أن تبقى أموالنا بعيدة عن مواطن الشبهات.
۲- أن نقوم بإبراز شركة تلتزم قواعد الاقتصاد الإسلامي في المعاملة، و نبرهن عمليًا على نجاح هذه الشركات وتفوقها.
٣- عدم الربح الفاحش، والمساعدة على توفير المواد الضرورية اللازمة للبلاد وبالأخص الإنشائية منها.
● ما هي المجالات التي تعمل فيها الشركة؟!
- ستقوم هذه الشركة بالأعمال التجارية عمومًا وبالأخص:
١- تسويق المنتجات العربية والإسلامية.
٢- إصدار وثائق مشاركة مع غيرها.
٣ إدارات العقارات بالعمولة والاتجار بها.
٤- القيام بالاستثمارات بالإضافة إلى تمويل مشروعات التنمية في الكويت وخارجها وبخاصة دول الخليج والبلاد العربية.
٥- تشجيع توظيف الأموال الخاصة والعامة لتحقيق التنمية.
٦- تقديم المشورة والمساعدة في تنسيق سياسة وخطط التنمية بغرض تحقيق الاستفادة الأفضل من الموارد وتوفير العون الفني لذلك.
٧- التعاون بالطريقة التي تراها الشركة مع جميع المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية التي تزاول نشاطًا مشابهًا.
٨- القيام بأية نشاطات أو خدمات بما يتفق وأهداف الشركة.
● ما هو شكل الشركة وما هو رأس مالها؟!
-اسمها شركة الاستثمارات العامة وهي شركة مساهمة مقفلة تحت التأسيس.
ورأسمالها يبدأ بمليون دينار مقسم إلى ۱۰۰ مائة ألف سهم وكل سهم قيمته «۱۰» عشرة دنانير كويتية، ورأس المال هذا قابل للتوسع كلما توسع العمل
-طبعًا بعد موافقة الجمعية العمومية للشركة.
أما طريقة دفع الأسهم، فربعها يدفع عند إشهار الشركة بعد أخذ الرخصة من وزارة التجارة بذلك، والربع الثاني بعد ستة شهور من إشهار الشركة. وحتى الآن وصلنا ما يقرب من «٦٤۰,۰۰۰» ستمائة وأربعين ألف دينار، وعدد المساهمين «٦۰» ستون مساهمًا.
وفي نظامها الأساسي يجب أن يكون ٦۰% من المساهمين كويتيين وأن يكون الباقون من مختلف الجنسيات العربية.
و تعمدنا أن يكون السهم ب ۱۰ دينار حتى نتيح المجال لكل الناس- ممن يلتزمون نظام الشركة الأساسي-في المساهمة
● أظن أن رأسمال الشركة قليل فما هو رأيك؟!
-راعينا عند تأسيس الشركة قواعد الاقتصاد ومن الطبيعي أن يبدأ رأس المال متوسطًا ثم ينمو بشكل تدريجي، وإذا بدأ رأس المال كبيرًا فإن ذلك يربك القائمين على الشركة. مع أننا نعمل أيضًا كوسطاء ماليين.
مرة أخرى أؤكد أنه نحب أن نبدأ بحذر، وعناية لخطورة مثل هذا المشروع حتى يكون نموذجيًا.
● كيف ستكون إدارة الشركة؟!
- للشركة نظام أساسي وعقد تأسيس، وجميع المساهمين في الشركة يشكلون الجمعية العمومية، وهي بدورها تنتخب مجلس إدارة للشركة مكونًا من تسعة أعضاء، وتكون عليهم مهمة القيام بتأسيس الشركة والإشراف على إدارتها.
ومن مهمتهم اختيار مدير عام كفء للشركة عنده خبرات تجارية، ومؤمن بأهداف الشركة ونظامها الأساسي.
ويجتمع مجلس الإدارة بصفة دورية منظمة كأن يكون مرتين في كل شهر، ورئيس مجلس الإدارة يكون على صلة دائمة بالمدير العام.
● ألا يؤثر على تقدم الشركة كون القائمين عليها موظفين لا يتضررون من خسارتها، ولا يستفيدون من ربحها؟!
- أغلب الشركات والبنوك في العالم تدار بهذه الطريقة، وهي ناجحة في أمر دنياها. ومجلس الإدارة هو الذي يشرف على شؤون الشركة وعلى المدير العام وأعضائه من المساهمين في الشركة. وأمر جوهري- بعد أن ناقشنا هذا الكلام من الوجهة الاقتصادية- أن الشركة والمساهمين والمدير العام سيكون للعامل الإسلامي دور في اختيارهم وقيام المشروع، وهذا العامل يستوجب تقوى الله ومراقبته في السر والعلانية.
● ما هي أهم الشروط لقبول المساهمين في الشركة؟
- أهم هذه الشروط ما نصت عليه المادة التاسعة من نظام الشركة:
«تلتزم الشركة بجميع أعمالها ومعاملاتها بتطبيق الشريعة الإسلامية الغراء، ولا يجوز لها التعامل بالفوائد الربوية البنكية».
فمن التزم بهذا الشرط يستطيع المساهمة برأسمال الشركة.
ومجال المساهمة لا يزال مفتوحًا أمام من يرغب بذلك.
فمن أراد فليتصل بمكتب أحمد البزيع عن لجنة التأسيس رقم الهاتف «٤١٧٦٧٩» ص. ب ٢٢٣٦٦ المركز التجاري رقم «۳» غرفة «۱۱- ۱٢»
● ما هو رأيكم عن إمكانية نجاح مثل هذا المشروع؟!
- لولا ثقتنا بإمكانية نجاحه لما أقدمنا على القيام به. وقد فعلنا الأسباب ومنها أن الموضوع درس من قبل اختصاصيين في الاقتصاد، والذين قاموا به تجار ولهم خبرة طويلة في هذا المضمار، ولقد درسنا كافة ما يتعلق بأسباب نجاح الشركة.
وحرصنا على أن تكون نواة المشاريع إسلامية مقبلة، وأن نقدم أدلة عملية واقعية على نجاحها، وعلى تخليص بلادنا الإسلامية من لوثة الربا والمرابين.
وعمل قام خالصًا لوجه الله فنرجو أن يبارك الله فيه ويكتب له النجاح والتوفيق.
إن جميع الدلائل تشير لإمكانية نجاح هذا المشروع بإذن الله، ووجهة نظر المسلمين تتجه إلى تشجيع المشاريع غير الربوية. ونأمل خلال مدة قصيرة أن تكون لهذه الشركة فروع أو وكلاء في منطقة الخليج.
ومن الله نستمد العون والتوفيق، ونسأله أن يجعل جهودنا وأعمالنا خالصة لوجه الله.
ودعت السيد أحمد البزيع الياسين- الذي كانت معه هذه المقابلة- وأنا أشعر بأهمية هذا المشروع وضرورته وأرجو للقائمين عليه السداد والتوفيق.
وإنه لفضل من الله ومنة أن يرزق عباده المال لتسخيره في طاعته ومرضاته، طبعًا الفقير من المسلمين لا يستطيع القيام بمثل هذه المشاريع الاقتصادية، ولا ندري كيف يعمل لو آتاه الله المال.
لكن أن يجد الغني المسلم المال الوفير، وشهوات الدنيا أكثر من أن تحصى، فيعرض عنها ويلوذ في كنف الله فليلتزم ما أحل ويبتعد عما حرم. ويؤدي حق الله عليه. هذا خير كبير نسأل الله أن يثبت أغنياء المسلمين عليه. وهذه التجربة
الرائدة نقدمها لأغنياء المسلمين ليحتذوا بها، فيبتعدوا عن وضع أموالهم في البنوك، وأن يتجنبوا الربا وهو من الكبائر ويقول تعالى: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (سورة البقرة: 275)
ويهدد الله من لا ينتهي عن الربا بحرب، وخاب وخسر من يأذن الله بحربه:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾ (سورة البقرة: 278-279).
وما تفشى الربا في مجتمع من المجتمعات إلا كان سببًا في القطيعة والعداء بين المسلمين، ومدعاة لفقدان روح الأخوة والتعاون.
ولا بد لنهضتنا الإسلامية الحديثة أن تأتي متكاملة وأن تواكب النهضة الإقتصادية القائمة على شرع الله، النهضة الفكرية والروحية، وأن نضع أقدامنا على أرض أقوى من الصخر، ومعنا كل الشروط التي تستوجب العودة الكاملة إلى ظل الإسلام الوارف، ونحكم الله ورسوله في مختلف أمورنا الخاصة والعامة، والله ولي التوفيق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
الزيـادة في البيـع والزيـادة فـي الربا.. رؤيــة اقتصاديــة تحليليــة
نشر في العدد 2181
31
السبت 01-يوليو-2023

