; لقد كنت زوجة كحوليَّة | مجلة المجتمع

العنوان لقد كنت زوجة كحوليَّة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 17-مارس-1970

مشاهدات 767

نشر في العدد 1

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 17-مارس-1970

ترجمة: شحدة عقيلان عيد

في هذه المرة فقط خامرني هذا السؤال.. ماذا يمكن أن يجلب إلي من الضرر؟ وإلى الآن لا اعرف، لم فعلت ما فعلت!

ففي الساعة الثانية بعد الظهر وفي شهر أيلول من عام 1963 ‏ دخلت إلى المطبخ في بيتنا الريفي وأعددت لنفسي كأساً من خمر «المارتيني» ذي المذاق الحسن ثم كأسا ثانيا وألقيت بنفسي على كرسي تاركة النشوة تعمني من كل جانب.. شعوري كان مدهشا كم كان هذا مختلفا عن العمل المزعج عندما كنت اتبع باستمرار لا سوى النزاع بين الأطفال أو أرتب شيئا في الحجر.

وفي البداية عاهدت نفسي على تناول كأسيين من «المارتينى» كل عصر من الساعة الثانية حتى يكون أمامي وقت طويل لاستجمع قواي قبل عودة الأطفال من المدرسة.

وبمرور ثلاثة أسابيع كان العهد قد انتهى وفات أوانه فلم تعد الكأسان تكفيان. فعزمت على أن أبدأ من الساعة الواحدة والنصف لأتمكن من شرب ثلاثة كؤوس وأكون غير سكرى بدرجة يلاحظها أولادي عند عودتهم وقد كانوا بين سن الثامنة والحادية عشرة.

أو على الأقل لأظهر هادئة وذلك أمر هام. وحتى لا يحدث ما يعكر الصفو توقفت عن تقبيل زوجي عند عودته في المساء، وأقنعت نفسي بأنه تقليد روتيني بالإمكان

الإقلاع عنه بعد زواج مضى عليه أربعة عشر عاما، ولكنني افتقدته مع ذلك!

وقد برزت المشكلة الحقيقية أمامي في عطلة نهاية الأسبوع، وصرت أعد الساعات حتى أفوز بذلك الرحيق المنعش في موعده المنتظم، ولم أجد صعوبة في إقناع زوجي بألا نتمسك بما تعودنا عليه فنتناول ثلاثة كؤوس أو اثنين قبل الغداء بدلا من واحد، فبدأ منسجما من ذلك، وداعبني بقوله: إن هذا يعني تحولنا للإدمان المنتظم. ولم يكن يدري كم كان مصيبا في قوله بالنسبة لأحدنا، وفيما كان ميؤوسا مني لدرجة

أنني كنت أقوم بتناول شراب نهاية الأسبوع خلف باب الحمام المغلق.

وقد نما إدماني بانتظام وقبل أن أتحقق منه صرت مدمنة في الصباح كالمساء.

حسن وماذا بعد ذلك؟ قلت لنفسي، وكثير من الناس يشربون قبل الغذاء. انظري

فقط إلى مطعم ما. فليس هنالك مشكلة.

الحقيقة أنني عانيت ليالي أرق كثيرة، لم أعد أستطيع الاستمرار في النوم ليلا، ليست عندي مشكلة البدء في النوم فالفضل لفعل الكحول المنوم، ولكني مرارا أصحو ليلا حول الساعة الواحدة أو الثانية صباحا وأظل قلقة حتى الفجر عندما أعود للنوم

ثانية، ولم اعرف حتى وقت متأخر أن هذا الصحو عادي بين المدمنين. ولهذا قلما

كنت أصحو لإعداد فطور الأطفال وإعدادهم للمدرسة.. يداي ارتجفتا ولكن عدة

كؤوس خلصتني من الارتجاف، وإنفاقي النقود على الخمر وحرصي ألا يعلم زوجي بذلك قدم لي مشكلة أخرى، وفي هذا الوقت كان قد مضى على سنة ونصف وأنا أتعاطى المشروب سرا وبيتنا يأخذ حقيبة خمر كل أسبوعين وأخبرت الموزع

إننا استمتعنا كثيرا وكتبت شيكات لكمية أكبر وأكبر.

وعندما كان يسأل زوجي: أين تصرف كل النقود؟ كنت أخبره أن الأولاد يكبرون بسرعة وبانتظام يحتاجون إلى ملابس أكثر وأحذية وأشياء، وكنت أشير إلى أني لا أشتري لنفسي شيئاً منذ زمن طويل، وكان يقول غير مطمئن تقريباً «أرغب أن تشترى لنفسك يا حبيبتي أنت تبدين مخيفاً في هذه الأيام» وانفجرت دموعي بسبب ما أفعله..

حقا إني قد وصلت إلى النتيجة نفسها، وكنت أتمنى أن يكون ذلك في خيالي فقط، ولم يخطر لي أن الكمية الكبيرة من الكحول التي استهلكها جعلت عضلات وجهي تتراخى ست عشرة ساعة يوميا على الأقل، وبدا علي أنني كبرت من عمري وهو ثمان وثلاثون عاما بعشر سنوات.

وفي يوم سألت بنتي الكبرى: لماذا لم تعد تأتى بأصدقائها إلى البيت، فقالت: هل تمزحين؟ لا أحب أن آتي بصديقاتي الى هذا البيت القذر. فلطمتها على وجهها وذلك شيء لم أفعله من قبل. عندنا بيت حبيب إلينا وأنا أحفظه نظيفا بكل طاقتي. فلم لا تكون فخورة ببيتها؟ فلا بد أن هناك شيئا آخر.

وكانت صدمة قاسية لي عندما سمعت زميلة لبنتي تلعب معها وهي تقول: أمك كحولية.. فردت بنتي مدافعة: هكذا وما العيب في أن تكون الأم كحولية؟ عرف الأطفال كل شيء، وبعد ذلك خطرت لي فكرة مخيفة: هل أخبروا أباهم؟ هل من الممكن أن يكون الآخر قد عرف دون أن يذكر ذلك مرة؟

 ولم تكن عندي طريقة سهلة لأكتشف ذلك لأني لا أستطيع أن أحتمل التنازل فأسأل الأطفال. وعند ذلك وهناك قررت التوقف عن الشرب. بقيت مستيقظة معظم الليل، وعند الظهر في اليوم التالي كانت كل عظمة في جسدي تؤلمني وكل خيط كان يصرخ في كياني للإكسير الذي استنكرته، وفي عصبية عمياء ملأت كأسا ويداي ترتجفان بعنف حتى أضعت نصف الزجاجة، وحالما ابتلعت السائل اللامع شعرت بالألم يهبط تدريجيا. وبعد ذلك عرفت نهائيا الحقيقة الرهيبة لقد وقعت في الشبكة، لا أستطيع التوقف!

وتوالت الأحداث المهينة. الناس حملقوا في وأنا أعلم أن ذلك لم يكن إعجابا بمظهري ولكن ليستطلعوا سبب رائحة الخمر التي تفوح من امرأة في الساعة الحادية عشرة صباحا. ولم تنفعني خدعة غسيل الفم عدة مرات وحبوب الكلورفيل ولا سيما بعد أن وضع طبيب الأسنان قناعا جراحيا وهو يملأ أحد أسناني، ولا زلت أذكر بوضوح تلك الليلة التي وقعت فيها في حلبة الرقص وما شعرت به من خزي حتى وأنا في غيبوبة الشراب.

وأصبت باحتمال الحوادث في الطريق؛ فبينما كنت أقود سيارتي بسرعة ٦٥ ميلا في الساعة وإحدى عيني مغلقة وجدتني أقف على بعد بوصة واحدة من الاحتكاك بسيارة أخرى. وربما يبدو من غير المعقول أن أحدا يحاول القيادة في تلك الحالة، ولكن...

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مشاريع كثيرة، ولكن !!

نشر في العدد 3

95

الثلاثاء 31-مارس-1970

الخمر

نشر في العدد 6

16

الثلاثاء 21-أبريل-1970