; لقلبك وعقلك - العدد 11 | مجلة المجتمع

العنوان لقلبك وعقلك - العدد 11

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970

مشاهدات 49

نشر في العدد 11

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 26-مايو-1970

في ظلال القرآن..

قال تعالى في سورة البقرة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ (البقرة: 204)  ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ (البقرة: 206).

في ثنايا التوجيهات والتشريعات القرآنية التي يتألف من مجموعها ذلك المنهج الرباني الكامل للحياة البشرية، يجد الناظر في هذه التوجيهات كذلك منهجًا للتربية قائمًا على الخبرة المطلقة بالنفس الإنسانية، ومساربها الظاهرة والخفية، يأخذ هذه النفس من جميع أقطارها، كما يتضمن رسم نماذج من نفوس البشر واضحة الخصائص جاهزة السمات حتى ليخيل للإنسان وهو يتصفح هذه الخصائص والسمات أنه يرى ذوات بعينها تدب على الأرض وتتحرك بين الناس، ويكاد يضع يده عليها وهو يصيح: هذه هي بعينها التي عناها القرآن.

وفي الآية نجد الملامح الواضحة لنموذج المرائي الشرير الذلق اللسان، الذي يجعـل شخصه محور الحياة كلها. والذي يعجبك مظهره ويسوؤك مخبره. فإذا دُعي إلى الصلاح وتقوى الله لم يرجع إلى الحق، ولم يحاول إصلاح نفسه، بل أخذته العزة بالإثم واستنكف أن يوجه إلى الحق والخير. ومضى في طريقه يُهلك الحرث والنسل.

هذه اللمسات العجيبة من الريشة المبدعة في رسم ملامح النفوس تدل بذاتها على أن مصدر هذا القول المعجز ليس مصدرًا بشريًّا على الإطلاق؛ فاللمسات البشرية لا تستوعب في لمسات سريعة كهذه أعمق خصائص النماذج الإنسانية بهذا الوضع وبهذا الشمول، إن كل كلمة أشبه بخط من خطوط الريشة في رسم الملامح وتحديد السمات.

وسرعان ما ينتفض النموذج المرسوم كائنًا حيًّا مميز الشخصية حتى لتكاد تشير إليه بإصبعك وتفرزه من ملايين الأشخاص، وتقول: هذا هو الذي أراد إليه القرآن، إنها عملية خلق أشبه بعملية الخلق التي تخرج كل لحظة من يد البارئ عز وجل في عالم الأحياء.

 

 

من رياض النبوة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (أل عمران: 104).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

وقال عليه الصلاة والسلام: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه  فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل».

●       وقال صلى الله عليه وسلم: سيد الشهداء حمزة ورجل قام الى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله.

●     عن أبي بكر الصديق أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه».

 

الرب الخالق أولى بالاتباع

بقلم موسى ريحان

كثير هم الذين حادوا عن درب الحق فتفرقت بهم السبل فضلوا وأضلوا، وبضلالهم شوهوا الفطرة وانحرفوا بها عن مجراها السوي، وكثير – أيضًا  – هم الذين يظنون أنهم على شيء.

والحقيقة أنهم ليسوا على شيء حتى يقيموا ما يعتقدون أنهم عليه. ونحن لا نملك الهدى لأحد وإنما نذكر. فلعل قلبا يخشع أو ضميرًا يتيقظ أو أذنا تصغي.. ﴿هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ﴾ (إبراهيم: 52).

والحقيقة اليقينية التي نذكر بها هي بعض صفات الرب، فإن من عرف ربه نسي كل ما دونه، ومن جهل ربه تعلق بكل شيء دونه.. وأولى البديهيات لصفات اللفظ الكريم أنه سبحانه هو الخالق وأن كل ما عداه فمخلوق له.

والرب الخالق أولى بالاتباع بديهة من المخلوق المربوب مهما كان شأنه.

والقدرة على الخلق ليست بالأمر الهين؛ فهي المعجزة التي أعجزت جميع الخلق، وبها تحدى الله سبحانه جميع خلقه، وربما كان واضحًا اقتران اسم الرب بالخلق في أول سورة من القرآن الكريم ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (العلق: 1).

والقرآن المجيد يهز كيان المؤمن وهو يتلو ﴿ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾ (غافر: 62). ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ (النحل: 20). ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾ (الحج: 73). ﴿أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ (النحل: 17).

فهل يليق بك أيها الإنسان أن تحتفي بغير الله أو أن تجيب دعوة غير ربك الذي خلقك، أو أن تدعو بغير دعوته،﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ* الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ (الانفطار: 6- 7- 8).

ارجع إليه فأنت كريم عليه قال للكون كن فكان وبيديه خلقك – ومن روحه فيك نفخ – وجعل ملائكته يسجدون لك – واستخلفك في أرضه، و استأمنك على رسالاته وأعد لك جنة عرضها السموات والأرض؛ فاخش عذابه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ (التحريم: 6).

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 12

57

الثلاثاء 02-يونيو-1970

لقلبك وعقلك

نشر في العدد 13

84

الثلاثاء 09-يونيو-1970

لقلبك وعقلك.. العدد 13

نشر في العدد 14

62

الثلاثاء 16-يونيو-1970

لقلبك وعقلك - العدد 14