; لقلبك وعقلك | مجلة المجتمع

العنوان لقلبك وعقلك

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-يونيو-1970

مشاهدات 25

نشر في العدد 12

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 02-يونيو-1970

في ظلال القرآن

﴿۞قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾ (الزمر: 54:53) ج 24.

إنها الرحمة الواسعة التي تسع كل معصية كائنة ما كانت، وإنها الدعوة للأوبة، دعوة العصاة المسرفين الشاردين المبعدين في تيه الضلال.

دعوتهم إلى الأمل والرجاء والثقة بعفو الله، إن الله رحيم بعباده وهو يعلم ضعفهم وعجزهم، ويعلم العوامل المسلطة عليهم من داخل كيانهم ومن   خارجه، ويعلم أن الشيطان يقعد لهم كل مرصد ويأخذ عليهم كل طريق، وأنه جاد كل الجد في عمله الخبيث.

ويعلم أن بناء هذا المخلوق الإنساني بناء واه سرعان ما يسقط إذا أفلت من يده الزمام.

يعلم الله سبحانه عن هذا المخلوق كل هذا فيمد له في العون ويوسع له في الرحمة ولا يأخذه بمعصيته حتى يهيئ له جميع الوسائل ليصلح خطأه، وبعد أن يلج في المعصية ويسرف في الذنب ويحسب أنه قد طرد. في هذه اللحظة -لحظة اليأس والقنوط- يسمع نداء الرحمة الندي اللطيف: ﴿۞قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ )الزمر: 53).

وليس بينه وبين الرحمة الندية إلا التوبة ﴿وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾ (الزمر: 54).

الإنابة والإسلام والعودة إلى أفياء الطاعة وظلال الاستسلام هذا هو كل شيء بلا طقوس ولا مراسم ولا حواجز ولا وسطاء ولا شفعاء، إنه حساب مباشر بين العبد والرب، وصلة مباشرة بين المخلوق والخالق؛ من أراد الأوبة من الشاردين فليؤب، ومن أراد الإنابة من الضالين فلينب، ومن أراد الاستسلام من العصاة فليستسلم وليأتِ.. ليأتِ وليدخل فالباب مفتوح والفيء والظل والندى والرخاء كله وراء الباب لا حاجب دونه ولا حسيب!.

وهيا، هيا، قبل فوات الأوان، هيا.. ﴿مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾  (الزمر: 54)، فما هنالك من نصير، هيا فالوقت غير مضمون وقد يفصل في الأمر وتغلق الأبواب في أية لحظة من لحظات الليل والنهار.

المؤمن في الدنيا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

* «العاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والجاهل من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني».

* «يا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به».

* «مالي وللدنيا، إنما أنا في الدنيا كراكب استظل بشجرة ثم مضى     وتركها».

* «إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر».

أحاديث في التوبة

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة».

* عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه».

* عن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله -عز وجل- يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها».

* «وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم».

* وقال عليه الصلاة والسلام: «سددوا وقاربوا، وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدًا عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل».

* عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يضحك الله سبحانه وتعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد».

 

قال المهاتما غاندي عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام:

لقد أردت أن أعرف الكثير عن حياة رجل لا ينازعه أحد اليوم وفى شغاف قلوب ملايين من البشر، حتى أصبحت مقتنعًا أكثر من أي وقت مضى بأن السيف ليس هو الذي حقق للإسلام مكانة في نسق الحياة في تلك الأيام؛ وإنما الذي حقق ذلك هو البساطة الكاملة، وتجرد النبي المطلق عن نفسه -صلى الله عليه وسلم- واهتمامه الدقيق بالعهود، وإخلاصه الشديد لأصدقائه وأتباعه، وإقدامه، وشجاعته وثقته المطلقة في الله وفي بعثته، هذه الصفات وليس السيف، هي التي جرفت كل شيء أمامها وحاطت بكل عقبة فتغلبت عليها.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل