; لكي نمارس إسلامنا.. عمليًا | مجلة المجتمع

العنوان لكي نمارس إسلامنا.. عمليًا

الكاتب إسماعيل حسن

تاريخ النشر الثلاثاء 28-يونيو-1977

مشاهدات 18

نشر في العدد 356

نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 28-يونيو-1977

تعمل الصفوة الإسلامية أينما وجدت لنصرة دينها، وإسماع كلمة الله ورسالة رسولها محمد صلى الله عليه وسلم، وهي تسعى لتغطية كافة الميادين التي يتواجد فيها الإنسان حتى تصل إليه الدعوة الإسلامية الصحيحة.

وفي الواقع أصبح تواجد الإنسان المسلم وغيره في عالم اليوم في ميادين متعددة لا تحصى، وإذا صح التعبير من الجميل - أن يسعد الإنسان مسلمًا كان أو غيره أينما ذهب بدعوة محمد عليه الصلاة والسلام من هذه الصفوة.

والميادين عديدة ولا تحصى - من هذه الميادين الفندق، المطعم، المقهى، المتجر تلك الأماكن تستوعب في عالم اليوم أعدادًا هائلة ومتجددة من البشر.

ولا يخفى علينا إعجاب هؤلاء البشر بروعة وأنظمة وحسن المعاملة المصطنعة لبعض هذه الأماكن، ولكنك لا تجد في هذا الإعجاب ذكرى باقية في أنفسهم لأثر روحي ولا لأثر فكري من خلال ارتيادهم لهذه الأماكن. بل ربما تكون خبيثة وتدس سمومها مباشرة أو بغير قصد. 

وأيضًا لا يخفى علينا بعد العاملين للإسلام عن هذه الأماكن وبالذات في أوروبا وأمريكا، مما يترك حسرة في نفس المسلم التواق لصحبة إسلامه وبكل تعاليمه، أينما حل وذهب، فتجد المسلم في أرضه المسلمة يتأذى من تلك الأماكن ولا مفر له أن احتاجها، وتجد المسلم في غير أرضه يواجه مشكلات لحم الخنزير، ولا يعرف اتجاه القبلة ومواعيد الصلاة وساعة السحور والإفطار في رمضان، ويتأذى من مناظر غير إسلامية ولا يتمتع بصحبة إخوانه المسلمين وانقطعت أخبار وطنه الإسلامي عنه، وكذلك يخرج غير المسلم بانطباع جيد وكذلك بارتياده هذه الأماكن إن وجد فيها روح وسلوك وتعاليم الإسلام، فلا يستطيع أن يخفي إعجابه باهتمام المسلمين بدينهم وحمل رسالتهم للجميع أينما هم وبكل الوسائل - نسأل الله أن يدخله في زمرة المسلمين.

من هنا نتقدم لهذه الصفوة أينما هي للقيام بهذه المشاريع - فندق، مطعم، مقهى، متجر - وبحمد الله الصفوة الإسلامية غير عاجزة في أي علم من العلوم الحديثة، ولا عاجزة عن معالجة أمور الحياة ونشر تعاليم الإسلام بصيغة العصر، ولا عاجزة عن المال اللازم لهذه التجارة. 

وبإذن الله سوف تحقق هذه المشاريع أهدافًا عديدة بطريق مباشر أو غير مباشر، منها ارتياح واطمئنان المسلم في أرضه لهذه الأماكن، وأداء المسلم لواجباته بدون تعذر في البلاد الأجنبية وتنوير المسلم بما يدور حوله من ثقافات، وبث الدعوة الإسلامية للجميع وأهداف عديدة أخرى. بإذن الله.

وفي الحقيقة يجب ألا نسخط ونثور ونطالب بتهذيب هذه الأماكن فقط، بل الواجب أن نعمل فيها وننشئها ونعطى المثال الطيب لها في أرضنا وغربتنا للناس كافة وللمسؤولين.

الرابط المختصر :