العنوان لماذا تحلقين شعرك؟!
الكاتب منال أبو الحسن
تاريخ النشر السبت 05-يناير-2013
مشاهدات 13
نشر في العدد 2034
نشر في الصفحة 26
السبت 05-يناير-2013
عندما منعوها من الحجاب في فرنسا قررت الفتاة أن تحلق رأسها على «الزيرو»؛ لتعبر عن رفضها لما تمارسه الدولة المدعية «التمدين» وتنادي بحرية المرأة، فأحرجت الفتاة المسلمة فرنسا التي تعتبرها من رفضن الدستور في مصر دولة متقدمة، فكان موقفا ينم عن قهر الدولة للمواطن وتخطي حقوق الإنسان التي وقعت عليها فرنسا بلد الحرية.. ولكن أن تدعو من تدعي ضرورة العمل بحقوق الإنسان الدولية فترفض الديمقراطية وتتهم غيرهن ممن يلتزمن بالحشمة والحجاب بـ«الرجعية»، فهذا ما يسيء للمواطنات المصريات، ويجعل غيرهن ينظر إليهن نظرة تخلف ورجعية، خاصة بعد تحرر المواطن بثورته على الفساد والاستبداد.
وعندما فقدت المغنية الشهيرة أسرتها بعد الطلاق، قررت أن تحلق شعر رأسها حزنا على فقدانها الحبيب، ولكن أن تحلق المرأة المصرية شعر رأسها من أجل رفض تطبيق الشريعة، واعتبارها بدعة لا يجب ذكرها في الدستور؛ فهذا شيء عجيب!!
ولكننا ترى في مصر عجب العجاب، فالداعيات الحقوق المرأة، والعاقدات المؤتمرات المواجهة العنف ضد المرأة، والمعاديات للرجل ولأنفسهن ترى هؤلاء النسوة يقررن حلق شعر رأسهن في ميدان التحرير للتعبير عن رفضهن لدستور وافق عليه ما يقرب من ثلثي المصريين، نصفهم من النساء!
ربما كنا نسمع ونرى في أفلام الأبيض والأسود سلوكيات «الصعايدة» المصريين في حمل الكفن وفي حلق شعر الرأس للتعبير عن القسوة في قهر النفس وعنف الإنسان الذي يمارسه ضد نفسه، ولكن أن نرى هذه الأفلام في برامج تلفزيونية بالألوان تنتشر عبر الفضائيات؛ فهذا أمر أكبر بكثير من تخلف المرأة ورجعيتها التي يحاكينها في محافلهن الدولية، ويبكين عليها في منتدياتهن الغربية والإقليمية، ثم يتحدثن عن المحجبة باستهزاء وسخرية وتهجم ويصفنها بالرجعية والتخلف ويرفضن رسميًا مشاركتها في وضع الدستور وفي المشاركة السياسية.
ويتصفح سريع على شبكة الإنترنت على صفحات هذه الجمعيات والمنظمات التي تنادي بحقوق المرأة المزعومة تشاهد عليها أفلام رسوم متحركة تهين المرأة المحجبة، وتظهرها تخرط الملوخية لتطبخ الدستور، فهل من قررت حلق شعر رأسها تدخل في نطاق المرأة «المتمدينة»، أم ماذا!
وجدنا كيف مارست بعض الدول العنف ضد المرأة في أقسام الشرطة بحلق شعر رأس الصحفيات والسياسيات، ولكن أن تمارس المرأة العنف ضد نفسها؛ فهذه تقليعة مقيتة تهين المرأة فيها نفسها بالأساس، وشاهدنا كذلك بعض النساء اللاتي يحلقن شعر رأسهن من أجل «الروشنة» في شوارع أوروبا، أو من أجل تأدية أدوار سينمائية خاصة بحالات مرضية، فأي هذه الأدوار تريد هذه النسوة أن تؤديها في ميدان شهد أبدع وأجمل وأنقى ثورة في التاريخ المصري.. فإذا كانت هؤلاء النسوة يعترضن على مواد دستورية فعليهن اللجوء للطرق المتطورة السلمية والديمقراطية والمدنية للتعبير عن رفضهن، والعمل على تحقيق مطالبهن بالطرق الشرعية، فالانتخابات على الأبواب، وعليهن العمل من أجل حصد كراسي برلمانية تستطيع من خلالها رفع طلبات التغيير ما تعترض عليه أو تعديله، وهذا هو الطريق الأقرب والأصوب للعمل.
(*) أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة - القاهرة
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل