; ماذا تريد الأحزاب العلمانية في باكستان؟ | مجلة المجتمع

العنوان ماذا تريد الأحزاب العلمانية في باكستان؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-يوليو-1985

مشاهدات 17

نشر في العدد 723

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 02-يوليو-1985

كيف تبدو الخارطة الحزبية في باكستان الإسلامية... وماذا تريد الأحزاب السياسية العلمانية في باكستان.. هذه ما تكشف عنه هذه الدراسة القيمة ليعرف القارئ العربي المسلم الأهداف الإستراتيجية للمستعمر عبر أحزاب طرحت الإسلام بعيدًا.. بل كرَّست برامجها المحاربة الفكر الإسلامي وأسلمة الفكر السياسي في الساحة الإسلامية. 

وفي باكستان جماعة إسلامية كبيرة تدعو بالوسائل المشروعة إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في سائر مرافق الحياة.. وعلى الصف المقابل لهذه الجماعة العريقة... تقف أحزاب على طرف العداء لكل ما هو إسلامي.. بتحديد العلمانية والديمقراطية والاشتراكية بعض شعاراتها وبرامجها، وكانت هذه الأحزاب قبل الانتخابات الماضية قد شكلت لها اتحادًا بسبب ضعفها وتقلصها.. ويطيب لنا أن نعرِّف القارئ العربي بهذه الأحزاب كما تبدو على الخارطة الباكستانية.

أولًا: الحزب الوطني الديمقراطي.

ورئيسه خان عبد الولي خان.. وهو سياسي يحمل أفكارًا عنصرية وهو من أهم دعاة وطن خاص لقاطني اللغة البشتو، فلهذا هو دائمًا يخالف التصور الإسلامي ويظن أن الدين هو قضية داخلية للفرد، والجدير بالذكر بأنه كان مؤيدًا للجنرال ضياء الحق في البداية وكان يدلي بالتصريحات في تأييده ولكنه بعد أن استقبلت باكستان المهاجرين الأفغان أصبح مخالفًا لسياسة ضياء الحق وذلك لعلاقته القديمة مع الاتحاد السوفييتي، وكان يتكلم عن استقلال الشعب الأفغاني ولكن بعدما ثار الشعب الأفغاني ضد الاتحاد السوفييتي وضد القوميين العلمانيين أصبح عدوا لهم، وقام باستنكار جهادهم المستمر ضد الاستعمار الروسي، وهو يدلي بتصريحات ضد المهاجرين والمجاهدين الأفغان، ويصفهم بأنهم وزر على اقتصاد باكستان وتأييد باكستان لهم سيجعل الاتحاد السوفييتي تشن الغارة عليها.

مخالفته للجماعة الإسلامية:

ومن جانب آخر فهم يخالف الجماعات الإسلامية في باكستان ولا سيما الحركة الإسلامية الباكستانية لاهتمامها بالمهاجرين الأفغان وقيامها بخدمتهم ويتهمها بأنها تعتبر نفسها «مقاول» لخدمة المهاجرين الأفغان، أما على مستوى الانتخابات فقد فشل حزبه في أن ينال أي مقعد من مقاعد البرلمان في المستقبل وهو لا يفوته أن يتكلم أو يلقي كلمة في تأييد الاتحاد السوفييتي.

ثانيًا: حزب الاستقلال.

وزعيمه قائد القوات الجوية الأسبق مارشال أصغر خان- وعنده كفاءات، ولكن هناك بعض العوائق والموانع التي تمنعه من أن يكون زعيمًا على المستوى الوطني، فهو عسكري يسعى إلى السلطة بكل الوسائل مما جعل زملاءه ينصرفون عنه، كما أنه يسيء استخدام الديمقراطية داخل حزبه علمًا بأن حزبه ينادي بالديمقراطية لذا بدأ حزبه بالتقلص والاضمحلال.

أما قوته الشعبية فمحدودة جدًّا، ولعله لم يجد أية دائرة من دوائر الانتخابات مؤيدة له؛ لذلك أصرَّ على مقاطعتها بسبب مخاوفه من السقوط، فضلًا عن ذلك فإن المارشال أصغر خان سياسي علماني ويعتقد في الفصل بين الدين والسياسة مثلما يعتقد «ولي خان» لأنه لا يعرف من الإسلام إلا ما درسه في كتب المستشرقين الأوروبيين، وهو حريص على إبعاد العلماء الإسلاميين عن فلك السياسة والحكم؛ ولذلك فهو لا يجد حوله إلا العلمانيين.

ثالثًا: الحزب الوطني الاشتراكي.

وزعيمه غوث بخش بزنجو، وهو مشهور بحيازته لبطاقة الحزب الشيوعي العالمي منذ 1920م. وهو أيضًا من دعاة القومية البلوشية لأنه يعتقد بالتأكيد أنه لا مجال للشيوعية في هذه البلاد إلا عن طريق القومية والعنصرية.

رابعًا: الحزب الديمقراطي.

وزعيمه نوابزاده نصر الله خان، وهو شخص سياسي محنَّك وهو من مُحبي الإسلام والباكستان وأنه قضى حياته بدون نيل أي منصب من الحكم ولكن مع ذلك بذل جهودًا مستمرة لإحياء الديمقراطية حسب فكرته ويتصف حزبه بما يسمى بمحدودية قدرته السياسية وأساس معارضته للحكم تقوم على نقاط قانونية لا تتعدى الاستنكار وتعليقاته السياسية مؤثرة ومعجبة لكن بدون أي تخطيط أو استعداد كامل لها، أمَّا عن تطوير الحزب فذلك لم يحدث أبدا؛ لذا فإن قيادات الحزب لم تتغير وهذا أدَّى إلى ألا يتوسع الحزب على مستوى القواعد.

خامسًا: حزب الشعب.

حزب قومي أمام الأحزاب العلمانية... ضعيف أمام سائر الشعب، ابتدع فكرة الاتحاد مع الأحزاب العلمانية ليخطط كل مخططاته لكن هذا الحزب يذوب كذوبان الثلج ضمن الاتحاد العلماني، والجدير بالذكر أن حزب الشعب متأسف جدًّا على قراره مقاطعة الانتخابات العامة الماضية.

وأخيرًا يجدر بنا أن نذكر بإيجاز سياسة الاتحاد لإعادة الديمقراطية في الكلمات التالية:

1- أن زعماء الاتحاد ليس لديهم ما يتقدمون به إلى الشعب إلا الاستنكار وهم يعارضون كل رطب ويابس وهذه الفكرة السيئة الخاطئة طردتهم بعيدًا عن وجدان الشعب. 

2- أكثر هذه الأحزاب لا تسمح بالانتخابات داخل صفوفها بل تختار الزعماء اختيارًا وهذا يحرمهم من تأييد الشعب لهم ودخوله في صفوفهم. 

3- أن الأدلة التي يأتي بها قادة هذه الأحزاب غير حقيقية ولا تنال أي قبول لدى الشعب، لأن أكثرية الشعب اشتركت وأدلت بأصواتها في الانتخابات.

4- تتخبط قرارات هذه الأحزاب.. فبعضها ينادي باتحاد الإقليميات والثاني يدعو إلى القومية البنجابية أو البلوشية والثالث يقول إن فكرة باكستان قد فشلت وما إلى ذلك من الخرافات وأغربها المطالبة بالاعتراف بغزو الاتحاد السوفييتي في أفغانستان والخضوع أمام الهند في كشمير وأفغانستان، وهذا ما يجعل الرجل العادي في باكستان غاضبًا عليهم حيث يرى أنشطة هذه الأحزاب وتأييدها لسياسة الهند وروسيا؟؟ أن اتحاد المعارضة يعرف شعبيته المحدودة وكان عليه التخلِّي عن السياسة ذلك لأن الأمة الباكستانية قد طردت هذه الأحزاب بمشاركتها في الانتخابات ولم تبالِ أي مبالاة من المقاطعة التي نادت بها هذه الأحزاب، ولكن من الجرأة التي تجعل زعماء المعارضة أن يقوموا بالاعتراف بهذه الهزيمة في مجال السياسة.

5- على أن أهم ما يغيظ اتحاد الأحزاب العلمانية هو اتجاه باكستان لتطبيق الشريعة الإسلامية وموقف الجماعة الإسلامية ومعها شعب باكستان موقفٌ صلبٌ من هذه القضية لكن هل تفلح الأحزاب العلمانية هذه في كيدها للإسلام والإسلاميين.. الجواب لا.. لأن الله سبحانه لن ينصر ظالمًا على دينه.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل