العنوان ندوة: ماذا يريد التربويون من الإعلاميين؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 08-يونيو-1982
مشاهدات 29
نشر في العدد 574
نشر في الصفحة 14
الثلاثاء 08-يونيو-1982
في الفترة من ٢٤- ٢٦ جمادي الآخر ١٤٠١ هـ الموافق ۲۸ - ۳۰ أبريل ۱۹۸۱ م عقدت في الرياض ندوة «ماذا يريد التربويون من الإعلاميين؟ والتي حضرها وزراء التربية والتعليم والمعارف في دول الخليج، وعدد من المختصين في كل من ميداني التربية والإعلام في منطقة الخليج وخارجها، وكذلك المنظمات العربية والدولية والإقليمية العاملة في مجالي التربية والإعلام للإسهام في تحقيق أهداف الندوة.
وقد تحددت هذه الأهداف على النحو التالي:
۱- تحديد أهداف الإعلام الموجه إلى أبناء دول الخليج العربي.
۲- معرفة مدى تحقيق الإعلام لأهدافه المحددة.
۳- تحديد دور التربويين في تحقيق أهداف التربية من خلال وسائل الإعلام.
٤- وضع استراتيجية للتنسيق والتعاون والتكامل بين العملية التربوية والعملية الإعلامية.
٥- تحديد سبل التطبيق العملي للتنسيق والتعاون والتكامل بين العمليتين التربوية والإعلامية.
وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف أعدت البحوث والدراسات والأوراق المرجعية اللازمة لذلك، وكان عددها ثمانية وعشرين بحثًا ودراسة، وثلاث أوراق مرجعية.
افتتاح الندوة:
وقد تم افتتاح الندوة في الساعة العاشرة صباح يوم السبت الموافق ٦ شعبان
1٤٠٢ هـ الموافق ۲۹ مايس «مايو» ۱۹۸۲م تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام في المملكة العربية السعودية. وقد تركزت أعمال الندوة حول عمليتين بالغتي الخطورة في تأثيرهما على مستقبل أبناء هذه الأمة، وتكوين الفرد العربي المسلم المعاصر، ألا وهما العملية التربوية والعملية الإعلامية.
. كلمة الأمير نايف بن عبد العزيز:
وقد ألقى سمو الأمير نايف بن عبد العزيز كلمة أشار فيها إلى أن الحلقة المفقودة بين التربية والإعلام حلقة مهمة، وأنها يجب أن تطرح بجدية وإلحاح وأسلوب علمي. كما أشار إلى أن مسئولية المؤسسات التربوية والإعلامية متماثلة، وأن العمل التربوي بمفاهيمه وأساليبه والعمل الإعلامي بوسائله وبرامجه يجب أن يتكاملا في سبيل توجيه الفرد، وبناء شخصيته الوطنية المؤمنة القادرة على مقاومة المؤثرات الخارجية والمحصنة بالمناعة الذاتية.
. المشاركون في الندوة:
وقد شارك في الندوة ممثلون عن وزارات التربية والتعليم والمعارف والإعلام في الدول الأعضاء واتحاد الجامعات العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واليونسكو ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية ومؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي، وجهاز تليفزيون الخليج، ومركز التوثيق الإعلامي لدول الخليج العربي بغداد، والمركز العربي للإنماء الاجتماعي والتربوي كما شارك فيها عدد من الباحثين والمختصين في حقلي التربية والإعلام.
وفي الجلسة الإجرائية تم انتخاب الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام في المملكة العربية السعودية رئيسًا للندوة، كما انتخب الدكتور محمد الأحمد الرشيد مقررًا لها. وتلا هذا عرض جدول أعمال الندوة على المشاركين فيها، فأقروه بالصيغة المقترحة في دليل الندوة، وباشرت الندوة أعمالها مساء يوم السبت. وقد عقدت الندوة ست جلسات عمل عدا الجلسة الختامية تم فيها عرض البحوث والدراسات ومناقشتها مناقشة مستفيضة.
أبرز اتجاهات الحوار:
أولًا- استراتيجية التنسيق بين التربية والإعلام:
أجمع المشاركون في الندوة على أن العملية التربوية والعملية الإعلامية تهدفان إلى تنمية الإنسان العربي المسلم، قیمه وعاداته وسلوكه وتطلعاته، وإلى معاونته على المشاركة في صنع الحضارة المعاصرة في إطار تراثه الإسلامي العربي، ومن هنا وجب أن تتناغم الأهداف التربوية والإعلامية في نسق يكفل وضوح الرؤية وتحديد الأدوار للعاملين في الإعلام وفي التربية على حد سواء، ليكمل بعضهم بعضًا في تحقيق الأهداف المرجوة.
ثانيًا- القيم العربية الإسلامية:
واستنادًا إلى أن الهدف الأسمى للتربية والإعلام هو الإنسان العربي المسلم، فقد أكد المشاركون في الندوة على ضرورة أن تعنى أجهزة الإعلام والتربية بتأصيل القيم العربية الإسلامية في برامج كل منهما.
وألح المشاركون على ضرورة عناية الإعلام والتربية بالأطفال، وذلك بالحرص على غرس القيم الإسلامية العربية في الأجيال الناشئة ضمانًا لمستقبلهم ومستقبل
الأمة.
ثالثًا- الغزو الثقافي والفكري:
ونظرًا لاتساع أثر الإعلام وعمقه في - قطاعات عريضة في المجتمع، ورغبة في - تحقيق الذاتية العربية المسلمة، فإن على أجهزة الإعلام والتعليم أن تحرص على وقاية الأجيال الناشئة من طغيان ظواهر الغزو الثقافي والفكري في أشكالها وأنواعها المختلفة.
ولذا، فقد أكدت الندوة على وجوب مقاومة الغزو الثقافي والفكري بمنهجين:
الأول: وقائي، ويعتمد على ضرورة إقامة حجر إعلامي يستبعد من خلاله كل ما
يخالف قيم ومبادئ عقيدة الإسلام، والثاني: علاجي، ويقوم على استهداف
المناهج التعليمية والبرامج الإعلامية للعقائد والقيم المخالفة للإسلام، بالنقد وبيان بطلانها وخطرها عن طريق المنطق والحوار والإقناع والاقتناع.
رابعًا- الدين والإعلام:
في مناقشة برامج الإعلام ظهر اتجاهان أولهما: يدعو إلى أن تصطبغ برامج الإعلام كلها بالصبغة الإسلامية، ومن ثم لا يكون هناك مجال لبرامج دينية وأخرى غير دينية. أما الاتجاه الثاني: الذي ساد جو المناقشات فإنه يقوم على ضرورة العناية بالبرامج الدينية كمًّا وكيفًا.
خامسًا- اللغة العربية في التعليم والإعلام:
أكد أعضاء الندوة على ضرورة تعزيز اللغة العربية في وسائل التربية ومؤسسات الإعلام باعتبارها لغة القرآن الكريم، وبوصفها القيمة العربية العليا، مما يوجب ضرورة المحافظة عليها، والالتزام بها في برامج التعليم والإعلام.
التوصيات:
واستنادًا إلى الاتجاهات التي سادت المناقشات فقد عنيت الندوة بتحديد بعض المواقف العملية التي يجب أن تتخذ بشأنها إجراءات تنفيذية تؤدي إلى تكامل العمليتين التربوية والإعلامية، ولذا توصى الندوة بما يلي:
أولًا- تحديد أهداف الإعلام وتوحيدها:
استنادًا إلى ما للإعلام من دور خطير وحاسم في المجتمع، وحيث إن هذا الدور لا
يمكن أداؤه إلا في ضوء أهداف واضحة فإن الندوة توصى بما يلي:
أ- أن تعمل أجهزة الإعلام في المنطقة على تحديد أهداف الإعلام وبلورتها.
ب- أن تسعى أجهزة الإعلام في منطقة الخليج العربي إلى توحيد أهداف الإعلام
وسياسته.
ثانيًا- تكامل أهداف الإعلام والتعليم:
إن الحاجة ماسة إلى توحيد فكرنا حول نوعية الإنسان العربي المسلم الذي نسعى بالتربية والتدريب والتوجيه والإعلام إلى إثراء فكره، وترشيد اتجاهاته، وتهيئة الفرص لتكوين المهارات العقلية والاجتماعية والمهنية اللازمة لحسن أدائه لأدواره في الحياة. ولذا فإن الندوة توصي بأن يقوم مكتب التربية العربي لدول الخليج متعاونًا مع وزارات الإعلام بالإعداد لمؤتمر يلتقي فيه وزراء والإعلام لإنجاز ما يلي:
۱- النظر في إمكانات تكامل الأهداف التربوية والإعلامية واقتراح الوسائل والطرق التي تؤدي إلى تحقيق هذا التكامل.
۲- وضع خطة عمل مشتركة تتضح فيها الأدوار التي تقوم بها أجهزة الإعلام وأجهزة التعليم في سبيل تحقيق الأهداف العليا المشتركة.
ثالثًا- التنسيق بين الإعلاميين والتربويين:
ورغبة في أن تؤدي وسائل الإعلام دورها التربوي بشكل كامل وفعال توصي الندوة
بما يلي:
ا - أن تنظم لقاءات دورية داخل كل دولة خليجية يلتقي فيها التربويون لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وذات الأثر في تربية المواطنين.
ب - أن يعمل مكتب التربية العربي لدول الخليج على تنظيم لقاءات دورية للمسؤولين عن التربية والإعلام في دول المنطقة لتوحيد مواقفهم تجاه عمليات تنشئة الأجيال تنشئة سليمة بما يتلاءم مع تقاليد الأمة وتراثها وطموحاتها.
رابعًا- الإطار العام للإعلام:
ونظرًا لما للدين الإسلامي من دور فعال في صياغة الفرد، وتكوين المجتمع، فإن
الندوة توصي بأن تنطلق البرامج الإعلامية والموجهة لسائر قطاعات المجتمع من عقيدة الإسلام، وأن تكون منضبطة بالقيم الإسلامية والأخلاق والثقافة العربية.
خامسًا- الإعلام الديني:
توصي الندوة بزيادة العناية بالبرامج الدينية كمًّا وكيفًا، وذلك بتحسين عرض المضمون الديني بكافة الوسائل التقنية المتاحة، وتوصيله بأسلوب مبسط وجذاب.
سادسًا- زيادة كفاءة الإعلام:
ترى الندوة أن الإعلام لا يمكن أن يؤدي دوره الفعال إلا إذا استند إلى دعامتين
أساسيتين هما: قاعدة علمية فكرية ومهارات وقدرات تقنية متميزة.
ولذا توصي الندوة بما يلي:
ا - أن تعنى الدول الأعضاء بإعداد وتأهيل الإعلاميين إعدادًا علميًّا وفكريًّا وتربويًّا. وذلك بتدعيم أقسام الإعلام القائمة في المنطقة، وإنشاء أقسام للإعلام في الدول التي لم يتوفر فيها مثل هذه الأقسام حتى الآن.
ب - أن تتبنى الدول الأعضاء إقامة مركز للبحوث والدراسات الإعلامية لمتابعة الواقع الإعلامي وتطويره فكريًا وتطبيقيًا، على أن يوجه المركز جهوده إلى ما يتعلق بوسائل الإعلام المختلفة ومجالات استخدامها، وإلى بحوث تحليل المضمون، وقياس القيم التأثيرية للوسائل المختلفة.
سابعًا- برامج الأطفال:
توصي الندوة بزيادة العناية بالإنتاج البرامجي للأطفال نشرًا وإذاعة وبثًا حتى يصبح من الممكن والميسور إنتاج هذه البرامج محليًا في مستوى متميز، وأن يكون هذا الإنتاج من واقع المجتمع ومنسجمًا مع تاريخه الحضاري، وحتى يتأتى الاستغناء تمامًا عن الإنتاج الأجنبي المترجم وغير المترجم، حيث إن تكوّن الذاتية العربية المسلمة لا يتم من خلال البرامج المستوردة.
ثامنًا- الاستخدام الرشيد لوسائل الإعلام:
توصي الندوة بأن تحرص الأجهزة التربوية ومؤسسات التعليم في كافة المستويات على تدريب الطلاب على حسن استخدام ما تنشره الصحف وما تبثه الإذاعة المسموعة والمرئية وسائر وسائل الإعلام الموسعة، وذلك عن طريق إخضاع كل ذلك للدراسة والتحليل والتفسير والنقد والحكم، ويمكن أن يتم هذا من خلال دروس اللغة العربية في المطالعة والتعبير والنصوص الأدبية وفي غيرها من الدروس.
تاسعًا- توظيف وسائل الإعلام في الأهداف التربوية:
توصي الندوة بأن تحرص الأجهزة التربوية على الاستفادة المثلى من وسائل الإعلام في تحقيق بعض أهدافها التربوية في مجالات: محو الأمية وتعليم الكبار والتدريب المهني والفني وإعداد وتدريب المعلمين وفي برامج التعليم المستمر.
عاشرًا- بنك المعلومات:
ونظرًا لما للمعلومات والبيانات من أثر في صياغة الرسالة الإعلامية، فإن الندوة توصي الدول الأعضاء بإنشاء بنك للمعلومات ذات العلاقة بالمجالات الإعلامية. وفي هذا الصدد ترى الندوة أنه يمكن الاستفادة من مركز التوثيق الإعلامي لدول الخليج في إنشاء هذا البنك.
حادي عشر- المعوقون بين التربية والإعلام:
توصي الندوة أن تولي أجهزة التربية والإعلام عنايتها إلى تنوير المجتمع بأهمية رعاية وتأهيل المعوقين، وتهيئة كافة الفرص التي تكفل لهم حقوقهم كمواطنين في التعليم وفي التدريب وفي العمل.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل