العنوان محاولة للبحث في دوافع اعتقال واشنطن د. عبد الرحمن العمودي
الكاتب د. أحمد يوسف
تاريخ النشر السبت 20-ديسمبر-2003
مشاهدات 20
نشر في العدد 1581
نشر في الصفحة 32
السبت 20-ديسمبر-2003
■ زياراته المكوكية لليبيا لم تكن لجمع الأموال وإنما للوساطة بين القذافي وجماعة الإخوان المسلمين الليبية
■ أسفرت وساطاته عن الإفراج عن العديد من المعتقلين لكن الإفراجات توقفت بعد أحداث ١١ سبتمبر.
■ كيف تنظر إليه الدوائر الصهيونية وكيف حاصرته سياسيًا وإعلاميًا وحالت بينه وبين أعضاء الكونجرس والبيت الأبيض؟
استمرار اعتقال القيادي الإسلامي عبد الرحمن العمودي رئيس المؤسسة الإسلامية الأمريكية والمدير السابق للمجلس الإسلامي الأمريكي، وأحد أبرز الناشطين الإسلاميين في مجال العمل السياسي، وداعية الانفتاح على الآخرين وتوسيع دوائر الحوار بين الثقافات وصاحب الحضور في الملتقيات والمؤتمرات الإسلامية العالمية في شئون الجالية الإسلامية الأمريكية، ومستقبل الوجود الإسلامي والعلاقات الإسلامية المسيحية على الساحة الأمريكية أثارت مسألة اعتقاله ورفض القاضي هلتون الإفراج عنه بكفالة مالية جدلًا واسعًا وتساؤلات عدة بين المسلمين، وذلك لما يمثله العمودي من رمزية داخل جاليته الإسلامية وعلى الساحة العالمية، وكذلك بسبب الغموض الذي يكتنف بعض جوانب الاتهام وحيثيات القضية.
لعل الظهور المتكرر للعمودي خلال السنوات العشر الماضية أمام شاشات التليفزيون الأمريكية والعربية هو الذي ساهم في إبرازه كقيادي إسلامي، ومنحه رمزية خاصة للحديث باسم الإسلام والمسلمين في أمريكا، وجعل الدعوات توجه إليه دائمًا للمشاركة في الأنشطة الإسلامية العالمية وحتى المؤتمرات ذات العلاقة بحوار الأديان وتعايش الثقافات والتي تجري من حين لآخر في مختلف العواصم العربية والإسلامية والغربية
لغز السفر إلى ليبيا.
وكانت آخر هذه الأنشطة التي شارك فيها العمودي -بصفته أحد قيادات الجالية الإسلامية في أمريكا -هو الملتقى الدولي للمجلس العالمي للدعوة الإسلامية، والذي تم انعقاده برعاية جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في العاصمة الليبية طرابلس في الفترة من ٢٠ -٢٣ سبتمبر تحت عنوان لتعارفوا». وحضره أكثر من ۱٣٠ منظمة وهيئة إسلامية ومسيحية من مختلف أنحاء العالم إضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والإقليمية ومسئولي الكنائس الشرقية والغربية ولفيف من الباحثين ورجال الإعلام والمهتمين بقضايا الحوار بين الشعوب والأديان، وذلك بهدف بلورة موقف تجاه ظاهرة الإرهاب التي بدأت تستشري في كل مكان وتتخذ بعدًا يتطلب من كافة أصحاب الديانات السماوية التصدي لها بالتعرف على جذورها ووضع الحلول العملية لمواجهتها.
وحيثيات القضية أن الاعتقال جاء على خلفية زيارة العمودي لليبيا وزعم تلقي أموال منها، وهي مخالفة لقانون مقاطعة ليبيا الذي تم إقراره في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان في عام ١٩٨٦م. وقد أثار الاعتقال عدة تساؤلات في أوساط الجالية عن خلفيات تلك التهمة وليس جديدًا أن نقول إن الرجل تتربص به الدوائر الصهيونية منذ فترة طويلة وتبيت له بمكرها فخًا ليقع فيه، وقد سبق لها أن شنت حملة إعلامية واسعة للتشهير به، واتهمته بأنه على علاقة بحزب الله وحماس بسبب خطبة حماسية ألقاها أمام البيت الأبيض في شهر أكتوبر ۲۰۰۰م أشاد فيها بالمقاومة الإسلامية للاحتلال وقد حاول بعض الاقلام الصهيونية الرخيصة مثل دانيال بايبس وستيفن إيمرسون التشكيك في ولاته لأمريكا وأثارت قضية علاقاته بشخصيات ودول إسلامية تضعها واشنطن على قائمة الدول الراعية للإرهاب وقد حاولت نفس الأقلام الصهيونية منعه من الوصول إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية وحتى من استمرار علاقاته القوية بالعديد من أعضاء الكونجرس في الحزبين الجمهوري والديمقراطي من خلال سلسلة من المقالات التشهيرية لتشويه صورته، وسد الطريق أمام تطوير أي علاقات واتصالات مستقبلية له بالإدارة الأمريكية. ولم تتوقف حملة الملاحقة والاستهداف للعمودي، بل زادت بعد الأحداث التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١م.
هذه خلفية كان لابد منها، ولا شك أن القضية سوف تثير الكثير من الفضول ولن تترك مجالًا لغير الشك والاتهام وخاصة بين أولئك الذين لم يسبق لهم اللقاء بالعمودي أو التعرف عليه. إن التساؤلات التي تدور على ألسنة البعض وفي أحاديث المجالس حول تلك القضية، تحتاج إلى الطرف الآخر (الغائب) ليقدم للناس إجابات حولها. وإلا فإن الظنون والشكوك ستأخذ مداها حتى ضد واحد من أنبل وأخلص من خدم الجالية الإسلامية وسهر على مصالحها على مدى قرابة عقدين من الزمان.
هل هناك من يملك الإجابة؟
وقد يكون من الصعب على أحد أن يتكفل بالإجابة عن هذه المسائل الشائكة غير الأستاذ العمودي نفسه، ولكني سأحاول أن أتعرض لبعض منها من خلال الإشارة لبعض الوقائع التي ربما لا يعرفها أقرب المقربين للمعمودي، لأن ظروفها كانت تتطلب الكتمان حتى يتم الانتهاء من تذليل العقبات المحيطة بها ومن ثم إعلان نتائجها للملأ، وما أعنيه هنا بالتحديد مشروع المصالحة بين الحكومة الليبية والإخوان المسلمين في ليبيا، وهي محاولة كانت بداياتها قبل أكثر من أربع سنوات وجاءت على هامش لقاء للعمودي مع معالي أبو زيد دوره المندوب الدائم للبعثة الليبية بالأمم المتحدة في العاصمة الأمريكية واشنطن أثناء مؤتمر المنظمة الأمريكية - الإفريقية ثم تكرر اللقاء على هامش ندوة للحوار عقدها مركز وودرو ويلسون للدراسات السياسية، وشارك معالي أبو زيد في نقاشاتها.
وقد جرت بعض الأحاديث الجانبية بين العمودي ومعالي أبو زيد حول عدد من المعتقلين في السجون الليبية على خلفيات سياسية وتنظيمية، وكان العمودي قد تلقى التماسات من بعض ذوي وأقارب هؤلاء المعتقلين للتدخل بأمل إعادة فتح ملفاتهم وإيجاد مخرج للإفراج عنهم، حيث إن البعض منهم كان من بين الذين درسوا في أمريكا وتخرجوا بشهادات جامعية عليا منها. ويبدو أن الأستاذ أبوزيد وهو شخصية ليبية مرموقة -حيث كان رئيسًا سابقًا للوزراء وتقلد العديد من المناصب المهمة في الدولة -قد وعد العمودي ببحث هذا الملف مع السلطات المختصة في ليبيا، كما أكد له نيته العمل على تسهيل إجراءات الليبيين الراغبين بالعودة إلى بلادهم رغم وجود ملاحظات أمنية لدى السلطات على البعض منهم.
وفعلًا ساهمت هذه الجهود في تحريك ملف المعتقلين وتم الإفراج عن المئات منهم، والباقي ما يزال في انتظار وقت المحاكمة، ويأمل الجميع في صدور عفو عام عنهم خاصة وأن مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية وعدت بالتدخل وبذل جهودها لإغلاق هذا الملف.
وقد سعى الأستاذ العمودي أيضًا لتوسيط شخصيات إسلامية أخرى كالشيخ القرضاوي لتناول هذا الملف مع العقيد القذافي خلال زيارته الأخيرة لليبيا، وقد وعد العقيد القذافي الشيخ القرضاوي خيرا فيما يتعلق بهؤلاء الشباب.
علاقة العمودي بليبيا وتقوم علاقات العمودي بليبيا من خلال زاويتين واحدة لها علاقة بالعمل الإسلامي ومحاولات تنسيق الجهود بين الأقليات الإسلامية التي تعيش بالغرب، والتي كانت تجد لها محضنًا للرعاية -أحيانًا -من خلال جمعية الدعوة الإسلامية العالمية التي مقرها طرابلس / ليبيا ولها مجالات تحرك واسعة في إفريقيا وآسيا وأوروبا وكانت تأتي عن طريقها الدعوات للعمودي للمشاركة في مثل هذه الأنشطة للتعريف بأحوال المسلمين في أمريكا ثم الاطلاع والتعرف عن قرب على بعض التجارب الناجحة للأقليات المسلمة في أوروبا وإمكانية محاكاتها والاستفادة منها على الساحة الأمريكية.
والزاوية الثانية هي إنسانية محضة وتتعلق بمساعي الإفراج عن المساجين السياسيين في ليبيا الذين طالت ظروف اعتقال البعض منهم وتطلب الأمر تحركًا إسلاميًا لإعادة فتح ملفاتهم وإعادة النظر في الأحكام الصادرة بحق بعضهم أملًا في تخفيفها أو حتى توجيه التماسات بطلب الإفراج عنهم وفي زيارته الأخيرة التقى القذافي بأعضاء مؤتمر لتعارفوا» وتحدث أمامه العمودي في نقاط كثيرة تطرق في نهايتها إلى مسألة المعتقلين من شباب الجماعة الإسلامية في السجون الليبية وخاصة أولئك الذين عاشوا في أمريكا وعادوا إلى ليبيا بعد تخرجهم في الجامعات، وتم اعتقالهم على خلفية الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك بعض المعتقلين السياسيين ممن لم يتورطوا بأي أعمال عنف مسلح ضد بلادهم.
وقد وعد العقيد القذافي بالنظر في الأمر، وفعلًا تم العفو عن عدد كبير منهم بعد ذلك من خلال التماسات قدمتها مؤسسة القذافي العالمية للأعمال الخيرية بفضل الاتصالات والجهود التي قام بها العمودي معها، والتي كانت.
كما قدمنا -استجابة من العمودي للمناشدات التي تقدم بها أبناء وأقرباء بعض هؤلاء المعتقلين الذين يعيش عدد منهم في أمريكا.
واستمرت الاتصالات التي يجريها العمودي مع مؤسسة القذافي والمسؤولين الليبيين، وتطلبت هذا العدد من الرحلات المكوكية لهدف تأمين الإفراج عن باقي المعتقلين من سجناء الرأي والذين تعطل الإفراج عنهم بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر ۲۰۰۱.
وساطة بين طرابلس وواشنطن
وكانت هناك زاوية ثالثة ولكني لم أكن على اطلاع بتفاصيلها وتيسر لي أن أسمع بعضًا مما يدور حولها، وهي محاولات العمودي لكسر حالة الجمود والعداء التي سادت العلاقات الأمريكية. الليبية، طمعًا في أن تحسين مثل هذه العلاقة سيكون فيه مصلحة للجالية المسلمة وسيعود عليها بالنفع الكثير فمن المعروف أن الاستثمارات الأمريكية في ليبيا كانت ومازالت معطلة، والأرصدة الليبية في أمريكا كانت ومازالت مجمدة، وكل ذلك بسبب الحصار المفروض على ليبيا منذ الثمانينيات، وتقف وراءه وتدعمه جهات صهيونية ذات نفوذ واسع داخل أروقة الكونجرس والإدارة الأمريكية لقد حاول العمودي أن يجد مخرجًا يساهم في حل معضلة الحصار على ليبيا بإجراء اتصالات
ومشاورات مع شخصيات أمريكية. ولكن حجم المشكلة كان كبيرًا، كما أنه يتطلب الكثير من الوقت والجهد لإلغاء القوانين التي سنها الكونجرس لإرضاء اللوبي الصهيوني، وإشباع الرغبة الإسرائيلية في ألا تشهد هذه العلاقة أي تحسن واستجابة للإملاءات الإسرائيلية التي تطالب باستمرار بالضغط على ليبيا ووساطة مع الحكومات العربية.
وهناك مساحة أخرى كان يتحرك فيها العمودي، ولكن بشكل هادئ ونفس طويل، وهي محاولة تشكيل لجنة تضم بعض قيادات الجالية الإسلامية في أمريكا تكون مهمتها السعي لتحسين العلاقة بين الجماعات الإسلامية والحكومات العربية، والبحث عن مخرج لفض الاشتباكات الدائرة بينهم في أكثر من بلد عربي، والعمل على تهدئة خطاب المعارضة الإسلامية بالسماح لها بحرية التحرك والتنظيم والانخراط في أجهزة الدولة وبناء مؤسسات المجتمع المدني مقابل الابتعاد عن دوائر العنف والتطرف ونبذ الغلو والإرهاب.
ومن ناحية ثانية العمل مع الحركات والجماعات الإسلامية لتقليص موجات العداء والكراهية المتزايدة في الشارعين العربي والإسلامي ضد أمريكا والغرب بشكل عام، وذلك عبر تنسيق لقاءات وحوارات مع القيادات الفكرية لتلك الحركات والجماعات بشخصيات أمريكية سياسية وأكاديمية قريبة من صناع القرار بهدف تعرف كل طرف على نقاط الخلاف وجذور الكراهية والعداء. والبحث عن آليات مشتركة لحل هذه المشكلات وإيجاد نقاط للالتقاء والتفاهم بدل دمويات الصراع والمواجهة وهي جهود سبق للعمودي من خلال المجلس الإسلامي الأمريكي أن تناولها، ونجح بالتنسيق مع عدد من المؤسسات الإسلامية الأمريكية في عقد مؤتمر عالمي في واشنطن بتاريخ ٢٦ أكتوبر ۱۹۹۳ تحت عنوان الإسلام والغرب: حوار لا مواجهة وقد شاركت في هذا المؤتمر شخصيات إسلامية قيادية وعدد كبير من السياسيين والأكاديميين الأمريكيين، وكان المؤتمر فرصة للتعارف والتشاور والتفاهم حول عدد كبير من المسائل التي كانت تحتاج إلى مثل هذا الملتقى لبلورتها.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عادت المخاوف تنتاب الجالية جراء التحريض والاستهداف الذي بدأت تتعرض له الشخصيات والمؤسسات الإسلامية، ومن هنا جاءت بعض اللقاءات التي دعي لها العمودي مع بعض المفكرين والسياسيين الأمريكيين لتدارس ما يتوجب عمله لوقف حملة استهداف المسلمين في أمريكا من ناحية، وما يتطلب القيام به لمواجهة حملات تصعيد موجات العداء والكراهية لأمريكا التي أخذت تستشري في الشارعين العربي والإسلامي وتنادي بإعلان الجهاد ضد أمريكا ومصالحها من ناحية أخرى، وذلك كرد فعل للتحريض الإعلامي الذي تقف وراءه جهات صهيونية تسعى لتكريس القطيعة وتحريك الصراع بين أمريكا والعالمين العربي والإسلامي.
وتمخضت بعض هذه اللقاءات عن فكرة ترتيب لقاء في بلد أوروبي بهدف بحث
التفاهم الإسلامي -المسيحي ليتم إجراء الحوارات والنقاشات الموسعة بين بعض القيادات الإسلامية والأمريكية الفاعلة حول السبل التي يتوجب على الطرفين -الإسلامي والأمريكي -اتخاذها لتجنب الانسياق وراء دعاة الحروب من أنصار إسرائيل داخل التيار المسيحي اليميني المتطرف وشركائه من المحافظين الجدد الذين يمسكون بزمام الأمور ويتحكمون بمفاصل القرار السياسي في إدارة الرئيس جورج بوش، وذلك عبر توسيع مجالات الحوار والتفاهم بين الثقافات.
كان الكثير من تحركات العمودي وسفرياته محاولات لإقناع الأطراف الإسلامية بجدوى مثل هذه اللقاءات لما فيها من خدمة للإسلام، بكسب الأصدقاء وتكثير الحلفاء، وكذلك لتجنيب المواجهة بين الحركات الإسلامية والغرب والعمل على حماية المنطقة من الانسياق وراء صراعات وحروب ستؤدي في النهاية إلى دمارها.
لقد شهدت مع العمودي لقاء مع بعض القيادات الإسلامية وتم في اللقاء طرح التحديات التي تواجه العمل الإسلامي والجاليات المسلمة في الغرب، وأثيرت على طاولة التشاور والنقاش ثلاث قضايا التقى عليها الجميع، وكانت في الصدارة منها قضية التهديد الذي يمثله الإرهاب على الإسلام ومستقبل العمل الإسلامي بالغرب، وكان موقف العمودي من خلال مداخلته التي عبر عنها بقوة أنه يتوجب على القيادات الفكرية الإسلامية والناشطين الإسلاميين إيجاد آليات لمواجهة هذا الفكر المتطرف وإدانته والعمل بكل السبل لإقفال الطريق أمام أي محاولات لتسويق أجندة المتطرفين في الشارعين العربي والإسلامي. وطالب العمودي كذلك بضرورة عقد مؤتمر إسلامي عالمي لقيادات ومفكري الحركات الإسلامية لتناول هذا الموضوع والخروج بتوصيات يتم العمل والالتزام بها في مناهج وأساليب الخطاب الإسلامي، ويتوجب تضمينها في كتابات وأدبيات الحركات الإسلامية. لقد توسعت معرفتي بالعمودي بسبب كثرة الاحتكاك والمتابعة للنشاطات التي يعقدها بالمجلس الإسلامي الأمريكي، والتي أتاحت لنا كمسلمين فرصًا قيمة للالتقاء بشخصيات أمريكية سياسية وأكاديمية ودينية، وساهمت في تعميق مفاهيم الحوار وضرورات التفاهم بين المسلمين.
والمسيحيين لتعزيز أسس الأمن والاستقرار وقد رافقت العمودي في أكثر من سفرة للخارج الحضور مؤتمرات أو للمشاركة في ندوات إسلامية عالمية، وتسنى لي التعرف إليه أكثر كإنسان بالغ التواضع لا يعرف الحقد طريقًا إلى قلبه طيبًا بسيطًا لا كبر في سلوكه ولا خيلاء. كريم جواد يرى للآخرين فيما يملكه حق الشراكة ما كان يجمعه من تبرعات وأموال في جولاته العربية كان ينفقه على الأنشطة والمشاريع الإسلامية ويعمل على تشجيع الآخرين بالتوسع في بناء الجمعيات والمؤسسات لتأكيد هوية الوجود الإسلامي على الساحة الأمريكية. ولا شك أن الكثيرين من قيادات الجالية ومؤسساتها افتقدوا باعتقال العمودي شخصًا كانوا يجدونه بجانبهم في الأزمات ولا يفتقدونه في الملمات.