العنوان محليات (120)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-أكتوبر-1972
مشاهدات 27
نشر في العدد 120
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 03-أكتوبر-1972
سقطت مرآة الأمة مرة أخرى
فقذفت المؤمنين بعد قذف المقدسات
بعيدًا عن الانفعالات غير منقادين إلى ردود فعل وقتية؛ ودون افتعال معارك دعائية نقول: لقد سقطت المرآة سقطة أخرى.
وما كانت لتفعل لو كان القائمون عليها يدركون خطأهم الفاضح ويدركون ردود الفعل عند المسلمين الذين لا يمكن أن يسكتوا على التهجم على الباري جل جلاله وعلى دينهم ومقدساتهم.
كانت سقطتها الأولى حين عرضت على صفحاتها كفرًا صريحًا وتهجمًا وقحًا على رب العزة ومقدسات المسلمين، وهو عمل لا يمكن تبريره بحال ولا يمكن تبرئة المسئولين عن تحرير مجلة المرآة من إثمه، وسقطت المرآة سقطتها الثانية ورَدَّت على من آلمهم أن يُنشَرَ للناس الكفرُ ردًّا قبيحًا وتناولت الرجال الذين ثاروا في وجه دعوة الإلحاد العلنية بالشتم والسباب وحولت المعركة إلى خصومات شخصية وأخذت تهمز وتلمز في أعراض الناس وتلفق الاتهامات وتزور الأخبار والكذب كما يحلو لها للنيل من الذين وقفوا في وجه الضلال والانحراف.
ونحن لا نريد أن نذهب مع مجلة المرآة مذهبها في القدح والتجريح فليست مهمتنا تجريح الناس وتتبع عوراتهم ولا نريد أن نخرج عن موضوعنا الذي من أجله ثُرنا ولقدسيته غضبنا، فما لأشخاصنا نغضب؛ ولكنها غضبة لله لا نخشى فيها لومة لائم، وإنه لمن الواجب أن يغضب المسلم ويثور حين يعلن الإلحاد والكفر بالله وبمقدسات المسلمين في بلادهم وعلى صفحات صحفهم، وإلا فإن الزنادقة والملاحدة سوف يتجرؤون على أكثر من ذلك؛ ولن يردعهم إلا قوة تماسك المسلمين وثورتهم في وجوههم والضرب على أيديهم بقسوة وقوة، وفي التاريخ لنا عبرة وفي أحداث أمتنا لنا عظات.
وهكذا أخذتها العزة بالإثم وفقد المسئولون فيها صوابهم وأخذوا بهستيرية يتهجمون على كل الناس، فلا عالم من افتراءاتهم سلم ولا وزير الأوقاف ولا وكيل وزارته، ولا كبار المسئولين، إنها أساليب لا يمكن أن تصدر إلا عن منجرف، ولقد كان أحرى بمجلة المرآة أن تثوب إلى رشدها وتحاسب نفسها وتعتذر عما بدر منها وتشكر من نبهها، لا أن يُفقدها وقوف المسلمين في المساجد والمنتديات مدافعين عن دينهم متصدين لمن يسفه هذا الدين، يُفقدها هذا صوابها، فتلجأ إلى هذا الأسلوب التخريبي الرخيص.
ولتعلم مجلة المرآة والقائمون عليها أن دعاة الإسلام وكل المسلمين لن يسكتوا عن كل وقح معتوه يحاول النيل من عقيدتهم ومقدساتهم.
الكلمة الطيبة صدقة
وفي ديننا مظاهر حية تعكس كلها صورة الدعوة إلى الله بالأسلوب الرحيم المتعالي على العنف والمهاترات الجدلية، والتمسح في المبدأ لتحقيق مآرب خاصة.
هذه قضية مسلم بها من قضايا الدعوة إلى الله في ديننا، وفي القرآن الكريم، وفي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو الرحمة المهداة، في هذين المصدرين تدعيم قوي لمعنى الرحمة والحب حين ندعو الناس، وحين نقوم اعوجاجهم، وحين نتكلم في شأن من شئون ديننا الكريم فقط نريد شيئًا واحدًا من الطرف الآخر.
نريد أن يكون هدفه الحق أن يعود إلى الحق حين تتبين له معالمه، أن يكون كذلك على مستوى أمانة الكلمة؛ وأن يكون أسلوبه نظيفًا، وأن يجعل الحجة تقرع الحجة.
أما حين ينبري إلى القوة حين يهرب من مجال الكلمة الطيبة حين يجرد شتائمه فقط لمقارعتنا حين يكون هذا حاله فنحن ملزمون بالدفاع عن أنفسنا، لأن المسلم الحق ليس الحمى المستباح ولا الكرامة المهدرة، لكن في هذه الحالة كذلك، على المسلم ألا يتنازل عن مبادئه لمجرد الهبوط إلى مستوى الخصم فلو فعل هذا لكان خصمه قد انتصر عليه في الحقيقة.
إننا دعاة إلى مبدأ، هذا المبدأ يتلخص في كلمة واحدة «الإسلام» وليس بيننا وبين الناس -أصدقاءَ وأعداءً- إلا هذه الكلمة الخالدة التي ختم الله بها رسالاته إلى الأرض.
ودائمًا نحن على استعداد للصفح عن الذين يسيئون إلينا إذا عادوا إلى الحق، وعلى استعداد لمعانقتهم والشد على أيديهم، ذلك لأن خلاصة دعوتنا الرحمة، الحب، السلام، و«لأن يهدي الله بك رجلًا خير لك من حُمْر النَّعَم» ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ﴾ (آل عمران: 159).
وأخيرًا «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»
الشيخ حسن طنون يرد على مرآة الأمة
وقف فضيلة الشيخ حسن طنون بعد صلاة الجمعة وألقى كلمة قيمة فند فيها افتراءات مجلة مرآة الأمة وكذبها عليه وتزويرها للحقائق.
ولتعلم «مرآة الأمة» أن ما قام به فضيلة الداعية الإسلامي الشيخ حسن طنون إنما هو جزء من واجبه لنصرة الدين حيث إنه استنكر كلمات الكفر والإلحاد التي نشرتها المجلة المذكورة، وضم صوته إلى أصوات الاستنكار الشعبي الذي تصدى لمجلة المرآة.
وقد كان لكلمة فضيلة الشيخ أبلغ الأثر في نفوس الحاضرين، وإن المجتمع إذ تحيي فضيلة الشيخ وتشكره على جهوده الاسلامية لترجو من المسؤولين أن يضربوا بشدة على من يتهجم على الخالق عز وجل ويتعرض للعلماء ودعاة الاسلام.
إن الله لا يتلاعب بأقدار البشر
إحدى الصحف اعتبرت كلامًا لتيمور لنك حكمةً فيما زعمت أنه روي عنه قوله لأسيره سلطان الأتراك «وكان أعور: إنني لا أهزأ بشقائك، ولكنني لم أتمالك نفسي من الضحك عندما فكرت كيف يتلاعب الله بأقدار البشر فیسلم زمام الممالك إلى أعرج مثلي وأعور مثلك.»
وتعلق المجلة بقولها «حكمة قالها تيمور لنك» نقدمها إلى الشعب العربي ليتولى إهداءها إلى الحكام».
وواضح أن التسليم بمثل هذا البهتان واعتباره حكمة أمرٌ تعالى الله سبحانه عنه علوًّا كبيرًا؛ لأن الله لا يتلاعب بأقدار البشر وإنما يصرف الأمور وفق إرادته ومشيئته لحكمة يعلمها هو وتغيب عن ذهن الإنسان المحدود التفكير، وقد اقتضت سنة الله التي يجريها على خلقه أن يعاقب عباده المقصرين حين تتفشى فيهم المعاصي ويستشري الظلم بتسليط أعدائهم عليهم فينالون منهم وهذه شواهد التاريخ القديم والحديث تنطق بذلك.
لخدمة مَن نشرُ الصور العارية؟
تنشر بعض الصحف ما بين الحين والحين على صفحاتها بعض الصور الجنسية الفاضحة دونما حياء ولا وازع من ضمير ولا اهتمام بخلق.
ومما تجدر الإشارة إليه أن صحيفة يومية نشرت على صفحاتها صورة لامرأة شبه عارية.
إن هذه الصورة لا تتفق مع دين الدولة ولا تتفق ودستورَها ولا مع قانون المطبوعات، فأين إدارة الرقابة في وزارة الإعلام؟ ولمصلحة من تنشر الصورة وأمثالها؟
أبناؤنا في غنى عنها، بناتنا لسن في حاجة إلى مشاهدة مثل هذه الصورة.
إن الأمر جد خطير وترك الأمور بهذه الصورة ما هو إلا تشجيع لهذا الاتجاه المنحرف، لذا نطالب إدارة الرقابة في وزارة الإعلام بردع وقمع هذا الاتجاه المنحرف ووضع حد لنشر مثل هذه الصور.
أمير البلاد يعود إلى أرض الوطن.
عاد إلى أرض الوطن قبل أيام أمير البلاد المفدى قادمًا من بيروت بعد أن أمضى فترة من الراحة والاستجمام في ربوع لبنان، فأهلًا به في حِلِّه وتَرحاله.
هذا وقد وصل بمعيته مستشاره الخاص الشيخ عبد الله الجابر الصباح.
ماذا تجني الأمة من فتح معهد للدراسات الموسيقية؟
نشرت الصحف المحلية أن وزارة الإعلام ستفتح قريبًا معهدًا للدراسات الموسيقية في الكويت.
كنا نتمنى من وزارة الإعلام أن تزف البشائر لمواطنيها بقرب افتتاح معهد للتكنولوجيا الحديثة يتلقن فيه أبناء الكويت أسرار الذرة وصناعة الصواريخ والعلوم العسكرية.
فنحن في حاجة ماسة إلى علوم نافعة لا إلى موسيقى ولهو وضياع لطاقات شبابنا وإهدار لجهود أبنائنا.
إن هذه الجهود وتلك الطاقات يجب أن توجه إلى عمل نافع يخدم الأمة وينهض بها خطوات إلى الأمام لا أن يعيدها إلى حياة التيه والضياع.
فاليهود يشيدون مصانع حربية ومعاهد عسكرية ونحن ننشئ معاهد للموسيقى واللهو
المطلوب منا أن نطرح كل ذلك اللهو ونودع حياة التيه والضياع ونفكر بعقلية علمية جديدة لنسترد حقوقًا ضائعة وأرضًا مغتصبة، وإلا فلْنُعِدَّ أنفسنا لضياع أراضٍ جديدة.
الطلبة يشكرون جمعية الإصلاح الاجتماعي.
● كان لدورة التقوية التي نظمتها جمعية الإصلاح الاجتماعي خلال فترة الصيف أبلغ الأثر في نفوس الطلاب المشتركين فيها وأولياء أمورهم بصفة خاصة.
وبعد أن أدوا امتحانات الدور الثاني ونجح الكثيرون منهم زار مقر الجمعية بعض أولياء أمور الطلاب وقدموا شكرهم الجزيل لما قامت به الجمعية من عناية واهتمام بأبنائهم كما اتصل تلفونيًّا بعض الطلاب وأولياء الأمور وأرسلوا عدة رسائل شكر للجمعية على جهودها في هذا المجال.
وجمعية الإصلاح الاجتماعي تود أن تشكر الجميع وتوضح أنها ستعمل إن شاء الله قدر استطاعتها على خدمة أبناء مجتمعنا ضارعةً إلى الله أن يسدد خطى الجميع لما فيه الخير، ومن الجدير بالذكر أن مصروفات دورة التقوية بلغت في مدة شهرين ثلاثة آلاف وخمسمائة دينار أما مراكز تحفيظ القرآن فبلغت مصروفاتها أربعة آلاف وخمسمائة دينار.
وننشر فيما يلي إحدى رسائل الطلبة التي تلقتها الجمعية:
السيد رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي المحترم
أرسل لكم رسالتي هذه شكرًا وتقديرًا لكم على ما بذلتموه من تقديم الخير والمعونة لأبنائكم الطلبة سواء طلبة التقوية أو طلبة الدور الثاني في جميع المراحل، ولكم عند الله حسن الثواب.
كما يسرني أن أبلغ حضرتكم أنني كنت أحد الطلبة المنتسبين لجمعيتكم الموقرة خلال فترة الصيف حيث كان عندي دورتان في الرياضيات، وأنني شاكر لكم هذا الصنيع حيث وفقني الله وانتقلت إلى الصف الثالث الثانوي وكل ذلك برعاية الله ثم برعايتكم ومجهودي المتواضع؛ حيث إنكم وفرتم لنا المكان والمدرسين الأكفاء القادرين في مادتهم، وقد فعلتم هذا كله من أجل الله ومرضاته وهذا ما تشكرون عليه ولكم عند الله الثواب.
أدامكم الله ذخرًا للطلبة ووفقكم الله لهدفكم النبيل وسدد خطاكم على طريق الحق واليقين.
ابنكم البار محمد عصام
اعتذار
الأخت صبيحة الشطي هي صاحبة مقال «دعوة الأنبياء طريق الدعاة إلى الله» المنشور في عدد «المجتمع» الماضي في الصفحتين (١٤) و(١٥) وقد وقع المقال سهوًا باسم آخر مختلف، لذلك نقدم للأخت هذا الاعتذار.
رد على رد
في العدد القادم ننشر للقراء رد الأستاذ عبد الحليم خفاجي على الملاحظات التي أبداها الأستاذ عبد الرحيم عبد الخلاق حول مقالة في فريضة القصاص كان الأستاذ خفاجي قد نشرها في أعداد سابقة.
ندوة تلوث البيئة
أقيمت ندوة وزارة الصحة حول «تلوث البيئة»، وقد حضرها عدد كبير من المتخصصين ودارت فيها مناقشات جادة وموضوعية، وقد دعي كثير من الصحافيين ومندوبي المجلات إلى الندوة، وكان مندوب المجتمع ضمن المدعوين، وفي العدد القادم بإذن الله يطالع القراء تحقيقًا عن الندوة كتبه مندوب المجتمع.
مكتبة وزارة التربية بلا تكييف.
حين تدفعك ظروفك إلى الذهاب إلى مكتبة وزارة التربية «بالصالحية» فتَأَهَّبْ نفسيًّا وجسميًّا لتلقي نصيبك من جحيم الرطوبة والحر المنتشرين في المكتبة.
إن الابتسامة الرقيقة التي يقابلك بها أمناء المكتبة، أو المعاملة الطيبة التي يعاملونك بها، إن هذه أو تلك لن تحميك من الحرارة والرطوبة فالطبيعة تحتاج إلى «مكيف» لكن المكتبة الزاخرة بعشرات الآلاف من الكتب تخلو حتى من مكيف واحد، ربما تكون وزارة التربية فقيرة فلتتقدم وزارة الأوقاف نشرًا للعلم بمكيف، وربما تكون وزارة الأوقاف فقيرة، فليتقدم بعض الخيرين في الكويت -وهم كثيرون- بمكيف أو أكثر.
يا وزارة التربية ويا وزارة الأوقاف ويا محسنون: نحن طلابَ العلم ورجالَ المستقبل نناشدكم: مكيف لله.
دعوة الطلاب للانتساب للأندية العلمية
دعا وكيل وزارة التربية يعقوب غنيم الأوساط الطلابية للانتساب للنادي العلمي التابع للمتحف العلمي، كما أعرب الوكيل عن ترحيب وزارته بغير الطلبة للانتساب للأندية العلمية.
وجاء ذلك في نشرة هذا نصها:
لما كانت وزارة التربية تحرص على استكمال أسباب النهوض بالحركة العلمية وتوفير الأجواء والإمكانات التي تسمح للناشئة والمهتمين بتنمية مواهبهم العلمية.
فقد تقرر أن يُفتح في المتحف العلمي نادٍ علمي للتدريب على أسس البحث العلمي على أن يزداد عدد الأندية العلمية تدريجيًّا حسب الإمكانات.
وسيقبل في هذا النادي كل من لديه الرغبة الأكيدة والاستعداد المناسب للعمل والبحث العلمي.
يقدم الطلبة طلبات الانتساب للنادي العلمي بوساطة مدارسهم، كما يقدم غير الطلبة طلباتهم للمتحف العلمي مباشرة، وسيعمل النادي في أوقات افتتاح المتحف للجمهور، كما يمكن لغير الطلبة متابعة أبحاثهم في أوقات أخرى يتفق عليها مع المشرفين على المتحف.
الدعوة إلى مراكز أبحاث متقدمة في الوطن العربي.
دعا المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبد اللطيف الحمد إلى إيجاد مراكز أبحاث متقدمة في الوطن العربي لمساعدة العرب هي إتقان العلم الحديث والتكنولوجيا.
وأبلغ السيد الحمد اجتماعًا للرابطة العربية الأمريكية للتجارة والصناعة أن مثل هذه المراكز ستكون قادرة على تزويد الأقطار العربية بالكوادر الفنية المطلوبة وإعطائهم صورة أفضل عن المشاكل الكبرى التي تواجه الأقطار النامية.
وقال إن الصندوق الكويتي بدأ بوضع خطة لإقامة معهد أبحاث بهدف خدمة التكامل الاقتصادي العربي.
واستعرض المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية العربية تطور الصندوق وأهدافه خلال السنوات العشر التي مرت على تأسيسه
أجهزة الإعلام وضرورة إصلاح برامجها.
الإذاعة من وسائل الإعلام الهامة التي لها دورها الخطير في التوجيه والتوعية وفي رفع مستوى الأمة العلمي والأدبي والخلقي إذا قام عليها أناس أكفاء يقدرون المسؤولية ويضعون نصب أعينهم مصلحة أوطانهم والحرص على توجيه الأجيال توجيهًا سليمًا هادفًا مدروسًا واعيًا.
والخطر الخطر تسليم مثل هذه الوسائل الإعلامية المهمة لأناس لا يقدرون المسؤولية ولا يستهدفون الخير والتوجيه السليم بل يُخضعون ذلك لميولهم الشخصية ويسيرون سيرًا عشوائيًّا متخبطين في برامج تلك الوسيلة الإعلامية الحساسة، وعندئذ تقع الكارثة وتكون الأجيال ضحية توجیه خاطئ وأفكار ليس لها من ضوابط الخير ما يقودها لإدراك المسؤولية.
هذا بصورة عامة، أما عندنا في الكويت فإننا نقدم النصح قبل أن تحل الكارثة ويستفحل الداء، ومن تَتَبُّعِنا لبرامج الإذاعة وما يبث فيها في الكويت نرى أنها بأمس الحاجة للإصلاح الفوري لبرامجها، وفيما تبثه خلال ساعات البث الطويلة.
ولكي نعطي القارئ صورة واضحة فإننا نضع أمامه برنامج يوم كامل لإذاعتنا ليرى فيها ما نقصده، يرى فيها أنها تبث على مسامع المواطنين في اليوم الواحد زُهَاءَ (100) أغنية تستغرق من وقت الإذاعة (١٢) ساعة ومن ميزانيتها أكثرها، ومعظم هذه الأغاني غزل وغرام وخداع وتأوهات وتنهدات وكلام أجوف يهبط بالمستوى ويعطي صورة سيئة عما وصلنا إليه وعن مدى وقوعنا في هذه التفاهات التي تسوق الشباب لمستوى هابط من السماع والتفكير.
ولا يجد المطلع على برامج الإذاعة من الأشياء المفيدة إلا النزر القليل والقليل جدًّا، فقد أعطيت المسلسلات والقصص الغربية الحظ الأوفر وهذه بحد ذاتها تافهة وليس فيها من التوجيه بل على العكس فيها الدس كل الدس.
ونجد العناية التامة في برامج ما يطلبه المستمعون، ومن هم المستمعون المَعنِيُّون في هذه البرامج؟ إنهم مراهقون من الجنسين، وتجد ما يطلبونه من الأغاني هو الشيء الرخيص الوضيع الذي يقودهم إلى أشياء خطيرة هابطة.
فهل هذا هو السير الصحيح؟
ولنكن عمليين في الانتقاد ولنطرح الشيء البديل:
حبذا لو أخذت الإذاعة من تاريخنا الإسلامي ومن قصصه المفيدة وعبره الرائدة بدل تلك المسلسلات والقصص الأجنبية.
وحبذا لو أتحنا المجال للتعريف بالشخصيات الإسلامية في الصدر الإسلامي وتاريخها وجهادها ومواقفها.
الفتوحات الإسلامية.
٤- حلقات في التوجيه والدعوة للعقيدة الإسلامية لنحمي أجيالنا من المبادئ الهدامة الوافدة.
٥- أحاديث مختارة من الأحاديث النبوية الشريفة لتتاح للأجيال معرفة شيء عن دينهم.
٦- ندوات ثقافية وعلمية هادفة.
٧- برامج عن المنجزات العلمية والمخترعات الحديثة في العالم.
٨- برامج عما يدور ويحدث في العالم العربي.
9- أقوال الصحف العالمية عما يدور في منطقتنا العربية.
1٠- برنامج عن العالم الإسلامي وأحوال المسلمين في العالم.
1١- برنامج رياضي.
۱٢- برنامج اقتصادي يتضمن إحصائيات عن التجارة المحلية والعالمية.
۱٣- مسرحيات إسلامية واجتماعية توجيهية هادفة.
١٤- برنامج يكشف مخططات الأعداء.
هذه بعض البرامج المقترحة التي نتوخى فيها الخير للكويت، ويكفينا انسياقًا وراء التقليد الأعمى لبعض الإذاعات التي أغرقت مستمعيها بالتفاهات والمستوى الهابط فيما تبثه وفي الموضوعات حتى في أحرج الأوقات.
ولنضع نصب أعيننا أننا أقطار إسلامية لها من دينها وتراثها ما لو اتبعته وسائل الإعلام لنهضت وارتفع مستواها وأسهمت في توجيه الأجيال توجيهًا سليمًا يقودهم إلى العزة والسؤدد ويشدهم إلى ماضيهم المجيد وينصرهم بواقعهم المؤلم الذي يتربع فيه شُذَّاذُ الآفاق على أجزاء غالية من أوطانهم، ولنتخذ من وسائل الإعلام منطلقًا يحفز الشباب على الأخذ بالثأر واسترداد الحقوق المسلوبة، ونأمل أن تستفيد وسائل الإعلام من التجربة المرة التي مرت بها أمتنا من تزييف للحقائق وتصوير الهزائم انتصارًا.
وكلامنا عن الإذاعة ليس معناه التغاضي عن خطورة التلفزيون الذي هو الآخر أشد حاجة للإصلاح الجذري وإعادة النظر في برامجه لما له من دور خطير في توجيه الأجيال.
فلنعد إلى رجال أكفاء ذوي خلق ودين لتسلم المراكز والمناصب الإعلامية الحساسة، وإن المسؤولية بين يدي الله كبيرة على المفرطين والمقصرين.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
جمعية الإصلاح الاجتماعي تبعث بـ.. رسالتين إلى وزيري الإعلام.. والأوقاف
نشر في العدد 62
32
الثلاثاء 01-يونيو-1971