العنوان مروة قاوقجي.. تتكلم
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1999
مشاهدات 16
نشر في العدد 1350
نشر في الصفحة 24
الثلاثاء 18-مايو-1999
فلو أن النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال
فلا التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال
من تلك السيدة التي هزت بحجابها أركان المؤسسة العلمانية في تركيا وأصابتها بالهلع؟!
السؤال تردد كثيرًا.. وقد وجهته محطة تلفازية تركية إلى مروة قاوقجي مباشرة فقالت:
أنا من مواليد العاصمة التركية أنقرة عام ١٩٦٨م من أبوين عملا في الهيئة التدريسية بجامعة أنقرة، فوالدي هو البروفيسور يوسف ضياء قاوقجي أستاذ الفقه الإسلامي، ووالدتي زينب أستاذة الأدب التركي بالجامعة (تم فصل والدتها من الجامعة بسبب الحجاب) تخرجت في مدرسة أنقرة كوليج، ثم التحقت بكلية الطب عام ۱۹۸۸م إلا أنني عندما وصلت إلى الصف الثاني أحيل والدي إلى التقاعد فاضطررت للسفر معه بصحبة العائلة إلى الولايات المتحدة حيث أصبح مستشارًا لمنظمة الاتحاد الإسلامي لفلسطين، ثم أصبح إمامًا وخطيبًا للجامع المركزي في ولاية دالاس... وأثناء ذلك التحقت بالجامعة لدراسة هندسة الكمبيوتر وتخرجت مهندسة في المجال نفسه... عدت إلى إسطنبول عام ۱۹۹۷م لألتحق بحزب الرفاه ثم التحقت بحزب الفضيلة.
وتلخص السيدة مروة قضيتها الأخيرة بالبرلمان في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته يوم الثالث من مايو الجاري عقب منعها من أداء اليمين الدستوري تقول:
لقد جرى في البرلمان التركي حدث محزن لا يمكن وقوعه في أي بلد ديمقراطي.. في مجلس الشعب تحرم نائبة من ممارسة حقها في التمثيل. ليس هناك أي مادة في الدستور ولا في النظام الداخلي للبرلمان ولا في أي قانون تمنعني من أداء اليمين الدستوري بالحجاب. لقد قدمت الطلب إلى اللجنة العليا للانتخابات بزيي هذا ووافقت اللجنة على ترشحي وأنا بهذا الحال.
وقد خرجت أمام شعبي واشتركت في الانتخابات بهذا الزي.. وأخذت الوثيقة الرسمية التي تثبت أنني نائبة، ثم دخلت إلى صالة الجمعية العامة (البرلمان) للاشتراك في الجلسة العامة للبرلمان مثل سائر النواب.. وما عشناه هناك شاهدته أمتنا بعبرة واتعاظ.
إنني من مواليد العهد الجمهوري وأقف الآن أمامكم بسلطة أخذتها من أمتي.. إلا أن هناك عقليات وذهنيات تحاول الضغط وإكراه الناس على الالتزام بنمط واحد للحياة.. ويراد تصوير أن هذا الحجاب هو المانع لدخولي إلى البرلمان... هذا الحجاب الذي غطى رؤوس أمهات وزوجات الشهداء اللواتي كن يعتبرن التضحية بفلذات أكبادهن في سبيل هذا الوطن العزيز أعظم شرف.. وهناك زعم أن هذا الحجاب رمز سياسي، لكني أقول بكل وضوح أن رأسي مغطى بهذا الحجاب وفق إيماني ومعتقدي نتيجة اختياري الشخصي وبضمان من الحقوق الدولية والدستور الذي يؤكد تمتع كل فرد بالحقوق الإنسانية، والحريات الأساسية العامة...
أما الذين يطلقون وصف العمالة والتحريض على موقفي الذي اتخذته وفق الحقوق الدولية والدستور فهؤلاء لو استطاعوا النظر إلى هذه القضية بدون انحياز لرأوا أن هذه الصفة تنطبق أكثر على الذين منعوني من أداء اليمين الدستوري.
إنني كابنة لوالدين أكاديميين. اتخذا مبدأ طلب العلم من المهد إلى اللحد شعارًا لهما... وإنني كحفيدة ضابط ضحى بدمه في سبيل وطنه وخاض المعارك أثناء حرب الاستقلال... وبكل حصيلتي العلمية والثقافية وبكل طاقتي أقف هنا اليوم من أجل خدمة هذه الأمة العزيزة على أحسن وجه.. ولتعلم أمتي جيدًا أن الذين قدموا أنفسهم في ميادين دعاية الانتخابات كمدافعين عن الديمقراطية والذين استخدموا الحجاب وسيلة من وسائل الدعاية الانتخابية قد تركوا هنا مروة قاوقجي وحدها وأصابهم الفزع أمام هذه اللاحقوقية، وفي بلد تغطى فيه ٧٥% من النساء بالحجاب وعلى رغم إعطاء النسوة المحجبات أصواتهن لكل الأحزاب إلا أن ممثليهن لا يستطيعون تحمل محجبة واحدة نائبة عن نساء الأمة التركية ومما يؤسف له أنني أكملت بزيي هذا دراستي الجامعية في هندسة الكمبيوتر في الولايات المتحدة بينما لا يراد هنا تمكيني من خدمة أمتي في مجلسها، ويبدو أن كفاحنا معشر السيدات المحجبات سيكون مثل كفاح السود في أمريكا قبل قرون من أجل الحصول على حقوقهم.. وفي مقابلة تلفازية أخرى قالت ردًا على سؤال: ماذا ستفعلين إذا تم تبديل النظام الداخلي للبرلمان بوضع نص يمنع دخول المحجبات إلى البرلمان صراحة؟
إنني إنسانة مثقفة وأؤمن بالديمقراطية إضافة إلى أن تغطية رأسي نابعة من إيماني الشخصي ولذلك فإنني سأحترم هذا القانون ولن أتخلى عن الحجاب.
وقد أثير ضمن الحملة عليها أنها قالت خلال تواجدها في الولايات المتحدة كلامًا يعاقب عليه القانون التركي وأنها على صلة بمنظمات إسلامية متطرفة، إلى آخر سلسلة الاتهامات الطائشة.. والحقيقة أنها شاركت كغيرها من المشاركات في ندوة علنية مفتوحة عقدت بمدينة شيكاغو الأمريكية في ٢٦/١٢/١٩٩٧م نظمها الاتحاد الإسلامي للتضامن مع فلسطين تحت عنوان المسلمون على عتبة القرن الحادي والعشرين وألقت في هذه الندوة كلمة تدعو كل مسلم غيور إلى الفخر، وكان مما قالته خلال كلمتها في هذه الندوة تركيا بلد محصور بين الشرق والغرب حائرة بين الإسلام ونقيضه في محاولة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي وعى جيدًا استحالة انضمامها إليه بسبب النهضة الإسلامية التي تحققت فيها، غير أن تركيا أو بالأحرى الحكومات التركية لا تريد قبول هذه الحقيقة، وعندما نلقي نظرة متفحصة على أحوال المسلمين نراهم: إما في حالة حرب كما في كشمير والبوسنة، وفلسطين والشيشان، وألبانيا، أو في حالة صراع مع حكومة تزعم أنها مسلمة كما في تركيا، لذا فعلى المسلمين في كافة أرجاء العالم التوحد على عتبة الألفية الجديدة تحت راية الوحدة الإسلامية مما يحقق لنا حرية الحركة الموحدة متى لزم الأمر.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل