العنوان مسئولية التربية الخلقية .. النهي عن السفور والتبرج والاختلاط والنظر إلى المحرمات
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 23-يناير-1979
مشاهدات 21
نشر في العدد 429
نشر في الصفحة 45
الثلاثاء 23-يناير-1979
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (الأحزاب: 59) وقال في سورة النور: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ...)30)﴾.
أما الأحاديث التي تأمر بالحجاب:
«روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات، فإذا جازوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه».
ما ورد في النهي عن التبرج وإظهار المحاسن: «روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات ومميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام».
قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ (الأحزاب: 33).
أما ما ثبت في النهي عن الاختلاط بين الجنسين: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ...﴾ (النور: 30) فكيف يتصور غض البصر لكل من الرجل والمرأة وهما مجتمعان في مكان واحد؛ فالآية في مدلولها تنهى عن الاختلاط. وقال تعالى ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ (الأحزاب: 53). وجاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إياكم والدخول على النساء فقال رجل: يا رسول الله: أفرأيت الحمو (أي قريب الزوج)؟ قال: الحموم الموت».
أما ما ورد في تحريم النظر إلى الأجنبية:- قال تعالى في سورة الإسراء: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)﴾ وروى أبو داود والترمذي عن أم سلمة رضي الله عنه قالت: «كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم «احتجبا منه فقلنا: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي: أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟».
فمن المعلوم بداهة أن المجتمعات الإنسانية بأسرها حينما تأخذ بهذه المبادئ الخالدة وتسير على هذه المفاهيم القيمة سترفل في (ثياب) الطهر والفضيلة، وترتع في ظلال الأمن والاستقرار؛ لأنها سارت في الطريق الذي خطّه الله لها وطبقت المنهج الذي فرضه الإسلام عليها. وصدق الله العظيم ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (الأنعام: 153)- وأخيرًا علينا ألا نغفل دور المراقبة الدقيقة والمسؤولية الكبيرة في تقويم أخلاق الولد وإصلاح نفسه ولو فتشنا عن الأسباب التي تؤدي إلى انحلال الولد خلقيًّا وانحرافه سلوكيًّا لوجدناها في إغفال مراقبته والتخلي عن توجيهه فمثلًا:
- الأب الذي يرخي لأولاده العنان في مخالطة قرناء السوء فلا شك أنهم سيتأثرون بانحرافهم ويكتسبون سوء أخلاقهم.
- والأب الذي يسمح لأولاده أن يشاهدوا الأفلام المتدنية والمسلسلات التي تحث على الانحراف والجريمة فلا شك أنه يقذف بهم إلى هاوية سحيقة ستؤدي بهم إلى هلاك محقق ودمار محتوم.
- والأب الذي يسمح لأولاده بشراء المجلات الماجنة والقصص والصور العارية لا شك أن أولاده سيسيرون في طريق الفاحشة ويتلقنون دروس المنكر والارتباطات المشبوهة.
- والأب الذي يتساهل في حجاب بناته وأهله ويتغاضى عن تبرجهن فلا شك أن هؤلاء سيتعودون حياة الفجور ويقعن في حبائل الغواية والفسوق حتى يؤول الأمر إلى انتهاك العرض وتلويث الشرف حيث لا ينفع الندم.
- والأب الذي لا يراقب أولاده في ذهابهم ورجوعهم إلى المدرسة فلا شك أنهم سيرتادون الأماكن الموبوءة بحجة المدرسة، وكم سمعنا عن بنات وقعن في حبائل الفاحشة ولم تعلم أسرهن إلا بعد فوات الأوان.
فلا شك أن الأولاد وهم على هذه الحالة سيسيرون تدريجيًا نحو طريق الانحلال دون وازع من دين أو محاسبة من ضمير فيصعب حينئذ ردهم وإصلاحهم ومعالجتهم. فيا أيها الآباء راقبوا الله في أولادكم وأدوا ما عليكم من واجب وابذلوا ما استطعتم من جهد ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: 105).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل