العنوان باختصار- مسرحية تكتسي ثوب الديمقراطية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 08-مارس-2003
مشاهدات 18
نشر في العدد 1541
نشر في الصفحة 6
السبت 08-مارس-2003
أجريت الأسبوع الماضي أول انتخابات برلمانية في عهد الرئيس بشار الأسد لاختيار ٢٥٠ عضوًا في مجلس الشعب السوري.
وعلى الرغم من مشاركة نحو خمسة آلاف مرشح في الانتخابات فإن الحقائق توضح أن الانتخابات لا تعدو أن تكون مسرحية تكتسي ثوب الديمقراطية، فمن بين المائتين وخمسين مقعدًا؛ هناك ١٦٧ مقعدًا مخصصة لما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية التي يهيمن عليها حزب البعث العربي الاشتراكي، وهو الحزب الحاكم في سورية منذ قرابة أربعة عقود، وهو ما يعني أن الحزب الحاكم يحتكر لنفسه ثلثي مقاعد البرلمان وبالتالي لا يمكن أن يتم أي تغيير أو تعديل في السياسات والتوجهات إلا بموافقته.
فما قيمة الانتخابات إذن إذا لم يتجاوز التغيير- إن حدث- تبدلًا في بعض الوجوه دون السياسات والتوجهات.
لقد أمل البعض خيرًا في التصريحات التي أطلقها الرئيس السوري عند توليه السلطة، لكن قرابة الثلاثة أعوام مرت ولم تشهد أي تحسن يذكر، بل شهدنا عمليات التضييق والمطاردة والمحاكمات والسجن، مما أضاف للنظام صفحات أخرى في سجل مليء بانتهاكات حقوق الإنسان وسجون ومعتقلات لا تزال تضج بالأبرياء منذ أكثر من عشرين عامًا، ومطاردين في أنحاء العالم بعد أن ضن عليهم النظام حتى بمجرد وثيقة سفر، ورغم كل ما تحفل به الدنيا من حولنا من تيارات فإن حزب البعث الاشتراكي الحاكم في سورية- ومثله في العراق- لا يزال مصرًّا على أن يجر بلاده من فشل إلى فشل، فإلى متى يستمر الحال على هذا المنوال؟ هل ينتظرون بهذه السياسات الرعناء أن يدفعوا شعوبهم إلى ثورة شعبية بعد أن طفح الكيل أم ينتظرون التوسع الصهيوني الذي مهد له بتلك السياسات الخرقاء التي مارسها حزب البعث سواء في العراق أو سورية أو أي مكان.