العنوان مصلحون رحلوا في أغسطس.. الهيم ورمضان والعقرب
الكاتب عبده دسوقي
تاريخ النشر الاثنين 01-أغسطس-2022
مشاهدات 16
نشر في العدد 2170
نشر في الصفحة 46
الاثنين 01-أغسطس-2022
إن أول مقومات بقاء الكون هو بقاء آثار الرسل وعدم انطماسها، وإنما تنطمس آثار الرسل وتنمحي بتعطيل الوسيلة الضامنة لبقائها وهم الأفراد المصلحون، الذين وصفهم رب العزة بقوله: ﴿ وَمَا كانَ رَبَّكَ لِيُهْلِكَ لقُرَى بِظُلمِ وَاهْلِهَا مُصْلِحُون﴾ (هود: 117)؛ حيث اختصرت هذه الآية الكريمة مهمة المصلحين في الأرض؛ فوجودهم مؤشر على النجاة والفوز في الدنيا والآخرة؛ فالمصلح قد ينقذ أمة، وبوفاته تفقد الأمة أحد أسباب إنقاذهم.
وجدير بنا أن نستذكر سير
هؤلاء المصلحين لتبقى آثارهم في القلوب، وقد رحل في أغسطس عدد من المصلحين، نستذكر
منهم:
باحث في التاريخ الحديث
حمد المبارك الهيم..
الداعية المحسن
في عام 1923م، ولد بالكويت
الشيخ حمد بن مبارك الهيم في بيت ذي صلة بالعلم وبيئة قريبة من أهل العلم ومنازله؛
فبيتهم كان قريبا من مسجد الدماج الشهير بمسجد هلال بفريج العوازم.
كان والده يعمل في البحر،
وتوفي وعمر حمد لم يتجاوز 5 سنوات؛ فتكفل به عمه مطلق الهيم، الذي أولاه رعاية
طيبة؛ فدرس على يديه في مدرسة الملا بلال، ثم انتقل عند الشيخ محمد مطر الذي كانت
دروسه في مسجد هلال، وقد ختم القرآن عنده، وأتقن القراءات، ثم انتقل إلى مدرسة
الشيخ أحمد العدساني ليكمل تعليمه بها، كما كان يتردد على دروس الشيخ أحمد عطية
الأثري امتداداً لصداقة عمه الشيخ مطلق.
التحق حمد الهيم بالمعهد
الديني يوم افتتاحه وحصل على الشهادة النهائية، ثم ارتحل إلى الأزهر الشريف بمصر
عام 1948م، إلا أنه لم يستمر كثيرًا للظروف السياسية وحرب فلسطين، فعاد وأكمل
دراسته في المعهد الديني بالكويت.
بعد تخرجه عمل في مسجد الفيني
منطقة الحصص إمامًا وخطيبًا، ثم انتقل إلى مسجد حصة اللهيب في لنطقة النقرة قبل أن
ينتقل إلى مسجد البدع، وكان ذلك عام 1959م، وظل في هذا المسجد إمامًا وخطيبًا حتى
عام 1967م، بعدها انتقل إلى مسجد حمود عيد الرومي في منطقة السالمية، وظل إمامًا
وخطيبًا وواعظًا حتى تقاعده عام 1983م.
حينما افتتح معهد الأئمة
والخطباء تحت إشراف وزارة الأوقاف الكويتية كان الشيخ حمد من أوائل من التحق به
ليكمل دراسته.
لم يكن الشيخ واعظًا وإمامًا
فحسب بل كان محسنًا يتلمس المحتاجين والضعفاء فيقضي حاجتهم، فكان لا يرد من أراد
أن يكتب له عقد شراء أو رسالة
لم يكن واعظًا وإمامًا فحسب
بل كان محسنًا بتلمس المحتاجين والضعفاء فيقضي حاجتهم
كما كان الشيخ بمثابة حمامة مسجد لا يغادره ويجد راحته بين فنائه، وهذا لم يمنعه من مشاركته الاجتماعية والاستفادة من خبراته في أوجه الحياة؛ لذلك اختير عضوًا في مجلس حي منطقة السالمية ثم نائبًا للرئيس فيه، وكذلك اختير عضوًا في لجنة زكاة منطقة سلوى، وشارك ضمن وفد قبيلة العوازم حول الديمقراطية في الكويت، وظل عاملًا لدينه حتى وفاته في 27 أغسطس 2001م.•
خليل العقرب.. المحارب للشيوعيين
بالعراق
في مدينة البصرة بالعراق، ولد خليل عبد الحميد العقرب،
والتحق بمراحل التعليم حتى تخرج في دار المعلمين العالية ببغداد »كلية التربية حاليًا«، وأنهى دراسته فيها عام 1954م، وعاد للبصرة للعمل في مجال التدريس
والخطابة والدعوة.
يعد العقرب من الرعيل المؤسس لدعوة الإخوان المسلمين
بالعراق، حيث
سعيد رمضان.. المجاهد القائد
رمضان من الشخصيات التي تأثرت بدعوة الإخوان المسلمين، وأثرت فيها.
وتركت بصمات عظيمة منذ التحق
بها وهو في المرحلة الجامعية حتى توفاه اللّه تعالى، فقد كان مفوها عظيم الحجة رغم
صغر سنه حتى كثر الطلبة عليه، وأصبح يلقي الخطب والمحاضرات فيهم، وفي هذا الوقت
التحق بجماعة الإخوان المسلمين وتعرف إلى حسن البنا الذي رأى فيه مشروع داعية
فتعهده واختاره سكرتيره الشخصي ثم زوّجه كبرى بناته، وحينما أصدر البنا مجلة
«الشهاب» عام 1947م عهد إلى رمضان بإدارة تحريرها.
شارك في الدفاع عن فلسطين في حرب 1948م حتى عين حاكماً عسكرياً للقدس أثناء الحرب شارك في الدفاع عنها في حرب 1948م حتى عين حاكمًا عسكريًا للقدس أثناء الحرب
أرسله البنا في مهمة إلى فلسطين بهدف إنشاء فرع للإخوان فيها، بل إنه بتكليف من الملك عبدالله، ملك الأردن، قبل الهدنة، وسفره للعراق هربًا من موجة الاعتقالات التي جرت في صفوف المجاهدين بمصر، ثم باكستان، ليعود لمصر عام 1950م ويصدر صحيفة «المسلمون» بالعربية والإنجليزية.
اعتمد عليه المرشد الثاني مما
عرضه لاضطهاد عبد الناصر حتى اعتقله في يناير 1954م، وبعد خروجه سافر للشام مع
الهضيبي ولم يعد معه لمصر، واختير أمينا عاما للمؤتمر الإسلامي حول القدس، ثم سافر
لسويسرًا وأسسر المركز الإسلامي بجنيف عام 1961م، واستمر في إصدار مجلة
«المسلمون»، ثم سرعان ما أسس عددًا من المراكز الإسلامية في العواصم الأوروبية،
كما حصل على دكتوراه في القانون من جامعة كولونيا بألمانيا حول الشريعة، وظل في
المهجر بسبب نزع الجنسية عنه، وفي 5 أغسطس 1995م رحل سعيد رمضان، ويعود جسده ليدفن
في مصر .•
المصادر
1- سعود الديحاني: حديث الذكريات، صحيفة الراي،
العدد 11134، الجمعة 25 ديسمبر 2009م، ص12 .
2 - عبداللّه العقيل: من أعلام الدعوة
والحركة الإسلامية المعاصرة، ط8، دار البشير
للنشر والتوزيع، طنطا، مصر،
2008م، ص288.
3 - محسن عبد الحميد: الإخوان المسلمون في
العراق (1945م - 2003م)، دار المأمون للنشر والتوزيع، 2011م.
تعرف عليها من خلال زيارات
وعمل الإخوان المصريين بالعراق ووصول مجلة
فتح المكتبات الإسلامية وأصدر
الكتيبات الدعوية لمواجهة الفكر الشيوعي في العراق
الإخوان، وذلك في الصف الأول
المتوسط على يد الأخوين يعقوب الباحسين، وتوفيق الصانع.
نشط في فتح المكتبات
الإسلامية وإصدار الكتيبات الدعوية؛ وذلك لمواجهة الفكر الشيوعي الذي أخذ بالتمدد
والانتشار في ربوع العراق، كما تعاون مع إخوانه في إقامة المهرجانات الإسلامية والأندية
الرياضية والرحلات الكشفية بإشراف أساتذتهم المصريين وتوجيهات محمد محمود الصواف.
ظل عاملًا وثابتًا في نشر
الدعوة ومواجهة الغزو الفكري الخارجي حتى رحل يوم الأربعاء 3 المحرم 1443ه / 11
أغسطس 2021م
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل