; معًا.. استقامة السلوك.. واستقامة اللسان | مجلة المجتمع

العنوان معًا.. استقامة السلوك.. واستقامة اللسان

الكاتب د. إسماعيل الشطي

تاريخ النشر الثلاثاء 03-سبتمبر-1974

مشاهدات 23

نشر في العدد 216

نشر في الصفحة 15

الثلاثاء 03-سبتمبر-1974

عندما تتفتح البراعم اليانعة.. وتنساب في ساحة الدعوة.. وتعدو في جنباتها.. وعندما تنطلق النفوس الشابة.. وتدوي أصواتها بكلمات الحق.. وتأخذ هذا الدين بقوة... عندما تبدو الدعوة بشبابها اليانعين.. وتظهر بصورتها البيضاء النقية.. عندما يكون هذا.. لا بد أن يسارع شيوخ الدعوة وكهولها بالحماية.. ولا بد أن يحيطوها بالسياج الواقي ويمنعوا عدوى الأوبئة والأمراض النفسية.. إن أغلب الحركات تنهار بسبب الأوبئة التي تسري في النفوس... وبسبب الأمراض التي تحرق القلوب وتسودها.. إنها الأوبئة التي يبثها الشيطان في الأراضي الصالحة.. والقلوب الطاهرة ليجعلها أراضي بور وقلوبًا فاسدة.. إنها الرذائل النفسية.. كالغيبة، والنميمة، والتحسس، والتجسس، والظنون، والحسد، والغيرة، والمراء والكذب وما إلى ذلك.. والمراقب للدعوة اليوم.. يشهد أمامه مستقبلًا مبشرًا.. وشبابًا كمثل الزهر اليانع.. وأرواحًا حيوية منطلقة.. يسودها الود والإخاء والأمن.. ويشهد من خلفه واقعًا منهكًا.. تنهشه الظنون ويحرقه الحسد، ويأكله المراء.. وحرصًا على المستقبل الزاهر.. الذي هو آمال القلوب القلقة.. ومساهمة في إنعاش الواقع المنهك.. الذي لا بد من مساهمته بخبراته.. من أجل هذا وذاك.. لا بد من كشف خطورة هذه الأوبئة.. الظن السيئ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ...﴾. هكذا يوجه الله تعالى المؤمنين.. يطهرنا من داخلنا.. لا نتلوث بالظنون السيئة.. ولا نتسخ بها.. لأنها إثم.. وهكذا يدع الضمير نقيًّا.. بريئًا من الهواجس والشكوك، وهكذا يكون قلب المسلم أبيض.. يكن لإخوانه المودة التي لا يخدشها ظن.. والبراءة التي لا تلوثها الريب والشكوك. سياج حول حقوق الناس: «إياكم والظن.. فإن الظن أكذب الحديث»()، فهو يحمل إثم الكذب.. بل أشد أنواع الكذب؛ فلا يؤاخذ إنسان بظن.. ولا يحاكم بريبة.. لأن الظن حديث كذب لا أساس له.. علاج الظن السيئ: «عن حارثة بن النعمان قال: قال رسول الله «ص»: ثلاث لازمات أمتي: الطيرة، والحسد، وسوء الظن، فقال رجل: ما يذهبهن يا رسول الله ممن هن فيه؟ قال: إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تتحقق، وإذا تطيرت فامض»(). فلا يذهب أحد بظنه ليتحقق منه.. ولا يتابع ويسائل من ظن فيه.. ولا يجمع معلومات ويكدسها ليؤيد ظنه.. لأن فعله هذا محيطه.. ويساعد على نشر هذه الرذيلة النفسية.. والأفضل للمسلم اليوم إن كانت نفسه تلتهب بالظنون أن يستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.. وأن يستبدل ظنه السيئ بالظن الحسن.. «عن أبي هریرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله «ص»: حسن الظن من حسن العبادة»(). فمن كانت عبادته لله صالحة، وكان عبدًا عند الله حسنًا، أراح الله قلبه بالظن الحسن. الاحتراس من الظن: وهو أمر لا بد منه في المجتمعات المسلمة.. لا بد للمسلم أن يحترس.. وأن لا يوقع نفسه في مواطن الشبهات.. ويورط نفسه في مواقع الظنون.. قد يكون الأمر مباحًا.. وجائزًا.. ولكنه موطن للشبه.. «عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله «ص»: احترسوا من الناس بسوء الظن»(). «وقال أبو حازم لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن، إنا لا نأخذ إلا حقًّا، ولا نخونك -وكانوا قد اشتروا منه بيتًا- قال: إني أخاف الظن»(). التجسس وتتبع العورات ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا...﴾. وهي حركة تلقائية تالية لسوء الظن.. وحركة ابتدائية لكشف العورات، والاطلاع على السوءات.. فالظان بالناس ظن السوء.. لا بد أن يتحقق من ظنه، ولا بد أن يتتبع خيوط الظن المحاكة في صدره.. ولا بد أن يجمع المعلومات.. ويستقي الأخبار ويلملم الأسرار.. فيبدأ بالتجسس وتتبع العورات.. والقرآن يقاوم هذا العمل اللاأخلاقي.. ويعارض هذا الأسلوب السيئ.. تمشيًا مع أهدافه في نظافة الأخلاق والقلوب. إن حرمات الناس وكراماتهم لا يجوز أن تنتهك في أي صورة من الصور.. ولا أن تخدش لأي سبب كان.. ولا تمس لأي مصلحة كانت بحال من الأحوال «نظر ابن عمر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك»(). لا بد أن يعيش المسلمون في محيطهم النظيف آمنين على أنفسهم وعلى عوراتهم.. وعلى أسرارهم وتصرفاتهم الشخصية.. ليس لأحد أن يتوقع أو يظن أن فلانًا يزاول مخالفة في الخفاء.. فيتجسس عليه ليضبطه.. ليس لأحد أي شيء سوى الظاهر المنضبط. «وعن أبی برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: إن رسول الله «ص» قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه.. لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته»(). خطورتها إن كانت في الحاكم: «وعن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي «ص» قال: إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم»(). و«عن معاوية رضي الله عنه، عن النبي «ص» قال: إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم»، فقال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من النبي «ص» نفعه الله بها»(). وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: خرجت مع عمر رضي الله عنه ليلة في المدينة، فبينما نحن نمشي إذا ظهر لنا سراج.. فانطلقنا نؤمه.. فلما دنونا منه إذا باب مغلق على قوم لهم أصوات ولغط.. فأخذ عمر بيدي وقال: أتدري بیت من هذا؟ قلت: لا، فقال: هذا بيت ربیعة بن أمیة بن خلف، وهم الآن شرب.. فما ترى؟ قلت: أرى أنا قد أتينا ما نهانا الله عنه؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾، فرجع عمر رضي الله عنه وتركهم. الغيبة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ﴾. والغيبة داء كريه.. وفتاك في نفس الوقت.. صوره الله بأبشع الصور.. ونجد سياق الآية يتوقف ليصور لنا بشاعة هذا الداء.. بالرغم من ذكره لداءين آخرين، نرى سياق الآية يتوقف ليصور لنا بشاعة هذا الداء.. وينفر المسلمين منه.. لقد عرضت الآيات مشهدًا تتأذى له أشد النفوس كثافة.. وأقل الأرواح حساسية.. وأقل القلوب شفافية... مشهد أخ يأكل لحم أخيه ميتًا.. وتترك بعد ذلك بقية المشهد لآفاق المسلم.. من أياد ملطخة بالدماء والشحوم.. وأنياب يسيل منها الدم القاني.. دم البشر ولحم البشر.. وأي البشر.. الأخ. ولأن هذا الوباء يفتك بالأفراد والجماعات.. ولأنه يحرق روابط الإخاء والمودة.. ويحيل القلوب جمرات تلتهب بالظنون والحسد.. توقف سياق الآية ليصور هذا المشهد البشع.. ولأن الشيطان يعرف هذا الداء كثغرة.. ويعلم أنه نقطة ضعف فيغير صورها.. ويلون أساليبها.. وينوع أمثلتها.. حتى يجد الإنسان نفسه واقع الداء دون معرفة وانتباه.. لأن الشيطان يستغل هذا.. توقف السياق ليصور هذه الصورة المنفرة. ما هي الغيبة؟ قد يختلط معنى الغيبة في نفوس المسلمين.. وقد ينحرف هذا المصطلح عن مساره المرسوم.. فكان لا بد للمسلمين أن يتضح لهم معنى هذا المصطلح.. وتتعرى لهم صورة هذا المرض. «عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله «ص» قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟! قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته»() «أي رميته بالبهتان»() فلا مجال لتشويه الآخرين.. ولا التحدث عنهم بسوء.. بأي صورة من الصور، وبأي حجة من الحجج، وأي مصلحة من المصالح.. إلا ما شاء الله. صور الغيبة: حرمة المؤمن عظيمة لا تهتك.. ولا تلاك بين ألسن الناس.. ما دام الحديث عنه يؤذيه.. ولكن كثيرًا ما يزين الشيطان هذا الفعل للآخرين.. فيجدوا أنفسهم واقعین به دون معرفة ودراية، فأحيانًا.. وتحت ستار الدفاع عن الأخ.. أو تبرئته من فعل ما.. يخوض المدافع في شخصه وأفعاله... ظانًّا أنه يقوم بعمل صالح.. طالما يدفع عيبًا كبيرًا فلا بأس أن يدفعه بالعيوب الصغيرة.. ولكن تبقى الصورة غيبة، سواء دفاعًا ونصرة.. أو غيره.. الأولى للمدافع أن ينبه أخاه لسوءته.. ويغلق الموضوع. وأحيانًا... تحت ستار الشفقة والرحمة.. وانطلاقًا من التحليل النفسي لشخص فلان.. ودراسة لظروفه السيئة.. يبدأ الخوض في عرض هذا الشخص وحرمته.. الأولى لهؤلاء المشفقين الرحماء.. أن يشفقوا على أنفسهم من وبال فعلهم.. وأحيانًا.. تحت ستار مصالح الإسلام.. تسطر عورات فلان.. وسوءات فلان؛ ظنًّا منهم أنها المصلحة.. في أحد العهود كتب أحدهم كلامًا: «فلان أمير الرحلة لم يصل الفجر معنا عدة أيام.. وقد تتبعته في أحد الأيام فوجدته خامدًا علی فراشه.. وجنوده يرتلون القرآن». وعندما سئل الأمير أجاب بتألم بالغ: هما فرضان.. فرض صليته قبل الجماعة وبعد الأذان مباشرة؛ لأنني لم أذق نومًا منذ ساعات كثيرة آنذاك.. وفرض أقيمت فيه الجماعة وأنا أنتظر الماء يسخن؛ لأنني كنت على جنابة.. والله لو ستر علي لكان أفضل.. سامحه الله. وأحيانًا.. تأخذ طابعًا آخر.. يحوي التقرب والتودد للوجهاء.. وعنه يتم نقل الأحاديث.. وكشف عورات الناس «قال رسول الله «ص» من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها في جهنم، ومن كسى ثوبًا برجل مسلم، فإن الله يكسوه مثله من جهنم..» (). الغيبة أزنى الزنا: لا بد للكبيرة أن يكون لها وقع رهيب في حس المؤمن.. مهما تنوعت أو تشكلت.. ما دامت هي کبیرة.. لا فرق بينها وبين أخرى.. وقد يبدو للمؤمن ضاءلة فعل ما.. وقلة خطورته حتى لو أطلق عليه كبيرة.. بينما قد يكون هذا الفعل أكثر غضبًا لله.. وهذا كالغيبة.. فهي كبيرة، وأكبر من كبيرة الزنا... ولكنها في حس المسلم الغافل لها وقع بسيط.. لأنه لم ينفك عنها كما انفك عن الزنا.. «عن عائشة قالت: قال رسول الله «ص» لأصحابه: تدرون أزني الزنا عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن أزنى الزنا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم، ثم قرأ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا﴾ (الأحزاب: 58)(). «وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله «ص»: إن أزنی الزنا استطالة المرء في عرض أخيه»(). «عن جابر وأبي سعید قالا: قال رسول الله «ص»: الغيبة أشد من الزنا، فقيل: وكيف؟! قال: الرجل يزني ثم يتوب، فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه»(). «وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي «ص» قال: إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق»(). في أول منازل الآخرة: ولخطورة هذا المرض.. وبشاعته.. يحاسب المرء عليه في أول منازل الآخرة.. في قبره.. ليعذب فيه إن حق له العذاب.. «عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع النبي «ص» فارتفعت ريح منتنة، فقال رسول الله «ص»: أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين»(). «وعن أبي بكر قال: بينما أنا أماشي رسول الله «ص» وهو آخذ بيدي، وبرجل عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله «ص»: إنهما ليعذبان معًا؛ يعذبان في كبير -يقصد عملًا بسيطًا- ويلي، فأيكم يأتيني بجريدة؟ فاستبقنا، فسبقته فأتيته بجريدة، فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر قطعة، قال: إنه يهون عليهما ما كانا رطبتين، وما يعذبان إلا في الغيبة والبول»(). في آخر منازل الآخرة: «عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله «ص»: لما عرج بی، مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم»(). «وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله «ص»: يؤتى بالرجل الذي كان يغتاب الناس في الدنيا فيقال له: كل لحم أخيك ميتًا كما أكلته حيًّا»(). يروى أن أحد الملوك الصالحين جاءه رجل فصار يرفع له الحديث عن فلان وفلان.. فوجد الملك صامتًا بلا تجاوب.. فسكت.. قال له الملك: أفرغت؟ قال: نعم یا مولای، قال: إن كان حديثك صدقًا فقد اغتبت.. وإن كان حديثك كذبًا فقد كذبت.. لا مجلس لك بيننا.. إن لم تكن من أهل الذكر والتقوى على السلطة في الإسلام() أن تترفع عن أحاديث السوء والنقل.. وتتنزه عن ما يقال في فلان وفلان.. ويجب أن توصد مسامعها أمام هذا النوع من الأحاديث.. وتشجب هذه الأفعال.. وتوبخ فاعلها بكل قوة محافظة على الجو النظيف.. وسلامة لصدورها. فكفاها أفاعيل الأعداء بالإسلام وأهله، «قال رسول الله «ص»: لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئًا.. فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر»(). «عن ابن مسعود قال: كنا عند النبي «ص» فقال رجل.. فوقع فيه رجل من بعده.. فقال النبي «ص»: تخلل، فقال: وما أتخلل يا رسول الله؟ أكلت لحمًا! فقال: إنك أكلت لحم أخيك»(). حملة للقضاء على الغيبة: على الجماعات المسلمة أن تشن حملة ضخمة بين أفرادها للقضاء على هذه الأمراض.. وإن لم يكن قد ظهرت أعراض هذه الأمراض.. فلا بد كذلك حملة توعية لكي تحذره البراعم الشابة.. ولا يقع فيه أحد.. وعندما شن الإسلام حملته ضد هذا المرض.. وتوعد فاعله بالعذاب الأليم.. أشرك معه المستمع للغيبة.. لأنه شجعه.. وهيأ له مناخ التحدث ومناخ الاستماع. «عن ابن عمر قال: نهى رسول الله «ص» عن الغيبة وعن الاستماع إلى الغيبة»(). «وعن علي كرم الله وجهه قال: القائل الفاحشة، والذي يسمع في الإثم سواء»(). وجعل الدفاع عن عرض الأخ حجابًا من النار.. «قال النبي «ص»: من رد عن عرض أخيه كان له حجابًا من النار»(). التوبة من الغيبة: «عن عائشة بنت طلحة قالت: كنت عند عائشة أم المؤمنين وعندها أعرابية.. فخرجت الأعرابية تجر ذيلها.. فقالت بنت طلحة: ما أطول ذيلها، فقالت عائشة: اغتبتيها.. أدركيها تستغفر لك»(). وقال السبكي في تفسيره: «في الغيبة هتك الأعراض.. وانتقاص المسلمين.. وإبطال الحقوق بما قد يترتب عليها إيقاع الشحناء والعداوات»، ثم قال: «فإن قلت ما تقول في حديث كفارة الاغتياب (أن تستغفر لمن اغتبته)؟ قلت: في سنن من لا يحتج به.. وقواعد الفقه تأباه؛ لأن الغيبة حق آدمي لا يسقط إلا بالإبراء فلا بد أن يتحلل منه، فإن مات وتعذر ذلك، قال بعض الفقهاء: يستغفر له.. فهم إما أخذوه من هذا الحديث.. أو كان قصدهم أن يصل إليه من جهته حسنات، عسى أن يعدل ما احتمل من سيئاته، وأن يكون سببًا لعفوه عنه في عرضات يوم القيامة. نعم يسقط عنه بالنسبة للأحكام الدنيوية إذا ثبتت توبته وعجز عن التحلل عنه لأسباب قاهرة كموت الآخر.. إذا ثبت هذا يسقط عنه بالنسبة للأحكام الدنيوية كالشهادة». الأعذار المرخصة في الغيبة: 1- لا غيبة في فاسق، والأحاديث تؤيد ذلك. 2- إذا لم ينتصح الإنسان في عمل سوء.. ولم يتركه.. يجوز فضحه عند أميره، ولا تسمى غيبة طالما نصح ذلك الإنسان. 3- كشف العورات أمام القاضي لمعرفة ملابسات القضية.
الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

دعوة الإسلام في ترنداد

نشر في العدد 14

27

الثلاثاء 16-يونيو-1970

لقلبك وعقلك - العدد 14

نشر في العدد 14

31

الثلاثاء 16-يونيو-1970

حوار مع الشيطان

نشر في العدد 59

27

الثلاثاء 11-مايو-1971