; مفلسة | مجلة المجتمع

العنوان مفلسة

الكاتب أم أسامة

تاريخ النشر الثلاثاء 14-مايو-1974

مشاهدات 17

نشر في العدد 200

نشر في الصفحة 43

الثلاثاء 14-مايو-1974

ثرثارة تتشدق بالكلام: ظانة أن قيمة المرء كثرة الكلام، لا تعلم أن شعار المؤمن أن يقول خيرًا أو ليصمت....

إن صلت فصلاتها عادة لا عبادة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وإن صامت فصيامها جوع وعطش فمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.

- فإذا كان في الكلام مجال لسخرية ساهمت بقسط وافر منها ناسية قوله  تعالى:

﴿لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ (سورة الحجرات: 11).

وتاركة أدب النبوة وقد قال رسولنا الكريم لعائشة وقد أشارت إلى قصر صفية: 

«قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته».

- وإن وجد من يسمع لها الغيبة فما أحذق لسانها فيها رغم قبح ذلك الطبع:

﴿ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ  (سورة الحجرات: 12). 

- تسأل عما لا ينبغى أن تعرفi عن أمور الغير وتجهد فكرها ولسانها للتعرف عليه: «يا لها من مدعية أن «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

- وحتى الأعراض قد يهون عليها الكلام في كبيرة قذف المؤمنات المحصنات الغافلات أنها من الذين لا نصيب لهم في الأخرة، وإن صلت وصامت فهي المفلسة كما ذكر عليه السلام: فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال:

 إن المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار» رواه مسلم.

إنه المفلس حقًا ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (سورة الشعراء: 88).

وهكذا فالإسلام يحفظ اللسان من العثرات ويقيد من الزلات التى تكب الناس في نار جهنم «فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل