; مفهوم التسامح بالمقلوب!! | مجلة المجتمع

العنوان مفهوم التسامح بالمقلوب!!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 19-أكتوبر-1971

مشاهدات 19

نشر في العدد 82

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 19-أكتوبر-1971

مفهوم التسامح بالمقلوب!!

إذا رضي المسلمون بالذل والهوان.. فهم متسامحون!

وإذا أصروا على حقوقهم المشروعة.. فهم متعصبون!

 

دومًا يطرح الاستعمار شعارات مضللة لإحداث فوضى فكرية في بلاد الإسلام، ولإرهاب القوى المؤمنة بهذه الشعارات ومدلولاتها الخبيثة.

أراد الاستعمار -مثلًا- أن يضرب الخلافة العثمانية -الرمز الباقي للمحافظة على وحدة الوطن الإسلامي- وأراد أن يستعين بكثير من العرب لبلوغ هذه الغاية.

هنالك أٌطْلِق َشعار «الاستعمار التركي»..

وأخذ هذا الشعار يتردد ويروج وكأنه حقيقة علمية، وأراد الاستعمار أن يفرغ قلوب المسلمين من «حماس» العقيدة الإسلامية، فاتّهم من ثم كل من يبدي حماسًا إسلاميًا «بالتعصب».

إذا قام رجال يدعون إلى الإسلام بحق ووعي وإخلاص.. صاح الاستعمار: «هذا تعصب!».

وصاح سماسرته من بعده: «نعم.. هذا تعصب!».

إذا ترفّع رجال عن إغراءاته وآثروا وجه الله -عز وجل- صاح الاستعمار.. وصاح معه سماسرته: «هؤلاء متعصبون!».

• وفي إندونيسيا نشط التبشير النصراني، وجَنْد َإمكانات هائلة لتنصير المسلمين فلما هبّ المسلمون لدفع هذه الردة صاح الاستعمار.. وصاح سماسرته ..«هذا تعصب إسلامي».. وكأن الذي يقوم به التبشير في إندونيسيا ليس تعصبًا، وكأن التسامح المطلوب من المسلمين هو أن يتركوا دين التوحيد ليدخلوا دين التثليث.

• وفي الفلبين كانت المعركة تدور سلميًا.. وفي هذا المجال شَعَرَت النصرانية بعجزها التام أمام صلابة العقيدة الإسلامية وحرارة اندفاعها؛ هنالك حَمَلَت السكين والرصاصة لقتل الإسلام.

وفي محاولة للدفاع عن النفس، ودرء الموت حَمَلَ بعض المسلمين السلاح، فماذا كان موقف الغرب.. وموقف سماسرته في بلاد الإسلام؟

صاحوا جميعًا:

«هذا تعصب!! المسلمون في الفلبين متعصبون.. وها هم حَمَلوا السلاح لإنقاذ أنفسهم من سكاكين النصارى».

كأن المطلوب من مسلمي الفلبين -لكي يكونوا متسامحين- أن يمدوا أعناقهم في أدب وبهجة؛ لكي يجهز عليهم التبشير النصراني.

وفي تشاد وفي السنغال أقليات نصرانية ضئيلة جدًا -5٪ من السكان- تحكم الأكثريات الكبيرة جدًا -95% من السكان-.

هذا وضع متعصب وشاذ! ولكن.. ثقوا أنه لو قامت حرکات إسلامية تطالب بالحكم -بمنطق الديمقراطية وحده- لرأيتم الاستعمار الغربي وسماسرته في العالم الإسلامي يتصايحون:

«وي.. وي.. لقد سرت حمى التعصب في مسلمي تشاد والسنغال!!». 

لا.. بل قالوها فعلًا! فثورة تشاد ما قامت إلا لتصحيح الأوضاع الغربية الشاذة.. ولتمكين الأكثرية الساحقة بالمنطق الديمقراطي المجرد من حكم البلاد. هذه الثورة اتُّهمت بالتعصب الإسلامي!!

وهنا في الكويت عندما قلنا:

«إن هناك خطرًا نصرانيًا زاحفًا، وينبغي أن يتدارك العقلاء الأمر قبل أن يستعصي على العلاج تصايح البعض من هنا وهناك..

«هذا تعصب.. وهذا تعصب!». 

وهكذا يتضح تمامًا «مفهوم» التسامح المطلوب منا، وهو: أن تستسلم للذبح في مناطق، وأن نرضخ للضيم في مناطق أخرى.

تبرعوا لإخوانكم.. المسلمين في الفلبين:

أيها المسلمون:

لا يَخْفَى على المسلمين في البلاد العربية وغيرها، ما حَلَّ بإخوانهم المسلمين في الفلبين من اضطهاد مدبر، وراؤه الصليبية العالمية الماكرة، والصهيونية العالمية المجرمة.. فقد تعرض المسلمون في الفلبين لشتى صنوف الاضطهاد، والتشريد، والقتل؛ مما سبب تكاثر أعداد الشهداء والأيتام والأرامل، والحكومة الفلبينية النصرانية تقوم بحرب إبادة ضد المسلمين هناك.

لذلك فإن -جمعية الإصلاح الاجتماعي- تدعوكم للتبرع لإخوانكم المسلمين في الفلبين؛ من أجل المساجد التي هدمت، والعوائل التي شردت، والدماء التي أريقت. تدعوكم للبذل بسخاء من أجل إخوانكم المسلمين في الفلبين.

وجمعية الإصلاح الاجتماعي على استعداد لتلقي التبرعات النقدية والعينية لصالح المسلمين هناك ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ﴾ (المزمل: 20).

المدينة السكنية للأطباء والخبراء بدون مسجد واحد!

• بين مستشفى الصباح، ودوار العظام، تقع مدينة الصليبخات السكنية للأطباء والخبراء، وسكانها يقرب عددهم من ۱۰۰۰ أو يزيد.. خلافًا لبيوت الضيافة التي لا تخلو من العديد من الوافدين والزائرين، بل والطلاب الذين جاءوا للدورات التدريبية والتخصصية في هذا البلد الكريم.

• ولكنه مع الأسف الشديد لا يوجد مسجد، ولا مصلى بهذه المدينة، وما على المسلمين فيها إلا أن يركبوا «باصين» ۱۱، و١٠٤ إن أرادوا الصلاة في الضاحية، أو يركبوا لثانوية الشويخ..!!

• وإذا كانت هذه المدينة قد أُنْشِئت خلوًا من المساجد؛ لأنها كانت خاصة بالخبراء والعاملين الإنجليز في الماضي، فإنه لا يجب أن يظل الوضع كما هو..!!

• لذلك نرجو من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، أن تُدْرِج لها في ميزانيتها مسجدًا، وحتى يتم ذلك فإن القاطنين بها على استعداد للإسهام والتبرع لإنشاء مصلى عاجل بها.. لعلهم يدركون فيها صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان.

الرابط المختصر :