العنوان مقال الأسبوع 1047
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 27-أبريل-1993
مشاهدات 29
نشر في العدد 1047
نشر في الصفحة 34
الثلاثاء 27-أبريل-1993
بقلم الدكتور رجب بويا رئيس المشيخة الإسلامية في كوسوفا المحتلة
«مذبحة الصرب القادمة في كوسوفا بعد البوسنة والهرسك»
- كوسوفو بها أكثر من ثمانين ألف جندي صربي يذيقون المسلمين الويلات كل يوم
هذه مذبحة أخرى للمسلمين قادمة على الطريق، مسرحها هذه المرة جمهورية «كوسوفا» التي يسكنها الألبان الواقعون في أسر الصربا.
ما نقوله ليس مجرد استنتاج قائم على تحليل نظري لمسار الأحداث واحتمالاتها في الاتحاد اليوغسلافي المنهار، ولكنه وصف لواقع قائم على الأرض معلنة حقائقه ومظاهره وشواهده؛ فقوات الجيش الصربي أخذت الآن مواقعها على الروابي والتلال المحيطة باثنتين وعشرة مدينة ألبانية في كوسوفا، ورجال الميليشيات التي تشكلت في الآونة الأخيرة يتوزعون على أسطح المباني العالية التي تحكم الشوارع وتسهل عملية القنص، أما الأقلية الصربية التي تمثل 7 في المائة من سكان المقاطعة فالسلاح يوزع على أفرادها علنًا، وأكثر من ذلك فإن شبابهم لم يعودوا يسيرون في الشوارع إلا وهم مدججون بالسلاح، والمسدسات في خواصرهم والمدافع على أكتافهم، والتحدي والوعيد في أعينهم.
في الوقت ذاته فإن عمليات طرد الألبان من منازلهم بشتى الأساليب وتوطين الصربيين مكانهم ماضية على قدم وساق تمامًا كما تفعل إسرائيل في الأرض المحتلة، ومداهمات بيوت الألبان سواء للبحث عن السلاح أو للترويع والتخويف مستمرة طوال ساعات النهار والليل، المسجونون السياسيون تجاوز عددهم 12 ألفًا، والموظفون الألبان المسرحون أصبحوا 150 ألفًا، أما المدارس التي تعلم الطلاب باللغة الألبانية فقد أغلقت جميعها، وانقطع عن التعليم من جراء ذلك 430 ألفًا من تلميذ إلى طالب الجامعة.
من قبل أغلقت جامعة «بريشتينا» العاصمة وأوقفت أنشطة الأكاديمية العلمية لكوسوفا، وأغلقت المكتبة الرئيسية، ووضع الحجر الأساسي لأكبر كنيسة أرثوذكسية في ساحتها العليا، مبنى الإذاعة والتلفزيون جرى احتلاله بواسطة الشرطة، وتوقف كل إرسال باللغة الألبانية، وجرى الاستغناء عن 1350صحفيًّا وفنيًّا من الألبان، ومن ثم أصيبت الحياة بالشلل التام في كوسوفا، وتصاعدت مؤشرات التوتر والترقب في البلاد، التي بدت وكأنها تحت الاحتلال العسكري الصربي مباشرة، تحميه وحدات من الجيش قوامها عدد يتراوح ما بين 70 و80 ألف شخص مجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات في مواجهة شعب مسلم محاصر ومقهور وأعزل، ليس له ظهر أو مغيث من أهل الأرض غير الله سبحانه وتعالى.
لم يعد يشك مسلم هناك في أن المذبحة قادمة والسؤال الوحيد هو متى؟ بعد أن ينتهي الصرب من تصفية مسألة مسلمي البوسنة والهرسك أم بعد أن تمر موجة الموقف الدولي، وتسكن العاصفة الراهنة؟
مشكلة وجود لا حدود
إن طموح أهل كوسوفو المسلمين إلى الاستقلال طموح دائم، فضلًا عن أنه مبرر تاريخيًّا، وكانت لهم معركة طويلة في ظل الاتحاد اليوغسلافي -سنعرض لها توا– انتهت بالاعتراف بأن لهم الحق في أن يقيموا وحدتهم الفيدرالية المستقلة شأنهم شأن بقية الوحدات السبع الأخرى في يوغسلافيا.
مع ذلك فإن إصرار صربيا على اغتصاب كوسوفا لم يتوقف، وما المقدمات الراهنة سوى حلقة في ذلك السياق، تمهد لطور حاسم يتحدد في ظله مصير كوسوفا، وهل ستخضع وتسلم كما يراد لها أم أنها ستصر على الاستقلال الذي غدا دأب الجمهوريات اليوغسلافية الأخرى، وإلى أي حد سيكون باهظ الثمن الذي سيدفع لقاء هذا الاحتمال أو ذاك لأن الهدف أبعد مما هو مطروح في البوسنة؛ فالقدر المتيقن أن الثمن سيكون أكبر سواء في حالة الاستقلال الذي تمر عليه كوسوفا، أم في حالة الإخضاع التي تسعى إليه صربيا.
إن جريمة صربيا في البوسنة طارئة وعارضة، بينما هي في كوسوفا جريمة دائمة وعدوان صربيا على البوسنة فاضح ومكشوف يستطيع المجتمع الدولي أن يلاحقه ويضبطه مثلما حدث عندما دعا مجلس الأمن إلى انسحاب الجيش الصربي إلى خارج حدود جمهورية البوسنة، أما في حالة كوسوفا فالعدوان تصعب ملاحقته باعتبار أنها مغتصبة ومأسورة في داخل الحدود الصربية ذاتها، ومن ثم فالسحق والافتراس في ظله أيسر، وربما كان غاية ما يمكن أن تطالب به صربيا هو مجرد احترام حقوق الإنسان في أراضيها، حيث لا مجال لمطالبتها بالانسحاب من مقاطعة تقع داخل حدودها.
ومع ذلك فالوضع أكثر تعقيدًا مما يحسب كثيرون ولن نستطيع أن نستوعب مدى تعقيده إلا إذا مررنا بفصول القصة الدامية.
رؤية تاريخية:
لقد عرف التاريخ القديم لمنطقة غرب شبه جزيرة البلقان صراعًا متقاطعًا بين جنسي «الأليريين» الذين ينتمي اليهم الألبان، وبين «السلافيين» الصربيين وإلى العصور الوسطى كان الألبان قد استقروا على أرض ألبانيا الراهنة وكانت كوسوفا جزءًا منها، غير أن أحد ملوك الصرب «أثيان دوشان» غزا ألبانيا في القرن الرابع عشر، وأقام الإمبراطورية الصربية، وأعطى لنفسه لقب إمبراطور بيزنطة وسلوفينيا وألبانيا.
غير أن الفتح العثماني للمنطقة الذي بدأ في نفس الوقت «القرن الرابع عشر» غير من خرائطها، حيث جرت في عام 1398م المواجهة الحاسمة بين الصرب والأتراك على أرض كوسوفا، هزم الصرب في تلك المعركة، التي قتل فيها كل من السلطان العثماني مراد وملك الصرب، وإلى هذه المعركة يستند الصرب في ما يعتبرونه «حقًّا تاريخيًّا» لهم في كوسوفا ويصفونها بأنها الأرض المقدسة التي ارتوت بدماء أبنائهم في حربهم ضد العثمانيين, ويسقطون من الاعتبار أنهم كانوا في المنطقة غاصبين ومحتلين لكوسوفا وألبانيا كلها، وهو ما يعرفه جيدًا أي دارس لتاريخ المنطقة، وما عبر عنه بوضوح المؤرخ الفرنسي «الآن دوسوليني» حين ذكر صراحة أن أي بحث في التاريخ يقف شاهدًا ضد ادعاء صربيا في كوسوفا، لكن حقائق التاريخ تشهد بأن الصربيين كانوا في كوسوفا، بوصفهم محتلين ومغيرين على الأرض.
تحولت ألبانيا، ومعها كوسوفا، إلى «إيالة» عثمانية منذ القرن الخامس عشر، وظلت كذلك إلى أن غابت الشمس عن الإمبراطورية العثمانية، وأجبرت بالانسحاب في أواخر القرن التاسع عشر (1889م) عندئذ بدأت مختلف الأطماع تتجه إلى اقتسام تركة الرجل العثماني المريض، وكانت الأعين في مملكة صربيا تتجه إلى ابتلاع البوسنة وكوسوفا، غير أن ضم البوسنة إلى الإمبراطورية النمساوية– الهنغارية آنذاك أثار صربيا حقًّا، ولكن جعلها تركز على «كوسوفا» كمطمع رئيسي.
قادت صربيا تحالفًا بين جاراتها «بلغاريا والجبل الأسود واليونان» لإنهاء الوجود العثماني في البلقان، وأثناء الحرب البلقانية العثمانية (1912م) أعلن الألبان استقلالهم وكانت الأغلبية الساحقة منهم قد تحولت إلى الإسلام غير أن انتهاء الحرب بهزيمة العثمانيين لم يوقف مطامع صربيا في بلاد الألبان، وفي مؤتمر عقدته الدول الغربية المنتصرة في لندن عام 1912م وزعت أجزاء من الأراضي الألبانية على المنتصرين، وبعدما كانت مساحة ألبانيا حوالي 70 ألف كيلومتر مربع، فإنها بعد اقتسام الغنيمة تقلصت إلى حوالي 29 ألف كيلومتر مربع فقط.
تصفية الحساب مع الأتراك
كانت «كوسوفا» هي الجائزة التي فازت بها المملكة الصربية.
بعد الإلحاق قام الصربيون الأرثوذكس بتصفية حسابهم مع المسلمين الذين اعتبروهم «أتراكًا» فبدأت المذابح الجماعية لأولئك المسلمين البؤساء مصحوبة بالنهب وإحراق البيوت واغتصاب الأرض والإكراه على تغيير العقيدة بعد ذلك كله.
الأرقام المتاحة تقول بأن 150 ألف ألباني قتلوا في تلك المرحلة، بينما هاجر من كوسوفا آلاف آخرون لا يعرف عددهم.
لم يتغير الوضع كثيرًا في ظل المملكة اليوغسلافية الأولى التي قامت في أعقاب الحرب العالمية الأولى.. إذ ظل الهدف هو «تصريب» كوسوفا بمختلف الوسائل، وأولها «التهجير»، «في عام 1938م وقعت يوغوسلافيا مع تركيا اتفاقية تقضي بتهجير 400 ألف عائلة ألبانية إليها خلال السنوات الثماني التالية»، أما الحل الأخير فهو القتل والإبادة وهو ذات الأسلوب الذي اتبع مع المسلمين بعد سقوط الأندلس، الذي خيرهم بين أمور ثلاثة التنصير أو الطرد أو القتل.
خلال الحرب العالمية الثانية ظل قادة حركة التحرير الشعبي ليوغوسلافيا يعلنون أنه بعد انتهاء الحرب سيمنح الشعب الألباني في كوسوفا حقه في تقرير مصيره، بما في ذلك حقه في الالتحاق بوطنه الأم «ألبانيا» ولكن كل هذه التصريحات التي أثبتتها وثائق رسمية نسيت بعد تحرير يوغسلافيا، وأرسلت قيادة الحزب الشيوعي وحدات من الجيش لاحتلال كوسونا، الأمر الذي فوجئ به الألبان وظلوا يقاومونه طيلة ثلاثة أشهر من ديسمبر 1944 إلى فبراير (1945) وقد قتل في تلك المقاومة 47 ألف ألباني.
في عام 1945 قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تقسيم الأراضي الألبانية المحتلة بين ثلاث جمهوريات في صربيا ومقدونيا والجبل الأسود، ومن ثم فقد ألحق إقليم كوسوفا بصربيا، و«أهديت» بعض المدن والقرى الألبانية الأخرى إلى الجمهوريتين الأخيرتين (في الوقت الراهن يعيش مليون مسلم في كوسوفا ومليونان خارجها).
في الدستور اليوغسلافي الذي صدر سنة 1946م نص صريح على تبعية كوسوفا لصربيا، كإقليم يتمتع بحكم ذاتي ظلت مقوماته تقلص تدريجيًّا إلى أن ألغي بالكامل في دستور 1963م، وظل الألبانيون يقاومون بكل الوسائل قمعهم وتذويبهم في الإطار الصربي، حتى استعادوا حقهم في الحكم الذاتي في تعديل للدستور تم سنة 1969، وصار بإمكانهم تنظيم القوات المسلحة للدفاع عن الإقليم والاستقلال المالي والقضائي.
وبصدور دستور سنة 1974م جرى تكريس الحكم الذاتي وتوسيع نطاقه، إذ في ظله أصبحت كوسوفا وحدة فيدرالية متساوية مع بقية الوحدات الفيدرالية الأخرى البلاد، وهو ما انطبق على البوسنة أيضًا؛ الأمر الذي بدأ وكأنه أنهى السيطرة الصربية على هاتين المنطقتين اللتين تتركز فيهما الأغلبية المسلمة.
كوسوفا جمهورية مستقلة
بعد وفاة الرئيس تيتو بسنة واحدة، بدأ الصرب في سحب كل ما حققته كوسوفا من إنجاز على صعيد تأكيد هويتها، فانتهزت فرصة خروج المظاهرات السلمية التي طالبت بإقامة جمهورية للألبان في كوسوفا، والتي كان الدافع الأساسي لها هو الخوف من ضياع الحكم الذاتي بعد رحيل تيتو في سنة 1980م وتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
ووجهت المظاهرات التي اندلعت عام 1981 في «بريشنتينا» العاصمة بقمع وحشي واسع النطاق من جانب الشرطة والجيش الواقعين تحت سيطرة الصرب، وفي أعقابهما بدأ التنفيذ العملي لسياسة إلحاق كوسوفا بالكامل بجمهورية صربيا، التي توجت بمحاصرة برلمان كوسوفا وإجبار أعضائه بقوة السلاح على إصدار قرار بإلغاء الحكم الذاتي، وإعادة الهيمنة الصربية على الشعب الألباني المسلم.
حدث هذا في شهر مارس عام 1989م غير أن الأعضاء الألبان في برلمان كوسوفا وكبار السياسيين في البلاد ظلوا يعلنون رفضهم للقرار وإدانتهم لأسلوب استصداره، وعقدوا اجتماعًا في مدخل البرلمان، الذي لم يسمح لهم بدخوله، أصدروا في أعقابه بيانًا برفض إلغاء الحكم الذاتي، وردت السلطات الصربية بوقف سير العمل في حكومة كوسوفا وبرلمانها، وإلغاء كل المؤسسات الأخرى التي تمثل الشعب الألباني.
الخطوة الأهم في المقاومة السياسية تمت في شهر سبتمبر «أيلول» عام 1990، عندما عقد برلمان كوسوفا «مجلس الشعب» اجتماعًا سريًّا في مدينة «قاثانق» (ينطقونها كاثانك) أسفر عن إعلان دستور جديد على أساسه أصبحت كوسوفا جمهورية يوغوسلافية، وبعد انهيار الاتحاد وإعلان استقلال أربع جمهوريات يوغوسلافية، قرر مجلس الشعب الكوسوفي في اجتماع عقده خلال شهر سبتمبر من العام (1991م) إعلان كوسوفا جمهورية مستقلة، وقرر إجراء استفتاء حول ذلك الإعلان رغم الملاحقة البوليسية الواسعة، ورغم الحواجر التي أقامها الجيش الصربي لمنع الوصول إلى مختلف المدن والقرى التي يسكنها الشعب الألباني (عددها 1348 مدينة وقرية).
استغرق الاستفتاء خمسة أيام من «26 إلى 30 سبتمبر» واشترك فيه 87% من الناخبين، وكانت النتيجة هي الموافقة على الاستقلال بنسبة 99,87% .
بعد ظهور نتيجة الاستفتاء اختار مجلس الشعب حكومة جديدة برئاسة الدكتور يويار بوقوثي، وأعلنت الحكومة موافقتها على البقاء ضمن الاتحاد اليوغسلافي على أساس المساواة مع الآخرين إذا قدر له أن يقوم وإصرارها على الاستقلال التام إذا ما قررت جمهوريات الاتحاد الانفصال وإقامة كيانات سياسية مستقلة.
كان الرد الصربي على ذلك هو تلك الإجراءات التي أشرنا إليها في مستهل المقال، والتي تعبر عن رفض لكل ما تم وعدم الاعتراف بشرعيته، وفي الوقت ذاته، فإنها استمرت في حشد الحشود وشحذ السكاكين لجولة «مذبحة» تحسم الموقف لصالحها.
الكوسوفاويون يتحركون الآن بهدوء وحذر، ويعدون لانتخابات برلمانية جديدة، وحديثًا صار لهم مقر يمثل حكومة الإعلام في جمهوريتهم أقيم في العاصمة السويسرية جنيف.
جمهورية كوسوفا المحتلة الآن
كوسوفا بلادي كانت إحدى مكونات الاتحاد الفيدرالي اليوغسلافي السابق، فبعد التغييرات التي شاء الله أن تحدث في أوروبا الشرقية لانتهاء وموت الشيوعية الدكتاتوية في عقر دارها ثم فروعها في العالم انهارت وانتهى دورها في يوغسلافيا السابقة إلا من حكام الصرب المتعصبين الذين اشتهروا في الوقت الحاضر بعملياتهم الوحشية الإجرامية.
كوسوفا تقع جنوب يوغسلافيا السابقة، أي شمال ألبانيا، وهي متلاحقة بحدودها وفي الأصل كانت تابعة لها، تبلغ مساحتها 12 ألف كيلومتر مربع عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة، نسبة المسلمين فيها أكثر من 95 بالمائة هذا من الناحية الجغرافية.
- كوسوفا من الناحية التاريخية: أول من سكن فيها أجداد الألبان «الأيلير» واستمر هذا العنصر إلى يومنا هذا هو غالبية السكان، وبمرور أزمان وقرون اعتنق شعب كوسوفا دين المسيح ثم لما وصل الإسلام إليهم الغالبية من أتباعه ولا يزالون كذلك ولا يقلون في إسلامهم والتمسك به عن بقية الشعوب الإسلامية في العالم.
الحالة الدينية في كوسوفا:
سبق أن قلنا إن المسلمين في كوسوفا أكثر من 95 بالمائة وهم كالتالي: الألبان 90% المسلمون بالقومية أو البشناق 4% الأتراك 2%. حافظ المسلمون في كوسوفا على شخصيتهم الإسلامية ودافعوا عن دينهم الإسلامي بكل غال ونفيس، وقد استشهد عدد كبير منهم أيام الحرب العالمية الأولى والثانية وما بدلوا دينهم، ولا يزالون كذلك وحافظوا على أجيالهم على هذا الدين.
في كوسوفا أكثر من 370 مسجدًا وفيها مدرسة دينية ذات مرحلة ثانوية تسمى بمدرسة علاء الدين تخرج منها حتى الآن أكثر من ألف طالب، ثم تابع بعضهم دراسته الجامعية في بعض جامعات الدول الإسلامية، وقد فتحت فيها كلية للدراسات الإسلامية في هذا العام وبدأت الدراسة فيها، وللمسلمين في كوسوفا تنظيم حسب دستور لهم ينظم شئونهم الدينية، وهذا الدستور مستمد من الرئاسة الطائفية الإسلامية العليا في يوغسلافيا السابقة ولا يزالون مستمرين على هذا الدستور إلى يومنا هذا.
الحالة اليوم في جمهورية كوسوفا:
جمهورية كوسوفا اليوم محتلة كما قلنا فحكام الصرب يحكمونها بالقوة فهناك اليوم يقدر بأكثر من 80 ألف جندي من الاحتياطيين الصربيين والنظاميين وميليشيات الجنيك منتشرة في أرجاء كوسوفا، وهم يقومون بأعمالهم الإرهابية يوميًّا من تفتيش بيوت المسلمين بحثًا عن السلاح إلى قتلهم كما قلنا ويقومون باعتقالات واسعة النطاق يوميًّا، وقد اعتقل في الآونة الأخيرة ثلاثة شخصيات إسلامية بارزة في كوسوفا ولا يزالون في المعتقلات الصربية فأصبحت الحياة والمعيشة في جمهورية كوسوفا صعبة لا أمن فيها ولا استقرار.
إخواني، إن ما يحدث الآن في كوسوفا هو مقدمة لإجراء ما جرى في إخواننا في البوسنة والهرسك؛ فالحالة الاقتصادية يرثى لها، فعن قريب إذا ما انتهت الأزمة فسوف تكون المجاعة في البلاد.
هذا عن كوسوفا وما أمر إقليم سانجق المكون بأغلبية سكانه من المسلمين أقل من حالة كوسوفا في كل النواحي، وكذلك حالة المسلمين في جنوب صربيا ومقدونيا.
إننا ندعو إخواننا باسم المشيخة الإسلامية في كوسوفا بريشتينا واسم المسلمين هناك في الدول الإسلامية والعربية والعالم أن يساعدوا إخوانهم بتأييد قضيتهم سياسيًّا ومساعدتهم اقتصاديًّا قبل أن يحدث ما حدث بإخواننا في البوسنة والهرسك، وليعملوا ما عملوا بإخواننا بفلسطين وكشمير والفلبين وأفغانستان وأخيرًا في البوسنة والهرسك؛ فبلادي جزء من بلادكم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالرفاق العرب والرفاق اليهود يلتقيان.. ولا داعي للتورط مع اليهود!
نشر في العدد 25
25
الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
ماذا يتم في المطبخ الدولي؟ الخيوط التي تربط بين تمزيق السودان إلى شمالي وجنوبي.. والباكستان إلى شرقية وغربية!
نشر في العدد 39
934
الثلاثاء 15-ديسمبر-1970