العنوان من المستشفى الأميري للهيلتون
الكاتب جمال النهري
تاريخ النشر الثلاثاء 23-يونيو-1970
مشاهدات 19
نشر في العدد 15
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 23-يونيو-1970
من المستشفى الأميري للهيلتون
تحقيق: جمال النهري
الرحلة من المستشفى الأميري للهيلتون لا تستغرق أكثر من عشر دقائق بالسيارة، وبرغم ذلك فإن المسافة الحقيقية بينهما تزيد عن عشرين عامًا.
المستشفى الأميري أنشئ في الخمسينات لخدمة المريض في الكويت، والهيلتون أنشئ في السبعينات عقب النكسة لخدمة السياحة، وأغراض أخرى.
والهيلتون منذ أنشئ ومعظم حجراته مظلمة، موصدة، تشكو الوحدة، والهيلتون لم يكسب فلسًا واحدًا، بل خسر فقط مائة واثنين ألف من الدنانير في سنة واحدة والمستشفى الأميري لديه من 40 إلى 50 حالة يوميًا، الهيلتون للسياحة، والمستشفى الأميري للمرضى.
وإننا لا نطالب بمعاقبة السياح بوضعهم في المستشفى الأميري، ولكننا نطالب بالعكس أن يوضع المرضى في «الهيلتون» فالمستشفى الأميري ليس به سوى 350 سريرًا فقط، ويستقبل كما قلنا يوميًا من 40 -50 حالة يستحق معظمها الدخول.
والمستشفى كان صالحًا في محاولة سد ثغرة العلاج في الكويت منذ 20 عشرين عامًا في عام 1950.
ولكنه لم يصبح لائقًا أن يقوم بهذه الخدمة في عام 1970، فالجدران توشك أن تتهاوى والمطابخ بدائية، والمغسلة وأماكن حفظ الملابس لا تزيد عن حالة المطابخ
والرائحة الكريهة هي التي تستقبل المريض على باب المستشفى لأن المجاري تطفح مياهًا سوداء تكون بركًا عفنة بجوار المستشفى.
ونوافذ المستشفى أيسر ما تدخله هو الطوز، تنقله بيسر إلى عيون وأنوف المرضى وصدورهم، باختصار، المبنى لم يعد لائقًا، والعنابر والغرفات تضر المرضى ولا تنفعهم.
وقد قابلت السيد عبد الرحمن الحويل نائب مدير المستشفى وتناقشت معه طويلًا في شؤون المستشفى، وهو في الحقيقة قد أكد لي أنه لا علاقة بين «مبنى المستشفى» وبين الخدمات العلاجية والطبية المقدمة من المستشفى،
وأكد أيضًا أن وزارة الصحة تبذل كل جهودها لتطوير وتهيئة المستشفى لاستقبال المرضى.
ولكن هذا غير الموضوع الذي أتناقش فيه، فنحن لم نحضر لنقد «مستوى العلاج» أو النظر فيما تبذله وزارة الصحة لتهيئة المستشفى الأمر غير ذلك تمامًا، المسألة تتعلق بلياقة المبنى ذاته. لياقة أدواته ما في المبنى وما حوله من أشياء مهدمة، ومجاري طافحة من افتقاد كل ما هو حديث ومريح ومرضي للطبيب المعالج والمريض والإدارة على حد سواء.
إلى هيلتون
وأنا في نفس الوقت بعـد عشر دقائق بالضبط ذهبت «للهيلتون» فاستقبلتني الحديقة والممرات الواسعة المريحة والتكييف المضبوط. والغرف فارهة وكثيرة، ووجدت أيضًا أن أغلب الغرفات مغلقة، ولم أجد السياح الذين بني الهيلتون من أجلهم، بل استقبلني أشهر صيف طويلة كاسدة وشتاء جامد، ومرتبات عظيمة، ووفرة في فنادق قائمة فعلًا من قبل.
فهل كنا حقًا في حاجة لبناء الهيلتون؟ وهل نحن في حاجة لاستمراره؟ أم هي مجرد الرغبة الافتخارية؟
إن شركة الفنادق ينبغي أن تتدبر أمورها قبل أن تتعدد الخسائر، هذا العام والذي يليه، إلخ.
فنحن لا نكسب شيئًا من إعلان الإفلاس المتأخر كما حدث في شركات أخرى.
إننا نتصور أن الحكومة ينبغي أن تشتري هذا الفندق وتحوله لمستشفى بدلًا من مستشفى آخر تنفق فيه الملايين مستشفى يخدم غرضًا جوهريًا إنسانيًا: وهو خدمة المريض في الكويت، ونحن نعتقد أن الحكومة ستفعل.
جمال النهري
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلأمين اتحاد جامعة الكويت فرع بريطانيا أثناء الغزو لـ»المجتمع»: الاتحاد أوصل القضية الكويتية إلى مختلف المحافل الدولية أثناء الغزو
نشر في العدد 2110
1075
الثلاثاء 01-أغسطس-2017
الذكرى الـ27 للغزو العراقي الغاشم.. دروس وطنية وعبر تاريخية
نشر في العدد 2110
1048
الثلاثاء 01-أغسطس-2017