; من شذرات القلم (295) | مجلة المجتمع

العنوان من شذرات القلم (295)

الكاتب عبد العزيز الحمد

تاريخ النشر الثلاثاء 13-أبريل-1976

مشاهدات 19

نشر في العدد 295

نشر في الصفحة 36

الثلاثاء 13-أبريل-1976

● إن أي طاغية في داخل العالم «الإسلامي»- سواء أعلن حربه صريحة على الإسلام أم تظاهر بالحدب على الإسلام ورعايته وهو في دخيلة نفسه عدو- إن أي طاغية لا يمكن أن يطيق الإسلام، لسبب واحد بسيط: أن الإسلام يجعل ولاء الناس لله بينما هو يريد الولاء لشخصه من دون الله.

 وتلك- في بساطة- قضية كل طاغية في التاريخ معد العقيدة ومع المؤمنين.

 وذلك فضلًا عن أن أمثال أولئك الطغاة في العالم «الإسلامي» لا يقومون بأمر أنفسهم إنما يقيمهم الاستعمار الصليبي الصهيوني ليقوموا- بالوكالة عنه- بمهمة القضاء على الإسلام وتدمير المؤمنين. 

□ الإسلام هو المدنية:

يقول مستر «ولز» أكبر مؤرخي هذا العصر:

«كل دين لا يسير مع المدنية في كل طور من أطوارها فاضرب به عرض الحائط ولا تبال به، لأن الدين الذي لا يسير مع المدنية جنبًا إلى جنب لهو شر مستطير على أصحابه يجرهم إلى الهلاك، وأن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية أنى سارت هي الديانة الإسلامية، وإذا أراد الإنسان أن يعرف شيئًا من هذا فليقرأ القرآن. إن كثيرًا من أنظمته تستعمل في وقتنا هذا وستبقى مستعملة حتى قيام الساعة. وإذا طلب مني القارئ أن أحدد له «الإسلام» فإني أحدده بالعبارة التالية: الإسلام هو المدنية.. وهل في استطاعة إنسان أن يأتيني بدور من الأدوار كان فيه الدين الإسلامي مغايرًا «للمدنية والتقدم؟».

□ دعاء: 

 اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات. اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم.

□ العقيدة الصحيحة: 

إن العقيدة الصحيحة هي التي تحدد للإنسان مكانه الصحيح في الكون، وتسدد خطاه في الزمان والمكان، حيث له وجهته الصائبة. وترسم له طريقه المستقيم، فيستقيم وجدانه وسلوكه، ومشاعره وأعماله ومبادئه وواقعه، ويصبح كله- كما ينبغي أن يكون- وحدة متماسكة متكاملة. متجهة الاتجاه الصحيح وحين تخرق هذه العقيدة فلا بد أن يشمل الاضطراب كيان الإنسان كله.. كما تضطرب الإبرة المغنطيسية حين يحال بينها وبين اتجاهها المرسوم. فيتفرق الكيان الموحد، وتضطرب خطواته في الزمان والمكان، وتوزع مشاعره وأعماله ووجدانه وسلوكه ومبادئه وواقعه، فلا يعود الوحدة التي ينبغي أن يكونها، ولا يشمل كيانه بالأمن والسكون اللذين يستمتع بهما في ظلال العقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح.

إذا أنت لم تعرف لنفسك حقها          هوانا بها كانت على الناس أهونا

نفسك أكرمها وإن ضاق مسكن          عليك بها فأطلب لنفسك مسكنًا

وإياك والسكنى بدار مذلة                           تعد مسيئًا بعد ماكنت محسنًا

● دخلت إحدى العجائز على السلطان سليمان القانوني، تشكو إليه جنوده الذين سرقوا لها مواشيها بينما كانت نائمة. 

 فقال لها السلطان. كان عليك أن تسهري على مواشيك لا أن تنامي فأجابته: ظننتك ساهرًا علينا يا مولاي فنمت مطمئنة البال؟ 

 □ الأسود الراعي: 

 قال ابن إسحاق:

«كان من حديث الأسود الراعي فيما بلغني: أنه أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم له كان فيها أجيرًا لرجل من يهود، فقال يا رسول الله: اعرض عليّ الإسلام، فعرض عليه فأسلم- وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يحقر أحدًا أن يدعوه إلى الإسلام ويعرضه عليه- فلما أسلم قال: يا رسول الله: إني كنت أجيرًا لصاحب هذه الغنم، وهي أمانة عندي، فكيف أصنع بها؟ قال: اضرب في وجوهها فإنها سترجع إلى ربها- فقام الأسود، فأخذ حفنة من الحصى فرمى بها في وجوهها، وقال: ارجعي إلى صاحبك فوالله لا أصحبك أبدًا فخرجت مجتمعة كأن سائقًا يسوقها حتى دخلت الحصن، ثم تقدم الأسود إلى ذلك الحصن ليقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى لله صلاة قط، فأتى به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فوضع خلفه، وسجى بشملة كانت عليه، فالتفت إليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر من أصحابه ثم أعرض عنه، فقالوا يا رسول الله لِمَ أعرضت عنه؟ قال إن معه الآن زوجتيه من الحور العين!! 

 قال ابن إسحاق، وأخبرني عبد الله بن أبي نجيح أنه ذكر له أن الشهيد إذا ما أصیب تدلت له زوجتاه من الحور العين تنفضان التراب عن وجهه، وتقولان: ترب الله وجه من تربك وقتل من قتلك».. طيب الله ذكر الأسود الراعي، وأبلغنا منازل الشهداء.

إعداد: عبد العزيز الحمد 

الرابط المختصر :