العنوان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.. المستظلون بظل الله
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 13-مارس-1984
مشاهدات 37
نشر في العدد 662
نشر في الصفحة 50
الثلاثاء 13-مارس-1984
• عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها قال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه» (رواه البخاري).
• شرح المفردات:
سبعة: أي سبعة أصناف من المؤمنين.
إمام عادل: حاكم دولة عادل في رعيته يضع كل شيء بموضعه المشروع.
في خلاء: أي بعيدًا عن المشاهدين، والمراد إخلاص النية.
فاضت عيناه: دمعت عيناه.
ذات منصب: ذات أصل ونسب، أو ذات مال، أو جاه.
• المعنى الإجمالي:
سبعة أصناف من المؤمنين، لدى كل صنف منهم خصلة من الخصال الحميدة في العبادة جعلته أهلًا لأن يظله الله بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، حيث تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، ويحشرون حفاة عراة تتعرق أجسادهم.
وهم ما يلي:
1- إمام عادل في رعيته، تابع لأوامر ربه، يضع كل شيء في موضعه المشروع، فإنه لما آوى المظلوم إلى ظل عدله، آواه الله سبحانه إلى ظل عرشه.
2- وشاب، أو شابة، نشأ في طاعة الله وعبادته من ابتداء عمره، فلم يكن له صبوة، وقد آثر الله على نفسه وخص الشاب بالذكر لكونه مظنة غلبة الشهوة.
3- ورجل، أو امرأة، ذكر الله بلسانه أو قلبه خاليًا من الناس، أو من الالتفات إلى ما سوى الله، فسالت دموع عينيه.
4- ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه لما يجري فيها من عبادة ونصح وعلم ومجالس خير، يكثر التردد إليها في أوقات الصلاة وغيرها، فلا يصلي إلا في المسجد، ولا يخرج من المسجد إلا وهو ينتظر الصلاة الأخرى ليعود إليه، فيصليها فيه، فإنه لما آثر طاعة الله آوى إلى بيت الله وتعلق به فآواه الله في ظله يوم القيامة.
5- ورجلان أحب كل واحد منهما صاحبه طلبًا لرضا الله، لا لغرض دنيوي أو نفسي، اجتمعا على الحب بقلبيهما، واستمرا على محبتهما لأجله تعالى، حتى فرق الموت بينهما.
والحذر الحذر من حظ النفس هنا، فإنها كثيرًا ما تركن إلى أصحاب المال أو الجاه أو الصور الحسنة بدعوى الحب في الله والهداية إلى الله، ألا فلتكن المحبة لدين الشخص وخلقه وورعه وتقاه وإلا فلا، ففي الحديث: «لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي».
6- ورجل دعته امرأة إلى الزنا بها، وقد اجتمعت فيها كل الخصال المرغبة من حسب أو جاه أو مال، ومن حسن وجمال، فقال بقلبه أو بلسانه زاجرًا لها عن الفاحشة: إني أخاف الله رب العالمين، فإنه لما خاف من الله في الدنيا أمنه الله يوم القيامة.
7- ورجل تطوع بصدقة فأخفاها عن الناس وبالغ في إخفائها وكتمانها، بحيث لو كانت يده اليسرى رجلًا لما علمت بما تنفق يده اليمنى.
• أهم الفوائد:
1- شدة أهوال يوم القيامة، وكون الصالحين في أمان.
2- فضل من شب على طاعة الله واجتنب الكبائر.
3- الحث على ذكر الله بالقلب واللسان، وعلى البكاء من خشية الله، والحذر من الرياء.
4- المحبة إذا تمحضت لله كانت من خير العبادات التي يتقرب بها إلى الله.
5- الصبر عن المعاصي ومجاهدة النفس في ذلك، وكلما كان الداعي إلى المعصية أقوى كان الأجر على الصبر عنها أكثر.
6- الأصل في الصدقة الإخفاء، والحذر من الرياء.
7- أعمال الخير تكون باليد اليمنى.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل