العنوان مِن تجاهل حقائق العصر التفكيرُ في استعمال القوة لاحتلال منابع النفط
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-مايو-1973
مشاهدات 17
نشر في العدد 152
نشر في الصفحة 3
الثلاثاء 29-مايو-1973
................................ بالقوة لَهُوَ أخطر ما تصاب به أمة من الأمم.
ومِن تجاهل حقائق العصر التفكيرُ في استعمال القوة لاحتلال منابع النفط في الدول العربية.
لماذا هذا التفكير الذي سيكون أول ضحاياه... مصالح أمريكا في المنطقة؟؟
القضية -بموضوعية وعقل- هي أننا نملك بترولًا نريد تسويقه... والولايات المتحدة -وغيرها- تريد شراء هذا البترول للانتفاع به... فمن أین أتى التعقيد؟؟
التعقيد جاءنا لأن أمريكا تريد أن تأخذ بترولنا.... ثم تقف ضدنا مع اليهود...
وأمريكا بهذا التصرف لا تقف ضدنا فحسب... وإنما تقف ضد مصالحها القومية أيضا
وحين تُضارُّ مصالحها القومية فعليها أن تلوم نفسها لا أن تفكر -بهوس وعصبية- في استعمال القوة ضدنا.
إن تحالف أمريكا مع اليهود سيجر عليها المتاعب ويدمرها تدميرا...
إن أمريكا تدفع ضريبة الوقوف الدائم... والدعم الدائم لليهود...
وفكرة السطو علينا بالقـوة لن تحل المشكلة بل ستزيدها تعقيدا وحدة وخطورة...
فهذه الشعوب التي يراد احتلالها بالقوة ... لن تستقبل الغزاة بالمحبة والترحيب...
هذه الشعوب ستجدد كفاحها -بمبررات جديدة- ضد المتسلطين والطامعين.
ولا تستطيع أمريكا... ولا بديلاتها السيطرة على شعوب بأكملها.
إن الصراع سيستمر... ما لم تعدل أمریكا موقفها فلا تلوم إلا نفسها...
إن تفكير فولبرایت أخطر من أزمة الوقود ذاتها...
أخطر لأنه سيكون وقود أزمة جديدة تورط بلاده في مأزق خانق...
ومشكلة أمريكا أنها لا تزال تتعامل مع العالم... بناء على معلومات المخابرات والجاسوسية...
إن القرار السياسي الفاشل هو الذي يعتمد على معلومات المخابرات وحدها...
وكم من مرة اتخذ فيها الأمريكيون قرارا سياسيا اعتمادا على تقارير الاستخبارات فإذا بهم يقعون في هُوَّة الأخطاء القاتلة؟
وقصة خليج الخنازير معروفة وورطات صفقة القمح لروسيا، والتقرير الجاهل الذي قدمته المخابرات الأمريكية وأكد بأنه لن يحدث غزو لتشيكوسلوفاكيا فإذا بالغزو يحدث... والتقرير الذي أكد وصول أسلحة شيوعية إلى جنوب فيتنام مرورا بمرفأ سيهانوك فيل ثم اتضح خطؤه...
والكذب الذي انطوى عليه تقرير يتحدث عن سيطرة الشيوعيين على مساحات شاسعة من الريف الفيتنامي الجنوبي.
هذه كلها وقائع تثبت مدى المآزق التي تقع فيها أمريكا لأنها لا تريد أن ترى العالم إلا بمنظار الاستخبارات!!
ولكن ماذا عن موقفنا نحن؟؟
إن فراغ القوة الذي يتحدث عنه فولبرايت... ينبغي أن يكذب بعمل جدي من أهل المنطقة جميعًا...
إن الشعوب تريد أن تحيا حياة عزيزة حرة شريفة.
بلا تسلط ولا تبعية... ولا وصاية...
وحكام هذه المنطقة ملزمون بالتعبير عن إرادة الشعوب وتمثيلها وتطبيقها...
وإذا لم يفعلوا... فالمرحلة لا تحتمل وجود حكام فاشلين أو غير مكترثين بأمتهم... حاضرا ومصيرا.
لقد اتضح الموقف... فليحمل كل إنسان مسؤوليته... وليؤد واجبه وأمانته.
ولكي تكون المسيرة... واثقة الخطى... قوية النهضة محصنة الصف... فإن الاعتصام بالله هو أول شرط في مواجهة متاعب النفس... ومجابهة الظروف الخارجية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل