; نافذة على العَالم | مجلة المجتمع

العنوان نافذة على العَالم

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-يوليو-1971

مشاهدات 21

نشر في العدد 69

نشر في الصفحة 16

الثلاثاء 20-يوليو-1971

نافذة على العَالم

إلى الخلف دُر!! واحد ورا واحد...

تيتو... ثم خرتشوف... ثم ماو!!

تجربة «ماو».. هل هيَ آخر الشوط في الطريق المسدود؟

إعداد: قسم الترجمة

 

· تجربة ماوتسي تونج تمثل -تقريبًا- آخر شوط في التجارب الشيوعية التي

حاولت الالتزام التام بالمذهب الشيوعي فوجدت نفسها تسير في طريق مسدود ومن ثم استدارت للخروج من هذا الطريق.. واتجهت تبحث عن طريق آخر!

وكانت يوغسلافيا أول من اكتشفت السد الرهيب في الطريق الشيوعي فحاولت أن تبحث عن طريق آخر- وإن كانت المحاولة تمت تحت لافتة شيوعية- فاتهمها ستالين بالردة والمروق.

وبسقوط الشيوعية الستالينية سارت روسيا في طريق يوغسلافيا.. فاتهم ماوتسي تونج الدولتين- يوغسلافيا وروسيا- بالردة والتحريف الماركسي!

ولكن الصين الشيوعية ذاتها تضـع الآن أقدامها على طريق الردة اليوغسلافية والروسية، وها هي تعانق اليوم دولة طالما اتهمها «ماو» بأنها قلعة الرأسمالية والاحتكارات والظلم والاستغلال والاستعباد.. تعانق.. أمریكا..

وأسباب هذه الردة العامة واضحة..

· فالتقدم التيكنلوجي المذهل يفرض- كما يقول روجيه جارودي فيلسوف الحزب

الشيوعي الفرنسي المعزول- على الشيوعيين حلين اثنين.. إما إحداث تغییر جذري شامل في الفكر الشيوعي.. وإما الانقراض!

· وتناقص احتمالات الحرب بين الدول الكبرى بسبب وجود الأسلحة الرهيبة

نقل الصراع إلى المجال الاقتصادي- بمفهومه العلمي الشامل- ولا شك أن الدول يد الدول الشيوعية هي السفلى في هذا المجال.. وبمنطق المنفعة لا بد أن تتخلى عن كثير من أفكارها الخرافية في التنمية الاقتصادية لتتمكن من التعامل مع الآخرين وتستفيد من تراثهم..

· ومن المستحيل أن تستمر الدول الشيوعية في عزل شعوبها عن العالم..

وبعزلها عن ذلك فإن الشعوب الواقعة تحت سيطرة الأنظمة الشيوعية استطاعت التطلع إلى الحياة في الخارج.. فهالها وروعها الفارق الخطير بين الرخاء المادي الذي تعيشه شعوب كثيرة.. وبين البؤس الذي تعيشه هي..

وتحت هذا الإحساس الساحق بالتفاوت أخذت تلك الشعوب تطالب بمستوى مادي يعبر عن حقها في عائد جهدها وكدها.. ولم تتمثل تلك المطالبة في مظاهرات ولا إضرابات نقابية مطلبية فهذه مواقف محرمة في الدول الشيوعية.. وإنما تمثّلت تلك المطالبة في العزوف عن الإنتاج وفي رداءاته كذلك... وعجز القهر الشيوعي ورقباء المزارع والمصانع عجزوا- تمامًا- عن دفع الناس إلى الإنتاج- وتجويده- بالسياط كما عجزوا عن تخديرهم بأفيون التضحية من أجل الأجبال القادمة..

ولكن لا بد من تلبية تلك المطالب حتى لا ينهار الإنتاج وتنهار بالتالي الأنظمة الشيوعية.. ولا بد من الاستعانة بالخارج لمواجهة هذا الموقف العصيب لأن الأنظمة الشيوعية لم تستطع أن تواجهه داخليًا.. ولا بُد- لكي تتم الاستعانة بالخارج- من تغييرات أساسية في الخط الشيوعي المليء بالحتميات المتحجرة.

وهذا ما فعلته يوغسلافيا.. وما فعلته روسيا.. وما تفعله الصين الشيوعية اليوم.. وهنا ينبغي التأكد على أن هذه الردة عن الشيوعية المذهبية لا تعني قط التقليل من الخطر الشيوعي.. ذلك أن النظرية الشيوعية أصبحت «مبررًا» فكريًا لأطماع ومصالح الدول الشيوعية.. خاصة في العالم الثالث..

قلنا: إن الصين الشيوعية تضع أقدامها في الطريق اليوغسلافي- الروسي.. ولقد أتاح «ماو» لنفسه كل الحرية في فك الكيان الصيني وتركيبه من جديد وفق مواصفات ماركسية - لينينية - ماوية.. وأخذت تجربته من العمق النفسي والفكري.. ومن الامتداد الزمني مداها ونصيبها الأوفر.. فهل نجح في التجربة؟

الدراسة التالية تلقي ضوءًا.. وتحاول الإجابة على هذا السؤال..

· في عام ١٩٦٥ قال ماوتسي تونج لوزير الثقافة الفرنسي أندرية مالرو «إن

الفكر والثقافة والعادات التي قادت الصين إلى المستوى الذي وجدناها عليه يجب أن تزول وتختفي.. إن ثقافة وعادات وفكر الطبقة العاملة الصينية التي لم تظهر بعد يجب أن تسود»..

لقد كانت سيطرة ماو على الصين بسكانها الـ ٨٠٠ مليون- وهو ضعف سكان الإمبراطورية البريطانية في أوجها- إنجازًا تاريخيًا.. ولكن طموح ما ولم يقف عند هذا الحد.. فبعد شهور قليلة من لقائه هذا مع «مالرو» شن ماو ما عرفه العالم باسم «الثورة الثقافية».. وقد وصفها أحد الخبراء الأمريكيين في شئون الصين بأنها «جهد خارق لإعادة تشكيل أفكار ومشاعر شعب كونته أقدم حضارة عرفها التاريخ»..

وماو لا يريد شيئًا أقل من تحويل الفلاح الصيني التقليدي -السلبي والمادي والذي يعتمد على نخبة حاكمة منذ آلاف السنين- إلى إنسان جديد من صنعه هو -بحيث يكون معتمدًا على ذاته ومطيعًا في الوقت ذاته- للدولة بحيث يكون متعصبًا للشيوعية فلا يطمع في الشهرة أو الكسب المادي ولا يخاف المصاعب أو الموت ولكنه يبذل روحه من أجل الشعب».. ويعتقد ماو أن مثل هذا الإنسان فقط هو الذي في استطاعته أن يحول دون انزلاق الثورة الصينية إلى «رجعية» «ونعومة» الثورة الروسية..

 

الأمنية.. والواقع

وكان احتفال الحزب الشيوعي الصيني بمرور ٥٠ سنة على تأسيسه في الأسبوع الماضي أحد علامات فشل ماو في مهمته.. فقد حلّ الحزب خلال الثورة الثقافية للقضاء على الانتهازيين الرأسمالييين وعلى هؤلاء الذين لا يشاركونه مفهومه عن الثورة، وكان يأمل أن يستبد لهم ببعض الشباب المؤمنين به والذين لديهم الاستعداد لقضاء حياتهم في صراعٍ دائم ولكن هؤلاء لم يظهروا أبدًا كما تمنى ماو..

ففي مستوى إدارة المقاطعات حيث أعيدت تنظيمات الحزب القديمة قبل الثورة الثقافية ما زال يتولى الإدارة ويسيطر على الأمور في ٢٥ مقاطعة نفس ضباط الجيش الذين تدخلوا عندما انحرف الحرس الأحمر واستبد بالناس.

ومن بين رؤساء الأقاليم يوجد ۱۸ جنرالًا من المدرسة القديمة وخمسة من البيروقراطيين واثنان من كبار رجال جهاز الأمن.. وجميعهم ريفيون وعلى مستوى رديء من التعليم ولم يسافروا لخارج الصين ولا يعلمون شيئًا عن العالم وكلهم دون استثناء من كبار السن فمتوسط أعمارهم ٦٢ سنة.. ومن الصعب أن يقال إن هؤلاء هم صـنف الرجال الذين كان يريدهم ماو في السلطة عندما قام بثورته الثقافية   الدامية..

والواقع أنه بعد كل هذا المجهود وحملات التطهير الوحشية التي أذهلت العالم نجد أن النغمة الرئيسية في خطاب العيد الذهبي للحزب الشيوعي الصيني هو التحذير من مخاطر التهور والاندفاع الذي لا تُحمد عقباه..

 

روحانية ساذجة

إن «الماوية» ترتكز على روحانیات ساذجة أكثر من اعتمادها على نظريات نفسية أو سياسية.. وعلى الرغم من أن الحكم الشيوعي بدأ بطريقة تقليدية إلا أن ماو قرر في منتصف الخمسينيات أن الحاجة الكبرى للمجتمع الصيني ليست تثبيت الاشتراكية وإقامة مؤسسات لها ولكن تثبيت الثورة وجعلها مؤسسة اجتماعية دائمة..

 

لنحلق بجناحي العدوان والحقد!

وحتى يستطيع أن يقضي على سلبية الشعب الصيني التاريخية ويحولها إلى صراع ونضال لا يتوقف لتحقيق عالمه الجديد جعل من العدوان والحقد فضائل ومزايا يجب أن يتحلى بها الإنسان الصيني الجديد وهما- أن العدوان والحقد- الميزتان الإنسانيتان الوحيدتان اللتان كبتتهما الأخلاق الكونفوشية بشدة.. ويعلل ماو ذلك بقوله «كلما زاد کره الإنسان للمجتمع القديم كلما زاد حبه للحزب وللمجتمع الجديد الذي تبنيه الشيوعية في الصين».

ويعلق البروفسير ريتشارد سولمون أستاذ السياسة بجامعة ميتشجان فيقول: «إن ماو يعتقد أن الشعور العميق بالحقد والعداء هو القوة الوحيدة القادرة على تعميق مساندة انخراط الفلاح والعامل الصيني في مهمة الثورة الاجتماعية».. وإلى الآن ما زالت كوادر الحزب بعد انقضاء ما يزيد عن ربع قرن على نجاح الثورة الشيوعية هناك تعلم الفلاحين «التحدث بمرارة وحقد» عن الحياة في الصين قبل مجيء ماو.. وما تزال الصحف المحلية في المقاطعات ومحطات الإذاعة «فقط نصف مدن وقرى الصين تصلها موجات الإذاعة» تردد الشعارات المعادية لأمريكا والاستعمار والرجعيين السوفيت وأعداء الطبقة العاملة في داخل الصين نفسها..

وتستخدم شـعائر وطقوس خاصة لإنكار الفردية والقضاء عليها وتأكيد الولاء للدولة كبديل لها.. ويقول بروتسير باي من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا «إنه لم يحدث في أي ثقافة سياسية في التاريخ أن استخدم المسرح بهذا الشمول والتركيز.. بحيث إذا استبعدنا فرق رقص ومجموعات المسـرح والاستعراضات الجمـاعية الهائلة والتشكيلات الرياضية فإن أهم الملامح المميزة للشيوعية ماركة الصين سوف  تختفي»..

 

التنظيم العسكري

 وأهم مظاهر الشـيوعية الصينية بعد ذلك هي التنظيم العسكري للحياة الصينية.. ويقول رئيس وزراء الصين شواین لاي «بطريقة أو بأخرى فإننا جميعًا مرتبطون بالجيش» - فالمصانع والمزارع والمدارس منظمة على أساس الفصائل والسرايا والكتائب.

من مظهر خلية النخل فإنهم ما زالوا آدميين من الطراز الأول.. وثقافتهم القديمة غرست فيهم مميزات خاصة من العواطف والحوافز والطموح.. وكثيرون منهم يريدون مجتمعًا منظمًا ووظيفة جيدة وطعامًا طيبًا ومنزلًا جميلًا وأسرة سعيدة وبعض التسلية.. وهذه المجموعة من القيم والآمال حاول ماو أن يستبدلها بمزاج يميل إلى الصراع والمشقة والحقد».

ولا يدعي أحد من زعماء الصين حتى ماو نفسه أنه نجح نجاحًا تامًا.. ففي زيارة قام بها سيمور توبينج محرر النيويورك تايمز لشمال الصين مؤخرًا لاحظ «أن الناس ما زالوا يتحلون بنفس اللطف والتهذيب الذي كان أي زائر يلاقيه فيهم قبل الثورة الشيوعية».. ويواصل سيمور- الذي له معرفة وثيقة بالصين قبل الثورة- حديثه فيقول: «وهناك بعض الاختلافات البسيطة فمكان صور العائلة والأجداد حلت صور ماو حوائط غرف المنازل.. ولكن الآباء والأمهات ما زالوا يحترمون بتقديس وكما يفعل الصـينيون منذ قرون ما زال الأطفال يتركون لعناية أجدادهم وجداتهم»..

 

في الطريق الروسي

ويدعي بروفيسور سولومن في كتابه الجديد «ثورة ماو والثقافة الصينية السياسية» أن الزعيم ماو يعتقد أن الصين ما زالت واقعة تحت التأثير الشرير للفلسفة الكونفوشية التي تميز بين الفكر والحركة والنظرية والتطبيق.. ويقول سولومن: «إن الصين ما زالت مجتمعًا ريفيًا تقليديًا إلى حدٍ كبير»..

إن الفلاح الصيني الذي يمثل 85% من مجموع الشعب الصيني ما زال ينشد أساسًا حياة رخاء وأمن لنفسه ولعائلته ويأتي شعوره نحو الصين ككل في المرتبة الثانية.

ويبدو أن ماو غير قادر على اتقاء شر إغراءات المسرات والمتع المادية التي تهدد بدفع الصين إلى الانحدار في الطريق التي اتخذته الثورة الروسية».

وقد رفع النظام الصيني الأجور بنسبة ١٧% منذ الثورة الثقافية ولكن.. عمــال المناجـم والسكك الحديدية يحتجون مطالبين بالمزيد.. وفي الشهر الماضي رفع عمال البريد في مقاطعة كانتون التماسًا بزيادة الأجور ولكن لم يستجاب لهم..

الفستان الأنيق لا البدلة الرمادية!

وليس إغراء المال هو الشيء الوحيد الذي يهـدد طريق الثورة الصينية بالانحراف والتخاذل.. فماو يفضل البدلة الصينية الزرقاء المعروفة ولإشباع الرغبة في التغيير يسمح بأن يكون هذا الذي من اللون الرمادي أيضًا.. ولكن نادرًا ما تجد فتاة صينية لا تملك جاكيت من الحرير المزركش أو فستانًا محلى بالورود..

ومن تعاليم ماو الصارمة للشباب أن الحياة الجنسية لا بد أن تكون بعد الزواج ولكن صحفيًا سويديًا يزور الصين دائمًا يقول: «إنك إذا قمت بزيارة الحدائق العامة في الصيف فإنك ستجد نشاطًا كبيرًا بين الشبان والفتيات».

 

جيبي أولًا يا ربان سفينتنا

ولا تتوقف محطات الإذاعة الإقليمية عن توبيخ الصينيين على الرشوة والفساد وتفضيل المصلحة الذاتية.. ولقـد أذاعت إحدى هذه المحطات أن «أعداء الطبقة العاملة في مقاطعة كوانج تونج أوجدوا أسلوبًا رأسماليًا قذرًا يشجع الفلاحين على الانفراد بالإنتاج الجانبي في المزارع الصغيرة حول منازلهم.. وبذلك فهم يقضون وقتًا قصيرًا في المزارع الجماعية بينما يبذلون جل طاقتهم وأوقاتهم في العناية بالخضروات والدجاج الذين سمح لهم بإنتاجه في منازلهم وبيعه نقدًا..

وإذا كان ماو لم ينجح في تغيير الطبيعة الإنسانية وإذا كان «الرجل الماوي» ما زال حلمًا في رأس ماو.. ولكنه على الرغم من كل ذلك استطاع أن يحقق درجة مثيرة من الإجماع والولاء.. والمواطن العادي لا يستطيع أن يفعل أقل من الانصياع للدولة التي تضغطه في نظام شمولي ودیكتارى فرض نفسه مصدر لأسباب النعمة وعوامل النقمة.

ويعلق أحد مثقفي الحزب الشيوعي الصيني الذي هرب إلى هونج كونج مؤخرًا «أن الفلاح الصيني مثل الأعشاب على قمة الجبل مستعدة للإزهار تبعًا للرياح السياسية السائدة.. ويجب الاعتراف بأن الرياح مشجعة بصفة عامة.. فبالرغم من الحركات المنحرفة التي أمر بها ماو مثل «القفزة الكبرى للأمام» في ١٩٥٨ - ١٩٥٩ وثم الثورة الثقافية فإن الصين الآن يبدو عليها الاستقرار.. فالوظائف متوفرة.. ومركز العملة الصينية ثابت وقد اختفت إلى حد كبير الجماعات التي كانت تودي بحياة ۲۰ ملیون إنسان في مرة واحدة..

ويقول أحد الديبلوماسيين الأوربيين الذين عملوا في الصين مدة طويلة «إن الصين دولة تعتمد على نفسها وليست مدينة لأحد بفلس واحد»..

ولا يغيب على وزير الدفاع ليين بياو وباقي القادة المعتدلين الذين يحكمون الصين هذه الأيام أن الاقتصاد الصيني لا يزدهر ولا يتقدم إلى الأمام إلا حينما تختنق «الماوية» بتأكيدها الأخرق على ضرورة الصراع ولا مبالاتها بمعدلات الإنتاج.. والدليل المادي على ذلك أنه بعد أن توقفت حمى الثورة الثقافية استطاعت الصين أن تنتج ٢٤٠ مليون طن من القمح.. وهو رقم قياسي تحتاج الصين إلى تخطيه إذا أرادت أن تُلبّي حاجة سكانها الذين يتكاثرون بنسبة ٢% سنويًا..

ولذلك فإن أمل الصين في المستقبل هو تحقيق وقفة أو فترة استراحة طويلة في مجهودات ماو لإعادة تشكيل العقلية الصينية والإنسان الصيني.. وهذا أمر قد تبتهج له الجماهير ولكنه سيكون مبعثًا لاستياء الثوري الذي لا يعرف الصبر والذي بلغ ٧٧ عامًا «ماوتسي تونج»...

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

افتتاحية - العدد 7

نشر في العدد 7

23

الثلاثاء 28-أبريل-1970

قضية الحرب والسلام!

نشر في العدد 11

33

الثلاثاء 26-مايو-1970

تحركات مشبوهة.. فأين المسؤولون؟

نشر في العدد 17

18

الثلاثاء 07-يوليو-1970