; ندوة الأسرة الأسبوعية - العدد 11 | مجلة المجتمع

العنوان ندوة الأسرة الأسبوعية - العدد 11

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970

مشاهدات 15

نشر في العدد 11

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 26-مايو-1970

 هكذا كانوا.. وهكذا نكون

حدث في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن امرأة مسلمة دخلت سوق بني قينقاع -وهم قبيلة من اليهود- لتبيع بضاعة لها، وبعد أن باعتها جلست عند صائغ يهودي؛ فاجتمع عليها اليهود يريدون كشف وجهها، فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها دون أن تدري؛ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا، فصاحت، فوثب رجل مسلم على الصائغ  فقتله، وشد اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود؛ فغضب المسلمون فوقع الشر بين الطرفين، والتجأ اليهود إلى حصونهم فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يومًا، فنزلوا بعد ذلك على حكمه.

هذا رجل مسلم دفعته الغيرة والحمية الإسلامية ليخوض معركة مريرة دامية مع عدد من اليهود ويضحي بنفسه رخيصة في سبيل العزة والكرامة، ثم بعد ذلك يهب الرسول والمسلمون جميعًا ليأخذوا ثأر المسلم الذي وضع روحه على كفه في سبيل نصرة مسلمة، وكان من الممكن أن يطول الشر لولا أن اليهود استسلموا صاغرين للرسول صلى الله عليه وسلم، والسبب كشف عورة امرأة، واليوم نرى بعض المسلمين يمسك بيد زوجته ويذهب بها إلى الشاطئ لتسبح عارية أمام جمهور من الناس بدون حياء ولا خجل ولا مخافة على العِرض، ونرى من المسلمين أيضًا من يذهب مع زوجته إلى المراقص، ويسمح لزوجته أن ترقص مع شخص آخر ملتصقين، الصدر على الصدر، والساق بالساق، وإذا ما انتهت الرقصة صفق فرحًا مسرورًا لزوجته لأنها أجادت الرقص؛ فهل من غيور يثير حمية الإسلام ويمنع النساء من السباحة عاريات على شواطئ البحر.

والسلام عليكم ورحمة الله

 أحمد عبد الوهيب

 

أدبني ربي فأحسن تأديبي

الأب: السؤال موجَّه إلى أصغرنا سنًّا: متى ولد النبي عليه الصلاة والسلام وكيف نشأ؟

الابن الأصغر: ولد سنة ٥٧٠ م عام الفيل، ونشأ يتيمًا فقيرًا، مات أبوه عبد الله قبل أن يُولد، ثم ماتت أمه آمنة وعمره ست سنوات، وتُوفي جده عبد المطلب وعمره ثماني سنوات، فكفله عمه أبو طالب وضمه إلى أبنائه.

الأب: أحسنت يا بني، والسؤال الآن: هل كان لمحمد مميزات خاصة حبيبة إلى الناس؟

الابنة: نعم لقد كان لمحمد خلق كريم يتميز به عن أترابه، فقد اشتهر بالصدق والأمانة، وعُرف بالنجدة والمروءة، فأحبه الناس ولقبوه الصادق الأمين، لم يشارك قومه في عبادة صنم، أو شرب خمر، أو أية عادة  سيئة.

الأب: أين استرضع؟ ومن أرضعته؟

الابن: أرضعت النبي حليمة السعدية من بني سعد بن بكر، ونشأ صحيح الجسم، قوي البنية، فصيح اللسان، وكان يقول: أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد بن بكر.

 الأب: من منكم يعرف الحكمة من نشأة النبي فقيرًا يتيمًا؟

 الابن الأكبر: أظن ليتولى ربه تربيته بنفسه، ويجنبه الاعتماد على الوالدين؛ فيجعله يدبر أموره بنفسه، فيبلغ مبلغ الرجال قبل غيره، وكذلك ليطبع في نفسه طابع الإحساس القوي بآلام اليتامى؛ فيشاركهم شعورهم وكان يقول: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، ويشير بإصبعيه السبابة والوسطى، أما عن الفقر فقد أنشأه الله فقيرًا ليعوده الصبر على مشقات الحياة، ويعوده السعي من أجل الرزق الحلال.

الابنة: وعلى ضوء فقره عالج شئون الفقراء بخبرة وحكمة كبيرة.

الأب: من يخبرنا هل لنشأة النبي ذكر في القرآن؟

الأم: نعم، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ (الضحى: ٦-٧)، ولكني محتارة من قوله تعالى ووجدك ضالًا فهدى؛ فهل عندك تفسير لذلك؟

الأب: كان عليه السلام يدرك بفطرته السليمة، الخطأ الكبير في عبادة الأوثان، فكان يبحث دائمًا عن مخرج يشع منه النور، فكان وكأنه الضال الباحث عن طريق النجاة، حتى منَّ الله عليه وعلى البشرية بالرسالة؛ ليُخرج بها الناس من الظلمات إلى النور.

الابن: أخذنا اليوم حديثًا دينيًّا في المدرسة يقول: قال صلى الله عليه وسلم: "ما أرسل الله نبيًّا إلا وقد رعى الغنم، قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: وأنا كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة" فما الحكمة من ذلك؟

الأب: أراد الله أن يدرب رسله برعاية الغنم على رعاية الأمم، وذلك بالعطف والرحمة وحسن اليقظة وتأمينهم الأخطار، ثم ليفسح لهم في وقتهم الطويل مجال التفكير في خلق السموات والأرض والتأمل في آيات الله، وقد أرسل الله أنبياءه من عامة الشعب وليس من مترفيهم؛ ليختلطوا بأقوامهم، ويحسوا بأحاسيسهم حتى إذا كان وقت بعثهم عرفوا ما عليهم من واجبات نحو الأمم.

ونختتم ندوتنا ببعض تعاليم محمد عليه السلام:

 اتقِ المحارم تكن أعبد الناس، وارضِ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل