; هكذا تفلس الأمم | مجلة المجتمع

العنوان هكذا تفلس الأمم

الكاتب مجدي الشربيني

تاريخ النشر السبت 03-مايو-2008

مشاهدات 25

نشر في العدد 1800

نشر في الصفحة 62

السبت 03-مايو-2008

إن الإنسان العاقل يغالي بالوقت مغالاة شديدة، لأن الوقت عمره، فإذا سمح بضياعه، وترك العوادي تنهبه، فهو بهذا المسلك الطائش يسرع نحو الانتحار، والإسلام دين يعرف قيمة الوقت، ويقدر خطورة الزمن، ويعتبر الذاهلين عن غدهم الغارقين في حاضرهم، المسحورين ببريق الدار العاجلة قومًا سفهاء خاسرين، والأمم الواعية الجادة تسعى دائمًا لغرس روح الجدية وعلو الهمة في نفوس شبابها. وعلى العكس من ذلك، فالأمم المفلسة لا تعنى بمعالي الأمور، وليس لعلو الهمة عندها مكان، إن شأنها غريب تلهو والقدر معها جاد، وتنسى وكلأعمالها محسوبة.

والإسلام دين يدعو إلى الاتزان والاعتدال في كل شيء، وهو لا يرضى لأبنائه بالقوة في جانب، والضعف في آخر، وهذا ما حدث لكثير من الأمم على مر التاريخ، وهذا المشهد المزري تعيشه أمةالإسلام الآن، فقد سخرت كل أموالها وطاقاتها وأجهزتها وشبابها، وأوقاتها، فدية لرياضة كرة القدم وهذا عرض للمرض فقط والأعراض الأخرى كثيرة، فقد انصرفت الأمة عن ميادين الجد والعلم ولمتعد الأمة تضرب فيها بسهم، وليس أدل على ذلك من أننا أصبحنا عالة في كثير من ميادين الحياة على شعوب وأمم أقل منا قدرًا وإمكانات، والأدهى والأمر اعتمادنا على غيرنا في الطعام والشراب والسلاح وغير ذلك، وكان الأمة أصبحت في غيبوبة ولا تدري ما الدور الذي يجب عليها القيام به .

فالأمم الناهضة تعد شبابها استعدادًا للملمات والنوازل الجسام، فليس هناك مرض أخطر وأفتك من مرض الإفلاس الذي أصاب شباب الأمة، حيث يطلع علينا كل يوم في الفضائيات أنصاف الإعلاميين ليروجوا لثقافة الخور والضعف والوهم، والاستسلام وتأليه الحكام وأصبحت عقول الكثيرين من أبناء الأمة في غيبوبة، ذاهلين عن المعاني العظيمة هائمين وراء منافعهم المعجلة، فهم حمقى لا ينتصحون من حكمة، ولا يستفيدون من درس، ولا يدرون أن هذا الزمن فرصة لإيقاظ همم الأذكياء، كفعل الخير، وإسداء المعروف، وادخار ما يجدي.

الرابط المختصر :