; واحة الشعر- هكذا يتحدث الطاغية | مجلة المجتمع

العنوان واحة الشعر- هكذا يتحدث الطاغية

الكاتب سعد خضر

تاريخ النشر السبت 07-مايو-2011

مشاهدات 25

نشر في العدد 1951

نشر في الصفحة 51

السبت 07-مايو-2011

إني الزعيم، وهل سواي جدير؟ *** مالي على قيد الحياة نظير

لم تنجب الأرحام قط نديدتي *** وبذاك تشهد أعصر ودهور

ورعيتي في خدمتي درجاتهم *** متفاوتات عامل ووزير

فالأرض أرضي، والبلاد عرينتي *** والكل عندي خادم مأجور

ما شئت أفعل، والجميع يطيعني *** إن الرعية كالقطيع تسير

وأوامري مثل السيوف قواطعاً *** من يعترضها فالردى المحذورُ

كل الأمور إذا أردت ميسر *** لا شيء عندي في الحياة عسير

 وعصاة أمري ما لهم إلا الأذى *** والضـر والـتــعــذيـب والـتـكـديـرُ

تحت الحذاء رؤوسهم، وظهورهم *** تحت السياط، وللدماء خرير

وعيونهم رَهْنُ الظلام بسجْنِهم *** فَهُم سواء رؤية وضرير

ومطيع أمري في جنان محبتي *** يحيا، وكل الأمنياتِ حُضُورُ

يجني السعادة في رياض مودتي *** من فاته الإحساس والتفكير

 يمضي على دربي وفوه مكمم *** وتدور ناظرتاه حيث أدورُ

يُصغي، يُصفق لا يقول سوى نعم *** والعقل منه مُغيب مستور

أما الذي يُبدي التبرم رافضاً *** ويقول: لا، فالرأس منه تطير

إني أنا الميزان في هذا الحِمَى *** ماشئتُ كان ودونه محظُورُ

إني أنا القانون في تفصيله *** وهواي يحكم ما له تبرير    

لا شيء فوق الأرض ضد إرادتي *** مهما يكن، إني أنا الدستور

والأمر أمري، من يُطِعْهُ فَمُكْرَم *** وأخـو المذلة من علي يثور

ما عشتُ فالأشياء رهن إشارتي *** ليست تند عن المراد أمور

وأجـيـر مــن ينهي إلي صريخة *** توا ولا أحـد عـلـي يجير              

والرأي رأيي لا أصيح لغيره *** مهما تزاحم مَنْ عَلَي يُشير

والمال في طول البلاد وعرضها *** مالي آمد به يدي وأدير

حيث اتجهت رأيت قصراً شاهقاً *** وكأنها فوق الجبال نسور 

جيشي عريني لا يزالُ مُجنداً *** لحمايتي دوماً بحيث أسير

فالحاقدون على المدى متربصُو *** ن، وهم بأعطاف البلاد كثير

فإذا تمـــــرد مــنــهــم متَمَرْدُ *** فَهُنالِكُمْ لَيْت عليه هَصُورُ

يا ليت هذا والطغاة جميعَهُم *** لَهُمُ إلى ماضي القرونِ عُبور

ليَرَوا عواقب كل طاغية بَغَى *** فيكون للصدر السقيم طهور

ويتوب ذو حَيْفِ وَيَهْجُرُ غيَّهُ *** فيُضيء وجه الكائنات النور

نيرُونَ» «شوشسكو» و«فرعونِ، مَضَوا *** لما أبَى شَعبٌ وهَبَ يَثورُ  

سنن خلت في الخَلقِ عبر قرونهم *** الحق باق، والفساد فرُورُ

وسـيـعـلـم الــطــاغــوت يوما أنهم *** جاروا، ورَبُّ الـكـون لـيـس يـجُــور

الرابط المختصر :