; هل التشريع الإسلامي مثالي؟ لكن لا يصلح للتطبيق؟ | مجلة المجتمع

العنوان هل التشريع الإسلامي مثالي؟ لكن لا يصلح للتطبيق؟

الكاتب الشيخ محمد الغزالى

تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1970

مشاهدات 23

نشر في العدد 25

نشر في الصفحة 16

الثلاثاء 01-سبتمبر-1970

الحلقة الثانية

استفتاء المجتمع

ما هو العلاج لمشكلة الجنس؟

هل التشريع الإسلامي مثالي؟ لكن لا يصلح للتطبيق؟

السؤال الخامس: بعض المغرضين يقولون: التشريع الإسلامي مثالي للغاية، ولكن لا يصلح للتطبيق في زماننا هذا لتداخل الظروف وتعقد الحياة الاجتماعية فما رأيكم؟

السؤال السادس: قضية الجنس استبدت بتفكير الناس، وفرضت نفسها على المجتمعات متحضرة ومتخلفة، فما رأيكم في العلاج العملي لهذه المشكلة؟

السؤال السابع: مناهج التربية في مدارسنا وجامعاتنا صارت وظيفة للتوظف وكسب العيش، وخلت من كل توجيه، ونحن نحب أن نستنير برأيكم في الوسيلة المثلى لمناهـج التربية حتى يتخرج جيـل مسلم.

لكي نعود إلى ديننا ونتحصن ضد العلل النفسية والاجتماعية لا بد من:

·       توثيق الصلة بين المرأة وينابيع الثقافة الدينية والمدنية.

·       إعادة الحياة للعلاقة بين النساء وبيوت الله في الصلوات الخمس.

·       تدريس الوظائف التربوية للبيت المسلم حتى يستطيع تخريج أجيال تعرف ربهـا

ودينها ومعاشها.

·       الحكم بإعدام تقاليد الزواج في مغالاة في المهور وإسراف في الحفلات وتكديس للأثاث وتنافس في الكماليات.

·       وصل ما بين البيت المسلم وقضايا المجتمع الكبرى حتى لا يحيا بيت في جو منافعه الخاصة جاهلًا أو جاحدًا ما وراءها.

 

السؤال الخامس: بعض المغرضين يقولون: التشريع الإسلامي مثالي للغاية، ولكن لا يصلح للتطبيق في زماننا هذا لتداخل الظروف وتعقد الحياة الاجتماعية فما رأيكم؟

 التشريع الإسلامي تراث رباني وإنساني ضخم، والحكم عليه بكلمات عابرة ضرب من الطيش يتنزه عنه العقلاء.

لما كان هذا التشريع تناول شئون الأسرة، وأشتات المعاملات المالية والتجارية ويبت في عقوبات لطائفة من الجنح والجنايات ويوجه في أخرى، بل إن هذا التشريع يتناول دستور الحكم في الدولة ويتعرض للعلاقات بينها وبين الدول الأخرى في حالتي الحرب والسلام، لما كانت دائرة هذا التشريع رحبة إلى حد بعيد، فإن المرء يحار في تفسير كلمة «مثالية» هذه التي يرمى بها الإسلام في جانب رائع من تعاليمه.

وسأمشي مع الحدس في تلقي هذا الاتهام وتحديده!! لعل الإسلام مثالي في رجمه الزاني أو جلده.

إن بعض الناس إذا ذكر الشرع الإسلامي وثبت إلى ذهنه هذه القضية الخطيرة جدًا، وعجيب أن يذهل الفكر البشري عن آيات الإبداع القانوني في أزكى ميراث حضاري وعته الإنسانية في تاريخها الطويل فلا ينزعج إلا لرجم الزاني أو جلده، أو بعض صور الحدود والقصـاص الأخرى.

·       هل الزواج مشكلة اقتصادية؟

وغريب أن يكون هذا الحكم شديدًا وأن هذه الغرابة تنقطع يوم يبيح القانون العصري الزنا ما دام بالتراضي، واللواطة أيضًا! ما دام الطرفان متفاهمين! ويمضي الاتجاه الواقعي في مجراه المقبول! فيندد قاض أمريكي برجل ضرب زوجته لأنها زنت مع صديق له، وينصحه أن يطرح رجعيته أو مثاليته ويعيش في هذا العصر المتقدم!

إذا كانت المثالية تعني الشرف، والتسامي، وإرضاء الله، وضبط النفس، وتهذيب الغرائز فيجب أن يكون التشريع مثاليًا، ومن السماجة أن يعاب الإسلام في هذا المضمار.

أما الواقعية التي تعني إقرار الفسوق والعصيان، فلا أدري لماذا تسمى قانونًا؟ إن المسألة ليست قتل مجرم أو قطع يده أو جلد بدنه، إن المسألة أكبر من ذلك، والشريعة الإسلامية أكبر قدرًا من أن تتناول بهذا الصغار الفكري، الأمر يتصل أولًا بحقيقة العلاقة بين الناس وربهم، وطبيعة الدين الذي نزل يحكم فيما شجر بينهم.

الوحي كل لا يتجزأ

هنا موضع الخلاف بيننا نحن المؤمنين، وبين غيرنا ممن وهت صلتهم بالله.

نحن نعتقد أن الوحي كل لا يتجزأ، وأن حق الله في الحكم على عباده فوق الجدل، وأن شريعته تحقق العدالة والمصلحة، وإن تكذيب آية في الميراث كتكذيب آية في التوحيد أو في الصلاة لا معنى له إلا رفض الخضوع لله والرد لأمره ونهيه؛ أما بالنسبة إلى قصة المثالية و الواقعية التي قد ترد على بعض الأذهان فنسوق في دحضها كلمـات مبينة للأستاذ العقاد من كتابه «حقائق الإسلام وأباطيل خصومه»  وعلى هذه السنة  من المساواة بين حق الدين في نشر العقائد وحقه في فرض الشرائع و المعاملات ننظر إلى معاملات الدين الإسلامي كما ننظر إلى عقائده فلا نرى فيها ما يعوقه عن أداء رسالته العالمية الإنسانية التي توافرت له بدعوته إلى إله واحد هو رب العالمين أجمعين وخالق الأمم بلا تميز بينها في الخطوة عنده غير ميزة التقوى والصلاح، رب المشرقين و المغربين يصلي له المرء حيث شاء وأينما تكونوا فثم وجه الله.

فما منع الإسلام قط معاملة بين الناس تنفعهم وتخلو من الضرر بهم والغبن على فريق منهم، وأساس التحريم كله في الإسلام أن يكون في العمل المحرم ضرر، أو إجحاف، أو حطة في العقل والخلق، وما فرض الإسلام من جزاء قط إلا وهو «حدود» مقدرة بشروطها وقيودها، صالحة على موجب تلك الشروط والقيود للزمان الذي شرعت فيه، ولكل زمان يأتي من بعده؛ لأنها لا تجمد ولا تتحجر ولا تتحرى شيئًا غير مصلحة الفرد والجماعة، وكفى باسم «الحدود» تنبيهًا إلى حقائق الجزاء والعقاب في الإسلام، فإنها حدود بينة واضحة تقوم حيث قامت أركانها ومقاصدها وتحققت حكمتها وموجباتها وإلا فهي حدود لا يقربها حاكم ولا محكوم إلا حاقت به لعنة الله.

 والشبهة المتوافرة في العصر الحاضر إنما ترد على المعاملات الإسلامية من قبل الناقدين والمبشرين لأنها تمس ضرورات المعيشة المتجددة في كل يوم، وترصد للمسلم في طريقه حيث سار وأينما اضطربت به صروف الرزق والكسب ومرافق العمل والتدبير، ويتحرى الناقد الموطن الحساس من نفس المسلم حين يُلقى في روعه أن شيئًا في دينه يغل يديه عن العمل في عصر المصارف والشركات، وأن شيئًا في دينه تقهقر به إلى الوراء ولا يصلح للتطبيق في عصر النظم الحكومية التي تجري القضاء والجزاء على أصول العلم والتهذيب.

وليس في المصارف والشركات شيء نافع بريء من الضرر والغبن يحرمه الإسلام، وليس في أصول العلم والتهذيب شيء يناقض حدود الجزاء في شريعة الإسلام، إن أساطين القانون اعترفوا في مجامعهم العلمية ومؤتمراتهم الدولية بما للشريعة الإسلامية من قدر رفيع.

والواقع أن ائمة الفقه عندنا -على اختلاف مذاهبهم ومدارسهم -ورثونا تركة فنية لا نظير لها في أزهى المدنيات القديمة والحديثة، ولا تزال بحوثهم الفنية المترفة مفخرة للفكر الإنساني المجرد.

ثم جاءت هذه الأجيال الهابطة من ذراري المسلمين المتخلفين تنظر إلى ما لديها من كنوز نظرة بلهاء، ثم تردد مع عملاء الصهيونية والاستعمار أن الاسلام مثالي وأن تشريعه لا يصلح للمجتمع.

إذًا محاسني اللاتي أدل بها كانت عيوبًا فقل لي: كيف أعتذر؟

 

 السؤال السادس: قضية الجنس استبدت بتفكير الناس، وفرضت نفسها على المجتمعات متحضرة ومتخلفة، فما رأيكم في العلاج العملي لهذه المشكلة؟

استشراء الفساد الجنسي أمسى حقيقة لا ريب فيها، ولكني أعد التقاليد الإسلامية البالية شريكة في المسـئولية الجنائية مع الانحلال الذي وفدت به المدنية العصرية.

 إن هذه التقاليد لا تعرف الأحكام الإسلامية الصحيحة في كثير من القضايا، وإذا عرفتها لم تقف مع بواعث التقوى وخشية الله في تنفيذها.

ومن مقررات هذه التقاليد المريضة جعل الزواج مشكلة اقتصادية رهيبة، ثم فساد الصورة الإنسانية لوظيفة المرأة قبل الزواج وبعده، والجهل التام بدور الأسرة في التربية على امتداد مراحل العمر.

وهذه التقاليد التي تنهض على الرياء والتظاهر والتكلف كانت ولا زالت من أسباب انهيار الحضارة الإسلامية، وتوالد أجيال حقيرة الفكر، والسيرة، والأماني، والهمم.

وصل العلاقة ما بين البيت والمجتمع

ولكي نعود إلى ديننا، ونتصل بسيرة سلفنا الأول، ونتحصن ضد العلل النفسية والاجتماعية التي زحفت علينا مع الغزو الأجنبي لا بد من رعاية أمور شتى.

أولًا: توثيق الصلة بين المرأة وينابيع الثقافة الدينية والمدنية.

ثانيًا: إعادة الحياة للعلاقة بين النساء وبيوت الله في الصلوات الخمس.

ثالثًا: تدريس الوظائف التربوية للبيت المسلم حتى يستطيع تخريج أجيال تعرف ربها ودينها ومعاشها ومعادها على قواعد مغروسة في اللحم والدم، وفضائل يرضعها النشء مع اللبن.

رابعًا: الحكم بإعدام ما تواصى المسلمون به في تقاليد الزواج من مغالاة في المهور وإسراف في الحفلات وتكديس للأثاث، وتنافس في الكماليات، وإعادة الزواج إلى معناه السهل القديم ليكون عصمة وسياجًا للدين والدنيا.

خامسًا: وصل ما بين البيت المسلم وقضايا المجتمع الكبرى حتى لا يحيا بيت في جو منافعه الخاصة جاهلًا أو جاحدًا ما وراءها.

·        إلى متى تقفل البيوت على العوانس؟

لو أن كل دولة مسلمة أنشأت وزارة للأسرة والشباب كي تضمن ما ذكرنا ما كان ذلك كثيرًا، بل لعله يكون أقرب إلى حياتنا الإسلامية الصحيحة لقد راقبت وضع المرأة في شتى البيئات فوجدت إنسانة محكومًا عليها بالجهل أو القصور، مفروضًا عليها التفريط في حقوق الله وتعاليم دينه فلم ذلك؟ وكيف يقع ذلك باسم الإسلام؟

ورأيت جماهير المسلمين وكأنها متفقة على جعل الزواج مشكلة تقصم الظهور دون مبالاة بما ينشأ عن ذلك من شيوع الفسق والفجور فأي تدين هذا؟ وبأي حق يستولي بعض الآباء على المهور؟

 وبأي حق يكلف بعض آخر بالاستدانة ليعين في زواج ابنته؟؟

ولماذا تطلب البنت عندنا أثاثًا لا تطلبه لنفسها المرأة الغربية ولا المرأة الشرقية؟ إن المرأة العربية العادية ربما فرضت لنفسها بيتًا لا تحلم به امرأة من رواد الفضاء، فلم بالله هذا الترف؟؟

لماذا نرتضي إغلاق البيوت على ألوف العوانس إذا لم يتزوجن وفق هذه التقاليد السفيهة؟ وإلى أين تقودنا تقاليد الرياء التي تواضعنا على الاحتكام إليها ناسين ديننا ودنيانا على سواء؟

إذا كان الإسلام دين الفطرة فإن العالم الإسلامي يكذب على فطرته، ويفتح أقطاره لفساد جنسي زاحف من كل ناحية يجعل الزنا عملة متداولة دون حرج، ويعطي كل أنثى وذكر حق الاتصال الحرام كلًا أو بعضًا حسب ما يشتهي، والذين يفتعلون الأزمات والضوائق في الطعام الحلال لا ينتظرون إلا إقبال الناس على الحرام الرخيص يعبون منه عبًا.

وقد رأيت -للأسف -ناسًا يؤخرون زواجهم إلى سن معينة، حتى يتموه وفق تقاليده المقررة، وإلى بلوغ هذه السن لا مانع من الزنا، وغير الزنا! ورأيت ناسًا يستدينون بالربا ليقيموا الاحتفالات المطلوبة!

ومن هؤلاء من يقتل المرأة إذا زنت، ويترك الشاب دون غضب!

فعلمت أن المسلمين في هذا المجال وغيره لا يكترثون بحدود الله ولا يبالون بسخطه، وإنهم يعيشون كما يهوون، وقد يتبجح بعضهم فيصف هواه بأنه «دين» وما هو إلا الكذب على رب العالمين.

يجب تسهيل الزواج، وإحكام التطبيق الديني في شئون الرجال والنساء على سواء.

العلم والتربية

السؤال السابع: مناهج التربية في مدارسنا وجامعاتنا صارت وظيفة للتوظف وكسب العيش، وخلت من كل توجيه، ونحن نحب أن نستنير برأيكم في الوسيلة المثلى لمناهـج التربية حتى يتخرج جيـل مسلم؟

توجد في مدارسنا وجامعاتنا برامج دراسية حسنة تقدم أنصبة من العلم تشبه ما تقدمه نظائرها في أعظم الأقطار.

 ويمكن أن تكون بعض المراحل الدراسية عندنا مساوية في تقدمها العلمي لما يقابلها في الشرق والغرب، أما مناهج للتربية تواكب مناهج للتعليم فالأمر يحتاج إلى نظر وتأمل.

إن العلم شحن الأذهان بألوان لا حصر لها من المعرفة.

أما التربية فهي الإفادة من هذا التقدم العقلي لتزكية الشخصية الإنسانية وتهذيب سلوكها.

والتربية الدينية نوع خاص من البناء المعنوي يجعل المرء متجهًا بقواه كلها إلى غاية معلومة وضابطًا لحياته وفق نظام مرسوم.

وهذا النوع من التوعية الدينية معدوم في بعض الجامعات محارب في بعض ثان، معترف به ومعترف بغيره في بعض ثالث، وربما قدم نصيب محدود منه في جامعة الأزهر!

 والأصل في التربية تعهد الأخلاق ولما كان الخلق -بالتعريف العلمي-هو عادة الإرادة، فإن المفروض في برامج التربية:

 أولًا: أن ترسم الوجهة للسلوك المنشود.

ثانيًا: أن تدرب الأفراد على هذا السلوك، وتأخذهم به أخذا مستمرًا حتى يصبح طبعًا لهم وصبغة ثابتة فيهم.

فالمربي أشبه بالزارع الذي يتولى البذر والحرث والسقيا والحماية والإخصاب والانتقاء حتى تنضج الثمرة وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

والطالب الذي يمر بهذه الأدوار، يصاغ في قوالب معروفة الشكل والصورة، فإذا ربي على الصدق صعب عليه الاختلاق والتحريف، وإذا ربي على الأمانة انزعج من العوج والغدر.

 وفي أثر التعود واستقامة الوجهة يقول الشاعر:

 تعود بسط الكف، حتى لو إنه               

ثناها لبخل لم تطعه أنامله

ويقول آخر:

وينشأ ناشئ الفتيان فينا                     

على ما كان عوده أبوه!

 

الإسلام مهزوم في المجالات الدولية

وقد ربى الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليربي به العرب وربى العرب ليهذب بهم العالم أجمع ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(آل عمران:164)

وكلمة التزكية تعني التربية، والتسامي بالنفس وامتلاك الهوى.

وذلك معنى الآية ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا(الشمس: 8-10)

 والتربية الإسلامية منذ دخل الاستعمار بلادنا تمر بمحنة شديدة، فلما خرج ووقعت أزمة البلاد في الأيدي التي تتلمذت عليه مرت التربية الإسلامية بمحنة أشد.

وذلك هو السر في إننا نجد أصحاب محاصيل علمية كبيرة، ولكنها قليلة الجدوى إن لم تكن قريبة الضرر.

 فإن العلم عند هؤلاء وقف عند حدود التصور الذهني وحشو الأدمغة يحمل من القوانين والأحكام.

 أما التربية التي تتوسل بهذا العلم إلى رفع المستوى النفسي والاجتماعي، والتي تحول الشخص إلى صاحب مبادئ ومثل يعيش لها وقد يضحي من أجلها، هذه التربية توجد لها بعد مناهج واضحة ومؤسسات مسئولة.

والسبب في ذلك هو الكره الخفي أو الجلي للإسلام، وتاريخه، ومطالبه، ووصاياه.

التعليم في روسيا يكرس لخدمة الشيوعية، والتعليم في إسرائيل يكرس لخدمة الصهيونية والتعليم في بلاد كثيرة يربط بأهداف شتى.

وكان مفروضًا أن يصحب برامج التعليم عندنا برامج للتربية الإسلامية اليقظى تشرف على السلوك الفردي والجماعي، وتجعل الحياة الخاصة والعامة محكومة بآداب الاسلام وتوجيهاته.

 ولكن الإسلام دين مهزوم في المجالات الدولية وقـد انسحبت آثار هزيمته على مطالبه في بلاده نفسها، فأضحت كما نرى.

متعلمين يريدون بشهاداتهم مستوى معينًا من المعيشة، وسعرًا خاصًا لما نالوه من دراسات وكفى!

 فإذا ذهبت تفحص سلوكهم وجدت العلم قد أفاد في تغيير الوسائل فقط؛ أما المآرب الدنيا فهي هي عندهم الجهال..!

ويستحيل أن تنهض أمتنا إلا يوم يكون العلم والتربية قرينين، ويوم تتقرر آداب الإسلام ومثله دون حرج أو وجل.

(محمد الغزالي)

 

 

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة.. وحزيران

نشر في العدد 3

838

الثلاثاء 31-مارس-1970

مقامة

نشر في العدد 3

32

الثلاثاء 31-مارس-1970