; هل الجامعة فوق الدستور وفوق مستوى النقد؟! | مجلة المجتمع

العنوان هل الجامعة فوق الدستور وفوق مستوى النقد؟!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 15-يونيو-1971

مشاهدات 21

نشر في العدد 64

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 15-يونيو-1971

هل الجامعة فوق الدستور وفوق مستوى النقد؟!

إن من فضل الله على هذا البلد وأهله أن حباهم -بجانب الخير الذي أفاضه الله عليهم من كنوز الأرض- بدستور للدولة، جعل الشريعة الإسلامية مصدرًا رئيسيًا وأساسيًا لتشريع القوانين والأنظمة.

وكان مقتضى ذلك أن تلتزم جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها بهذا الدستور وتحترم نصوصه ومواده، فلا تعطل أو تخالف أو تتمرد على ما جاء فيه.

والناظر المتأمل في قوانين الجامعة ونظمها ولوائحها التي تسير عليها يدرك دون جهد أو عناء مقدار التحدي الصارخ للدستور الكويتي والخروج على نظام الدولة، وتلفيق الأنظمة من هنا وهناك دون أية مراعاة لتقاليد البلاد وعقيدتها ونظام حياتها، حتى ولو كانت هذه القوانين الجامعية تصطدم بالدستور وتخالف نصوصه وأحكامه.

والمرء يدركه العجب وهو يرى هذه التصرفات من إدارة الجامعة غير عابئة بنصح أو إرشاد أو نقد هادف بناء وتستمر فيما هي ماضية فيه، حتى ليخيل إلينا أن الجامعة فوق الدستور وفوق مستوى النقد، وأن القائمين عليها لهم من الحرية المطلقة في اتخاذ ما يرونه -حسب أهوائهم -من نظم ولوائح وبرامج ومناهج، وفات هؤلاء أن كل شيء لا بد أن ينطلق من الأصل الكبير وهو الدستور، ولا يصح من أي جهة كانت أن تخرج عليه أو تخالفه.

وبما أن المصدر الأساسي للدستور الكويتي -كما معلوم للجميع- هو الشريعة الإسلامية، فكل قانون جاء متفقًا مع نصوصها أو مسايرًا لمبادئها العامة أو روحها التشريعية فهو على العين والرأس، وكل قانون جاء خلاف ذلك فهو قانون باطل لا يجوز تنفيذه أو العمل به.

ومن هنا تنطلق «المجتمع» في مناقشة ما يجري في الجامعة، وعلى ضوء ذلك تطالب «المجتمع» بتصحيح الانحراف وتقويم العوج، والسير في الطريق السليم الذي يؤدي بنا إلى تنشئة أبنائنا على أساس من عقيدتنا الإسلامية وتقاليدنا الحميدة وموروثاتنا الفاضلة.

ولا يختلف اثنان في أن معظم قوانين الجامعة غريبة عنا وقد نقلت إلينا دون مراعاة لبيئتنا مما جعل جماهير الناس تتجهم لها وترتاب في أمرها.

ولن ندع القارئ الكريم يذهب بعيدًا في تقصي ما نحن بصدده، فالأمر جد واضح والقضية لا تخفى على أحد، لأن ما يجري في الجامعة هو حديث المجتمع الكويتي بمختلف طبقاته وفي كل مجالسه ومنتدياته.

والناس جميعًا في هذا البلد الطيب تدركهم الدهشة ويحارون في تفسير هذه الظواهر التي تخفي وراءها مخططًا رهيبًا ينفذ بخبث ودهاء سينتهي بالبلاد إلى كارثة لا يعلم مداها إلا الله.

ونظرة عابرة إلى الحملة التي تشنها إدارة الجامعة على مناهج الشريعة الإسلامية وبرامج الثقافة الإسلامية وأقسام الدراسات الإسلامية، تكفي لكشف السر وراء هذه الأساليب التي يقصد منها تقليص كل ما له علاقة بالإسلام وعلومه بصورة تدريجية حتى تكون الجامعة عن قريب علمانية في كل شيء مبتوتة الصلة بالإسلام غريبة عن أهل البلاد المسلمين.

ونحن نتساءل لمصلحة من يجري كل هذا في الجامعة؟

هل لمصلحة الكويت وشعب الكويت، الجواب كلا وألف مرة كلا، فالأمة كلها براء من هذا الذي يخالف دينها براءة الذئب من دم يوسف، هل هو بإيحاء الجهات العليا -كما يزعم الزاعمون- وأمرها وتوجيهاتها، فالجواب بالجزم والتأكيد كلا وألف مرة كلا، إذ أنه من المستحيل أن يأمر المسؤولون في الدولة بعمل أو إقرار ما يخالف الدستور وهم العاملون على حراسته والقائمون بتطبيقه وتنفيذه.

إذن من هو المستفيد من كل هذه المخالفات والتحديات الصارخة لدين الأمة ومعتقداتها ودستور الدولة وقوانينها، لا شك أن المستفيد هو الاستعمار والاستعمار وحده لا أحد سواه.

ولئن رحل عنا الاستعمار بجنوده وعتاده، فإن أفكاره ومفاهيمه وقيمه وأساليبه لا زالت تلاحقنا في عقر دارنا وتهدد حصوننا من داخلها ويمارسها تلامذته وأعوانه من أبناء جلدتنا الذين أشربوا حبه وتشبعوا بمبادئه وساروا ليكملوا الدور من بعده في عملية الهدم التي بدأها ثم أوكل إليهم مهمة إكمالها بعد رحيله.

ونحن هنا أمام هذه التحديات الصريحة وأمام مخططات الهدم التي تسير في غير هوادة في أكثر من مجال من مجالات الجامعة.

لا يسعنا إلا أن نقول كلمة الحق ليتدارك المسؤولون في الدولة هذه المؤسسة -التي تعقد عليها الأمة الآمال الكبار- ويعيدوا النظر في قوانينها ولوائحها وبرامجها ومناهجها وكلياتها وأقسامها وأساتذتها وزائريها وإدارتها والقائمين عليها، فلم يعد الأمر يحتمل الصبر ولا بد من العلاج الحاسم السريع قبل أن يستفحل الداء حيث لا ينفع الدواء.

تلك كلمتنا وهذا رأينا نقوله بكل صدق وإخلاص آملين من الله أن يوفق ولاة أمورنا لما فيه خير البلاد والعباد والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1045

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

931

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

937

الثلاثاء 24-مارس-1970