; هل حماتك تحبك؟ | مجلة المجتمع

العنوان هل حماتك تحبك؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 15-يونيو-1971

مشاهدات 16

نشر في العدد 64

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 15-يونيو-1971

الأسرة

خاطرة

هل حماتك تحبك؟

 

· لقيته في المطار كان وجهه المشرق وبسمته العريضة تدلان على أنه في غاية السعادة كنت أشعر أنه يكاد يطير من شدة الفرح خفيفًا لا كما عرفته نشيطًا مرحًا لا كما عهدته.

قلت في نفسي: سبحان مغير الأحوال، لا شك أنه يستقبل قريبًا عزيزًا جدًا طال غيابه فهو في شوق إليه.

ولما رأيته هدأ ووقف اقتربت منه أسأله:

· من هذا الذي تطرب له وتهش لاستقباله؟

- قال: أهش لاستقباله! ماذا تقول يا رجل؟

· قلت: علامات السرور التي تبدو على محياك؟

- قال: نعم، عن هذا يجب أن يكون السؤال «واقترب مني وهمس في أذني» إني سأودع حماتي فهي ستسافر! «واتبع ذلك ابتسامة عريضة» ثم قال: أعرفت الآن ما سر سروري، سأتخلص منها وأعيش سعيدًا ولو إلى حين.

ولم أشأ أن أسمع منه أكثر من ذلك، وتركته يعمه فيما تخيله من سعادة، وانفردت أفكر في هذا الأمر.

· ما سبب هذا العداء التقليدي بين الزوج وحماته، وبين الزوجة وحماتها؟

- لم لم يكن هذا العداء مع الحمو؟ «أبو الزوج وأبو الزوجة».

- هل هذا العداء كان موجودًا عند المسلمين في العصور الأولى أو العرب قبل الإسلام لا القرآن ولا الحديث ولا الشعر ولا التاريخ يحدثنا بشيء من هذا.

- هل هذا موجود في غير بلادنا؟ يقولون: إن أوربا تخلو منه.

- إذن هل هي مشكلة تستحق الدراسة؟ الجواب: نعم؟ ويدفعني إلى ذلك قصة رجل بلغ الأربعين وهو يرفض الزواج من أية إنسانة، والسبب هو أنه لا يريد إزعاج أمه بإدخال زوجة عليها في البيت، وأمه تلح عليه في الزواج وهو يرفض أن يفعل هذه الجريمة في حياتها!

- أنا أعتقد أن للأمهات دورًا كبيرًا في هذه المشكلة وعليهن يقع السبب، ذلك أن من حق الزوج وقد تزوج أن ينفرد بزوجته في بيت وأن يسكن إليها وتسكن إليه، وأن يعاملها وتعامله بمحبة وأن ينسجم كل منهما في ظل الآخر وأن يكون للزوجة كثير من الحرية في إدارة بيتها الجديد وتدبير شئونه.

وهذا ما ترفضه بعض الأمهات ويحرك في قلوبهن الغيرة، ويشعرن بأن هذه القادمة الجديدة قد استولت على أبنائهن وإنها أخذتهم منهن إلى الأبد، فيفتعلن المشاكل ويرفضن الاعتراف بهذا الوضع الجديد، ويدخلن أنوفهن فيما لا شأن لهن فيه.

والشيء نفسه يحدث مع أم الزوجة!

إن تعلق الأم بابنها أو ابنتها بهذا الحب اللامعقول لا يمكن الاعتراف به وإقراره، ولا نتوقع منه غير النتائج السيئة من تدليل الابن وإضعاف شخصيته، وإذا كانت أمهات اليوم ينظرن إلى أبنائهن على أنهم صناعة شخصية ونتاج فردي لهن كل الحرية في امتلاكه وحق التصرف فيه فإن ذلك نتيجة تجاوز هذا الابن كل ما فكرت فيه الأم من علم أو وظيفة ونتيجة تسنمه وظيفة ومركزًا اجتماعيًا أعلى مما كانت الأم تحلم به وبالتالي تندفع الأم إلى التشبث بابنها ليضفي عليها بعض ما وصل إليه وترفض التخلي عنه بسهولة لامرأة أخرى، لم تتعب في الحصول عليه.

لا شك أن سبب ذلك ضيق أفق عند أمهات الأجيال الماضية بسبب قلة ثقافة لديهن، وندرة اطلاع عندهن، وانحصار تفكير بينهن.

· هذه بعض أسباب وعلى الإخصائيين الاستمرار في دراسة هذه الظاهرة الاجتماعية ومحاولة الانتهاء منها إلى الأبد فكم كانت سببًا في خراب بعض البيوت.

ومع هذا القول فنحن لا نعدم نماذج من الحموات جديرات بالاحترام أوتين عقلًا وحكمة وسعة أفق وحسن تفكير فرفضن الانصياع وراء هذه العواطف المزيفة.

أنا لا أنادي بقطع الصلة بين الأبناء والأمهات ولكن هذه الصلة يجب أن تظل في حدود المعقول وفي حدود ما يأمر به رب الناس، وأن يظل الابن على بره بأمه وحسن علاقته معها.

كذلك لا أبرئ الزوجات من سوء تصرف وقلة عقل أحيانًا، والأزواج أيضا قد يحدث منهم مغالاة في الوقوف إلى جانب أحد الخصمين.

على أي حال لا بد أن يسود نوع من التفاهم بين الأبناء والبنات المتزوجين وبين أمهاتهم وربما كانت الثقافة والاطلاع وسعة الأفق وحسن الإدراك وسيلة جيدة لهذا التفاهم.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة.. وحزيران

نشر في العدد 3

838

الثلاثاء 31-مارس-1970

مجلس الوزراء يبحث إصلاح الأسرة

نشر في العدد 3

104

الثلاثاء 31-مارس-1970